أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحايل عبد الفتاح - لا مانع ولا تحريم في الجمع بين الدين والعلمانية















المزيد.....

لا مانع ولا تحريم في الجمع بين الدين والعلمانية


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 19:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هل الدين ملك لفرد أو جماعة أو مؤسسة عمومية ؟
بطبيعة الحال، نريد الجواب من جميع القراء. لكننا نريد بالخصوص رأي من درس قواعد الفقه التقليدي و من تعمق في البحث في موضوع تاريخ الدين وفلسفة الدين. نريد أيضا رأي من له اختصاص أو تطلع عميق وتضلع حقيقي أو مفترض، في الدين عامة وفي الإسلام خاصة.
أما رأي من لم يدرس الدين كموضوع وكمادة ولا يراه كفلسفة صرفة، ولم يدرس تاريخ الأديان، فنقول له باحترام ووقار انه لا حاجة له بمقالنا هذا؛ لأنه مقال سيدخله في حرب الأفكار العميقة الدلالة والمناقشة... ومن لا يملك ثقافة الدين بتشعباته فهو لا يملك القدرة على الخوض معنا في هذا الموضوع الضخم السهل الممتنع.
فحرب الأفكار حرب جديدة شرسة وقاسية، أعلنها البعض، بقصد أو بدونه، في مسار التطور الإنساني...والغلبة لمن يقنع العامة والخاصة بأفكاره الإنسانية والمنسجمة مع المنطقية و الديمقراطية. وأن عليه أن يؤمن أو يكفر، بحرية مطلقة لا يمكن المساس بها أو النيل من مضمونها... فلكل منا أفكاره ووجهته ودرجة فهمه للأشياء والعالم المحيطة بنا...فليترك لنا مسؤولية الرد والنزال والحرب ضد من يريد أن يفرض أفكاره علينا بعقله الحدود ومنطقه الصوري ...
أما من يعتبر أو يرى في نفسه أو ذاته أو شخصه جزءا من منظومة المؤسسة الدينية الرسمية ( في دولة من الدول) فليتمعن في افكارنا بموضوعية وديمقراطية وعقلانية وليدخل في حربنا التي لا هوادة فيها على المقلدين والمستدينين لمصلحة محدودة النطاق الزمكاني.
فنحن في مقالنا هذا لا ندافع عن مصلحة زمكانية ولا مصلحة ماضية أو آنية أو مستقبلية؛ بل نود أن ندافع عن الحق كموضوع مستقل ( مهما كان محتواه) عن الأفراد والمصالح الشخصية والمؤسساتية.
وفوق ذلك نحبذ رأي وتدخل وإجابة من يؤمن بأن استعمال الديمقراطية والمنطق للوصول للحقيقة الواقعية لا المفترضة، ومن يؤمن بان الديمقراطية والمنطق، كإنتاج فكري إنساني، لا يتنافى مع الدين عامة ولا يتناقض مع الإسلام خاصة...
ومن هذا المنطلق الميداني الصعب والسهل، أود أن أناقش مع المتمسكين من أهل العلم بالدين والإسلام تغيبن في غالب الحيان، عن ثقافتهم ومعرفتهم...
فلنفترض أولا، ان هناك متدينا علمانيا ( يجب فهم دلالة ومعنى العلمانية أولا) جاء ليصلي صلاة مع باقي المتدينين أو ممن يدعون أنهم متدينون أو مسلمون. السؤال المطروح بعد هذه الفرضية هو : هل بغمكان مفكر ديكقراطي ومنطقي أن يقنعني بأن صلاة هذا الشخص العلماني هي صلاة باطلة ووجوده بين المتدينين أو المسلمين لا فائدة منها ؟ من يعرف الجواب فليكتمه، لأن جواب يصدم ذوي العقول الضعيفة والتصورات والتخيلات المحدودة...
أما جوابنا نحن فهو كالتالي : فهو شخص متدين أو مسلم رغم أنه علماني.
أما من يكفره ويخرجه من فئة المتجينين او المسلمين فهو في نظرنا قبيح التصرف غير محايد في احكامه، لإضافة إلى أنه غير ديمقراطي.
باختصار شديد، فالمتدين والمسلم العلماني مؤمن بوجود الله وغير مقتنع بما يعتقده الآخرون من كفر أو إيمان اتجاهه.
وبعد هذا يمكن التساؤل : هل الإيمان بالله حكر على شخص أو جماعة أو مؤسسة؟
لا، بطبيعة الفكر الديمقراطي المنطقي. فالدين مسألة شخصية ولا يمكن لشخص أو جماعة أو مؤسسة عمومية أن تجعل منه ومن تصرفه أو أفكاره في عداد الكفر أو الإيمان.
وبعد هذه التوطئة المهمة، يجب القول ان من ألحدد فغنما يلحد لنفسه ومن آمن فغنما يؤمن لنفسه لا لغيره. لأن الإيمان وافلحاد منبعهما القناعة العقلية الشخصية. فلكل شخص أو جماعة أو مؤسسة إنتاج فكري يتناسب مع مصالحه والمؤثؤات التي تشبع بها في مجتمعه وتجاربه...
إذن، فلا داعي لتكفير فرد أو جماعة أو مؤسسة ولا داعي لتصور الآخرين المتدينينن جهالا وظلاميين.
فلو كانت البشرية تملك نفس مستوى الفهم وافدراك لما يحيط بها لما وقعت خلافات ومشادات وحروب بين بني البشر. والنتيجة هي أن لكل شخص نوعا من التصرف بحسب اعتقاده وتقافته التي تشبع بها.
لماذا اخترنا هذا الموضوع دون غيره؟
لأن من المتدينين والمسلمين من هم علمانيون لكنهم لا يجرؤون على البوح بذلك.
أما نحن شخصيا فنومن بأن لا خلاف ولا تناقض بين الدين والعلمانية، وبين الإسلام والعلمانية. ومن لا يريد تديننا وإسلامنا العلماني فهو غير ديمقراطي وغير منطقي ولا يؤمن بحرية الراي، ولا يمكنه أن يفرض رايه علينا...
ومن لا يحب العلمانية ولا الدين ولا الإسلام، كدين، فهذا رأيه المحترم، ولا داعي، ولا موجب لفرض لرأيه المحترم علينا...فالمفترض أن كل شخص له مقاييسه وثقافته واقتناعاته. وهل يستباح أو لشخص أو جماعة أو مؤسسة أن تنفي أو تعذب أو تهمش رأي من يقول " أنا مسلم علماني أو متدين علماني"؟ الجواب : لا بطبيعة الحال والمنطق السليم.
صحيح، واقعيا وعمليا، أن من العلمانيين والملحدين من يقذف في المتدينين عامة والمسلمين خاصة. وصحيح، واقعيا وعمليا، من أن من المتدينين والمسلمين من يقدح في العلمانيين والملحدين.
فالمتدينون أو المسلمون يجعلون من أفكارهم اتجاه الآخرين نهاية الفكر وحده échec et Mat ؛ والملحدون يحعلون من أفكارهم اتجاه الآخرين نهاية الفكر الإنساني يقررون نهاية لصوابهم بدون رجعة، ويقوضون بدون هوادة أفكار المتدينين والمسلمين والمسيحيين اليهود وغيرهم من المؤمنين بوجود الله.
فاي منهما على صواب وحق ؟
فإن كنت من المنساقين ومن الغوغاء، من المتدينين أو الملحدين، فإن ثقافتي المحدودة ستؤول بي لاتخاذ موقف من المتدينين والمسلمين والمسيحيين واليهود أو الملحدين أو العلمانيين.
وهكدا فحرب الكلمات والمفاهيم والأفكار والتصورات والتخيلات مشتدة ومنتجة لحرب مستمرة وأبدية. وكل بما لديه فرح ومقتنع بلا هوادة ولا سماحة وفساحة في العقل.
أما الكادحون الذين لا دراية لهم بهذا العالم الفكري الفسيح، الحروبي الحرباني، الأبدي فهم في حيرة من الإختيار الحقيقي والطبيعي والسليم. تتقاذفهم وتشردمهم حجج الفرق الفكرية والإديلوجيات الفلسفية والدينية المختلفة والمتصارعة...
ثارة هم مستقطبون وثارة هم مستنفرون. تتقاذفهم حرب الأفكار والمصالح.
أما المثقف الواعي بقياسات العقل والديمقراطية، فيقف موقف الحياد من كل التيارات قبل أن يتخذ موقفا يجعله ينضاف به إلى أولائك أو هؤلاء. فيحدد موقفه. ويستمر هو ايضا في خوض الحرب الفكرية القائمة كسابقيه ممن انهزموا أو انتصروا في ميدان الحق والصواب أو المصلحة.
وهذا في الغالب هو موقف المثقف الواعي ( بوعي أو بدونه) المنفتح والمستخدم لعقله أولا والعقل الجماعي ثانية.
وبعد هذا التحليل المعقد لا ننسى أن عنوان هذا المقال فهو : لا مانع ولا تحريم ولا تجريم في الجمع بين الدين والعلمانية، بين الدين الإسلامي وبين العلمانية...
فليصح وليفق المثقف العربي المسلم أو المسيحي أو اليهودي أو غيرهم من المنتمين للثقافات المحلية أو الطائفية أو الدولية أو الفلسفية. وليقتنع هؤلاء و أولائك بان الدين مسالة شخصية لا علاقة لها بالواقع والسياسة...
فليقتنع من استطاع بثقافته أن العلمانية هي من صنع وتصور اهل الدين قبل اي جهة اخرى. لأن أول من نادى بالعلمانية هم اهل الدين والمتدينين من المسيحيين واليهود لا الملحدين ولا المسلمين ( بتحشم وتكتم). فهم بدلوا جهدا جهيدا للتوصل لفكرة العلمانية كمنقد للخلاف والحرب والدمار الإنساني...
فالعلمانية فكرة قبل كل شيء تحارب الظلم والفساد والجهل والاستبداد والكساد والقمع العلمي.
فالعلمانيون إن كانوا مؤمنين أو منكرين لوجود الله، فهم على الأقل متفقون على أن الظلم في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية ( محليا أو جوليا) هي نتيجة الخلط بين الإقناع الفكري الشخصي وبين الاقتناع الفكري الجماعي، بين الخلط بين تصور الحياة الدنيوية وتصور الحياة الغيبية...
فالعلمانيون، في الحقيقة، لا يضرون لا الملحدين، ولا المتدينين ولا المسلمين ولا المسيحيين ولا اليهود ولا غيرهم من المعتقدين... لأنهم أجابوا عن سؤال مهم باسم الإنسانية، مفاده : هل من مصلحة الملحدين والمتدينين والمسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم أن يخلطوا بين السياسة والدين؟
بطبيعة الحال فكلهم متفقون على ان الإنسان يجب ان يأخذ حقه أو حقوقه السياسية والإقتصادية ولإجتماعية والثقافية بعيدا عن الدين أو التصاقا به؛ لأن هناك أناس فرادا أو جماعات أو مؤسسات ( سواء حسني النية أو سيئي النية) يستغلون الدين أو يحاربون الدين باسم السياسة او السياسة باسم الدين، لاشعال نار الفتن والحروب لتحقيق مصالحهم ...
لكن العلمانيين سواء كانوا متدينين أو ملحدين فهم في حياد ثام اتجاه كل الطوائف المؤمنة أو المنكرة لبوجود الله. وهم يقفون بنفس المسافة اتجاه الإلحاد والدين والإسلامي و المسيحية و اليهودية أو غيرها من الديانات أو الإعتقادات الفلسفية والفكرية. فهم، في آخر المطاف، الأقربون لهموم الناس الدنيوية والسياسية وغيرهما. فالكادح المقهور لا يهمه أن يكون جاره أو غيره مؤمنا أو كافرا، ملحدا أو معتقدا، بل يهمه بالدرجة الأولى تحسين وضعه المزري وأخذ حقه ممن يحرمه منه سواءا كان مؤمنا أو ملحدا أو غيرهما.
فالعلمانيون هم أقرب الناس بافكارهم لهموم الناس والبشرية والإنسانية...فلنتركهم يعبروا عن رأيهم بطلاقة وبحرية وديمقراطية ولو كانوا مسلمين...فللناس والبشرية حرية الإختيار في تحديد مصالحهم الدينوية والدينية لنيل حقوقهم الآنية لا المحتملة من كلا الطرفين السابق ذكرهما.( المتدينين والملحدين).
فلتحيا العلمانية الدينية أو غير الدينية الآتية من كل صوب أو حدب؛ ولكل وجهته، ولكل فهمه في مقاييس الفكر والتبيان.
الحايل عبد الفتاح، الرباط، المغرب، بتاريخ 25 06 2012



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة الكادحة هبة مصر الثورية
- هل الدين الإسلامي هو سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي ؟
- لماذا لا يجد الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي حلا ؟
- الولائية هي سمة الأنظمة القائمة
- الشعب العربي الإسلامي يلقن دروسا في علم السياسة.
- حقوق الإنسان متجاوزة بحقوق المواطن
- أحذروا انحراف الأحزاب القائمة على أساس ديني
- العولمة حتمية تاريخية
- كيف ولماذا تسيس الدين وتدينت السياسة بالعالم العربي الإسلامي
- الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي
- مرسي الإخوان المسلمين مرغم على تحقيق الديمقراطية بمصر
- محاربة التطرف الديني والوقاية منه
- وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟
- التفاحة الحكيمة
- عولمة الثقافة الغربية وتشردم الثقافة العربية الإسلامية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس دولة سوريا
- الفساد الإداري وتمرد الموظف
- الشعارفي الدساتور عامة وفي الدستور المغربي خاصة


المزيد.....




- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...
- لماذا يعارض -الإخوان- جهود وقف الحرب السودانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحايل عبد الفتاح - لا مانع ولا تحريم في الجمع بين الدين والعلمانية