أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 4














المزيد.....

طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 4


مزهر بن مدلول

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 10:20
المحور: الادب والفن
    



4
مزهر بن مدلول

لحظة جنون حاسمة!

يبدو انّ المصباح خالٍ من الزيت..
والليلُ، منذُ غسقهِ حتى اخمص عتمتهِ، عارياً ينامُ فوق خلاياي..

اما قلبيّ،
فطاعنٌ بالعشقِ..
نحيلٌ، وليس له القدرة على ان يصرع الكوليرا!..
قلبيًّ ابيضٌ،
افرطَ بالحبِّ حتى الرمق الأخير.. حتى داستهُ العربات في مذبحةٍ غراميةٍ صاخبة!..

وأنا،
ملاكٌ..
هاربٌ من القبحِ، ولم اتقن تفخيخ الاحاسيس، كما اتقنتها ( القديسة الفاجرة )! التي استدرجتني الى شاطئ الغواية وباحتْ باسرارِ جسدها!..
اشعرُ وانا اكتب الان، بأنّ كلماتي القادمة، سوف تقيمُ حفلا جنائزيا لأكثر الأسرار نقاءا..
وانّ الحروف المسننة، سوف تنهشُ في مذاق الضمير الشهي.. وسأعبرُ فوق ادقّ التضاريس، في جسد الزهرة الشاحب!، لألقيَ القبضَ على ذلك البلبل الاخرس!..

غادرتُ جدران سجني..
مسحوبا من أنفي، ومكبل اللسانِ اخذوني..
وفي الطريق المقفرة، علمتُ بأني امام امتحانٍ وجوديٍّ جديد، واني سأمتطي حتما حبل المشنقة!..
هذه الحتمية، هدمتْ خيالي.. وجعلتْ جسدي مستعدا لاستقبال الذبول.. واخيرا، تركتني باردا جدا، احملُ نعشي واجلسُ قربَ نافذة الحافلة!!..
لم يكن في ذلك النهار ايّ ضجيج في السماء.. ليس سوى زجاج النافذة يفصلني عن رائحة الزهرة البرية.. ليس سوى خيطٍ باهتٍ من سراب الايديولوجية، يفصلُ بين قلقي وقمرٍ يخلعُ قميصهُ بانتظاري..
في بطن الحافلة، صمتٌ مشحونٌ باليأس، وشرطيٌّ على جبينه آثارُ شعوذة، يتأففُ وينظر بأذنيه!.. وفي الارض البيداء كانت الحافلة تزحف ببطئ كسلحفاة..
من خلف اسوار السراب، رأيتُ كفّ أمي تلوّحُ لي بالوداع.. رأيتُ في وجهها المصابيح وحشدا من الحمام فوق رأسها يطير..
ورأيتكِ انتِ....
بلا رأسٍ....
مهزومة الجسد....
تتلصصين من فتحة الباب، وتحرقين رسائلي بمتعة كاذبة!!..

انتشر الجنود في ساحة الاعدام!
فبكى الطفلُ الرضيع في داخلي.. وصرخ الوحشُ الصحراويّ المربوط محاولا تمزيق الشباك!..

اما انا،
فكانت حنجرتي مقطعة الاوتار، وكنتُ غاطسا في الأسى اكتبُ حيرتي!!..
لكنهم منعوني
فمزقتُ سروالي، وعلقتهُ رايةً للجنون!
واقسمتُ لهم
بمأساة الامير الجميل هاملت
بأني ليس منهم
اقسمتُ بلهفة (فلورنتينو اريثا)!
بأني من كوكب الجنِ، وجئتُ ارتدي ملامحكم...............
فتهاوى صف الجنودِ مثل جدار طيني............
واطلقوا سراحي!..


فلورنتينو اريثا: بطل قصة الحب في زمن الكوليرا

يتبع



#مزهر_بن_مدلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين!3
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 2
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين
- عشٌ من الثلجِ! في بيت شعر!..
- انا وابو الفوز وبقايا امرأة
- كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!
- ليلتان....... وموقد نار!
- رمانة.. في الحي القصديري!
- لو كان لي........ ان استرد قبلاتي!!
- لااحدٌ.. لاشئ.
- على اعناد طلفاح بغداد!!
- كَلبي عليه ملتاع...........
- بشت ئاشان مؤثثة بالنجوم
- پشتاشان .. ياذاك الألق
- هروب سنبلة
- بين جسدي والقصيدة
- كل عام وانتم بخير
- ليلة قاسية البرد عميقة الحلم شديدة الخوف
- رطانة حتمية
- الابله قيد الهذيان


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 4