أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - ليلة قاسية البرد عميقة الحلم شديدة الخوف














المزيد.....

ليلة قاسية البرد عميقة الحلم شديدة الخوف


مزهر بن مدلول

الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 11:01
المحور: الادب والفن
    


قرية دون ظلال ودون حكمة ، مثقلة الانفاس والهموم ومرارة الغفلة .. ذاكرتها محشوة بالجوع والجحيم والتقاليد ، مبعثرة على سفح جبل ، لاتسعفه الشمس ولايبهجه القمر ، يرقد اسفل سماء خفيضة ، حالكة حمقاء وموحشة ، تفركُ عينيها ليل نهار ..
مغاراتها مثل فقاعات فارغة ، تتقافز على ظهر موجة صاخبة الانفعال .. مستغرقة في الغيب ، لها شكل موكب جنائزي صامت وكئيب ، ترتدي دوما معطف غيمة ، تنذر بعاصفة صفراء شديدة ، قد تجعلها يوما دون بقايا اودون اطلال ..
ايقضتْ في داخلي احساسا بخواء الاسئلة المؤجلة ، المركونة في نافذة الاحاسيس ، بمسافة التضاد المشتعل بين ذاكرتي الخربة القابلة للاضمحلال والمخيلة المنفلتة في تلك المضارب الى اقصى المدى ، احساسا بالصورة التجريدية الهاربة من التلوين والمعنى ، انها صورة الافعى تلتف على جسدي ..
جسدي الضائع في افق واسع من الاحباط والغموض ..
تدحرجت اليها من حافات الجنون وضيق الهمس وخذلان قدماي ، لكي اشعل جثتي قنديلا ابيضا في دروبها المعتمة ..
من صدى زمن سحيق ، صندوقٌ ابوابه مغلقة وغارق في وحل الضباب الاسود ، فقدتُ فيه لحظة اليقظة وتأمل الانكسار، ووقفتُ صامتا كألف محيط ، بين دهشة اللحظة السائدة والماضي الذي لايكفّ عن استدراجي الى كهوفه العميقة ..
من حلم افتراضي في وجبة ( تشريب ) ساخنة إعتلتْ مسرح الامنيات .. زهرة سومرية تنبت على حجر يتثائب ، ملّ من بريق القنابل .. ضفدع يصير إلَه .. لغتي التي تعرت تحت ثياب حروفها واحترقت في لهيب الاوهام ..
من مساءات الفرات ونهاياته الجائعة ، جدائل ضفتيه المزينة بشرائط ازهارالكوجة والرمان ، امواجه الدافئة والهادئة مازالت تخفي عشقنا السري وهمس خطواتنا المرتعشة ..
جئت لها ..
من عطر الطين اللاهث بالحكايات والمعابد وحقول الترتيل ، رائحة الشياطين التي تمنحنا رطوبة القصيدة ، من ترنيمة العيد على شفة شنيشل المتيبسة ، من حديقة الجوري والكتب المدرسية والحروف الطائشة ، من ليالي ابو طبيلة والمواويل والعطور ( وام العيون اوساع ) ..
جئتُ ايتها الغافية على سرير العفة ..
من باب الشطرة والدشاديش ، والفلكة المدججة دكاكينها بالجماروالخريط والخزامات ..
صدر الناصرية الحاني ..
اشراقة وجه ستار كناوي
اراهُ يقرأ لغائب طعمة فرمان ..
ابتسامة علي ابراهيم
رايتهُ يشرب الثاليوم
في قيظ صيف ، كان عطشان ..
حزن صباح مشرف
نزيف الرصاصة ، طراوة الاغصان ..
صمت جبار شهد
رقة الشاعر ، رقة حسّان ..
كبرياء مناضل عبد العال
الشعر والاشواق والرسم والالحان ..
جئت ..
والحرب تدور
في كل الالوان تدور
في السماء تدور
على ظهور البغال تدور
تتوحش في دورانها
تلفحنا بلهيبها وتدور
ونحن كالسحَرَةِ ، معها نظلُّ ندور ..



#مزهر_بن_مدلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رطانة حتمية
- الابله قيد الهذيان
- ذلك المساء ..تلك العينين
- وسام الشيوعية لانسام الشيوعية
- ينابيع العراق
- مربط الفرس ... -1-
- سناء الانصار ... سنوات ازدحمت بالمجد- 7-
- وجهة نظر لعام2007
- سناء الانصار .... سنوات ازدحمت بالمجد -6-
- عجائب اخرى
- سناء الانصار... سنوات ازدحمت بالمجد – 5-
- سناء الانصار ... سنوات ازدحمت بالمجد – 4 –
- الرحى مازالت تدور
- الاخضر الذي همنا بشعره
- بعض الم
- عن مشروعي البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- أنا أيضاً تأنفلت
- كابوس
- المؤتمر الثالث لرابطة الانصار الشيوعيين نجاح ام فشل.......؟
- عن مهرجان الانصار في اربيل


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - ليلة قاسية البرد عميقة الحلم شديدة الخوف