أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - فوق السحاب















المزيد.....

فوق السحاب


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 17:32
المحور: المجتمع المدني
    


فوق السحاب
الى الغالي وليد يوسف عطو/الكلي الاحترام
بعد ان قرات مقالكم الذي اعددتموه ونشرتموه عن بابل والذي كان بعنوان/التعليم والمكتبات في سومر و بابل الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=314888
غادرنا مكان سكننا عند احد اولادي في منطقة القريبة من الحدود الفرنسية الإيطالية السويسرية والتي تحوي في ثناياها الطبيعية الخلابة جبال ألآلب كان وبالصدفة برنامجنا للصعود على اعلى قمة في اوربا والتي تسمى الجبل الابيض والذي تغطيها الثلوج على مدار العام
بالإضافة الى الطبيعة الخلابة من جبال وسهول ووديان واعمار وعناية واهتمام ...كان البشر الذين تلتقيهم او تحتك بهم.... تحتار فيه... هل انه اضاف من جماله على الطبيعة او جماله مأخوذ من الطبيعة؟! قد تحتار وتبقى تعيد هل جماله من الطبيعة او الطبيعة انعكاس لجماله هل اخلاقه انعكاس لأخلاق الطبيعة او العكس...سيتعبك التفكير بذلك ولكنه لا يلهيك عن الاثنين
وقفنا في محطة التلفريك التي ستقلنا وتقل الالاف يومياً(500)الف زائر سنوياً...اطلعنا على النشرة التعريفية تاريخا وحاضرا عن المكان والذين فكروا به وحاولوا وما يجري فيه اليوم من فعاليات تثير الاعجاب والعجب قلت لأولادي انكم لن تجدوا معلم حضاري او سياحي في العراق يحمل لوحة تعريف لمن ساهم به او انجزه او ساعد في ذلك حتى لأقل من قرن واحد
اخذتنا العربة صاعده وانحن امام الدهشة والعجب و تصيد ما يظهر امامنا فهناك خيم على قمم الجبال وسط الثلوج اكيد انها مسكونه وهناك من يتسلق القمم باتجاه صعود العربة للأعلى وهناك مجاميع ممن يسيرون صاعدين على الثلوج وهناك المنظر العجيب من الارتفاع لما تركته على الارض ومحيطها وهناك ما لم تتمكن من رؤيته وانت على سطح الارض
تأخذ العربة الثانية بعد ان اقلتك الاولى الى ارتفاع اكثر من ثلاثة الاف متر لترتفع بك ومن معك من الركاب(لحدود الاربعين راكب) الى المرحلة الثانية اي الى ارتفاع اكثر من اربعة الالاف متر والصعود في المرحلتين عمودي تقريباً
تصل هناك لتجد العالم في شبابه وشاباته من فرق التسلق من كل الجنسيات الا العربية تقريبا و ما جاورهم ومن هم بحالهم...تسمع اللغات والضحكات وتشعر بالفرح والانشراح والتعجب عند الجميع وبالذات من هم مثلنا...تلعب فوق السحاب وتجد السماء التي كانت مقطوعه عنك ببعض الغيوم انها صافيه لأنك فوق الغيوم...يضيق عندك النفس لقلة الاوكسجين وعدم التعود على مثل هذه الارتفاعات
هنا تذكرت ورغم الفارق في الارتفاع كيف لعبنا كرة القدم عام 1982 فوق السحاب في العراق وفوق رابع اعلى قمة جبل هناك (جبل باكرمان)حيث كنا نمضي خدمة الاحتياط في حماية الشركة اليوغسلافية المنفذة لمشروع سد باكرمان الذي توقف العمل فيه بعد اشتداد المعارك مع ايران
يأخذ الالم محله في ناظريك وتفكيرك عن تلك الطبيعة الخلابة وكيف احرقت الرعونة والحروب تلك الجبال والوديان والسهول...قلت لعائلتي انها المرة الثانية التي اضع فيها قدمي فوق السحاب
تنقلنا بين الأماكن وصعدنا السلالم الى اعلى القمه لنفاجاء بأن احد المتسلقين يقف على اعلاها و يلوح بيديه
لمسنا ما كنا لا نعرف تفاصيله عن المتسلقين واساليب الحماية والامان التي يرتدونها وتحيط بهم ليجد المرء نفسة انه مع بعض التدريب والجراءة يمكن لأي من الشباب ان يكون كما هم
كان الملفت للنظر وهو العادي عندهم ان هذه المجاميع فيها من الشابات الرائعات ثقتاً وجمالاً الكثير حيث لا يخلو فريق او مجموعه منهن...تجدهم يتقاسمون الحياة والجمال والمخاطر والثقة بالنفس ونشوة الانتصار وجمال الطبيعة وقضاء العطلة الصيفية بين تلك الربوع الخلابة
اقامة لهم ادارة السياحة اماكن للراحة و مطاعم وكازينو ومحلات بيع الهدايا والتذكارات فوق السحاب وعلمنا ان هناك من الشباب والشابات من يقضي الليل هناك ليتسنى له ممارسة هواياته بعد صلاة الفجر عند النيام المتثائبين من الشعوب التي حرمت نفسها من لذة الحياة والمجازفة والنجاح والرفقة الجميلة البريئة النقية
ما ليس بغريب تواجد البعض من اصحاب المحرمات والممنوعات من متحجبين ومتحجبات و ملثمين باللحى و منقبات وهم يسجلون تواجدهم بالصور
وبعد اكثر من ساعة فوق السحاب وبين الطهر والطاهرين...طهر الطبيعة وجمالها وروعتها ورقتها وقساوتها التي تغلبوا عليها بالجهد والعلم والتفكير ليقدموها لنا متعه بثمن قليل...كان وقت النزول الى حيث الجمال الاخر والروعة المتدفقة مع شلالات المياه التي تتساقط في ذلك المحيط لتجد نفسك فوق جامع تلك المياه نهر هادر يصل صوت هدير الارجاء ليكمل السمفونية الرائعة التي تسمعها وتراها وتحسها وتلمسها وتشمها وتتذوقها
زقزقة المتنططات والهدير والهديل والورود والفراشات والنحل والناس من اهل المنطقة والوافدين شابات وشباب ومن هم في العمر الثاني والثالث والاطفال...الجميع مرتدين ما اجمله وارقه واقله واروعه لتأخذك المطاعم والكازينوهات والمحلات والبنوك والقطارات السياحية التي تقل راكبيها بين طرق وازقة المدينة الجميلة لتمر على المركز الرياضي المفتوح لكل الراغبين بممارسة كل الرياضات فمضمار التارتان وملاعب السلة وكرة القدم والتنس هذا المركز غير مسيج ودخوله من اي مكان في محيطه و مجاناً و للجميع...وانت هكذا لا تنقطع عن ناظريك مجاميع او افراد راكبي الدراجات التي تجوب كل مكان بما فيها الطرق الخارجية ولكل الاعمار و من الجنسين وكذلك افراد او مجاميع راكبي الموتوسيكل الذين يجوبون الأرجاء كل مدة الإجازة محملين باحتياجاتهم الشخصية و (كارت البنك) ليجد له مكان امين اينما حل او ترحل ليلا ونهاراً...يلتقون من مختلف البلدان ليتعارفوا في الطرقات والساحات واماكن تخييمهم ان كانوا على موعد او اتفاق او بدون ذلك.
هناك فوق السحاب تذكرت ما كتبه وليد عن بابل وكيف وثقه الاولين وعن برج بابل الذي كان من عجائب الدنيا قبل ان يتمكن اهل هذه المنطقة من اكتشاف قمم الجبال الصقيعية وكيف تغنى بها من زارها او نقب عنها واظهرها لنا ليحتار العالم كيف كانوا يسقون تلك الجنائن التي سموها من ارتفاعها بانها معلقه ويعنون انها معلقه بالسماء حتى ان صدام حسين طلب من امانة بغداد نشر مسابقة بقيمة ماليه خياليه لمن يفوز بطريقه تشابه طريقة سقي الجنائن المعلقة للجبال الترابية الحدائقيه التي بناها صدام حسين في محيط مدينة بابل التاريخية ولم يتمكن احد من الفوز بها وسيبقى سر سقي تلك الجنائن المعلقة لغز من الغاز تجسد عظمة ابناء وادي الرافدين.
يقال من زار اوربا ولم يزور فرنسا لا تحسب له زيارة.... واليوم اقول من زار فرنسا ولم يعتلي قمة الجيل الابيض/جبال الالب زيارته غير مقبولة لا يحصل منها على ثواب ... فقط المشقة...المشكلة ان زيارتنا هذه ترافقت مع زيارة الشعبانيه في العراق.
الى اللقاء في الحلقة الثانية وعنوانها على ضفاف بحيرة جنيف



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة اخرى مع يعقوب
- يعقوب وحسني والحوار
- عُمُرْ و عِبَر/الجزء الثاني
- عُمُرْ أو عِبَرْ/الجزء الاول
- الحقيقة/الجزء الثاني
- دمعة وابتسامة عيد الميلاد
- صالات
- مناقشة بيان الشله
- فائض الحماقه ويعقوب
- الى من يهمهم الامر
- الأبداع/الى الزميل حميد كشكولي
- الصفر/الى الاستاذ ريمون نجيب شّكوري
- الى جاسم الزيرجاوي
- الحقيقة/الجزء الاول
- تحرير أم أحتلال
- فقدنا عزيزاً
- رد الى من يكتب باسم الدكتور كامل النجار
- لماذا سأصوت لليمين المتطرف
- الى الرفيق الخالد فهد
- القمة العربية


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - فوق السحاب