أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر بن مدلول - الفساد أخلاقي!














المزيد.....

الفساد أخلاقي!


مزهر بن مدلول

الحوار المتمدن-العدد: 3780 - 2012 / 7 / 6 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(انَّ الاخلاق هي روح العبقرية.. بل انَّ الاخلاق اندر من العبقرية، والاخلاق اثمن موهبة). جورج ديهامل

منذ ان كنّا صغارا، وجماعة (التربية الاجتماعية والتربية الوطنية) يعلموننا الاخلاق المزورة في طقوس لها مظهر خارجي مزيف، ودون ادنى مراعاة للعواطف الذاتية الشفافة والنقية التي يتميز بها كل واحد منّا، فصغرتْ بسبب تلك المهرجانات والزخارف عقولنا، وتشوهتْ خيالاتنا، وامتزجتْ ذواتنا بذات الآخر (الفاسد البطل) الذي تمتلأ عيناه بالسم!.
منذ عشراتٍ من القرون، ونحن نتمرن بكامل السذاجة على نكران الذات!، من اجل ذاتٍ كبرى مهيمنة وفاسدة، ولاتعلو عليها بالفساد ذات!، فنتج عن ذلك معركة استنزاف طويلة ادّتْ بنا الى عدم القدرة على التحديق في عيون غيرنا من الشعوب المتحررة، وجعلتنا نقع في فخاخ الحاقدين والفاسدين الذين ادخلونا في المنعطفات الضيقة والدهاليز المظلمة!.
منذ مئات السنين، ونحن نبحث عن اقصر المسافات، لكي نتقرب من الحقيقة العليا التي تسكن السماء، فوقفنا في طوابير طويلة امام شبابيك دور العبادة، التي صار عددها اكثر من صالونات الحلاقة! ننتظر توزيع تذاكر الجنة والنار!،
ولكن الغلة التي حصدناها في نهاية الموسم، هي لسان معقود لايستطيع ان يلفظ مفردات حريته وانعتاقه، ووعي مثقوب لايميز بين مايريده (الامام علي) في نهج البلاغة، ومايريده (ميكافيلي) في الامير!.
الفساد اخلاقي.. في كلِّ زمانٍ فسادٌ اخلاقي.. منذ حواء والخطيئة الاولى حتى آخر الزمان فسادٌ اخلاقي!،
وبسبب هذا الفساد، تعرّتْ ارواحنا من الرغبة والحب، واجتاحتْ قلوبنا موجة الاستمتاع بمنظر الخراب، وبسببه ايضا وضعنا علامة حمراء تحت كل ماهو جميل وممتع، واغلقنا الطريق امام اي عمل متميز، ففي الوقت الذي يستمتع فيه العالم بالاتصال مع جوتة وبريخت وشكسبير، ويرقص مع زوربا وكازنتزاكيس، مازلنا نحن، نستمتع بفشلنا ونعتقد باننا نستطيع ان (نحارب الرشاش بسيف عنترة بن شداد)!.
الفساد اخلاقي.. في كلِّ مكانٍ فسادٌ اخلاقي.. حتى في صحافتنا التقدمية فسادٌ اخلاقي!، بل حتى في المقابر فسادٌ اخلاقي!، حين جاء البعض بموتاه ليلبسهم الاكفان الجميلة ويستخدمهم كملصقات اعلانية في معاركه الفاسدة للوصول الى مآربه وغاياته الانتهازية!.
فسادٌ اخلاقي..
الامهات والارامل واليتامى وكلّ الافواه الجائعة تصرخُ: فسادٌ فساد!..
مالذي يمنعنا من ان نجر التاريخ الفاسد من ربطة عنقه ونوقف مسيرته الغامضة وسيناريوهاته الدموية التي جعلت الابتسامة لاروح فيها غير الألم؟!.
مالذي يجبر الكفاءات على الاستمرار بالنزيف والانسحاب بصمت من اجل ان تبقى الحقيقة المطلقة معلقة في فراغ عقولنا؟!،
من منا يستطيع ان ينزع عن جلده خلاياه الملوثة بالنفاق والادعاء الكاذب والكراهية والوقاحة التي تصل احيانا الى مستوى وقاحة مومس تمرست في استدراج الزبائن؟!!،
ومن هو الذي يعي بأن السياسة عمل تطوعي ومن اجل الصالح العام، وليس في سبيل الكرسي والثراء، وان المهمة والمسؤولية التي يحملها على كتفيه مهما كانت صغيرة وتافهة لاتُستغل لاهداف انانية ولا لتمرير غايات رخيصة؟!.
اسئلة بسيطة، غاية في البساطة، يسألها كل انسان مهمش، وكل انسان مجروح، وكل انسان يطارده الاحساس باليأس وبعدم جدوى الصراخ!، ولااحد يجيب على هذه الاسئلة، الاّ ذلك العاقل الفاسد!، والفاسد المريض!،الذي سوف يخبرنا، بأننا آثمين لأننا ولدنا بالجزء غير النافع من الخريطة!.



#مزهر_بن_مدلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رذاذ من مطر غزير!! 2
- وجهكِ يلمعُ وسط العاصفة
- حَوارُ عينيكِ، ودموعُ أمي، ودمٌ لايتخثر!
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 6
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 5
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 4
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين!3
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 2
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين
- عشٌ من الثلجِ! في بيت شعر!..
- انا وابو الفوز وبقايا امرأة
- كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!
- ليلتان....... وموقد نار!
- رمانة.. في الحي القصديري!
- لو كان لي........ ان استرد قبلاتي!!
- لااحدٌ.. لاشئ.
- على اعناد طلفاح بغداد!!
- كَلبي عليه ملتاع...........
- بشت ئاشان مؤثثة بالنجوم
- پشتاشان .. ياذاك الألق


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر بن مدلول - الفساد أخلاقي!