أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!














المزيد.....

كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!


مزهر بن مدلول

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!

مزهر بن مدلول

ليست مقدمة......

أسندتُ ظهري الى جذع شجرة مقطوعة الرأس.. وكنتُ أنوي أن أشحذ بعض الأوهام من غروب جميل قبل أن ينزلق في الظلمة الساكنة......
المنظر الطبيعي الوقور،الذي وقعتُ تحت سلطانه وانهمكتُ فيه متأملاً، كان سخيا، ويشبه لوحة جميلة، رسمها فنان خفيف الاصابع......
في تلك اللحظة العابرة، والهاربة بسرعة، هبط عليَّ الحنين بقوة، كما يهبطُ صقرٌ على فريسته.. حتى راودني احساسٌ، بأنّ روحي انفصلتْ نهائيا عن جاذبية جسدي، وكفَّ العالم من حولي عن الوجود......

وبدأتْ القصة......

أريدُ أن أعود الى المهد، الى أن أكون جنينا في رحم الحياة......
لكنّ أمي المسكينة والتي كانت تعد السنين وتتسقط اخباري، نزفتْ صوتها، وانطفأتْ عيونها، ووافها الأجل......
آلمني بالصميم، ذلك الشعور......
فحاولتُ أن الجّ الدهاليز البعيدة.. أغوصُ في ذلك الزمن الأعمى.. أتنقلُ من محنةٍ الى محنة ومن شمسٍ الى شمس......
أريدُ أن أبحث عن مأوى، في تجعيدةٍ حفرتها فأس المأساة على وجه أمي.. أريدُ أن أقتفي أقدامَ موتها الاول، لكي تنغمر روحي في موتها الأخير......
لكنّ ذاكرتي انضغطتْ بشدة، وخيالي في تلك الأثناء، تعرض الى مذبحة رهيبة، واختفى المشهد بكامله، كأنما ابتلعتهُ الجبال......
عدتُّ مضطرا الى فسحتي القصيرة النائية، وكثيرةٌ هي الافكار التي عبرتْ خيالي..
ومن اجل أن تكتمل تلك الحديقة الربّانية الخضراء بزهرة عباد الشمس، حاولتُ أن ابتكر في مروجها امرأة، وحاولتُ ايضا أن تكون:
امرأة جميلة.. جنية رومانسية.. ثورية بأنوثة كاملة.. طفلة شقية، تستطيع ايقاظ مشاعري، وتمنحني الرعشة البريئة......
فرسمتُ لوجهها ملامح قطة!، بعينين مخمليتين وجسد فضي......
ظهرتْ في البداية مثل دمية خرساء، لكني نزفتُ من خيالي الكثير، من اجل أن اجعلها متشبثة بالنجوم، وتتغنى باشعار اراغون......
الوقت يمر بسرعة.. وأنا اتوقفُ طويلا عند كل ثنية من ثنايا لوحتي.. وكلما اقتربتُ من شكلها النهائي، اكتشفُ أن هناك شيء يجعلها ليست المرأة التي توسدتْ مخيلتي، فأكسر اللوحة، لأعيد تركيبها مرة اخرى، ومرة ثانية، ومرة تاسعة.. وهكذا تعبتُ كثيرا حتى اكتملتْ..
أزحتُ عن اللوحةِ، احساسها بالأسى والكدر، وأعدتُ الى رأسها صفاء الذهن، ومسحتُ دمعتين استقرتا في عينيها، ثم وضعتُ بسمةً على شفتيها انسجمتْ مع سعة عينيها، وتركتُ الخجلَ كوشم جميل على تقاسيم وجهها الوسيم..
اغرقتني بنظراتها.. ثم نطقتْ شعرا.......
..................................................
جئتُ، من تلك البحار
جئتُ اليك
أروي ظمأي،
من بسمةٍ في شفتيك
وأملأُ وحشتي، بنسمةٍ رقيقةٍ
تهبُّ ليّ من اعاليك
جئتُ......
فخذني، عصفورةً خائفةً..
ودثرني بحنانِ كفيك......
..................................
التصقتُ بجسدها، وكنتُ مثل كائن صغير يشعر بلذة المطر، مثل نورس على ضفاف البحيرة، وقد غمرتها بالدفء والطمأنينة، وكدتُّ ان أحلق في ذلك الغروب الهادئ هائما، لولا أنّ قملةً شرسة راحتْ تلتهمُ رأسي!......
قملة حقيرة، عديمة الشعور، تائهة بالجبل، مزقتْ جلد رأسي.. تغرسُ انيابها فيهِ كنبالٍ مسمومة، وأخذتْ تمتصُ دمي بلا رحمة......
توسلتُ اليها أن تتركني هذا المساء، استعطفتها أن تعطيني هدنةً زمنيةً قصيرة، لكي ما اداعب قطتي......
لكنّ القملة الجائعة، رفضتْ أن تهادن، قبل أن تشبع وتتناسل في بستان رأسي.. استبدَّ بي الخوف، وصرتُ الهثُ وانتفضُ مثل سمكة معلقة بصنارة......
سقط المكان في ظلام عميم حين شبعتْ القملة.. فسقطتْ لوحتي وتهشمتْ، بينما انقلب وجه القطةِ الى أفعى واختبئتْ تحت زهرة عباد الشمس!..
انتهى النص....



#مزهر_بن_مدلول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلتان....... وموقد نار!
- رمانة.. في الحي القصديري!
- لو كان لي........ ان استرد قبلاتي!!
- لااحدٌ.. لاشئ.
- على اعناد طلفاح بغداد!!
- كَلبي عليه ملتاع...........
- بشت ئاشان مؤثثة بالنجوم
- پشتاشان .. ياذاك الألق
- هروب سنبلة
- بين جسدي والقصيدة
- كل عام وانتم بخير
- ليلة قاسية البرد عميقة الحلم شديدة الخوف
- رطانة حتمية
- الابله قيد الهذيان
- ذلك المساء ..تلك العينين
- وسام الشيوعية لانسام الشيوعية
- ينابيع العراق
- مربط الفرس ... -1-
- سناء الانصار ... سنوات ازدحمت بالمجد- 7-
- وجهة نظر لعام2007


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!