أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - قضاء نظام الأسد














المزيد.....

قضاء نظام الأسد


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحدى تهريجات النظام الأخيرة أنه أوعز إلى ذراعه القضائية بالدخول في معركته مع المعارضة, في سياق الأزمة السورية القائمة منذ خمسة عشر شهراً, ليصدر قاضي التحقيق الأول بدمشق مئات مذكرات الإحضار بحق معارضين سوريين خارج البلاد بتهم الخيانة العظمى وتهم أخرى تصل عقوباتها إلى الإعدام والسجن المؤبد.

طيلة عقود لم يكن القضاء السوري بعيداً عن النظام وبمنأى عنه, بل تحول إلى أحد أذرعته العديدة المروضة بإحكام, والمنطلقة من توجيهات أمنية سلطوية, وصار واجهة النظام القانونية للبطش والتنكيل بمعارضيه, وإغداق الأحكام المتعسفة عليهم, بغية استئصال أوجه الحراك السياسي في البلاد التي ترزح في نفق معتم من فقدان الحريات والحقوق.

بدلاً من إحقاق الحق وتطبيق سيادة القانون, تحول القضاء السوري إلى مطية لحزب البعث والأجهزة الأمنية والسلطة المتغولة, ممعناً في نحر الحريات بناء على تعليمات أمنية متخلياً عن الأساسات الفكرية والأخلاقية لوجوده, لأنه تحول إلى أداة بيد السلطة التنفيذية في ترتيبها فضاء البلاد وفاقاً لمشيئتها المتعالية والوصائية, بذا فقد القضاء السوري بكارة استقلاليته وأصبح يتنفس من هواء السلطة الفاسد.

لا استقلال للقضاء في سوريا الأمنية البعثية, وهذا يعني أن لا قضاء في سوريا, لأنه مختبىء في فروة النظام الحاكم وأجهزته الأمنية التي تديره بالريموت كونترول, إنه قضاء الدولة الريعية ( دولة المكاسب والامتيازات والولاءات ) حيث تختزل السلطة الأمنية المتغولة كل مرافق البلاد في أدراجها الخاصة ولا تتيح لها إمكانية النطق أو التنفس خارج الحدود المرسومة, لهذا لا نستغرب تنطح القضاء السوري المهجن أو المدجن لخصوم النظام ومعارضيه بين الفينة والأخرى, فالنظام لديه هو المركز وما تبقى مجرد هامش عابر لا يعول عليه ولا يستحق الرحمة.

يحتاج القضاء السوري إلى التصالح مع نفسه ومع المواطنين, ولن يتم ذلك إلا بتحليقه خارج سرب السلطة التنفيذية التي أفرغته خلال عقود من محتواه ومضمونه وحولته إلى مجرد فزاعة تنهر المواطنين, أي أن القضاء في سوريا الجديدة يحتاج إلى التمثل كسلطة حقيقية مستقلة قائمة بذاتها, لا البقاء مجرد وظيفة إدارية تابعة للسلطة التنفيذية.

وإذا كانت الدساتير السابقة في سوريا تشير إلى استقلالية القضاء ودوره, إلا أن المواد المتعلقة بالقضاء لا تعدو أن تكون مجرد إنشائيات وعبارات خاوية على عروشها وسفسطات نظرية غير مترجمة واقعياً, لذا فالمنتظر من الدستور القادم في سوريا ما بعد رحيل النظام هو التأكيد على مكانة واستقلالية القضاء وإعادة هيكلته وتحديثه وتمكينه من لعب دوره دون وصاية من الجهات السيادية في البلاد.

القضاء المستقل والفعال والحقيقي والحيوي نعثر عليه في البلدان الديمقراطية الليبرالية فقط, أما بلدان الاستبداد والتسلطية السياسية والأمنية فإنها تكون مقبرة للحريات ومقبرة للمؤسسات الحقيقية, وبالتالي فإن القضاء فيها يكون سقط متاع سلطوي وعبارة عن مؤسسة صورية إضافية.

بانتظار سوريا حرة ما بعد الطاغية بشار, حيث يعاد الاعتبار إلى مؤسسات الدولة ومنها مؤسسة القضاء المستقل السيد.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرشح الأعزل للنسيان
- طرفة سورية : النظام هو الخصم والحكم
- نظام الأسد والمجتمع الدولي المهذب
- الرهان الأخير للنظام السوري
- انتخابات صورية في جملوكية الرعب السورية
- رمان مفخخ
- التيار الإسلامي غداً : بؤر قندهارية أم ديمقراطية
- الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي
- معارضة لا ديمقراطية
- معارضة أحادية
- مونتاج جديد لسوريا
- نوروز
- صديق اسمه الموت
- نكتة سخيفة اسمها الدستور
- اكتشافات السوري
- آه منكم يا معشر الطغاة
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - قضاء نظام الأسد