أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي















المزيد.....

الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 17:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الرباط، 01 09 2011

الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي
الحركة الإجتماعية مفهوم حديث الاستعمال في العديد من شعب العلوم الإنسانية. وله دلالة خاصة لدى كل من عالم التاريخ وعالم الإجتماع وعالم الإتربلوجية وعالم السياسية.
لكن القاسم المشترك بين هؤلاء المختصين هو المادة التي يشتغلون عليها وهي الإنسان بمفرده او داخل الجماعة.
والحركة الاجتماعية ظاهرة تفيد التصرف بطريقة جماعية أو فردية بدافع مشترك أو مجزء، باتفاق أو بدونه، منظما أو تلقائيا، سلميا أو ثوريا. هدفها هو بعث رسالة تختلف لهجتها حدة وليونة، إلى السلطات القائمة. ومحتوى هذه الرسالة مبدئيا وفي جميع الأحوال هو رفض بعض أو كل ما هو مطبق حليا والرغبة في بديل مستقبلا.
ومحتوى دلالة الحركة الاجتماعية يختلف بحسب نظرة الحاكم والمحكوم بالمقارنة مع المستوى الديمقراطي السائد.
فالحاكم الدكتاتوري والمستبد له نظرته الخاصة لكل حركة اجتماعية. فهو إن لم يرى في الحركة المثارة داخل نطاق سلطته مصلحته، اعتبرت تهديدا لاختصاصه وسلطاته. فهو بالضرورة يرى فيها مروقا أو خروجا عن الطاعة الواجبة للأمن والنظام العامين. فيجند كل قوته الأمنية أو العسكرية ليخمدها بالنار والحديد.
أما الحاكم المتشبع بمستوى معين من الديمقراطية المتعارف عليها دوليا، فهو يرى فيها خطابا مسموعا يجب التعامل معه بجدية وحكمة وسلم. فيجند أو يؤسس ديوانا أو لجنة أو متخصصين للنظر في محتوى الحركة الاجتماعية المعنية. فيتم الحوار والتوافق بين القاصد والمقصود من الحركة.
الأمثلة من الحركات الإجتماعية عبر العالم كثيرة ومتنوعة؛ فقد تكون حركة عمالية، أو حركة نسائية أو حركة عنصرية أو حركة تضامنية أو غيرها من الحركات.
السؤال هو أي بعد يراه المواطن والحاكم في الحركة الإجتماعية الصاخبة حاليا بالوطن العربي الإسلامي؟ هل كل الحكام تعاملوا بنفس الطريقة مع هذه الحركة الإجتماعية المباغتة؟ أم أن كل واحد منهم انفرد بتعامل خاص معها؟
فعلا التعامل مع الحركة الإجتماعية العربية الحالية كان متنوعا ومختلفا باختلاف مواقع وظروف كل دول عربية.
النوع الأول من التعامل مع الحركة كان في البداية تعاملا غلب عليه الهاجس الأمني فتلاه كالمعتاد القمع والبطش الشديد والدوس عنوة على حقوق الإنسان. وكأن هؤلاء الحكام كانوا يقولون لشعبهم بطريقتهم العنيفة: "لا حوار معكم؛ لا حوار مع شعب متخلف. لا تنازل لأرادلنا". وهذا هو نوع التعامل الذي استهلت به عقلية الحكم البائد في كل من تونس وبعدها مصر.
لكن بعد جهد جهيد بدا في آخر المطاف لحكام تونس ومصر أن القوة لن تفيد في قمع الحركة بل ستزيد في الطين بلة. ومن ثم فظل السيدين حسني مبارك ووزين العابدين بن علي الانسحاب بسرعة من السلطة، وكان ما كان ووقع ما وقع بأقل خسارة.
البعض الآخر من الحكام العرب المسلين تبسم بثقة واستخفاف وارتأى أن استسلام مبارك وبن على كان مستسرعا ومستعجلا. فخيل إليهم أنه كان من الواجب الصمود بحدة بواسطة الآلة القمعية التي يمتلكونها ويتحكمون في دهاليزها.
فعلا هذا هو ما طبقه بعض الحكام العرب بطريقة أو بأخرى. فكانت هذه هي الطريقة في التعامل مع الحركة الإجتماعية المصعدة للهجة والطلب. كان هؤلاء الحكام يجهلون الواقع وكانوا يتحدون الفقراء والمحرومين والدونيين والغاضبين والمظلومين والمغبونين، وباختصار كل المقموعين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا؛ وما اكثرهم في العديد من الدول العربية الإسلامية قبل وخلال هذه الحركة الإجتماعية. هذه الطريقة في التعامل مع الشعب المقموع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا زادت التأزم حدة، وصبت الزيت على نار التوثر الإجتماعي. وهذه هي الطريقة التي سلكها السيد معمر القذافي والسيد على صالح وبشار الأسد. فتبين أن هذه الطريقة في التعامل مع الحركة هي أسوئ من الطريقة السابقة الذكر.
أما البعض الآخر من الحكام العرب ففضلوا الاستماع نسبيا للشعب وحراكه؛ لأنهم فهموا، في الوقت المناسب، خطورة الوضع؛ فقاموا فعلا بحوار جدي وإصلاح دستوري على أمل أن يستمر الاستقرار السياسي وتشبع الحركة احتياجاتها. ومثال ذلك الأردن والمغرب والبحرين إلى حد معين، رغم أن الحركة الاجتماعية، في هذه الدول، كانت تعرف أنها تتعامل مع ملكيات لا جمهوريات مسروقة. الحركة الاجتماعية في هذه الدول احترمت الشرعية التاريخية لملوكها. زد على ذلك أن أوراش الإصلاح في بعض الدول كالمغرب كانت لحسن الحظ في طور التنفيذ. لكن هل هذا كاف لتهدئة الوضع؟
حالة أخرى في التعامل مع الحركة الاجتماعية في العديد من الدول العربية الشرقية كالسعودية والكويت والإمارات وقطر وعمان. هذه الدول فلتت، لحد الآن، من نعرة الحركة بفضل الرخاء الاقتصادي والسيولة المالية المتدفقة من البترودولار. فعلا كان من السهل على هذه الدول احتواء الحركة الاجتماعية وامتصاص غضبها وذلك بتلبية بعض المطالب الاقتصادية والسياسية. لكن "حذار" من أن تعي شعوبهم في يوم من الأيام محتويات المطالب الاجتماعية والسياسية والثقافية الأخرى. لماذا؟ لأن إشباع البطن لا يكفي ولا يعوض أحيانا الجوع الفكري. أكيد أن الديمقراطية ودولة الحق والقانون لهما ارتباط وثيق بالاقتصاد، بل الاقتصاد شرط لتحقق الديمقراطية. لكن الازدهار الاقتصادي ليس الشرط الوحيد لبناء الديمقراطية. فالديمقراطية لها شروط اخرى، هذا إذا اتفقنا مبدئيا على صلاحية الديمقراطية كنظام أمثل للتقدم والازدهار وآمنا بأن الديمقراطية هي الحل الوحيد والأمثل الذي توصل له العقل البشري إلى حد الآن لإدارة وتسيير وتنظيم مجتمع.
أما الجزائر فحالة خاصة. فما تزالن في نظرنا، الحركة الاجتماعية تستجمع قواها أو قل قنبلة موقوتة ما يزال النظام العسكري جاثما على صدرها، يتصرف في ديناميكيتها الطبيعية وكأن الشعب الجزائري في رفاهية وديمقراطية. فالتورط المجاني واللامسؤول الذي وقع فيه النظام الجزائري العسكري مع العقيد القدافي المخلوع وجيوبه بداية للعد العكسي.
باختصار شديد، فالنتيجة الحالية للحركة الإجتماعية مختلفة باختلاف الدول. فهي تتأرجح بين الحرب الثورية كما في ليبيا، والعصيان الاجتماعي باليمن أو الاستمرار في الصمود رغم التقتيل والتنكيل كما في سوريا، أو التريث كما غالبية الدول الأخرى...
في النهاية هذه الأنظمة الثلاث الأخيرة آلت أو ستؤول مع مر الوقت إلى نفس نتيجة تونس ومصر. والملاحظ العامة هنا هي أن الحركة الاجتماعية بهذه الدول لم تجد آذانا صاغية من لذن حكامها الذين استصغروا واستهانوا بقوة وجدية هذه الحراك الاجتماعي. فهم لم يفقهوا مدى وعي وشحنة محكوميهم وحرقة شعلتهم. لم يكونوا في المستوى السياسي المرن ولا الحد الأدنى في مستوى الحوار الوطني. هؤلاء الحكام رفضوا، مبدئيا، التحاور مع الشعب منذ البداية، وكان جزاءهم هو إزاحتهم من مقاعدهم السلطوية المريحة، فدخلوا بدون سابق إنذار إلى مزبلة التاريخ.
والجدير بالذكر أيضا أن هذه الحركة الاجتماعية بالعالم العربي كانت سلمية تلقائية في البداية فأصبحت مع تشدد الحكام حركة ثورية بتألق.
هذه إذن هي النتيجة المأساوية التي آل لها حكام صالوا وجالوا في السياسة. لم تنفعهم تجاربهم وخبرتهم السياسية الطويلة الباع في احتواء الحركة الاجتماعية أو الاستجابة لصرخاتها. أربعون سنة في الجعبة السياسية الفارغة لمعمر القذافي(1969-2011)، ثلاثون سنة في السياسة للسيد حسني مبارك(1981-2001)؛ و ثلاثة وثلاثون سنة لعلي صالح ( 1978-2011)، وأربعة وعشرون سنة لزين العابدين بن علي ( 1987-2011)، وأحد عشر سنة لبشار الأسد (2000-؟) الذي شغر نفس منصب أبيه (1970-2000) وكان نسخة مطابقة له...
كل هذا يفيد أيضا أن الحاكم مهما طال مقامه المريح واللذيذ على كرسي السلطوية فهو قد لا يفقه نوعا معينا من السياسة؛ وقد لا يعي مستوى تطور الفكر الجماعي لشعبه من حوله.
هؤلاء الحكام، لم تنفعهم التزكية الخارجية الشبيهة بالقبلية، بما فيها الدول الغربية. فالغرب هو الآخر استنفذ تاثيره ضد هذه الحركة الاجتماعية الجامحة. تبرأ منهم لأنه كان يعلم مدى قوة ومصداقية محتوى صراخ الشعب وغضبه. كان مضطرا لمتابعة ومسايرة ما كان سيكون. لم يكن بيده سوى حماية مصالحه ما أمكن لدى من استحكم أو احتوى على مصير هذه الحركة الإجتماعية الثورية.
لكن المهم في تدوين تاريخ هذه الحركة الإجتماعية هو أن هؤلاء الحكام لم يكونوا يؤمنون بالتحاور الإجتماعي و لا يقيمون له وزنا وافيا. باختصار شديد لم يكونوا يؤمنون بالديمقراطية رغم تشلدقهم بها للتمويه. وفي غياب الديمقراطية يفرض منطق الرفض المطلق لأي حوار، ويحل منطق العنف من جهة الحاكم والمحكوم.
إذن فالقطيعة بين الحاكم والمحكوم قد استهلكت في الخفاء وفي غفلة من كليهما، أي قبل موت البعزيزي بدقيقة على الأقل. لكن أهم نقطة يجب أن لا ننساها، بل يجب أن نعتز بها هي أن هذه الحركة الإجتماعية مؤشر على ديناميكية إيجابية بالدول العربية؛ وفقد كانت بداية انطلاق زمان العرب المسلمين. ردت للشعب العربي الإسلامي اعتباره وقيمته...
الحايل عبد الفتاح



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي الإخوان المسلمين مرغم على تحقيق الديمقراطية بمصر
- محاربة التطرف الديني والوقاية منه
- وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟
- التفاحة الحكيمة
- عولمة الثقافة الغربية وتشردم الثقافة العربية الإسلامية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس دولة سوريا
- الفساد الإداري وتمرد الموظف
- الشعارفي الدساتور عامة وفي الدستور المغربي خاصة


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي