أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الاتحاد الاوروبي يعمل لحل الازمة على حساب الشغيلة















المزيد.....

الاتحاد الاوروبي يعمل لحل الازمة على حساب الشغيلة


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 18:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إعداد: جورج حداد*
دول منطقة اليورو تتوافق على توحيد اهدافها؛ ويبقى ان تؤكد التدابير العملية التي تزمع اتخاذها. هذه هي الخلاصة التي يمكن استنتاجها من الاجتماع الاخير لقمة بلدان منطقة اليورو في بروكسل. وقد انتهى هذا الاجتماع في جو من التأكيدات بأنه تم التوصل الى تقدم كبير في محاولات حل ازمة المديونية في منطقة اليورو. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في نهاية الاجتماع يوم الاحد الفائت، لاحظ رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ان الازمة بدت عميقة الى درجة ظهر معها ان جميع التدابير التي اتخذت خلال السنتين الماضيتين لم تكن كافية، وانه من الضروري بذل جهود اضافية حسبما ورد في وكالة ايتار ـ تاس الروسية.
"لقد اقرينا اليوم خمسة توجيهات، ووحدنا اهدافنا وستراتيجيتنا. وخلال اليومين القادمين سوف يجري تحديد الاتفاقات التي تم التوصل اليها. ويوم الاربعاء سوف يجري عرضها على الاجتماع الجديد لقمة الاتحاد الاوروبي ومنطقة اليورو"، حسبما قال فان رومبوي. واكد ان الاتحاد الاوروبي سوف يتخذ جميع التدابير الضرورية لتأمين الاستقرار في منطقة اليورو. واكد رئيس الاتحاد الاوروبي "ان جميع النقاط الخمس الواردة في المشروع المضاد للازمة هي مترابطة بشكل عميق".
وبموجب اول تدبير فإن حكومات جميع بلدان منطقة اليورو ينبغي ان تأخذ على عاتقها موجبات تعمل بمقتضاها لتنفيذ اجراءات محددة تهدف الى رفع مستوى التركيز المالي والنمو الاقتصادي.
وتشير النقطة الثانية الى ضرورة ايجاد حل شامل لدعم اليونان، بما في ذلك دفع القسم السادس من سلة المساعدة الانقاذية الاولى لذلك البلد. ويبلغ مقدار هذا القسم 8 مليارات يورو. والموافقة على وضع برنامج مماثل ثان بمشاركة الرأسمال الخاص.
ويهدف التدبير الثالث الى وضع خطة دفاع فعال ضد توسع الازمة، على ان تشمل تلك الخطة منظومة اوروبية شاملة مضادة للازمة، والاستخدام المرن لـ"الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي". ويجري البحث في مسودة مشروعين لكيفية عمل "الصندوق"، يمكن العمل بموجبهما سوية.
والعنصر الرابع للبرنامج المضاد للازمة، كما اوضحه فان رومبوي، يتناول مسألة رفع الثقة بالنظام البنكي الاوروبي.
اما النقطة الخامسة في الخطة "الاوروبية" الجديدة فتدور حول ضرورة تحسين الادارة الاقتصادية والاندماج الاقتصادي وخصوصا الاندماج المالي للبلدان الاعضاء في منطقة اليورو.
وفي هذا الصدد اكد الرئيس التنفيذي للمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، ان الاتحاد الاوروبي يحتاج الى مستوى اعلى من الاندماج، حتى يستطيع التغلب على هذه الازمة. وقد توجهت كريستين لاغارد، المدير العام، لصندوق النقد الدولي، بالتحية والترحاب بالخطة الموضوعة، التي تمثل، حسب تعبيرها، تقدما مرموقا للمحادثات التي اجراها قادة البلدان الـ17 الاعضاء في منطقة اليورو. وقالت لاغارد في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "اننا نأمل اننا حقا نسير في الاتجاه الصحيح للقاء القمة لقادة دول الاتحاد الاوروبي ومنطقة اليورو".
وخلال المحادثات فإن ايطاليا، التي تحتل المرتبة الاقتصادية الثالثة في منطقة اليورو، تعرضت لضغط متنام من قبل الدول الاخرى في الكتلة من اجل تسريع الاصلاحات، واستعادة ثقة الاسواق. وانخرط الرئيس الفرنسي ساركوزي في جدل كلامي مع رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، وحسبما جاء في جريدتي "دايلي تلغراف" و"غارديان" البريطانيتين قال ساركوزي لكاميرون "لقد ضجرنا من الانتقادات التي توجهها الينا، وان تعلمنا وتقول لنا ما يجب علينا ان نفعل". وانتقده قائلا "تقولون انكم تكرهون اليورو، ولم ترغبوا في الانضمام (الى منطقة اليورو)، والان تريدون ان تتدخلوا في اجتماعاتنا". والجدير ذكره هنا، ان الدول العشر الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وغير الاعضاء في منطقة اليورو، وعلى رأسها بريطانيا، يزداد استياؤها بسبب اشتداد رغبة مجموعة دول منطقة اليورو باتخاذ القرارات، بدون استشارة الدول غير الاعضاء. ورد كاميرون على ساركوزي قائلا "ان ازمة منطقة اليورو تطال اقتصاداتنا جميعا، بما في ذلك اقتصاد بريطانيا". واشار الى واقع ان دول منطقة اليورو تتخذ قرارات، ذات اهمية حيوية لباقي الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، التي هي ايضا جزء من السوق المشتركة.
وكان مجلس العموم البريطاني قد صوت على اقتراح لاجل اجراء استفتاء حول الخروج من الاتحاد الاوروبي. وقبل التصويت ادلى رئيس الوزراء دايفيد كاميرون، الذي يعارض الفكرة بشدة، بتصريح امام البرلمان بهذا الشأن. وجرت مناقشات حادة حول العلاقات المتبادلة مع الاتحاد الاوروبي.
وكانت مسألة العضوية في الاتحاد الاوروبي قد فاقمت الخلافات في الحزب الحاكم اي حزب المحافظين. وكان عدد من النواب قد وقعوا عريضة تدعو الى اجراء الاستفتاء، وشارك في التوقيع على العريضة 100000 شخص في الموقع الالكتروني للحكومة. وهدد المتشائمون من الاتحاد الاوروبي في حزب المحافظين بأنهم قد يلجأون الى عصيان مكشوف، من شأنه ان يكون الاكبر منذ 15 سنة الى اليوم، لان رئيس الوزراء دايفيد كاميرون يرفض ان يمارس سياسة متشددة حيال الاتحاد الاوروبي. وبالرغم من انه لا يوجد حتى الان خطر لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، فإن النقاشات التي ليست لها صفة الزامية، هي في الوقت ذاته مؤشر بأن الجناح اليميني في حزب المحافظين يستفيد من الازمة المالية في منطقة اليورو، لاجل دفع لندن نحو التفكير باعادة النظر في علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي. واكد وزير الخارجية ويليام هيغ انه من شأن الاستفتاء تشديد عدم الاستقرار الاقتصادي. وحسب رأيه فإن الطريق الافضل نحو النهوض الاقتصادي هو التغلب على الصعوبات في منطقة اليورو.
ونذكر ان النقاش الحاد الذي دار بين ساركوزي وكاميرون كان قد اخر اختتام اجتماع المجلس الاوروبي يوم الاحد لمدة ساعة. ومما قاله ساركوزي لرئيس الوزراء البريطاني "لقد اضعت الفرصة الجيدة لان تصمت".
كما وجه ساركوزي انتقادات الى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، متهما اياه بأنه لم ينفذ وعده بأن يضغط لاجل استقالة العضو الايطالي في مجلس ادارة البنك المركزي الاوروبي لورنسو بيني سماغي. وطرحت باريس مسألة استقالة بيني سماغي كشرط مسبق من اجل تأييد انتخاب عضو ايطالي آخر هو ماريو دراغي كرئيس للبنك المركزي الاوروبي يحل محل الفرنسي جان ـ كلود تريشيه. وقد رفض بيني سماغي ان يستقيل من ادارة البنك المركزي الاوروبي لان برلوسكوني فشل في تعيينه كرئيس للبنك المركزي الايطالي، الامر الذي يخرج عن صلاحيات برلوسكوني.
ويلاحظ بعض المراقبين ان الدول الاوروبية، ولا سيما الدول الكبيرة والقوية والاكثر غنى فرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا انما تبحث عن مخارج للازمة فقط في اطار السياسة المالية. ومن اجل النفاذ بجلدها، فهي تشدد قبضتها اكثر فأكثر على الدول الاوروبية الاضعف منها وتفرض عليها اجراءات التقشف القاسية من اجل انقاذ سمعة اليورو وتأمين سد العجز في ميزانياتها الخاصة؛ هذا خارجيا؛ اما داخليا فهي تشدد الخناق على القطاعات العمالية والشعبية وتشدد قبضتها اكثر فأكثر على الصناديق الاجتماعية كصندوق الضمان الاجتماعي والتقاعد والصحة العامة والتعليم، الامر الذي ينعكس سلبا على القدرة الشرائية للفئات الشعبية الواسعة ويقلص الاسواق والقطاعات الانتاجية، وان كان يمثل متنفسا نسبيا للاسواق المالية. وبمثل هذه السياسة الخرقاء فإن الدول الاوروبية تمهد السبيل لتفاقم الازمة الاقتصادية وتخاطر بتحويلها الى ازمة اقتصادية واجتماعية لا سبيل للخروج منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني مستقل


ساركوزي: تكشيرة اوروبية



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الروسي ينهض من الازمة والغرب يفشل على الصعيد الاجتم ...
- قادة الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان يتبادلون الاتهام بتسليم ف ...
- اميركا تترنح واوباما والكونغرس يتابعان البهلوانيات فوق هاوية ...
- ارباب -الاموال الوظيفية- يطبعون العملة ويراكمون الديون والمو ...
- الامبريالية والصهيونية في إشكالية -الثورات؟!؟!- العربية
- هل ستعترف صربيا باستقلال كوسوفو؟!
- اميركا المفلسة تسرق العالم كله عن طريق طباعة الدولار الرخيص
- الحرية للمفكر الاسلامي الثوري المصري مصطفى حامد المعتقل في ا ...
- القفزة الجديدة لصناعة التسلح الروسية
- اميركا تتخبط في مستنقع الازمة
- تعمق الازمة الاقتصادية العالمية
- اوباما يواصل نشر الدرع الصاروخية باسم الناتو وبلغاريا تنضم ل ...
- الامبريالية والصهيونية تحضّران لحروب الابادة الجماعية الجيني ...
- -الفوضى البناءة- الاميركية في البلقان: مرحلة التركيب الجديد ...
- الامبريالية الاميركية و-الارهاب-
- جرثومة رأسمالية (اميركية؟) جديدة تضرب موسما زراعيا آخر في او ...
- الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية
- شبح -الباشبوزوك العثماني- و-الفوضى البناءة- الاميركية يجول م ...
- اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)
- حركة التحرير العربية: سيرورة التحول وتحدي العالمية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - الاتحاد الاوروبي يعمل لحل الازمة على حساب الشغيلة