أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 9















المزيد.....

فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 9


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 00:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بقيت من جواهر إبراهامي في كلامه معي على صفحات مقالة الرفيق الكبير عذري مازغ ثنتان فقط سأحاول تغطيتهما في هذه الحلقة ، لأنتقل في الحلقات التالية للإجابة على مندرجات الجزء الأول من مقالته المؤدبة الموسومة "فائض الحماقة" و ما سيليها من آيات العلم و الأخلاق . و من يدري ، فقد أضطر بعدئذ للتفرغ تماماً للتحليل الطرائقي للأهداف السامية و الأدوار النظيفة المرسومة و الموكولة لشلة الإخوان الإنسانيين من مناهضي كساري الإضرابات ، و ستراتيجياتها و تكتيكاتها الثورية الشريفة و التي يحركها "المعلم" إبراهامي ، و التي سيستنجد بها حتماً حسب الأصول إن لم تسارع هي لنجدته لأداء الواجب ؛ و لكل حادث حديث .
الجوهرة الأولى : عندما زودت إبراهامي بالدليل النصي من "راس المال" على كون ماركس يعتبر فائض القيمة عملية سرقة ، رد عليَّ إبراهامي بالقول – بعد ، و قبل ، الإعتذار : "أعتقد أن ماركس يتكلم في هذه الفقرة من وجهة نظر العامل نفسه إلى هذه العملية وهو يرى فيها سرقة . أنا تكلمت من وجهة نظر قوانين تبادل السلع ".
الجوهرة الثانية : عندما أكدت له أن قانون كون العمل وحده هو خالق القيمة يؤدي بنا حتماً للاستنتاج بأن فائض القيمة هي سرقة الرأسمالي لقوة عمل العامل غير المدفوعة الثمن مادام الرأسمالي يكدس الأرباح فوق الأرباح دون أن يعمل على الآلة ، أجابني إبراهامي : "أنا قلت دائماً أنني أشرح نظرية فائض القيمة لا أدافع عنها. وإذا كنت تريد أكثر من ذلك أنا أشك كثيراً بالصحة المطلقة للفرضية التي تقول أن العمل هو الوحيد الذي يخلق القيمة " .

في الجوهرة الأولى ينورنا إبراهامي : "أعتقد أن ماركس يتكلم في هذه الفقرة من وجهة نظر العامل نفسه إلى هذه العملية وهو يرى فيها سرقة. أنا تكلمت من وجهة نظر قوانين تبادل السلع ".
من يقرأ الإعتقاد أعلاه لإبراهامي و هو غير مطلع عما يعرفه كل قراء التاريخ عن خلفيات الأمور يتصور أن ماركس شخص بعيد الإلتزام - هو و رفيق دربه الثوري إنجلز - بقضية العمر: نداء " يا عمال العالم إتحدوا" ؛ و هو غير منغمس في معمعة الصراع الطبقي و الأممية الشيوعية و تشكيل الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية ، و الثورة ضد الظلم الرأسمالي . هل صحيح هذا ؟ هل صحيح أن ماركس لا يتبنى قضية تحرير البروليتاريا ؟ الكل يعرف أن الحقائق التاريخية المدوية و التي أصبحت من الملومات العامة هي عكس ذلك تماماً ، إلا إبراهامي طبعاً ، ربما لكونه أحد أصحاب الكهف ممن ناموا مع كلبهم ثلثمائة سنة أو تزيد .
ماركس و كل الماركسيين و الشيوعيين الحقيقيين لا يرتضون لأنفسهم الوقوف على الحياد إزاء ظلم الإنسان أياً كان مرتكبه ، و خصوصاً الإستغلال الرأسمالي البشع للطبقة العاملة و شعوب العالم الثالث قاطبة و النظام الرأسمالي القائم على الكوارث و الحروب . إنهم يؤمنون أن واجبهم يحتم عليهم التخندق ككل الشرفاء في صف المظلومين في كل مكان ، و لهذا هم ماركسيون . الماركسية تعني النضال و الثورة ؛ النضال و الثورة ضد كل أصناف الظلم الإجتماعي ، و أشمل و أبشع ظلم في كل التاريخ الإنساني ( و الذي طال مصائر و حيوات مئات الشعوب و ملايين البشر منذ بدء عصر النهب الكولونيالي – الذي وفّر أحد مصادر التراكم الإبتدائي لرأس المال – و حتى يومنا هذا ) هو ظلم الرأسمالية لغالبية البشر قاطبة . الماركسي و الشيوعي الذي لا يعي و لا يمارس هذا الواجب الشريف هو ماركسي صالونات مزيف و "كلاوچي" . و لذلك فقد حرص إنجلز في كلمته على جنازة ماركس إلى توكيد أن: الثورية كانت أخص خصائص ماركس. و من يدعي الماركسية و يقول أن ماركس عندما قال في "رأس المال" أن الرأسمالي يسرق قوة عمل العامل إنما ذكر ذلك فقط في معرض نقله لوجهة نظر العامل (على نحو حيادي) إنما يضحك على نفسه قبل الضحك على ذقون الآخرين ، ويسيء لنفسه قبل الإساءة لماركس الذي كرس جل حياته مع رفيقه إنجلز في البحث العلمي لتحليل طبيعة الظلم اللاحق بالطبقة العاملة في كل مكان بإنطاق العامل بالحق الصراح في رأس المال و مسيرة النضال ضد الإستغلال .
في رأس المال ، يستخدم ماركس فائض القيمة كـ "مقياس للاستغلال" (Rate of Exploitation) الذي تتعرض له الطبقة العاملة في النظام الرأسمالي و الذي تستخدم أرباحه الهائلة لتوفير كل إحتياجات الطبقة الحاكمة ، و هذا هو الدافع الأساس لإنطلاق النضال في سبيل بناء المجتمع الخالي من الإستغلال . لنقرأ كلام ماركس التالي كي نتأكد مع أي طرف من طرفي الصراع الطبقي كان يتخندق ، مع العامل أم الرأسمالي :
"ما هو يوم العمل ؟ كم هو أمد الوقت الذي يستهلك خلاله الرأسمال قوة العمل التي يشتريها باليوم ؟ إلى أي مدى يمكن تمديد يوم العمل أطول من وقت العمل الضروري لإعادة إنتاج قوة العمل نفسها ؟ " لقد رأينا كيف أن هذه الأسئلة يجيب عليها الرأسمال : " إن وقت العمل قوامه 24 ساعة ، ناقصاً بضع سويعات للراحة ، و التي بدونها ترفض قوة العمل الخدمة مجدداً البتة . أذن فمن الواضح أن العامل هو عامل و ليس أي شيء آخر غير قوة العمل مدى الحياة ، و لذلك فأن كل وقته المتبقي هو بحكم الطبيعة و القانون (الذي يناضل من أجله إبراهامي) يجب أن يكرس للتوسع الذاتي لرأس المال (تذكروا أقوال إبراهامي كلها لي و خصوصا "يفوق قيمته") . أما الوقت اللازم لاكتساب المعارف ، و للتنمية الذهنية ، و للنشاط الحر لفعالياته الجسدية و العقلية ، و حتى وقت الإستراحة يوم الأحد (و هذا في بلد يؤمن بوجوب وجود يوم واحد للراحة في الأسبوع !) فكله هراء ! " و لكنه في إندفاعه الأعمى الذي لا يقبل اللجم ، و في جوعه المذئوب لفائض القيمة ، فإن الرأسمال يتجاوز ليس فقط التخوم الأخلاقية ، بل و كذلك حتى أقصى التخوم الجسدية ليوم العمل . إنه يغتصب وقت النمو و التطور و الإدامة الصحية للجسد . إنه يسرق الوقت الضروري اللازم لاستنشاق الهواء الطلق و التعرض لأشعة الشمس . و هو يساوم حتى على الوقت المخصص للطعام و ذلك بدمجه كلما أمكن ذلك مع عملية الإنتاج نفسها بحيث أن الطعام يقدم للعامل مثلما يقدم لأدوات الإنتاج : مثل تلقيم المرجل بالفحم و الزيوت و الدهون للمكائن . و هو يستبدل النوم العميق المطلوب لإستعادة القوة و النشاط إلى عدة ساعات من الخدر الذي لا مندوحة منه لإستعادة حيوية الجسد المنهك تماماً ... رأس المال لا يهتم أبداً بحياة قوة العمل . كل إهتمامه هو ببساطة و فقط بلوغ أقصى قوة العمل التي يمكن إستخلاصها في يوم العمل . أنه يحقق هذا الهدف بتقصير حياة العامل ، مثلما يقوم الفلاح الجشع بزيادة إنتاجه من التربة عن طريق إستنفاد خصوبتها .
إن نمط الإنتاج الرأسمالي (و جوهره إنتاج فائض القيمة ، و إمتصاص العمل الفائض) ، يؤدي أيضاً – بتمديده يوم العمل – ليس فقط إلى تدهور قوة العمل البشري بسلب الشروط الطبيعية و الأخلاقية و الجسدية للنمو و لأداء الوظائف ، بل و يؤدي أيضاً إلى الإنهاك المبكر و موت قوة العمل هذه نفسها . إنه يمدد وقت إنتاج العامل خلال الفترة المعينة بتقصير عمره الفعلي ... " إنتهى .
أما موضوع "أنا تكلمت من وجهة نظر قوانين تبادل السلع" ، فقد أوضحت سابقاً و بالتفصيل كيف أن القاعدة الأساسية لقانون التبادل - وهي التبادل بالقيم المتساوية - تُنسف من جذورها تماماً في عقد العمل المأجور الذي ينقلب إلى التبادل المنقوص القيمة طالما كانت سلعة قوة العمل هي السلعة المشتراة من طرف الرأسمالي . يقول ماركس :
"If the exchange-value of a product equals the labour-time contained in the product, then the exchange-value of a working day is equal to the product it yields, in other words, wages must be equal to the product of labour. [20] But in fact the opposite is true.
إذا كانت القيمة التبادلية لمنتوج ما تساوي وقت العمل المتضمن في المنتوج ، إذن فالقيمة التبادلية ليوم عمل تساوي المنتوج الذي تنتجه ، أي بكلمات أخرى ، الأجور (للعمال) يجب أن تتساوي مع منتوج العمل . و لكن في الحقيقة العكس هو الصحيح . إنتهى .
أما الجوهرة الثانية المتمثلة بكون إبراهامي يشك كثيراً بالصحة المطلقة للفرضية التي تقول بأن العمل هو الوحيد الذي يخلق القيمة فهي فريدة و خريدة وحيدة . معلوم أن مصدر كل القيم الإستعمالية هي الطبيعة ، و لذلك يقال أن الأرض هي أم القيمة . أما العمل فهو أبوها . و المقصود بالعمل هو طبعاً العمل الغائي النافع . و هذه المرة الأولى التي أسمع بها بمثل هذا النوع من الشك ، و لا بأس في ذلك ، إذ يقال أن هناك دائماً مرة أولى . و لما كان التمسك بالشك في الصحة المطلقة للقانون ينبغي أن يتواصل لغياب الدليل على اليقين المضاد ، لذا فالرجل الجائع الذي يلج بستاناً من أشجار التفاح و يشك – مثل إبراهامي – كثيراً بالصحة المطلقة بكون العمل هو الوحيد الذي يخلق القيمة ، لن يمد يديه مطلقاً لقطف الفواكه لسد جوعه تمسكاً بالشك ، لذا فأن بامكانه مواصلة الجلوس حتى يرى اليقين في الموت الأحمر من الجوع . و لما كان إبراهامي يشك بكون العمل هو الوحيد الذي يخلق القيمة ، و يقال انه يحب أكل لحم البط الخضيري ، فما رأيه بوجود شخص في العمارة أسمه سلمان مستعد لبيعه كل أسراب الخضيري الطائرة في الهواء فوق هور الحمار بمائتي ألف دينار فقط لا غير ، كما أنه مستعد لعمل تخفيض خاص له ، و كل ما عليه هو تحويل المبلغ له للتمتع بلحم الخضيري مع الرجل المتضور جوعاً في البستان ؟ و يقال - و العهدة على الراوي - أن بيكاسو كان يريد رسم مائة لوحة رائعة ، و لكنه مات دون أن يرسم أي شيء منها ، فما رأي إبراهامي بشرائها من أرملته تشجيعاً للفن الرفيع لرفيقنا الشيوعي بيكاسو و تقرباً إلى الله تعالى بدلاً من السماح لشخص مثل ديفد ريكاردو النشور من قبره لشرائها قبله ؟
يتبع ، لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزنبقة تموت عشقاً في الحياة .... و تحيا / مرثية الشاعر يحيى ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 8
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 7
- مَثَلْ مَضْروب بيه تِتْحدّثِ النّاس : -جِزا الإحسانْ : بَكّا ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 5
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 4
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 3
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 2
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 1
- الفأر -شار- ، و الحيّة -أم دَيّة-
- حكم القَراد في مزبلة الوهاد
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 5 (الأخيرة)
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 4
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 3
- مرض الزعامات البارونية في الأحزاب الشيوعية / 2
- مرض الزعامات البارونية في الأحزاب الشيوعية العالمية / 1
- المرأة في العالم العربي : بين جدران و باب موصد كلما حركه الس ...
- كشكش و شركاه
- حكاية تنين العراق


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 9