أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - ليس في الأمر غرابة














المزيد.....

ليس في الأمر غرابة


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


هل أتاكم الخبر ؟
ليس في الأمر غرابة ؛
فالموضوع خطير ،
و لا يقبل الدعابة .
أمر عجيب غير متوقع :
السيد الزكي الإيماني
دعا مريده المتقي :
"شريفي الديواني"
مع حرمته و بناته الثلاث
إلى الحج في داره الربّاني .
نصب للشريفي الفخ المكين
المسمى بـ "حج الأربعين" ،
دعاه لداره بـ "الخرابة" ،
و ليس في ذا الأمر غرابة .
عزل الضيف مع الرجال ،
و أودع حريمه لدى "العلوية" .
و العلوية تعرف الواجب ،
و ما من أحد قد قال لها :
"على عينك حاجب" .
و ذا أمر بديهي ،
و ليس فيه غرابة .
استقبلتهن بالعناق و القبلات
و فرشت الحصير لـ "العزيزات" ؛
و بعد عشاء الشواء ؛
و قراءة دعاء العشاء ؛
بلا قصر و لا تقصير ،
أحضرت لهن العصير :
المبارك بالمنشطات و المنومات .
ليس في الأمر غرابة ؛
فالموضوع جدي لا يقبل الدعابة .
شربت الحريم عصير العلوية المزوّر ،
ثلاثة أقداح لكل منهن حسب المقرر ،
و ما قلن لها : "على عينك حاجب" ،
فهن يعرفن أنها تعرف الواجب .
نامت النساء يسبّحن قريرات الأعين .
ليس في الأمر غرابة ؛
فالموضوع عادي لا يقبل الدعابة .
إستدعت أم الواجب السيد الهمام ؛
فأمضى ليلته يعرس بالنيام ؛
فالسيد هو بطل الغرام ؛
غرام ليس بالحرام لأنه
بلا مداعبة و لا غزل و لا كلام .
و بلا تبرج و لا نزع حجاب ،
حفاظاً على المؤمنات من العقاب .
كل شيء متوقع من السيد العاقل ،
إلا أن يستفرد بالحريم الغافل .
لم يطمّعهن بالجواهر و الحرير ،
و لا بخّرهن بأعواد الند و الصندل ،
فهو أعلى من ذاك الخليجي المبتذل .
شيء غريب غير متوقع :
لم تسنح لهن الفرصة لقول : " بلى " ،
و كانت ألسنتهن أرخى من قولة : " لا " .
مأثرة جديدة من مآثر السيد الدفّاني ،
كرٌ بلا فرْ ،
و جرٌ بلا عرْ .
أستغفر الله ممن نطق كفراً :
كلا ، مستحيل : أبداً ، أبداً ؛
أنه ليس أبداً بالفحل الحيواني ،
فذا أمر بديهي و إنساني .
ما كلفته ليلته مع النسوان
سوى ثمان من الحبّات ،
مع أوقية من لحم لشاة مهداة .
و ليس في الأمر غرابة ،
في بيته ذاك بالخرابة .
بعد صلاة الفجر ،
صبّحه المتقي و حريمه بالخير ،
و قبلوا يديه بعد أداء تحية الصباح .
فسأل للرجل خير الجزاء
و دعى له بحسن العاقبة ؛
و أوصى الحريم بالحجاب لدفع العقاب ،
و بالحياء لدفع البلاء .
ليس في الأمر غرابة ؛
فالموضوع خطير لا يقبل الدعابة .
شكروه ثم ودعوه و غادروا ،
بعد أن سألوه الدعاء .
شيعهم السيد بنظراته
و هو يكرز مبتسماً :
" شكراً و ألف شكر على عطاياك يا رب ؛
صدقت : رزقكم في السماء و ما توعدون ،
و حيّ على الفلاح ،
حيّ على من يرزق من يشاء ،
و يذل من يشاء ."
ثم تلى : "يأيها الكافرون" .
ليس في الأمر غرابة ؛
فالموضوع مهم لا يقبل الدعابة .
مسح على شاربه المربّع ،
مستحضراً لذاذات رز اللحم
و دفء دفقات الدم
لضجيعاته في ليلة الأمسْ
و رجْعَ الشهقات الغافلة المكتومة
شهقة أثر شهقة مشكومة ملثومة .
بخٍ ، بخ ؛
فهو لم يُبق شيئاَ في النفسْ .
و قهقه : قه قه قه قه ؛
ثم بكى و أستغفر ،
و تلى سورة "عبس و تولى" .
بعدها فتح سجل غنائم الأربعين ،
و سجل أسماء الأربع .
ليس في الأمر غرابة ؛
فالموضوع جدي لا يقبل الدعابة .
جمع رصيد صيد الجمعتين ،
و أمسك شاربه المربع ،
ثم سبّح و أستكبر ،
و عيناه تتراقصان على الرقم الوسنان :
رزق عجيب قد لا يتكرر :
أربعون بلا زيادة و لا نقصان .
ليس في الأمر غرابة ،
فالموضوع خطير ،
و ليس ذا أوان الدعابة .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجوبة مختصرة على أسئلة مهمة
- ملحمة السادة العميديين في الكفل عام 1983
- هل نسي رافد ؟
- ريما أم عظام
- ليلة زيارة الموتى للمقابر
- القتل و الإبتزاز و الدفن : مجرد تجارة ، ليس إلا
- رجع الوجع / الحلقة الأخيرة للرواية / 20
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 19
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 18
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 17
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 16
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 15
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 14
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 13
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 12
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 11
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 10
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 9
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 8
- رجع الوجع / رواية بحلقات / 7


المزيد.....




- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - ليس في الأمر غرابة