أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - بغداد : 6./ 6. /6.















المزيد.....



بغداد : 6./ 6. /6.


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 18:06
المحور: الادب والفن
    


ولج السائق " كريم " أشهر شارع في بغداد ، و راح يحملق بمعالمه حواليه . تعجّب من هول ما أخنت عليه أثقال المحتلين : البنايات باتت قميئة كامدة و متهرئة ، و المحال التجارية و دور العرض و المطاعم و المقاهي فقدت وجهها و اسمها و وهجها ، و الأرصفة و الطرقات الإسفلتية تحولت إلى سوق هرج مفتوح لأصحاب الأكشاك و العربات . و كل ذلك بفضل قيام الغزاة الأمريكان بقطع كل مداخِله و مخارِجه بالكتل الخرسانية الضخمة ذات الشروخ القبيحة المستوردة بالترليونات من الشقيقة الشريفة الكويت بفضلات أموال العراق المنهوبة من كل مكان لمنع السيارات من دخوله . بَدَت الأكشاك العشوائية و عربات العُدَد و الخردوات و المواد الغذائية و الأدوية من كل الأصناف ، بمظلّاتها الممزقة المائلة على الإسفلت المترَّب ، ككثبان الصحراء : فقيرة و متحركة ، تميد تحتها الأقدام و تحرق أبخرتها الأنفاس . الأمريكان و قوّادهم حولوا العراق إلى خردة على تراب. تأسّف كريم لعدم استطاعته عمل شيء لمنع حذاءه من الغرق في الأتربة رغم أنه كان قد أمضى عشرين دقيقة في صبغه و تلميعه بتأنٍ نيِّق فجر اليوم فيما كانت بناته العشرة و أمهن ممددات كشجيرات الخيزران و هن يغططن بالنوم . لا بأس ؛ سيعيد تلميعه بمناديله الورقية لاحقاً . عليه الآن التفرغ لإنهاء مهمته – و التي خاطر فيها بالسفر عبر "طريق الموت" الممتد من الحصوة فاللطيفية و القرية العصرية ثم المحمودية بين الحلة و بغداد – بأسرع ما يمكن : إستلام عهدة سيارة الپيكب المزدوجة القمرة من طراز نيسان 2002 . لقد أضطر لإستدانة مبلغ ثلاثمائة و خمسين ألف دينار من شقيقه المدرس "حليم" ، دفع منها مائتين و خمسين ألف دينار رشوة لأحد أزلام مدير القسم الإداري في دائرته لكي يرتبوا له أمر تسليمه السيارة ، و احتفظ بالباقي تحسباً للمصاريف الطارئة .
كان السائق كريم قد أمضى كل سنوات خدمته الثلاث في دائرته الحكومية دون أن يستلم سيارة بفضل إصرار مديره على عدم "تبذير المال العام" حسب إدعائه ، رغم أن السبب الحقيقي لمنعه السيارة عنه هو حرص نفس المدير على صرف مخصصات النقل و السفر و الإيفاد لنفسه ، و التي ستنقطع حال إستلام سائقه للسيارة . مثل هذا الحرص من جانب واحد على المال العام تسبب في حرمان كريم من سبعة و ثمانين ألف دينار شهرياً مخصصات للخطورة ، علاوة على مخصصات ساعات العمل الإضافية . و لهذا ، فقد بقي لا يستلم سوى مائة و ثمانية و ستين ألف دينار راتباً شهرياً لا تكاد تغطي مصاريف عائلته لثلاثة أيام بعد تسديد مائة و خمسين ألف دينار بدلاً لإيجار الدار التي يسكنها . و لهذا فقد كان مضطراً للعمل بعد أوقات الدوام سائقاً أهلياً في حافلة لنقل الركاب داخل مدينة الحلة لتدارك مصاريف معيشة عائلته . تعجّب كريم في سره من شدة خصوبة زوجته : مولود جديد لكل سنة ؛ و لكن لماذا يجب أن يكون المولود أنثى دائماً ؟ عشرة بنات ! الحمد لله على كل حال ! إبتسم و هو يفكر بأنه لا يتذكر أنه قد جامع زوجته أكثر من تسع مرات بعد المولود الأول : يا له من قنّاص ماهر ؛ كل إطلاقاته تصيب الهدف ! حمد الله لأن مديره الجديد ليس حريصاً على جيبه مثل مديره القديم المحال على التقاعد . بل بالعكس : فقد طالب بالسيارة المخصصة لدائرته منذ أول يوم دوام له ، كما دفع له من جيبه إكرامية عشرة آلاف دينار ، و وعده بصرف مخصصات السفر و الإيفاد له حال جلبه للسيارة . الخير آتٍ إنشاء الله .
تمنى أن لا يكون مصيره مثل مصير السائق السابق لنفس السيارة التي سيتسلمها اليوم . كان ذلك الرجل يعيل ثلاثة أسر . و فيما هو متوجه لدائرته صباحاً قبل شهرين ، أوقفته على طريق "الدورة" السريع نقطة سيطرة وهمية قوامها ثلاثة أشخاص يرتدون الملابس العسكرية و هو مدججون بكامل السلاح و العُدة . فتحوا باب سيارته و سحبوه من خلف المقود أمام أنظار أفراد نقطة السيطرة الأمريكية غير البعيدة ، و حولوا رأسه بطلقاتهم إلى ما يشبه هشيم الرقي الساقط على الشارع من فوق الشاحنات المسرعة ؛ ثم إستقلوا السيارة المنهوبة ، وانطلقوا بها . و لكون السيارة مزودة بجهاز حماية حساس - شأنها شأن كل سيارات دائرته - فقد توقفت ذاتياً عن الحركة على مبعدة حوالي خمس و عشرين متراً من الرأس المهشم . ترجل منها أفراد العصابة بسرعة ، ثم أوقفوا سيارة ثانية حالاً : قتلوا سائقها بنفس الطريقة السابقة ، و فرّوا بها ، تاركين جثة القتيلين تسقي الإسفلت بدمائها المتدفقة .
ثم صادف أن مرت على نفس الطريق حافلة لنقل الموظفين تابعة لنفس الدائرة ، ينحشر فيها ثلاثون موظف و موظفة . شاهد سائقها سيارة زميله الپيكب المتوقفة وسط الشارع ، فميزها حالاً من لوحة أرقامها الحكومية الزرقاء . أوقف سيارته إلى جنبها ، و نزل ليتبين ما إذا كان زميله السائق يحتاج لمساعدة ما . فتّش السيارة ، فلم يجد أحداً فيها . تذكر أنه قد إستدار قبل هنيهة حول جثة مهشمة الرأس مكومة على الشارع دون أن يكلف أحد نفسه عناء إخلائها ، فطلب مساعدة ثلاثة من زملائه الموظفين الذكور من ركاب الحافلة ، و توجه الأربعة نحو الجثة . لم يتعرفوا أولاً على معالمها المشوهة . فتشوا في جيوب القتيل ، فعثروا على هوية دائرته . أعادوا الهوية للجيب ، و حملوا جثته بدمائها الحارة المتقطرة ، و وضعوها في حوض الپيكب ، و اتجهوا بها للمستشفى ؛ فيما تولى أحد الموظفين قيادة الحافلة لإكمال مسيرة الخط للدائرة و الإبلاغ عن الحادث المنكود . في المستشفى الخالية من الأسرّة بسبب نهب أبطال الحواسم لها ، رفض طبيب الطوارئ فحص الجثة إلا بعد قيام مرافقيها بمراجعة مركز الشرطة ، و تنظيم كتاب الإحالة إليهم منه . في مركز الشرطة ، كاد معاون الشرطة أن يلقي القبض على سائق الحافلة بتهمة الإشتباه بالقتل لولا إفادات زملائه الشهود الثلاثة بخصوص ظروف الواقعة . عند ما عادوا بالجثة للمستشفى ، حرر لهم الطبيب شهادة الوفاة على عجل و هو يوزع نظراته بين رأس الجثة و رؤوسهم ، و ينصحهم بنقل الجثة لأهل القتيل حالاً ، مبيناً لهم أن مجمدات المستشفى تغص بجثث المغدورين المحشورين جثتين جثتين في كل مجر ، و أغلبهم مجهول الهوية .
بعد إتمام الإجراءات الورقية للتسلم و التسليم ، توجه كريم مع ثلاثة من السواق نحو المرآب المفتوح لاستلام السيارة . دار كريم حولها متفحصاً إياها بعين خبيرة ، ثم علّق بالقول :
- السيارة وسخة جداً ، كما أن قفل الباب الأيمن معطوب .
- إكتشاف عظيم ! وجَدَتْ العانس بعد الجهد عريساً ، فقالت : إنه أعور ! أحمد ربك على مثل هذه السيارة النظيفة ! رد عليه رئيس السواق .
- أين لوحات أرقامها ؟
- يا كريم ، اللوحات الحكومية أصبحت إجازة للقتل و للسلب ، و إياك أن تثبتها في مكانها ، إلا إذا كنت تشتهي الموت قبل أوانك .
- أعلم ذلك . لن أثبتها ، بل سأحتفظ بها في مجر السيارة .
- توكل على الله باستلام السيارة الآن ؛ أما أرقامها ، فستستلمها في الأسبوع القادم !
جلس كريم خلف المقود ، و أدار مفتاح الإحتراق عدة مرات دون فائدة .
- و البطارية أيضاً هابطة !
- سندفعك !
تولى السواق الثلاثة دفع السيارة لبضعة أمتار ، فاشتغل المحرك .
- توكل على الله . شايف خير ، إنشاء الله ! قال له رئيس السواق .
- خزان الوقود شبه فارغ . أين يوجد أقرب بائع للبنزين ؟
- قريب جداً ! "بحّارة البنزين" يملأون ساحة حافظ القاضي !
- ألله يوفق الحرامية ! أودعناكم !
- بالسلامة .
عند ساحة حافظ القاضي ، إشترى كريم عشرين لتراً من البنزين بأربعين ألف دينار بدلاً من سعرها الرسمي : أربعة آلاف . السوق السوداء للمحروقات مزدهرة في بغداد . لاحظ تقطّع قوام السائل المسكوب في الخزان ، فراوده الشك بكون البنزين مخلوطاً بالماء .
- الله عليك ، هذا البنزين غير مغشوش ؟
- كفيلك الله . هذا أحسن بنزين بالسوق . بشرفي ، و الحسين و العباس !
بعدها إشترى كريم بطارية جديدة تامة الشحن بثمان و ستين ألف دينار . و لحسن حظه ، فقد وافق صاحب محل البطاريات عن طيب خاطر على تأجيل تسديد ثمانية آلاف منها حتى الأسبوع القادم .
أنطلق كريم بالسيارة نحو طريق بغداد - الحلة . عند بلوغه مفرق الدورة في حوالي الساعة الحادية عشرة و الثلث ، إتجه نحو محطة بنزين "المهدية" للتزود بالوقود . قبل بلوغه المحطة بحوالي مائة متر ، توقف محرك سيارته فجأة . البنزين مغشوش ! القَسَمُ أقوى مطيّة للغشاشين . هذا ما كان يعوز إبن الخائبة !
إنزلق كريم بالسيارة حتى بلغ بها نقطة سيطرة متحركة قوامها سيارة پيكب واحدة خاكيّة اللون فيها أربعة من أفراد الشرطة العراقية ، مع سيارة صغيرة ثانية لإثنين من رجال شرطة المرور ، فركنها قريباً منهم . تناول مفك نمرة 15 من صندوق عُدّة السيارة ، و نزل من السيارة . رفع غطاء المحرك ، و أسنده بالمرود . عليه أن يفتح المكربِنَ لينظفه من الماء و الشحوم .
فجأة إستدارت سيارة "جمسي" موديل 86 باذنجانية اللون أمام سيارة الشرطة ، و تقافز منها أربعة رجال يرتدون الملابس المدنية ، و فتحوا نيران رشاشاتهم على رجال الشرطة ، الذين خروا مصروعين قبل أن يتسنى لأحد منهم سحب مسدسه الصدئ . أما سيارة شرطة المرور ، فقد أسرعت بالفرار مولولة من المكان ، فيما هرول كريم نحو الباب المفتوح لعمارة سكنية قريبة . دخل العمارة و هو يلهث و المفك بيده ، و قلبه واجف على سيارته . إنقطع تماماً سير العربات على الشارع ، و تزايدت لعلعة البنادق الرشاشة من كل صنف ، و صدى أصوات الإنفجارات في كل صوب ، و تقاطر المفزوعون إلى العمارة السكنية . العراق أغنى مخزن للرشاشات في العالم ، و لذلك فإن الموت الثاقب متوفر فيه و بكثرة في كل مكان . ثقوب و حشوات ، في ثقوب وحشوات ، في حشوات و ثقوب .
في الفسحة الكائنة نهاية سلم الطابق الأول للعمارة ، إنكبست أرواح حوالي خمسة عشر شخصاً متكرمشاً من الرعب : موظفون و موظفات ، رجل عجوز يحمل كيس صمّون إشتراه لغداء أهله القريبين ، إمرأة متوسطة العمر و شديدة البدانة أتت لتتفقد ولديها الصغيرين اللذين يبيعان الكعك في محطة البنزين المكتظة بقطارات من السيارات وبمئات من حاملي صفائح اللدائن القبيحة بسبب أزمة البنزين . أحاديثهم همس رهيب يتقطع مع تجدد إنطلاقات عواء الرشاشات المهووسة و دوي الإنفجارات العاصفة المُخرِسة . فَرْسٌ و هَرْسٌ و مَرْسٌ .
- أي زمن نتن هذا ؟ رحماك يا رب ! ما هي جنايتنا ليكتب علينا أن نعاني كل هذا الهول ؟
- اللهم زد و بارك !
- أخلف الله عليك !
- هل تدري لم لا يرحمنا الله ؟
- لم ؟
- لأن الواحد منّا لا يرحم الآخر ! إنا على يقين أن كل واحد من الراجفين و المرعوبين الجالسين هنا سينقلب وحشاً شرساً لإخوته حالما تؤاتيه الفرصة ، و أنا أولهم !
- صدقت ! مثلما فعل النغل زياد إبن أبيه و الحجاج !
- نعم ، و مثل اللعين صدام .
- لو بقي صدام لما جرى لنا ما يجري الآن .
- صحيح . في زمن صدام لم يكن يوجد من يجرؤ على النزول بسلاحه إلى الشارع و تقتيل الأبرياء بدم بارد مثلما يحصل الآن و بدون عقاب .
- من أمِنَ العقوبة ، إستهتر و فَجَرْ !
- الخوف جميل ! إنه يخلق المعجزات ، و يغل اليد و اللسان !
- العراق بحاجة لدكتاتور جديد مثل صدام !
- اللعنة على صدام و على أتباع صدام . كل هذه الفظائع إنما هي من مخلفاته !
- نعم . ما كل هذا إلا من فعل أزلامه !
- صدق من قال فينا : و تنعقون مع كل ناعق !
- صحيح ! نحن أهل الشقاق و النفاق و مساوئ الأخلاق ! تلك هي شارة الإمام فينا !
- أعوذ بالله ! تالله نحن أحسن شعب بالعالم ! و الذنب كله إنما هو ذنب قادتنا !
- كيفما تكونوا يولَّ عليكم !
- إنما العراقي إنسان طيب و مسكين و صاحب شجاعة و نخوة ، غير أن أمره ليس بيديه !
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !
- ألم نقتل الإمام علي و الحسن و الحسين و عبد الكريم قاسم ؟ نحن أمة تقتل قديسييها ، و تعبد سفلتها من أمثال البكر و صدام حسين ! إننا نستحق كل هذا و أكثر !
- صحيح . لا خلاص لنا ؛ تلك هي لعنة الإمام فينا !
- يمّا أولادي الاثنين : حسن و حسين ! أخاف أن يحصل لهما مكروه !
- أين هما الآن ؟
- في محطة الوقود !
- ماذا يفعلان هناك ؟
- على باب الله : يبيعان الكعك على السواق !
- لا تقلقي عليهما .
- الضرب بعيد عن المحطة !
- عسى الله أن يسمع من فمكما !
- و أين والدهما ؟
- أعدمه صدام ! ما ذا نعمل ؟
- اللهم زد و بارك ! إشتدي أزمةً ، تنفرجي !
- الله كريم !
- نعم ، الله كريم ؛ و لكن الإنسان مجرم جاحد !
- سترك ، يا رب !
- لا نريد غير الأمان و لقمة العيش . لسنا سياسيين و لا حماسيين .
- تمام ! و كل من يتزوج بأمنا يصبح عمّنا .
- و هنيئاً لك يا فاعل الخير .
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
- يا ناس : و الله حرام تدمير العراق بهذه الطريقة . حتى البشر تبدّل و صار غير البشر الذي نعرف ؛ و الجار صار لا يعرف من هو جاره ، و غادرت الرحمةُ القلوبَ .
- لعد شتريدين يصير ؟ ها ؟ تربية إنتهازية دامت أكثر من ثلاثين سنة ، و حروب في حروب في حروب حرقت الأخضر و اليابس . من أين تأتي التربية الوطنية و قد علمونا أن من يكتب تقريراً ضد أمه يحصل على نوط الشجاعة و تعدم أمه ؟
- آخ من العفالقة ! إنهم رأس الحية و بيت الداء .
- رحم الله أمك يا بوش ، يا من خلّصتنا من شرهم . و الله لو لا بوش ، لمكث صدام و أولاده فينا سبعين سنة أخرى ليتموا إغتصابهم لأعراضنا كلها .
- الأمريكان ليسوا أشرف من صدام : الخرؤ شقيق البول !
- هم الذين نصبوه ، و هم الذين خلعوه !
- سبحان الله : يمهل و لا يهمل !
- لا تخف على العفالقة . لم و لن يمسسهم أحدٌ بسوء ، و لم يُفعل بهم ما فعلوه بغيرهم . و هم الحاكمون الآن بعد أن إستبدلوا برذعتم !
- أقذف بالعفلقي من قمم الهملايا ، و سينزل على قدميه صاغ سليم !
- كم هو جميل : يوم 8/4 كان عدد البعثية الحقراء في العراق خمسة ملايين ؛ يوم 9/ 4 تبخروا جميعاً فأصبح عددهم صفراً ، و انقلبوا ثواراً وطنيين ، و من المناوئين ضد نظام إبن صبحة !
- و هذا ما يثبت أن حزب العفالقة حزب حديدي الفكر و التنظيم !
- حتى المدانون بالرشوة في زمن صدام صاروا مناضلين ضده !
- شوفوا ذولا المزعطة اللي يقتّلون الناس في الشوارع : كلهم فدائيو صدام ! و هم جوكر اللعبة الآن : يشتغلون لحساب كل الأطراف المتحاربة ، و يقبضون منهم جميعاً !
- أمّا أولاد الخائبة : فلهم الله !
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !
- سترك يا رب ! نحن أناس مساكين : لا نريد غير الأمان و الستر .
- لم كل هذا القتل كل يوم ؟ ألم تكفنا أنهار دماء أهلينا التي سالت منذ 63 إلى اليوم ؟
- هي لعبة دولية كبيرة ، و نحن حطب نيرانها !
- كل يوم تزهق في العراق أرواح 200 إلى 500 نفس . نسمع الأخبار ، فيقول لنا النطاق الحكومي الرسمي : عدد القتلى هذا اليوم هو ثلاثة أشخاص فقط حسب الإحصائيات الصحية !
- أنها سياسة حذف الصفرين من اليمين ، و من ثم استخراج معدل المتبقي من الأرقام الصحيحة !
- يا جماعة ، أليس غريباً : حكومتنا و مجلسنا و محافظينا لا يوجد فيهم عراقي واحد لم يكن دائحاً في الخارج . هل خلا العراقيون في الداخل من القياديين الشرفاء ؟
- كل أولئك الذين جاءوا مع الأمريكان هم حراميّة من فاقدي الغيرة و الشرف و الضمير !
- نعم ، و مصلحة العراق تداس يومياً تحت أقدام مصالح أسيادهم و إزاء متطلبات انتفاخ جيوبهم و كروشهم !
- أنهم لا يشبعون أبداً من أكل المال الحرام !
- سيبقى الأيتام أبناء إبنتي بدون أكل اليوم . خبزهم معي ، و أنا محشور هنا !
- لا تقلق عليهم ! لن يموتوا من الجوع !
- ما ذا حصل لأبيهم ؟
- إستشهد بالقصف الأمريكي ! صاروخ كروز : دفنه طحيناً حياً !
- لا حول ولا قوة إلا بالله !
- اللهم أرفع الغمة عن هذه الأمة !
- لعنة الله على الظالمين !
- لعنة الله على كل من يفرق بين أبناء الشعب الواحد !
- جاءونا بفتيلة جديدة : قسمونا إلى سنّة و شيعة ! المجرمون السفلة .
- فرّق تسد !
- أنا شيعي ، و أمي سنّية !
- أنا سنّية ، و أمي شيعية !
- و أنا شيعية ، و زوجي سنّي !
- كل المسلمين هكذا !
- لعنة الله على الظالمين !
- أنا مسلم ، و لكنني لا أعرف هل أنا سنّي أم شيعي !
- لعلك مسلماً كاثوليكياً !
- هاهاها !
- أنت مثل الرسول الأمين : لم يكن سنّياًّ و لا شيعياً .
- الإسلام واحد ! و لكنها مصالح رجال الدين و أربابهم الحكام الفاسدين ، لعنة الله عليهم أجمعين !
- لماذا لا نسمع من قادة الأكراد بأن الأكراد – مثل العرب – فيهم السنّة و فيهم الشيعة أسوة بغيرهم من المسلمين ؟
- بقدرة قادر . إنها العنجهية القومچية !
- قادة الأكراد يقولون أن كل البشر في العراق أكراد : المسيحيون أكراد ، و الإيزيديون أكراد ، و التركمان أكراد ، و الشبك أكراد ، و العرب هم أكراد مستعربون !
- و العراق من الخليل إلى العمارة كردي القومية !
- كل مكان فيه الكثير من الماء و النفط يجب أن يكون كردي الجنسية !
- نعم ، و كركوك هي قدس الأقداس باعتبار أنها كانت عاصمة جمهورية مهاباد !
- طيط !
- سبحان الذي شيَّخ الفأرة على القط !
- البارزانيون هم عرب مستكردون ! إنهم عباسيون !
- و مثلهم الزنگنيون و التقشبنديون !
- سبحان مغيّر الأحوال !
- زعماؤهم يقولون لحكامنا المستوردين من بالوعات الخارج : " ما عندنا هو لنا و لوحدنا فقط ؛ و ما عندكم أنتم نحن شركاؤكم فيه لكوننا رفضنا الإستقلال عنكم و أخترنا البقاء ضمن العراق " !
- أبواقهم كلها شوفينية ، و يتهموننا نحن بالشوفينية !
- أحسن شيء لو نطالبهم بالإستقلال عنّا ، فنخلص من دوخة الرأس !
- لا لا ! لا يجوز تقسيم العراق ! هذا حرام !
- أين ذهب عنهم صدام ، ها ؟ و قول الطالباني له و هو يعانقه عناق الحبيب : فيك الخصام ، وأنت الخصم و الحكم ؟
- غاب القط ، فالعب يا فأر !
- العراق يبكي على دكتاتور جديد !
- لا تقلق : الدكتاتوريون متواجدون عندنا و بكثرة !
- السفينة التي يكثر ملاحوها تغرق !
- يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !
عند الساعة الواحدة من بعد الظهر ، خفّت حدّة الرمي .
- لقد هدأ القتال . علي أن أذهب للسيارة - قال كريم .
- و لماذا تخاطر بحياتك بسبب السيارة ؟ أنت إنسان بروح ، و يمكن أن تخسر حياتك ؛ أما السيارة ، فهي آلة جماد لا تموت ! قالت له الموظفة بدائرة الصحة .
- هذه السيارة حكومية ، و لم أستلمها اليوم إلا بعد جهد جهيد ؛ فأن حصل لها مكروه لا قدّر الله ، سيحسبونها عليّ بسعر السيارة الجديدة ، و يكسرون ظهري بتسديد قيمتها بالملايين أقساطاً شهرية تلاحقني إلى القبر ؛ و أنا برقبتي عشرة بنات مع أمهن : وهي ربة بيت ، و ليست موظفة .
- يجب عليَّ أن أخرج حالاً لأتفقد ولدَيَّ ، و أطمئن عليهما ، عساهما بخير ! قلبي يحترق عليهما !
- أخرجي الآن ، فتُقتلين ؛ و يكتمل يُتْم إبنيك !
توقف الرمي لثوانٍ . خرجت المرأة البدينة ، يتبعها كريم ، و الرجل العجوز الحامل لكيس الصمّون لأحفاده . لعلعت الرشاشات مجدداً ، فأصيبت المرأة البدينة برشقة من خمس رصاصات ، تكوّمت على إثرها على الجزرة الوسطية للشارع . إحتمى كريم خلف عمود للإنارة و بيده المفتاح رقم 15و هو يسمع أزيز الرصاص المتطاير حواليه . مرت به مسرعة دراجة بخارية يقودها فتى يافعاً يحتضن قنينة غاز سائل . عاجلته رشقة ثانية ، فجندلته : سقط الفتى حالاً على إسفلت الشارع ، فيما تهادت الدراجة و قنينة الغاز : كلٌ في صوبٍ يتدحرجون . ردد كريم الشهادة ، و هو يعدوا راجعاً بكل ما أوتي من سرعة صوب العمارة السكنية . لم يصب بأذى و هو يلج العمارة لاهثاً و قد إصفرّ وجهه . جلس كريم خلف الباب ، و نظر إلى البيوت أمامه عبر الشارع ، فشاهد الرجل العجوز مستلقياً على ظهره مهشم الجمجمة إزاء باب داره المقابل للعمارة عبر الشارع ، و هو يحتضن كيس الصمّون على صدره . رقرق الدمع في عينيه ، و أولع سيجارة ، و هو يجاهد لمنع نفسه عن التقيوء . لم يكفكف دموعه ، و هو يتمتم :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ! لماذا – يا ربي – إلّا في العراق ؟ ألا يكفي كل ما حصده مَلَكُ موتك من الأرواح فينا ؟
إرتقى كريم السلم درجات ثانية ، فأستقبله لفيف الجالسين الواجمين الراجفين المكبوسين بالقول هامسين:
- حمداً لله على سلامتك !
- سلّمكم الله .
وقف كريم إزاء النافذة المطلة على الشارع . راح يراقب بفضول وجهته المنشودة / محطة الوقود القريبة التي تحرسها ثكنة عسكرية . مرت بضع لحظات ، فرأى تقدم مجموعة مدنية يحمل أفرادها المدافع الرشاشة الثقيلة و التي تتدلى أشرطة طلقاتها على رقابهم و أكتافهم نحو الثكنة العسكرية . فتحوا نيرانهم الكثيفة عليها، و أسقطوا الثكنة العسكرية خلال ثوانٍ . ثم صوبوا نيرانهم بغزارة على السيارات و الأشخاص المتجمعين بطوابير طويلة في المحطة للتزود بالوقود . تجندلت القامات ، و ارتوى الإسفلت الزيتي من دفق الدماء القانية الجديدة .
ثم تقدمت نحو المحطة أربع مصفحات "هَمَرْ" تغص بالمجندين الأمريكان . دوّت الإنفجارات و الطلقات نحوها من كل صوب . دقائق ، و خرجت من المحطة سيارة مصفحة واحدة فارّة يقودها مجند أمريكي واحد ، و هي تنهب الشارع نهباً بسرعتها الجنونية . مرت خمس دقائق . تقدمت نحو المحطة ثلاث مصفحات أمريكية من نوع "هَمْفي" . حالما دخلت محيط المحطة ، حتى سمع كريم أصوات إطلاق وابل الصواريخ المضادة للدروع عليها . بدأ بالعَدْ : خمسة عشر صاروخاً . لم يخرج من الجنود الأمريكان أحد . لم تمض أكثر من خمس دقائق أخرى ، حتى خرجت من المحطة عشرون سيارة تغص بالمسلحين المدنيين المدججين بالأسلحة من كل نوع ، و بعضهم يحمل صواريخ عقلة و قاذفات سيبيجي ناين و هاونات و دوشكات . بعدها ، حلّقت فوق المحطة و الشوارع المؤدية إليها طائرتان سمتيان من نوع "أپاتشي" . صوّبت رشاشاتها الثقيلة من الجو تتلقّط المارّة العزّل من هنا وهناك ، فتطرز أديم الشوارع بألوان الجثث الجديدة . إنسحبت الطائرتان ، و توقف القتال في الشوارع التي بات يلفها صمت الموت الرهيب .
- أخي ، أريد أن أسألك سؤالاً – وجّهت الموظفة في وزارة النفط كلامها له .
- تفضّلي .
- أنت تسكن في الحلة ، أليس كذلك ؟
- بلى !
- إياك و السفر إلى الحلة اليوم !
- و إلى أين تريدين أن أذهب ، و أنا غريب ؟ هل تستضيفيني عندكم اليوم ؟
- أهلا و سهلاً بك في بيتنا ، أيها الأخ الكريم . اليوم بدأ الذبح في المحمودية . ذبحوا كل الشيعة هناك ، رجالاً و نساءً و أطفالاً !
- و لكنني يجب أن أعود إلى الحلة اليوم حتماً !
- إذن ، إذا أوقفتك المليشيات الشيعية ، فقل لهم : "أنا شيعي ، و ألعن أبو السنّة" ؛ و إذا أوقفتك المليشيات السنّية ، قل لهم : "أنا سنّي ، و ألعن أبو الشيعة "!
- و كيف أميز بين المليشيات الشيعية و السنّية ؟
- بسيطة : أفراد المليشيات الشيعية يرتدون الملابس السود ، و لا يحلقون شواربهم ؛ أما المليشيات السنية ، فأفرادها يلبسون دشداشة بيضاء ميديّه ، و يحلقون شواربهم .
- طيب ، و إذا صادف و أن كان المليشياوي يلبس السواد ، و يلبس فوق السروال تنورة ميديّه بيضاء ، و يحلق شاربه ؟
- في هذه الحالة : أنت و ربك يا موسى .
- في هذه الحالة ، سأقول لهم : " أنا سنيعي ، و ألعن أبو عنيشة " !
- الستار الله !
في الساعة الرابعة و الربع ، غادر كريم مبنى العمارة السكنية نحو سيارته . فكك المكربِن بسرعة ، و نظفه من الماء و الشحوم . محطة الوقود القريبة خلت من كل العاملين فيها و كل من لم يكتب عليه الموت ممن يروم التزود بالوقود منها . لم تبق غير الجثث المهجورة . رائحة الموت في الجو تعلو الأنوف . أعاد كريم شد المكربِن ، مسح يديه ، و شغّل المحرك : حمداً لله ، لقد إشتغل . تحرك نحو المحمودية . توقفت السيارة مرتين قبل بلوغه قضاء المحمودية ، و أضطر في كل مرة إلى تنظيف المكربِن من جديد .
في المحمودية كانت الشوارع تغص بالمسلحين الملثمين الملفّعين بالسواد فوق السواد .
أوقفته نقطة سيطرة مدنية قوامها خمسة أشخاص مسلحين تحلقوا في مواقع ستراتيجية حول السيارة . سأله مسؤولهم :
- هل أنت معنا ؟
- لا !
- هل أنت ضدنا ؟
- لا !
- مَنْ أنت إذن ؟
- أنا واحد كلب إبن كلب ؛ إبتلاه الله ، فولدته أمه بالعراق العظيم !
- من أية مدينة أنت ؟
إحتار كريم كيف يجيب . إستقر رأيه على إختيار مدينة يسكن فيها السنة و الشيعة .
- من المسيَّب !
- أنت من أي الأعمام ؟
- و ما شأنك بأعمامي ؟ هل تريد أن تناسبني ؛ أم أنك تطلبني بثأر ؟
- و روح والدي ، ما أنت إلا عمارتلي !
فار الدم برأس كريم . إنه بالفعل سعدي ، من أهل العمارة . و الذي ينكر أصله نغل ! لن يتنكر لأصله و لو كان دونه الموت !
- أي نعم ، أنا عمارتلي . أنا سعدي على سن و رمح ، فما هو مرادك !
- رُحْ ، أنت أخو أخيته . إمضِ في طريقك سالماً .
تنفس كريم الصعداء . ثمة أمل له . سأل :
- الطريق إلى الحلة أمان ؟
- نعم ، أمان على طول ، بفضل جيش الإمام ! لقد طردنا كل السنة الذين ذبحوا ربعنا !
في ناحية المشروع ، توقفت سيارة الپيكب مرة أخرى فجأة أمام رتل عسكري أمريكي منطلق بسرعة رهيبة . قبل أن يتسنى لكريم الإنحراف نحو رصيف الشارع ، دهسته من الخلف عربة عسكرية مدرعة من الجانب ، فانحرفت سيارته في عرض الشارع . إنطلقت عشرات الرشاشات الراجفة عليه ، فتحول جسده إلى منخل مقطّع . بعد توقف الرمي ، نزل الجنود الأمريكان مهرولين ، و فتشوا السيارة ، فلم يجدوا فيها أية أسلحة . جمعوا الكتل المقطعة الدامية لجسد كريم قطعة فقطعة ، وعبّوها بكيس نفايات أسود ، ثم أحرقوا السيارة الپيكب بعد أن دحرجوها أسفل الشارع ، و أخذوا كيس الجثة معهم بعد أن شدوا فتحته .
إلى اليوم ، لم يعثر أهل كريم على رفاته ، كما لم تحصل عائلته على أية حقوق لعدم وجود شهادة وفاة له !



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / الأخيرة
- قصيدة -الرحيل- للشاعر العراقي سامي موريه
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 10
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 9
- الزنبقة تموت عشقاً في الحياة .... و تحيا / مرثية الشاعر يحيى ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 8
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 7
- مَثَلْ مَضْروب بيه تِتْحدّثِ النّاس : -جِزا الإحسانْ : بَكّا ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 5
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 4
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 3
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 2
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 1
- الفأر -شار- ، و الحيّة -أم دَيّة-
- حكم القَراد في مزبلة الوهاد
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 5 (الأخيرة)
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 4
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 3
- مرض الزعامات البارونية في الأحزاب الشيوعية / 2


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - بغداد : 6./ 6. /6.