أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - قصيدة -الرحيل- للشاعر العراقي سامي موريه















المزيد.....

قصيدة -الرحيل- للشاعر العراقي سامي موريه


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


فيما أنا راقد اليوم في المستشفى ، جلب لي إبني "علي" مواد مطبوعة إختارها لي بنفسه من الشبكة العنكبية لتسليتي ، و كان من بينها رائعة الشاعر العراقي الأستاذ الدكتور سامي موريه "الرحيل" . قرأت القصيدة ، ففارت في العين دمعة ، و في الصدر حسرة ، و في القلب غصة . آه كم هي رهيبة كل تلك الجرائم التي عانى و يعاني منها العراق على يد المجرمين من أبنائه و الأجانب المتحكمين في مصائر شعبه المنكوب منذ عام 1930! ثم طفح بي الألم و أنا أتصور مدى الخسائر المهولة الذي تكبدها العراق بسبب التسفير القسري لمئات الألوف من أبنائه المسيحيين و اليهود و الأكراد و العرب و الصابئة و الفيليين و المثقفين و العلماء و و و . آه كم ضيعنا من الفرص ، و كم فاتنا من الأزمنة الجميلة ، و كم تسببنا في الأذى لبعضنا البعض ، و كم بددنا من أثمن الثروات البشرية ! ثم تخيلت زماناً غير هذا الزمان نكون فيه نحن و بقية أهلنا من العراقيين المسفرين غدراً مجتمعين مع بعضنا البعض في البتاوين و الجادرية و الكرادة و الأعظمية و الكاظمية و الصليخ و علي الصالح و الثورة ووو ، فنتزاور و نتعاون و نتشارك في الحلوة و المرة و نتحاور و ننكت و نتخاصم و "ننصب" على بعضنا البعض ! ما ضر لو بقي كل أولئك الحلوين و الأماجد بين ظهرانينا يرفل بهم بلدهم العراق ؟ لكنا قد أسعدنا بصداقتهم ، و تنورنا بعلومهم ، و تعلمنا من إخلاصهم البطولي لأرض هذا البلد المنكود ! شاهدني إبني دامع العينين ، فعرف السبب حالاً ، و قال لي :
- "لقد خمنت أنك ستتألم عند قراءة القصيدة ، و لكنني كنت أعرف أنها ستكون أيضاً مصدراً للفخر و الإعتزاز و استمداد القوة و العزيمة من عراقي آخر كبير متمسك بالإنتماء إلينا ، و ستفرح به رغم الألم . "
فيما قالت له أمه الجالسة إلى جانبي : خلف الله عليك !
عزمت على ترجمة القصيدة إلى الإنكليزية على عجل و ذلك رغم عدم توفري على القواميس و المصادر . و في بحر ساعتين ، أنجزت خربشة المطلوب (بتصرف) ، و الذي أرجو أن ينال رضا زوار الحوار المتمدن ، و رضا الشاعر و الأكاديمي العراقي الكبير الأستاذ الدكتور "شمو" الورد .

النص الأصلي
الرحيل
أ.د. شـموئيل (سامي) موريه
قالت لي أمي ، والأسـى في عينيها :
" ظلمونا في العراق ،
وضاقَ المُقامُ بنا يا ولدي ،
فما لنا و"للصبر الجميل ؟
فهيا بنا للرحيل! "
وعندما بلغنا الوصيدا ،
قالت لي: "يا ولدي لا تَحزنْ ،
إِاللّي ما يريدكْ لا تريدَهْ " ،
هَمستْ: " يا حافرَ البير "
"بربكَ قلْ لي لهذا سببْ؟ "
ورَحلنا ...
وقبلَ رَحيلِها الأخيرْ ،
قالتْ لي أمّي ،
والقلبُ كسيرْ :
" أحنّ إلى العراق يا ولدي ،
أحنّ إلى نسيمِ دِجلة
يوشوِشُ للنخيلِ ،
إلى طينها المِعطار
إلى ذيّاك الخميلِ ،
بالله يا ولدي،
إذا ما زُرتَ العراقْ
بعدَ طولِ الفراقْ
قبّلِ الأعتابْ
وسلم على الأحبابْ
وحيّ الديار
وانسَ ما كانَ منهم ومنّا ! "
* * *
هذه الليلة، زارتني أمّي
وعلى شـفتيـها عتابْ :
" أما زرت العراق بعدُ ؟
أما قبّلتَ الأعتابْ ؟ "
قلت: " واللهِ يا أمّي ،
لِي إليها شوقٌ ووَجْـدُ ،
ولكن " الدار قفرا، والمزار بعيدْ "،
بعد أن قتلوا مجد هرون الرشيدْ !
ففي كلِّ شِبر منَ العراقِ لَحدُ
ومياهُ دجلةَ والفرات، كأيامّ التتار
تجري فيها دماءٌ ودموعُ
تحطّمت الصواري وهوتِ القلوعُ
فكيف الرجوعُ ؟
أماه، ليس في العراق اليومَ
عزّ ومجدُ ،
لم يبق فيها سوى الضياعِ والدموعْ !
أماه، كيف أزورُ العراق ؟
أما ترين كيف يُنْحرُ
عراقنا الحبيبْ ،
من الوريد إلى الوريدْ ؟
ويَقْتلُ المسلمُ أخاه
فكيفَ بنا ونحنُ يهودُ !
خبّـريني بالله يا أمي !
كيف أعودُ ؟
ولمنْ أعودُ !
ونحنُ يهودُ ؟
26 / 10/ 2006

الترجمة الإنكليزية

Departure
By : Samuel Moreh
Mother told me, with grief in her eyes,
"They ve wronged us in Iraq,
And the place is stifling, O son;
So, what s the point in clinging to "graceful patience"?
Let s depart !"
And when we reached the gate,
She told me: " Don t be sad, O son,
Never cling to those who don t want you on."
I whispered, "Lo digger of the well,
(Pray, shun digging deeper with your shovel.)
"Tell me by God: Can you see any reason?"
And so we left…

Before her final departure,
Mother told me,
With a broken heart,
"I long for Iraq, O son,
I long for the breeze of the Tigris
That whispers to the date palm trees;
I Long for its fragrant clay;
I long for yonder orchards.
For Heavens sake, O son,
If you go back to Iraq,
After the long departure:
Kiss the doorsills,
And greet our loved ones,
And hail our homes.
Yet, Forget what they ve done, and what we ve done!"
***
This night, my mother came to me:
There was resentment on her lips:
"Why haven t you visited Iraq till now ?
Why haven’t you kissed the doorsills?"
And I said: "I swear by God,
I long for Iraq; I crave for Iraq!
But home is empty; the vision far away
After they killed the glory of Haroun Al-Rasheed

For in every hand-pan in Iraq there stands a grave;
The waters of the Tigris and Euphrates, just like in the Tartars days;
Flood with tears and bloods;
Masts are destroyed and castles shattered.
So how can we go back ?
O mother, In Iraq of to-day,
There is neither pride, nor glory in flairs;
Nothing, but loss and tears!
O Mother, how can I go back to Iraq?
Can t you see the way
Our dear Iraq is slaughtered from vein to vein;
A Muslim kills his own brother without dues;
So what ll become of us, we Jews !
For Heaven s sake, tell me, O mum,
How can I go back?
And to whom do I go back?
And we are Jews ?"

26th Oct, 2006



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 10
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 9
- الزنبقة تموت عشقاً في الحياة .... و تحيا / مرثية الشاعر يحيى ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 8
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 7
- مَثَلْ مَضْروب بيه تِتْحدّثِ النّاس : -جِزا الإحسانْ : بَكّا ...
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 6
- فائض القيمة و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 5
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 4
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 3
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 2
- فائض القيمة بين ماركس و الإكتشافات الجديدة لإبراهامي / 1
- الفأر -شار- ، و الحيّة -أم دَيّة-
- حكم القَراد في مزبلة الوهاد
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 5 (الأخيرة)
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 4
- مرض الزعامة البارونية في الأحزاب الشيوعية / 3
- مرض الزعامات البارونية في الأحزاب الشيوعية / 2
- مرض الزعامات البارونية في الأحزاب الشيوعية العالمية / 1
- المرأة في العالم العربي : بين جدران و باب موصد كلما حركه الس ...


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - قصيدة -الرحيل- للشاعر العراقي سامي موريه