أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أمين أحمد ثابت - مؤتمر الحوار الوطني ( اليمني ) . . مفتاح الانتقال الاجتماعي إلى التاريخ الجديد















المزيد.....

مؤتمر الحوار الوطني ( اليمني ) . . مفتاح الانتقال الاجتماعي إلى التاريخ الجديد


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 01:37
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يبدو أنه لم يعي أحدا بعد لماذا وضع مشروع الحوار الوطني كمحدد لمؤشرات خروج اليمن من وضعها المهدد بالانزلاق إلى أتون حرب أهلية . ومن هنا فالكثير لا يراهنون على أهمية هذا الحوار ، فهو سيكون أشبه بتجارب سابقة تمثلت باتخاذ هذا المؤتمر طابع الاتفاقية أو المعاهدة ، التي يصدر عنها قرارات وليست تصورات لطابع النظام وشكل الدولة يتم من بعدها الخوض في صياغة عقد اجتماعي ، يبنى على أساسه دستور توافقي جديد . وبالطبع يرجع الجميع التائه في معمعة هذا الاعتقاد إلى أصولية تاريخية لنظم الحكم في اليمن والصراع السياسي حول المسك بزمام هذه السلطة ، وهو صراع دموي قد يسبقه صراع حواري أو يتبعه ، وهذا الحوار عادة يمثل ذروة نقل المواجهة إلى صورتها الدموية ، أو يكون حوارا يقود إلى تسوية محاصة بين المتواجهين سياسيا وفق أملاءات الظرفية التي تجري في إطارها الحوار .
إن مثل هذه المرتجعية المعتقدة في العقل الجمعي الحاضر في اليمن - في ضوء ما سبق - له ما يبررها ، إلا أن التبرير هذا – للأسف – محمول على ذهنية خاملة تغيب عنها الكثير من الحقائق والمؤشرات ، وهو ما سنأتي على بعض منها لاحقا ، وتتقدم ضرورات الكتابة هنا على تواترية معتقد العقل الجمعي في صوره المسحية ، الكاشفة عن لهث في المشاركة في الحوار ، و عنادية قبول المشاركة في الحوار على شروط توضع مسبقا من قبل بعض التكوينات أو الفئات أو القوى ، وأخرى غير مهتمة أيكون هناك حوار أم لا ، فهي بقوة وجودها الفارض واقعا بدرجة من النفوذ والاستقواء تجد نفسها حاضرة بسماتها هذه داخل حوار وطني أو بدون حوار ، وجميع الأطراف هذه إن كانت تشترك في مسار وطني لحل المسألة اليمنية سلميا ، إلا أنها تقر في باطنها غير المعلن بأن الأمر لا يتعدى عن كونها خطة لإعادة المحاصة توافقيا ، ومن هنا يتسابق الجميع خطابيا على إخراج مشروع المؤتمر الوطني وفق نزعاته ومعتقداته وأهدافه غير المعلنة والمتخفية وراء صورة الأعلام الوطني ( المثالي ) للحوار بكونه خروج بتراضي بين الجميع أو على الأقل بين الأقوياء الحاضرين في الحوار كمكمل صوري للعبة السياسية القائمة – الثورية أو التصالحية بين الخصوم - من هنا فإن المستضعفين – بحسب معتقدهم - يروجون بأن الدعوة لمؤتمر الحوار الوطني ليست سوى طبخة لإعادة اقتسام الكعكة بين الأقوياء سياسيا ، والذي يعني أنها دعوة لتغرير المجتمع وتغريبه عن ثورته وإعادته إلى مربع العبودية الطوعية مجددا ، ولكنه عود ممرر عليه بحسن النوايا والقناعة بوعي زائف بأفضلية حل المشكلات السياسية بين المتنازعين على السلطة والنفوذ من القوى السياسية والاجتماعية على أسس سلمية توافقية بدلا عن المواجهات الدموية – وهو ما يعني تحقيق فعل إقصائهم من المحاصة بطريقة ديمقراطية سلمية ، بينما هناك الكثرة – حتى الأقوياء – يدافعون علنا على دعوة الجميع للمشاركة في إعادة بناء المستقبل لليمن ، ويجملون ما يحمله هذا المؤتمر من فرص للجميع ، ويتقبلون كل قول لاذع يطلق في وجوههم ، بينما يتمترسون سرا في بواطنهم الكراهية و على المراهنة بأن يكون هذا المؤتمر عبارة عن صك بثوريتهم وتقدميتهم كصناع تغيير للواقع والحياة ، وهو صك يغلق ملفاتهم القديمة من النهب والاعتداء والتآمر على المجتمع ، وهذا ما نلحظه من المزايدة عند من يستشعرون ( ببطحة على رؤوسهم – باللهجة العامية ) ، أو لؤلئك الانتهازيين المعتادين ركب الموجات خلال فترات الانتقال ألظرفي أو الكلي للمجتمع بنظامه السياسي .
إن على الجميع أن يعرف القيمة الفعلية الحوار الوطني – معرفة الجوهر الذي على أساسه أقيمت الدعوة – وكيف أن ذلك الجوهر مغاير لمعتقد العقل الجمعي ( الانتهازي ) ، كون أن ذلك الجوهر مبني على صيرورة غير مقروءة للجميع .
فاليمن كغيره من البلدان العربية – شعبا ونظام دولة – لم يعد متحركا في صيرورته الداخلية الذاتية . . كما هو مهيأ لنا في تصوراتنا – كما كان في خصوصيته الماضية إلى ما قبل 1990م. ، كمجتمع مغلق بجغرافية سياسية ، يقوم النظام الحاكم فيه كحارس بوابة الفتح والغلق للخارج وفق ما تمليه عليه مصلحته في الحكم ، وهي السمة التاريخية التي تحمي لا إراديا ثبات الصيرورة الذاتية للمسار التاريخي للمجتمع وطابع هويته الإقليمية الضيقة – بل أن الحقيقة المغايرة – غير المقروءة – تتمثل بأن الصيرورة للمسار المجتمعي الراهن – لليمن أو غيرها من البلدان العربية والنامية والأقل نموا – أصبحت بقدر ما هي ذاتية الهوية فإنها محكومة بقانونية كونية ، كون أن الجدر العازلة بين المجتمعات والشعوب والدول قد أسقطت من بعد تسعين القرن الماضي ، وهو ما جعل العامل الخارجي أن يحضر مذابا بالعامل الداخلي فيشكل المسار وفق إرادته . . لا وفق القوى المتصارعة محليا ، وأن العامل الخارجي ليس أكثر من معين لهذا أو ذاك .
من هنا ، فإن الحوار الوطني يصبح ضرورة تاريخية للانتقال بالواقع والحياة ، وهي ضرورة لم تحضر يمنيا من قبل ، حيث يقبل القوي بالضعيف ، والنافذ بالمستضعف ، والمقصى ( بضم الميم ) بالمقصي للغير ، والمدعوم بقوى التنفذ الداخلي أو الخارجي يجلس بالسواء مع غير المالك لأية دعوم ندية كانت ، مؤتمر تحضر فيه كافة النزعات المتناقضة بين القوى والأفراد ، يجتمعون محاورة تحت ضرورة كونية لصنع الاستقرار المجتمعي ، وتحت ضرورة اجتماعية لصناعة مجتمع آمن وأكثر عدلا ، لصناعة حياة تطلق ( بتشديد حرف اللام كسرا ) ثقافة الكراهية والاستقواء والإقصاء للغير – مؤتمر يحضر الشعب مراقبا بضمير حراكه الثوري لتأكيد الخروج الآمن للمجتمع ، وظهور بوادر أهداف ثورته التي دعمها بالدم ، وتحضر قوى النفوذ الخارجي – الدولية والإقليمية في معادلة تماهي المصالح - كمراقب فارض لشروط لعبة الاتفاق ، ويحضر التاريخ فارضا انتقال صيرورته الموضوعية من مسار تكراري للمجتمع المغلق إلى صيرورة ذاتية خاصة باليمن المعاصر في إطار حركة كونية للشعوب والمجتمعات المستوطنة كوكب الأرض كقرية صغيرة واحدة بعد إزالة الحواجز والحدود التقليدية التي كانت تفصل بين الشعوب والمجتمعات .
إنه بهذا المنطق الأخير ، لم تعد القوى الإسلامية ممثلة بالإصلاح قوة يخاف منها ، وهي لن تمتلك قوة الفرض بقيام دولة دينية ، ولن تمتلك حوامل الفرض للانفراد بالحكم ، ومثلها الحزب الاشتراكي ، لن يكون الثوري – دمويا – كما يشاع عنه ، ولن يمتلك حوامل الفرض بنظام دولة للعمال والفلاحين ، ولن يفرض الحراك الجنوبي شروطه في المسألة اليمنية خلال رافعة فك الارتباط أو المحاصة رجوعا بالزمن إلى ما قبل 1990م. بدلا عن حل المسألة الجنوبية في إطار الوحدة والقانون الدولي والمصالح الدولية وخصوصية تمزق الواقع الجنوبي وزئبقية المعلنين أنفسهم ممثلين عنه ، ولن يقوى الحوثيين على فرض وجودهم كقضية وطنية بديلة عن مشكلة صعده ، ولن يقوى الحداثيين والانتهازيين على فرض وجودهم الوهمي كبديل عن القوى السياسية لصناعة المستقبل ، فهم لا يمتلكون مقوم الريادة التجريبية لنقل المجتمع ولا يقبل بهم دوليا للعب مثل هذا الدور البديل ، كما ولن تقوى الأدوات المحلية اللاعبة نيابة عن محركها الخارجي في الداخل ، لكونها لا تمتلك أية مقومات للقبول الاجتماعي الشعبي العام ، وتخضع قدرتها لفبركة التوازن بين قوى المركز وظرفيات الداخل ، ولن تكون القبيلة السياسية المتنفذة على الواقع السياسي والاجتماعي والمالي قوة يخاف منها ، ولن تقوى أن تفرض شروط إعادة جوهر النظام السابق تحت مغالطات لفظية سياسية بالتغيير والوطنية والثورية .
من هنا فإن الحوار الوطني أصبح جبرية ديمقراطية لتخليق عقد اجتماعي جديد عادل يتشارك فيه الجميع ، عقد سينتج ومن شاء ذلك أم أبى ، وسيخلق دستور جديد عادل لتوزيع السلطة والثروة ، وسيقام نظام دولة تنموية ، وستفرض الديمقراطية والحوار والتسامح وقوة القانون على الجميع بالتساوي ، وهو ما سيجعل واقعا من عليه دين – أي كان – أن يدفعه مع مرور الوقت ، ولذا على الجميع أن يستوعب الدرس ودون ذلك سيدرك أنه كان واهما . ومع ذلك فإن موعد الحوار الوطني لم يحن بعد ، فهناك مشروطيات وضعية وموضوعية تمثل المقدمات الأساسية لنجاح مشروع المؤتمر الوطني للحوار – كضرورة تاريخية – من أهمها إعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة والأمن في غطاء وطني شامل ن متحرر من التبعية لأي جهة أو قوة أو فرد ، يخضع وجوده لموجهات الدستور ، وبنائه على أسس علمية ، وعمله للقوانين التي تحكمه ، وثانيها حل المسألة الجنوبية حلا حقوقيا عادلا ، واهم تلك الحلول إلغاء الإجراءات التعسفية والخاطئة من بعد 1994م. ، وإعادة الناس إلى وظائفهم مع كامل استحقاقاتهم المالية والوظيفية ومنحهم التعويضات العادلة ، إعادة الممتلكات المنهوبة العامة والخاصة والفردية ، والاعتذار من شعب الجنوب عما جرى له من جراء ثقافة الكراهية التي وصم بها النظام السابق ، وهو اعتذار رسمي حكومي ومن قبل كافة القوى التي شاركت في ذلك الأثر السيئ الذي طال شعب اليمن في الجنوب ، ومنح الجنوبيون الفرصة المكافئة راهنا للمشاركة في صناعة المستقبل ، أما ثالث تلك الأمور فتتمثل بحل قضية صعده وأبناء أبين ، حلا تعويضيا عادلا وإعادة الأعمار لهما وتوفير كافة الخدمات وتسهيل الوظائف لأبنائهم ، ويأتي آخر تلك الأمور الأساسية المطلوب حلها قبل بناء الدستور إنهاء الفساد وعدالة التعليم والتوظف والترقي ونيل الحقوق وتوفير الخدمات الأساسية وفرض هيبة الدولة - دون تحقق المسار للأمور سابقة الذكر ، فإن الهرولة لعقد مؤتمر الحوار الوطني لن تكون سوى كذبة ومؤامرة على الشعب وخيانة للتاريخ .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أ . . أ قدرٌٌ . . ممكن له أن يأتي
- بيان تنبيه : الهيئة العامة للمعاشات . . وكر لفساد المطلق وال ...
- التدريس الأولي - الجامعي - للجهاز العصبي
- مشروع الرؤية الإستراتيجية لعمل منظمات الحزب الاشتراكي اليمني
- مشروع اتجاهات الإنتقال التحديثي للعمل الحزبي - اليمني
- الجزء الثاني من مشروع تعز. . في مبادرة حل المسألة الجنوبية
- الجزء الثالث / الفصل الأول من : مشروع مبادرة تعز . . في حل ا ...
- عودة الإنتهاك للوطن ( اليمني )
- أنواع من الاسماك في اليمن . . والامراض الشائعة
- تعز مسؤولية المبادرة في حل المسالة الجنوبية
- أدبيات ثورة فبراير 2011م. الشعبية . . اليمنية
- رهنية الحزب الاشتراكي اليمني في معادلة وضع الخروج
- من الذاكرة . . قصيدة منسية
- إرهاصات المسار اليمني . . بين المجلس الانتقالي والمجلس الوطن ...
- المجلس الوطني للشباب الثوري الفاعل لبناء المدنية - ساحة الحر ...
- أمريكا . . دولة البرجوازية الفاشلة
- بيان لملتقى تعز – عدن
- ما وراء سقوط المبادرة الخليجية ( 5 ) لليمن
- قفوا . . إنها الثورة
- مبتذلات حكم الطاغوت


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - أمين أحمد ثابت - مؤتمر الحوار الوطني ( اليمني ) . . مفتاح الانتقال الاجتماعي إلى التاريخ الجديد