أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسين علوان حسين - ملحمة السادة العميديين في الكفل عام 1983















المزيد.....

ملحمة السادة العميديين في الكفل عام 1983


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 19:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مقدمة
تعرض هذه الورقة لواحدة من أعظم قصص البطولة لعراقيين أحرار ضد حكم صدام و أزلامه في حزب البعث الفاشي عندما كان نظامهم في أوج قوته . إنها قصة عمالقة وجهوا بأسلحتهم بسيطة ضربة موجعة لهذا النظام الغاشم المدجج بأفتك أنواع الأسلحة الثقيلة ، و جادوا بأرواحهم و أموالهم دفاعاً عن العرض و شرف الموقف ليلتحقوا بقوافل من مئات الألوف من شهداء الحرية العراقيين الشرفاء ضد الفاشية البعثية طيلة أربعين عاماً منذ 8 شباط 1963 و لغايـة 9 / 4 / 2003 . المعلومات الواردة في هذه الورقة هي من رواية عدة أشخاص كانوا معاصرين للأحداث و أهمها رواية الأستاذ الفاضل محمد عمران علي الخفاجي / مواليد 1957/ و معاون مدير مصرف الرشيد فرع الحلة / 5 ، و الأخ الشقيق للبطلة مديحه عمران علي زوجة بطل ملحمة الكفل الشهيد السيد صادق هاشم حسين العميدي .
أولاً / نبذة عن عائلة السادة العميديين في الكفل
تسكن هذه العائلة دارين متلاصقتين و مضيف من الطابوق في حقل زراعي تابع لهم يبعد حوالي 14 كم جنوب شرق ناحية الكفل قرب جدول الكفل و على مبعدة حوالي خمسة كم عن الآثار الشامخة لتل برس نمرود . و تتوسط أرضهم الزراعية (بساتين و مزارع للذرة و الشعير و الخضراوات ) بين أراضي عشيرتي بني مسلم و طفيل على الجانبين ، و عشيرة خفاجة (الزور) إلى الخلف . و كان أبطال هذه الملحمة كل من :
1. عميد العائلة / السيد موسى إبراهيم حسين العميدي ، و هو مزارع من مواليد 1922 ، و الخطيب المعتبر للمنبر الحسيني ؛ تتلمذ على يد أساطين الحوزة العلمية في النجف الأشرف و منهم المرحومين كل من آية الله السيد محمد الشاهرودي و السيد كاظم شبر و الشيخ شمس الدين الواعظ و الشيخ محسن الأنصاري . و قد أشتهر بالكرم و بالشجاعة و بقوة الشخصية و بالوجاهة بين عشائر كل المنطقة ، حيث كانت كلمته المسموعة بينهم سبباً في لجوء شيوخ عشائر المنطقة إليه للتوسط بنجاح في حل الخلافات بينها . كما كانت العائلة مناوئة للحكم الفاشي لحزب البعث في العراق ، و معارضة قوية للحرب العراقية الإيرانية (1980-88) التي أشعلها بالنيابة عن أسياده الأمريكان و حلفائهم الطاغية صدام ، و التي سيق إلي محارقها الملايين من خيرة شباب الشعبين المسلمين الجارين : العراق و إيران ؛ و لم يكن أي من أفراد أسرته منتمياً لأي حزب سياسي .
2. إبن عمه / السيد صادق هاشم حسين العميدي ، و هو مزارع شاب من مواليد 1951 ، و شقيق زوجة السيد موسى إبراهيم . و هو بطل الملحمة ، و قد عرف بالشجاعة و بقوة الشخصية و بدقة التصويب .
3. أربعة من أولاد السيد موسى ، كل من : التوأمين إسماعيل و عباس (كان عمرهما لا يتجاوز 15 عشر عاماً ، و الأول كان في دور النقاهة من عملية جراحية كبرى كانت قد أجريت له قبيل أحداث هذه الملحمة) ، و علي و عمره 20 سنة ، و سامي و عمره 25 سنة .
4. السيدة مديحه عمران علي الخفاجي زوجة السيد صادق هاشم حسين العميدي .
ثانياً / سبب الإحتكاك مع أزلام حزب البعث الفاشي في الكفل
كانت إبنة عم السيد موسى العلوية نجية محمد حسين متزوجة من شاب مسلماوي رفض الإلتحاق بالخدمة العسكرية في جيش صدام ، فقامت شعبة أمن الكفل بإلقاء القبض على زوجته ، للضغط عليه لتسليم نفسه لسلطات البعث الفاشي . كان ذلك هو ديدن أزلام البعث الذين يجيزون لأنفسهم ارتكاب أفظع الجرائم ضد عوائل مناوئيهم باعتبار أن الشريعة الفاشية لمشيل عفلق و أتباعه هي أعلى من شريعة القائل : "و لا تزر وازرة وزر أخرى" ؛ و لا يتورعون عن إلقاء القبض حتى على عوائل كاملة بشيبها و شبابها و أطفالها - حتى الرضّع فيهم - و تعذيبهم بحجة وجود مطلوب منهم للجهات الأمنية . و بالنسبة للأعراف العربية الأصيلة ، فأن من المعيب إعتقال المرأة بدون سبب في مديريات الأمن . لذا ، فقد قام السيد موسى بعد ثلاثة أيام من إعتقال إبنة عمه ، بمراجعة ضابط شعبة أمن الكفل صباح يوم 21/ آذار / 1983، و طالبه بإطلاق سراح إبنة عمه فوراً ، لكونها لا علاقة لها بهروب زوجها . و مبيناً له أن شريعة الله و أحكام القانون تقضي بعدم جواز إعتقال الزوجة البريئة بجريرة زوجها المطلوب للجهات الأمنية ، و النساء حرمة لا علاقة لهن بمثل هذه الأمور . عندها ، أبلغه ضابط الأمن بأن إطلاق سراح الزوجة لن يتم مطلقاً إلا بعد قيامهم بإجبار زوجها بتسليم نفسه أولاً ، و ذلك إستناداً لأوامر القيادة العليا للحزب . فأحابه السيد موسى بأن مسألة البحث عن المطلوبين للجهات الأمنية و اعتقالهم هي من مسؤولية الدولة بأجهزتها الأمنية الكثيرة ، و ليست من مسؤوليته أهل زوجة المطلوب و لا إبنة عمه لكي يصار إلى إعتقالها ؛ و أنهم (أي أهل زوجة المطلوب) لا يستطيعون إجبار الزوج على تسليم نفسه ، ناهيك عن أن الزوج مجهول محل الإقامة أصلاً . ثم إلى متى ستبقى المرأة معتقلة بدون ذنب ؟ أصر ضابط الأمن على موقفه بعدم أطلاق سراح الزوجة ، و أخذ يستهزئ بالسيد الذي كان قد أخرج علبة التبغ للف سيجارة لنفسه ، فسقطت العلبة من يديه لغضبه من تجاوز ضابط الأمن عليه . عندها قام السيد موسى ، و ضرب بيده على منضدة ضابط الأمن قائلاً:
- الموت حق !
و خرج .
بعد خروجه ، قام ضابط الأمن بإبلاغ الشعبة الحزبية بموضوع التهديد المبطن للسيد موسى له في عقر الشعبة الأمنية .
ثالثاً / إشتعال الفتيل
في حوالي الساعة العاشرة من ليلة نفس اليوم ، 21/ آذار/1983 ، جاءت إلى ناحية الكفل سيارة فيات پولسكي يستقلها شخصان مجهولان ؛ أطلقا قاذفة أربيجي /7 على الفرقة الحزبية في الكفل ، و سارعا بالهرب بسيارتهما باتجاه النجف دون أن يستطيع أحد مطاردتهما . و لم تكن للسادة العميديين علاقة بتلك السيارة ، كما أن القذيفة لم تصب أحداً بسوء . في حينها كانت مثل هذه العمليات الخاطفة تحصل بين الآونة و الأخرى من طرف شبيبة النجف الأشرف الأحرار ضد مقرات الحزب الحاكم المتسلط على رقابهم و المكروه من الجميع .
بعد دقائق من هذا الحادث ، اجتمعت قيادة الحزب في ناحية الكفل ، و أعلنت النفير العام ، و تم الربط التحكمي بين هذا الحادث و حادث المشادة الكلامية الحاصلة بين السيد موسى و ضابط الأمن صباح نفس اليوم ، رغم عدم وجود علاقة بين الحادثتين . فاتخذت القيادة الحزبية قراراً بإلقاء القبض على عائلة السيد موسى صباح اليوم التالي مباشرة . بعد هذا الإجتماع ، سارع أحد البعثيين الشرفاء بإبلاغ السيد موسى و السيد صادق بصدور قرار إلقاء القبض عليهم في صباح اليوم التالي ، مع نسائهم و أطفالهم ، و نصحهم بضرورة الإسراع بترك داريهما و التخفي و لو مؤقتاً عن أنظار البعث . فرفض السيد موسى و السيد صادق ترك دارهما بكل إباء و شمم .
رابعاً / المواجهة الأولى
في الساعة من صبيحة يوم 22 آذار ، 1983 ، توجهت سيارة لاندكروزر و فيها خمسة من جلاميز البعث نحو داري السيد موسى و السيد صادق ، و طوّقوا الدارين ، و بدأوا بالسب و الشتم و أطلاق تهمهم الجاهزة حول العمالة ( و هم أنفسهم العملاء) ضد أهل الدار . في حينها كان السيد صادق خارج الدار في بستانه الكائنة على جدول الكفل على مبعدة حوالي عشرين متراً من الدارين ، و هو يتمنطق ببندقيته البرنو الطويلة (يسمونها بـ "أم دلعة ، صليب" ) . فاحتمى بجذع شجرة نخيل ، و لم يبدأ بإطلاق النار ، بل طلب من المهاجمين التراجع عن الدار ، فرد عليه المهاجمون بتوجيه الأوامر إليه بتسليم نفسه ، و أخذوا يطلقون النيران من بنادقهم الرشاشة بكثافة عليه . عندها أضطر السيد صادق أن يدافع عن نفسه و أهله ، فرد عليهم بإطلاق النار بالمثل ، و قتل منهم جلميزين ، و جرح ثلاثة ، كما أطلق النار على إطارات السيارة الخلفية لمنعهم من الهرب . سارع السائق بالهروب بالجرحى بسيارته المثقوبة الإطار حتى وصل مدينة الكفل ، فأبلغ المنظمة الحزبية و الشعبة الأمنية بالمواجهة الحاصلة ، مبرراً هزيمتهم النكراء بوجود سبعين إلى ثمانين مقاتلاً مناوئاً مدججاً بأفتك الرشاشات الثقيلة في بيتي السادة العميديين يرومون إسقاط النظام ، و ليس شخصاً واحداً هو السيد صادق ببندقيته البرنو العتيقة !
خامساً / التحضيرات للمواجهة الثانية
سارع مسؤول فرقة الكفل الحزبية المدعو عباس عناد الجنابي (أبو هيثم ) بالإتصال هاتفياً بعبد الحسن راهي فرعون عضو القيادة القطرية / مسؤول تنظيمات الفرات الأوسط لتبليغه بالمواجهة الحاصلة ، مضخماً عدد المناوئين المختبئين في داري السادة الذي أسماه بـ "الوكر" ؛ فأتصل عضو القيادة القطرية بالمجرم طه ياسين رمضان لإبلاغه بالقضية . و خلال ساعة واحدة ، تقدمت أرتال كثيفة من قوات الجيش الشعبي و قوات الأمن و الجيش النظامي من مركز تدريب الحلة نحو داري السادة العميدين . كما التحقت بهم قوات من النجف و الحيدرية و العباسية و بضمنها سرية مغاوير (قوات خاصة) ، و طوقوا المنطقة بثلاث حلقات متداخلة يزيد عددها على ثلاثة آلاف مسلح ، و العدد يتزايد دقيقة بعد أخرى ، بحيث لم يعد شارع الحلة - نجف يتسع للقوات المتقدمة ضد ستة أشخاص لا توجد لديهم سوى الأسلحة التالية :
- رشاشة كلاشنيكوف واحدة بمخزنين .
- بندقية برنو طويلة واحدة بعشرين طلقة .
- كسرية صيد واحدة بعشرين طلقة .
- مسدس أبو السبعة من نوع "لاما" بمشط واحد .
سادساً / المواجهة الثانية
بدأت المواجهة الثانية بين الطرفين من الساعة السادسة و النصف صباحاً و استمرت حتى الساعة الخامسة عصراً . في حينها أنسحب المقاتلون الستة من الدارين ، تاركين فيهما النساء و الأطفال ، و التجأوا إلى خرائب دار طينية تبعد حوالي ألف متر خلف داريهما ، و قادوا المعركة ضد القوات الهاجمة من هناك . قتلوا حوالي أربعين مهاجماً ، و جرحوا ثمانين منهم ، بحيث كانت كل طلقة منهم تصيب الهدف . عندها نصب أزلام البعث مدفعي هاون / 82 على تلة برس نمرود (موقع آثار بورسيبا) ، و راحوا يقصفون خربة دار الطين المتحصنين بها ، فسقطت قنبرة هاون قرب الحائط المتحصنين خلفه ، فقتلت كل من الشهيدين إسماعيل و علي ولدي السيد موسى ، و جرحت السيد موسى و أبنه سامي و عباس . و مع ذلك فقد واصل السادة العميديون قتالهم البطولي ضد القوات المتقدمة ، و التي سرعان ما عززت بالمدرعات و الطائرات السمتية .
في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ، نفد عتاد المقاومين ، فخفت الماجدة السيدة مديحه عمران علي الخفاجي بأخذ منجلها بحجة قطع البرسيم لإطعام الأبقار ، و قطعت البرسيم ، و أخفت بداخله العتاد و الغذاء و الماء ، و أوصلته لزوجها السيد صادق و رفاقه ، ثم انسحبت من المنطقة بسرعة .
تقدم نقيب الأمن و المجرم الحقير حكيم البكاء – الذي كان يطمع يومها بنيل نوط الشجاعة – و هو يحمل قاذفة آربيجي /7 ، و معه شخصان للحماية ، نحو السيد صادق الذي كان يحتمي خلف جدار طيني ، و طلب منه تسليم نفسه ، و أن لا خوف عليه ، متعهداً بكفالته ! و لكون السيد صادق كان يعرف ألاعيب ضباط الأمن و غدرهم القذر بالمواطنين العزل ، لذا فقد أنذره بوجوب التراجع حالاً ، وبعدم التقدم خطوة واحدة ، و إلا كان الموت نصيبه . و لكن نقيب الأمن حكيم البكاء أبى أن يتراجع ، بل تقدم و وجه قذيفته نحو السيد صادق ، فأرداه الأخير قتيلاً غير مأسوف عليه مع مرافقيه قبل أن تنطلق القذيفة نحوه .
بعيد غروب الشمس ، إقترح جلميز بعثي أسمه "علي طالب" على قيادة الحزب تحريك خمسة شفلات ضخمة من نوع "كاواساكي" نحو المقاومين ، و رفع كيلاتها الفولاذية كدروع للسائقين ، و بإسناد من قوات المغاوير . و هذا ما حصل ؛ حيث تم تجريف الأشجار الكائنة حول الدارين ، و تهديم الدارين بعد إخراج الأثاث و العائلة منهما ، وبقيت طفلة عمرها ثلاثة سنوات لم تستطع الخروج من الدار ، فتم هدمها عليها . في هذه الأثناء نفد عتاد المقاومين ، فقام السيد موسى العميدي بالوقوف غير مكترث بالجموع أمامه ، منكساً بندقيته ، و معلناً للجميع نفاد عتاده ؛ فعاجله الجلاميز برميه برصاص رشاشاتهم حتى سقط أرضاً . أما السيد صادق العميدي فقد بقي يقاوم ، و أستبقى الرصاصة الأخيرة لنفسه ، فوجه فوهة البندقية البرنو الطويلة جداً نحو فكه ، و عندما أستطاع الضغط بإصبعه على زنادها بعد لأي ، إنحرفت الفوهة ، و جرحته جرحاً غير قاتل في رقبته و أذنه و مؤخرة رأسه .
أما جلاميز حزب البعث ، فقد بلغ عدد قتلاهم حوالي الثمانين قتيلا ، و مائة و عشرين جريحاً ، يزيدون أو ينقصون قليلاً .
سابعاً / الإنتقام الرهيب
نقل أزلام البعث الشهداء الثلاثة السيد موسى و ولديه إسماعيل وعلي بكيلات الشفلات مع التراب ، و أقاموا احتفالا في ساحة النافورة الكائنة مقابل شعبة أمن الكفل . و أخذ الجلاميز يهتفون مصفقين : "هلهوله للحزب القائد ، هلهوله " ، و نساءهم تزغرد ، فيما الشفلات ترفع الجثث بكيلاتها إلى الذروة ، و ترميهم على الأرض . و صودرت كل ممتلكات الدارين ، و بيعت بالمزاد و بأبخس الأثمان .
أعدم السيد صادق و السيد سامي و السيد عباس في مركز تدريب مشاة الحلة رمياً بالرصاص في الساعة السابعة من صباح يوم 27 آذار بعد تعرضهم لأبشع صنوف التعذيب لثلاث وجبات يومياً ، فذهبت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها ، لتلتحق بأرواح رفاقهم الثلاثة من أبطال ملحمة الكفل ، بعد أن سطروا أروع صفحات البسالة و الإقدام ضد أزلام البعث الفاشي .
ثامناً / قصص بطولية
1. بعد أن أسلم السيد موسى العميدي الروح ، و جُلب جثمانه لمستشفى الكفل ، الذي كان يتم فيه فحص بقية الجرحى ، قام عضو القيادة القطرية عبد الحسن راهي فرعون بسحق رأسه بحذائه ، فقال له السيد صادق : "الآن صرت بطلاً ، أيها الجبان ؟ أين كنت في المعركة ؟"
2. نُقل الشهداء لمستشفى الكفل لإجراء الفحص الطبي عليهم ، فتقدم أحد الجلاميز ، و أسمه سيد عباس الصافي ، من جثمان سيد موسى ، و بصق عليه ، فمنعته الطبيبة الخفر – و هي من أهالي الحلة ( و للأسف الشديد لم أستطع التعرف على اسمها) – من إهانة الميت ، فالقي القبض عليها ، و سيقت لمديرية الأمن في الحلة ، و لم يشاهدها أحد بعد ذلك .
3. قام عدد كبير من الشرفاء من أهالي الكفل بشراء قسم من المحتويات المصادرة للدارين بأموالهم الخاصة ، و أعادوها لمن تبقى من العائلة بعدئذ .
4. قام عدد من جيران السادة بدخول بيتيهما المهدمين ، فوجدوا الطفلة ذات السنوات الثلاثة حية وسط الأنقاض بداخل أحدى الغرف ، فأنقذوها ، و جلبوها لأهلها ، فيما أصيبت هي بصدمة نفسية رهيبة جعلتها غير قادرة على النطق ، و هي ما تزال متخلفة عقلياً حتى وقتنا هذا .
5. أحتضن السيد محمد عمران علي أطفال الشهيد البطل السيد موسى (ثلاثة ذكور و أنثى) في داره مع أمهم شقيقة سيد صادق أولاً ، ومن ثم جرى نقلهم للنجف للسكن في دار مستأجرة في محلة الحويش ، لتفادي عيون البعثيين و ذلك برعاية السيد حسين نجل الشهيد السيد موسى العميدي .
5. قامت الحوزة العلمية في النجف الأشرف (مؤسسة الخوئي و غيرها) بتقديم المساعدات المادية – بمبالغ بسيطة و لكنها مهمة - سراً للعائلة ، و مثلهم فعل العديد من الشرفاء من أهالي النجف و الكفل ، و خصوصاً وجوه عشيرة خفاجة .
6. قام السيد محمد عمران بإجلاء شقيقته زوجة الشهيد البطل السيد صادق و أبنها ياسين و بناتها الثلاث إلى ناحية غمّاس بعد الحادث ، و لم يعودوا لبساتينهم إلا بعد سقوط الصنم عام 2003 .
رحمكم الله أيها الشهداء الأبرار الستة ، أبطال ملحمة الكفل العظام ، و أسكنكم فسيح جنانه :
الشهيد السيد موسى إبراهيم حسين العميدي
الشهيد السيد صادق هاشم حسين العميدي
الشهيد السيد علي موسى إبراهيم العميدي
الشهيد السيد سامي موسى إبراهيم العميدي
الشهيد السيد عباس موسى إبراهيم العميدي
الشهيد السيد إسماعيل موسى إبراهيم العميدي



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نسي رافد ؟
- ريما أم عظام
- ليلة زيارة الموتى للمقابر
- القتل و الإبتزاز و الدفن : مجرد تجارة ، ليس إلا
- رجع الوجع / الحلقة الأخيرة للرواية / 20
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 19
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 18
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 17
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 16
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 15
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 14
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 13
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 12
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 11
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 10
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 9
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 8
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 7
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 6
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 5


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسين علوان حسين - ملحمة السادة العميديين في الكفل عام 1983