أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6















المزيد.....

فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 01:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مصدر خرافة كون "سلعة قوة العمل تنتج قيمة تفوق قيمتها"
و بعد أن اتضح لنا بطلان خرافة كون : " سلعة قوة العمل لها ميزة فريدة من نوعها و هي أنها تنتج قيمة تفوق قيمتها . الفرق بين القيمتين (قيمة قوة العمل ، أي الأجور ، و القيمة التي تنتجها قوة العمل) هو ما يسميه ماركس فائض القيمة و هو مصدر ربح الرأسمالي " لكون الحقيقة التي لا إمتراء فيها هي أن الرأسمالي هو الذي يدفع لصاحبها العامل أقل من قيمتها و ليست هي التي تنتج له أكبر من قيمتها بقدرة قادر ، السؤال هو : ما مصدر هذه الخرافة ؟ الإجابة عن هذا السؤال تتطلب بعض التفصيل .
كان ماركس يعرف أن مثل هذه الخرافة : خرافة وجود قيمتين متاحتين للتبادل للسلعة الواحدة يمكن أن يرددها من تسول لهم أنفسهم تبرير النهب الرأسمالي الأبدي لسلعة قوة العمل ، لذلك فأنه يؤكد منذ البداية أنه طالما تم التبادل في السوق بين السلع و النقود بقيمها الحقيقية ، و بدون إستغلال من طرف الرأسمالي ، فأن التداول لن يخلق فائض قيمة قط .
If commodities, or commodities and money, of equal exchange-value, and consequently equivalents, are exchanged, it is plain that no one abstracts more value from, than he throws into, circulation. There is no creation of surplus-value.
" إذا ما تبودلت السلع ، أو السلع و المال ، بقيم تبادلية متساوية ، فبالتالي يتم التبادل بين متساويين في القيمة ، و من الواضح أن ما من أحد سيستطيع أن يستخلص قيمة أعلى من القيمة التي يضخها في التداول . هنا لا يحصل خلق لفائض القيمة . " إنتهى .
و عليه ، فلو أن الرأسمالي يبادل قيمة سلعة قوة العمل بقيمتها المساوية من المال ، أي بدون سرقة جزء من قيمتها ، فلن يستطيع الرأسمالي أن يستخلص لنفسه فائض القيمة مطلقاً ، و ذلك لسبب بسيط هو أن مبادلة السلع بالنقود تتم بين المتساويين في القيم . يقول ماركس :
And, in its normal form, the circulation of commodities demands the exchange of equivalents.
"و عليه ، و بشكله الطبيعي ، فإن تداول السلع يتطلب التبادل بين المتساويين . " إنتهى .
إذن ، الشكل الطبيعي للتداول بين السلع ( و بضمنها سلعة قوة العمل) و النقود في السوق هو التبادل بقيم متساوية : الثوب الذي تتبلور فيه قيمة دينار واحد من قوة العمل يباع بدينار واحد ، و ساعة العمل التي تنتج ديناراً واحداً متبلوراً في البضاعة (س) يجب أن تباع بدينار . و قيمة كل سلعة سواء كانت لسلعة قوة العمل أم للثوب إلخ .. هي قيمة واحدة فقط و ليست قيمتين البتة . يقول ماركس :
We know that the value of each commodity is determined by the quantity of labour expended on and materialised in it, by the working-time necessary, under given social conditions, for its production.
نحن نعلم أن قيمة كل بضاعة تحددها كمية العمل المصروف عليها و المتحقق فيها ، بوقت العمل الضروري في ظل الظروف الإجتماعية المعطاة لإنتاجها .إنتهى .
يلاحظ أن ماركس يستخدم الفعل (materialise) للدلالة على التحقق المادي و ليس الخرافي للقيمة ، و هي ، بالنسبة لسلعة قوة العمل : القيمة التي تنتجها قوة العمل ؛ و ليست قيمتين مثلما يدعي إبراهامي : " قيمة قوة العمل ، أي الأجور ، و القيمة التي تنتجها قوة العمل" . هذه الخرافة ينفيها ماركس بنفسه نفياً قاطعاً بالقول :

But commodities are not paid for twice over, once on account of their use-value, and again on account of their value. And though the use-value of a commodity is more serviceable to the buyer than to the seller, its money-form is more serviceable to the seller. Would he otherwise sell it?
و لكن السلع لا تُدفع أقيامها مرتين ، مرة لحساب قيمتها الإستعمالية ، و مرة ثانية لحساب قيمتها (التبادلية) . و بالرغم من كون القيمة الإستعمالية تكون أكثر فائدة للمشتري مقارنة بالبائع ، إلا أن شكلها النقدي يكون (أيضاً) أكثر فائدة للبائع . و إلا فلماذا يبيعها ؟
إذن التبادل لا يتم إلا بين القيم المتساوية / المتكافئة / المتعادلة ؛ و كل بضاعة لها قيمة واحدة فقط : قيمتها التبادلية ، و أي إنقاص لهذه القيمة من أي من طرفي المبادلة (البضاعة أو النقود / البائع و المشتري) هو أمر غير طبيعي ، و هو يدخل في إطار الإستغلال (exploitation) المبخس للقيمة ، و الذي هو أحد المبطلات لعقد البيع في كل القوانين المرعية .
و لكن هذا الشكل الطبيعي ، العادل ، للتبادل دون إنقاص لقيمة قوة العمل عند شرائها من العامل لا يروق للرأسمالي : يقول ماركس :
Our capitalist has two objects in view: in the first place, he wants to produce a use-value that has a value in exchange, that is to say, an article destined to be sold, a commodity; and secondly, he desires to produce a commodity whose value shall be greater than the sum of the values of the commodities used in its production, that is, of the means of production and the labour-power, that he purchased with his good money in the open market. His aim is to produce not only a use-value, but a commodity also; not only use-value, but value; not only value, but at the same time surplus-value.
إن صاحبنا الرأسمالي يضع هدفين نصب عينيه : أولاً ، إنه يريد إنتاج قيمة إستعمالية تمتلك قيمة في التبادل ، أي مادة يراد لها أن تباع : سلعة . ثانياً ، إن لديه الرغبة في أن ينتج سلعة ذات قيمة ستكون أكبر من مجموع قيم السلع المستعملة في إنتاجها - أي : من قيمة وسائل الإنتاج و قوة العمل – التي إبتاعها بماله الصالح من السوق المفتوح . غرضه هو ليس فقط إنتاج قيمة إستعمالية ، بل و بضاعة أيضاً ؛ ليس فقط قيمة إستعمالية ، بل و قيمة (تبادلية) ؛ ليس فقط قيمه (تبادلية) ، بل و بنفس الوقت : فائض قيمة . إنتهى .
واضح من نص ماركس أعلاه أن الهدف الذي يضعه الرأسمالي نصب عينيه هو بالضبط : إنتاج قيمة إستعمالية ذات قيمة تبادلية أقل من قيمتها الحقيقية ، أي إنتاج قيم إستعمالية لا يدفع الرأسمالي تمام قيمتها التبادلية (not its full value) . كيف يتسنى للرأسمالي إجتراح هذه الحيلة ؟ لا يمكن لهذه الحيلة أن تُمرر أبداً ما دامت "القوانين الرأسمالية لتبادل السلع" – و التي يحلو لإبراهامي التعكز عليها – تنطبق بشكلها الطبيعي (normal form ) هي النافذة المفعول في السوق ، لكون هذه القوانين تتطلب – مثلما بيَّن لنا ماركس آنفاً – بالضبط تبادل القيم المتساوية / المتعادلة / المتكافئة ، و ليست القيم المبخسة الثمن . و لكي يثبت لنا ماركس هذه الحقيقة يعطينا مثاله الأول المقتبس سابقاً و الذي يفترض فيه شراء الرأسمالي لقوة عمل العامل بتمام قيمتها بتشغيله ست ساعات فقط ، و التي تنتج عشرة ليبرات من خيوط الغزل ، و الذي أعيده مرة ثانية بترجمتي :
دعونا الآن نحسب القيمة الكلية للمنتوج المتمثل بالليبرات العشرة من الخيوط المغزولة . لقد تجسد عمل يومين و نصف اليوم فيها ، منها يومين متضمَّنين في القطن وفي إندثار مادة المغزل ، و نصف يوم تم إمتصاصه في عملية الغزل . اليومان و النصف من العمل هذه يتمثلان أيضاً بقطعة من الذهب بقيمة خمسة عشر شلناً من خيوط الغزل ، أو أن سعر الباوند الواحد هو ثمانية عشر بنساً . إذن خمسة عشر شلناً هو السعر المناسب لعشر ليبرات من خيوط الغزل ، أو أن سعر الباوند الواحد هو ثمانية عشر بنساً . صاحبنا الرأسمالي يحدق مندهشاً . إن قيمة المنتوج هي بالضبط مساوية لقيمة رأس المال المسلف. القيمة المسلفة لم تتضخم ، و لم يتم خلق فائض القيمة ، و بالتالي فإن المال لم يتحول إلى رأسمال (أي لم يحقق أي ربح ) .
في الواقع لا يوجد أي شيء شديد الغرابة في هذه النتيجة (أي التساوي بين قيم المدخلات و المخرجات في العملية الإنتاجية لتصنيع خيوط الغزل من القطن في المثال السابق لماركس ) . فقيمة الباوند الواحد من خيوط الغزل هي ثمانية عشرة بنساً ، فإذا ما قام صاحبنا الرأسمالي بشراء عشرة ليبرات من خيوط الغزل من السوق (بدلاً من إنتاجها في معمله) ، عليه أن يدفع خمسة عشر شلناً ثمناً لها ( أي نفس قيمتها عندما ينتجها في معمله ). إنتهى .

و كل هذا الكلام ليقول ماركس لمن هم مثل إبراهامي و من لف لفه من كهنة عبادة أربابهم الرأسماليين بأن لسلعة قوة العمل قيمة واحدة فقط متاحة للتبادل و ذلك مثل قيمة كل سلعة أخرى طالما كان التداول ينطوي على تبادل المتعادلين قيمياً بدون أي إبخاس . و أن مثل هذا التداول العادل بالقيم المتكافئة لا يخلق للرأسمالي فائض قيمة قط . يلاحظ أن الترجمة العربية للأستاذ محمد عيتاني المختارة من طرفي سابقاً (منفذة من الفرنسية) هي أدق من الترجمة الإنكليزية في الجملة التالية : "صاحبنا الرأسمالي يحدق مندهشاً . إن قيمة المنتوج هي بالضبط مساوية لقيمة رأس المال المسلف. القيمة المسلفة لم تتضخم ، و لم يتم خلق فائض القيمة " .
و ذلك بسبب وجود "فجوة دلالية في المرادفات الإنكليزية المختارة" . ترجمة محمد عيتاني تقرأ : "يظل الرأسمالي مذهولاً . فقيمة المنتوج تساوي قيمة رأس المال المُسلَّف . و القيمة المدفوعة لم تنجب أطفالاً ؛ و لم تلد أبداً قيمة زائدة ."
أما النص الألماني الأصلي لماركس فيقرأ :
Unser Kapitalist stutzt. Der Wert des Produkts ist gleich dem Wert des vorgeschossenen Kapitals. Der vorgeschossene Wert hat sich nicht verwertet, keinen Mehrwert erzeugt..
وتحتوي على الفعلين (verwertet : يستغل ، يحقق ، يحول إلى الحساب) و (erzeugt : ينجب ، يولد ، ينتج) و معناهما يجمع بين دلالات التوليد و الإنجاب و الإستغلال ، و التي لا يعبر عنهما بنفس الدقة المرادفين الأنكليزيين (expand) و (create) .
( لم يسمع التاريخ بأحد إستطاع مطاولة ماركس لأكثر من جولة واحدة فقط ، و إبراهامي أقصى ما يكون بعداً عن الإستثناء من هذه القاعدة ، و إن إختار الهروب من الحلبة ليرتمي بأحضان شلته ، و لكن الطيور على أشكالها تقع ، خصوصاً عندما يوجه و سيوجه ماركس لاحقاً ضرباته القاضية لها بلغته الأصلية . )
يتبع ، لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 5
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 4
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 3
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 2
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 1
- الفأر -شار- ، و الحيّة -أم دَيّة-
- حكم القَراد في مزبلة الوهاد
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 5 (الأخيرة)
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 4
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 3
- مرض الزعامات البارونية في الأحزاب الشيوعية / 2
- مرض الزعامات البارونية في الأحزاب الشيوعية العالمية / 1
- المرأة في العالم العربي : بين جدران و باب موصد كلما حركه الس ...
- كشكش و شركاه
- حكاية تنين العراق
- حنقبازية سوق الصفافير
- ليس في الأمر غرابة
- إجوبة مختصرة على أسئلة مهمة
- ملحمة السادة العميديين في الكفل عام 1983
- هل نسي رافد ؟


المزيد.....




- حركة النضال العمالي والشعبي بالمغرب وكفاح فلسطين
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 16 يونيو 2025
- العدد 609 من جريدة النهج الديمقراطي
- “المستأجرين” بالاسكندرية تدعو لتأسيس فروع للرابطة.. والحكومة ...
- العدد 610 من جريدة النهج الديمقراطي
- بيان المجلس المحلي – فرع آسفي لحزب النهج الديمقراطي العمالي ...
- كلمة الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبدالله أمام السفارة ...
- مسؤول روسي: الرأسمالية العدوانية أدت إلى عدم الاستقرار في عا ...
- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6