أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 5














المزيد.....

طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 5


مزهر بن مدلول

الحوار المتمدن-العدد: 3538 - 2011 / 11 / 6 - 17:14
المحور: الادب والفن
    



عودةٌ الى الاراضي الرطبة!!

ساحاولُ ان ارمم انقاض اللغة، واقفُ فوق الابجديات، لأنتقي منها لونها المترعُ جدا، بالاناقةِ والعراء والظنون الآثمة!..
اريدُ لغةً، مكشوفة الصدرِ والساقين،
عاريةً مثل غيمة،
اريدها تهطلُ مطرا ارجوانيا،
يغسلُ وجه الارضِ، من المكائد والرموز القدرية الغامضة..
اريدُ ان ادخل في محراب الجمال، وافلتُ من مدارات الكراهية والغيب والنفاق السياسي..

في هذا الغسق الوردي، الذي يشبه غسق غرناطة، ومازالت المسافة طويلة وخطيرة الى مدينة الزبير، حيث وجهتي القادمة، سال لعابُ شهوتي، فقادتني نكهةُ الطريق، بتلقائيةِ ظمآنٍ، الى حيٍّ غجريٍّ محتشمٍ بالبساطة ومضاءٍ بمصابيح الأغراء!..
قالت لي فتاةٌ جميلة، بدتْ كما لو انها خرجتْ لتوها من البحر، استقبلتني بنهدين منتفضين تحت قميص ليلي، قالت ومن دون ان تخفي ترددها، بأنها حاولتْ ان تحب، ولمّا مرًّ بها، تحولتْ الى افعى ترقصُ لمن يعزف على المزمار!..
امضيتُ ليلتي بخدر لذيذ مع الغجرية، وكنتُ انتظرُ فجرا، يأتي هادئا..
فجرٌ يأتي مطرزٌ بالقصب، مغسولٌ برطوبة شط العرب..
فجرٌ خالٍ من موسيقى الجنازات الصاخبة، ويرتدي اجمل ملامح الوطن القديم..

في ذلك الفجر، تسابقتْ الى مخيلتي كثيرٌ من الصور الجميلة، واستيقظتْ الكثيرُ من الاحلام النائمة تحت الجفون..
كنتُ سعيدا، سعادة طائرٍ عاد من غربةٍ طويلة..
كنتُ اغني...... ( ياعشكنة.. فرحة الطير اليرد لعشوشة عصاري )..
وكنتُ ايضا ،
رثَ الثياب، ومحملا بالغبار ودائم العطش..
والبصرة انذاك، مازالت تترنح على حافة متاهة لاتشبع..
غارقةً بالشجون، وتعصفُ بها الهموم..

طرقتُ باب بيت شقيقتي، دخلتُ من شقٍ ضيقٍ الى الفؤاد الملئ بالجروح الندية..
لفحتْ وجهي نسائم من رائحة الماضي.. رائحة بيتنا الكبير، محاطا بالبساتين والحقول والطيور.. رائحة طفولتي التي رافقتني مثل ارق مزمن..
حملقتْ ( ام حسن ) في وجهي بعينين مذهولتين.. تحسستني باصابع مرتعشة..
دارت حولي، كأنها تبحث عني.. تبحثُ عن نورٍ تكسر في الظلال.. عن ازمنةٍ التهمتها النيران.. عن عطر النعناع وشاي المنقلة، علّهُ ينبعث من شراييني..
ولْولتْ شقيقتي بصوتٍ مخنوق، ولْوَلتْ بصوت يابس.. واخذتنا نوبةٌ من العناق والدموع في ايماءة شوق يصعب التعبير عنها..
في ذلك النهار، اكلتُ ديكا مشويا كاملا، وكانت قيلولتي على وسادة ناعمة تطرد الهموم والكوابيس..
نفضتُ عن جسدي كل غبار الصحراء واوجاعها، حتى عادت لي بعض صفاتي البشرية!..

في المساء غمرني حنين مكبوت.. حنين استفز خوفي، فاستبسل خيالي في حينها وسقط رغما عني في ظلام المدينة..
( والظلام، حتى الظلام هناك اجمل )!......
تحت تمثال السياب، تأملتُ ليل العشار، تأملتهُ كثيرا ولم اعثر على عنوان..
كانت الوجوه متشابهة وقد مضغتْ ملامحها.. والافواه تلعثم، و تلوك كلماتها من غير شهية..
وكان الليل ليس هو الليل، والالحان باهتة والعازفون كلهم هربوا..
فقررت في صباح اليوم الثاني العودة الى كائناتي التي تركتها في الصحراء البعيدة..

يتبع



#مزهر_بن_مدلول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 4
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين!3
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 2
- طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين
- عشٌ من الثلجِ! في بيت شعر!..
- انا وابو الفوز وبقايا امرأة
- كيف تكتب نصا قصصيا قصيرا..!
- ليلتان....... وموقد نار!
- رمانة.. في الحي القصديري!
- لو كان لي........ ان استرد قبلاتي!!
- لااحدٌ.. لاشئ.
- على اعناد طلفاح بغداد!!
- كَلبي عليه ملتاع...........
- بشت ئاشان مؤثثة بالنجوم
- پشتاشان .. ياذاك الألق
- هروب سنبلة
- بين جسدي والقصيدة
- كل عام وانتم بخير
- ليلة قاسية البرد عميقة الحلم شديدة الخوف
- رطانة حتمية


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - طائرٌ بين حلمين.. ساكنٌ بين جرحين! 5