أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحايل عبد الفتاح - التفاحة الحكيمة














المزيد.....

التفاحة الحكيمة


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3750 - 2012 / 6 / 6 - 18:28
المحور: الادب والفن
    


05 2012

التفاحة الحكيمة

هذه تفاحة جميلة، طازجة وطيبة. رونقها يوحي بلذة طعمها، ولونها يوقظ في العين بشاشة النظرة وشوق الاصفرار. مستديرة الخد، شهية الفلج، جذابة الأطراف وساحرة التقويس. أما شهية أكلها فلا تنسى رغم بعدها عني.
في نفس الجائع غداء ولذة، وفي يد الشبعان ما هو فوق الجوع والشبع. ويستحيي لامسها بأن يفكر في شيئ من المطعم أو المشرب.
أعين الفنان لفرزها عارفة، ويضحى الجائع الملهف في أكلها زاهد.
لا نبش فيها ولا علا صفاء جلدها، سبحان من يخلق التفاح جميلا لذة للأعين، ويعدمه بأسنان حادة العض والنهم. فعجبت كيف يخلق التفاح بريئا فتلفق له بعد تهمة الجوع عقوبة الهضم والعدم؟
تتهافت الأيادي العارفة للمسها، ويقال أيضا أن اللمس محرم في تاريخ التفاح. وعيون أخرى بها شعرت وشوق لنظرتها لدى العشاق.
قالت التفاحة : يا معشر المحبين فلتعلموا، أنه لن يمسني إلا من صعبت عليه دلائل الحب ووسائل التبيان. في الجنة أنا ظهرت وفي حرية الإختيار خلقت. ويضيفون أنني أخرجت آدم وحواء من جنة الخلد بدون حق.
فليعلم من يلتهمني أو يتهمني بشقاء الخلق، أنني وجدت لينفذ في قطفي أمر وقضاء وقدر؛ ولست وحدي مسخرة في وقوع الخير والشر. فمن لا يصدق فليسأل العنب المعتق هل كان جده خمرا مسكرا أم أمه عسفت بها أيادي التخمير والطفح.
لا تلوموني في وضعي ولا تحسبوا أنني لابن آدم عداء. فالشر شر ما دام في الخير اختيار بين الجمال والقبح. وإن فتنت في الخلق فإن ربي بي عقل عالم، وإن غدوت جانية فالتفاح خلق للأكل.
فسمعت قولها بهذه المعاني، ففاض مني العقل فهما قبل النطق بالحكم.
فأطمعني الجوع بحسن رقتها، وحبسني الشبع ببهائها الرائع، وزادني في الإبهام حال العشاق، وأسقاني رحيق الحسرة حين شهدت هزمة المحبين الشجعان.
فقلت يا قلبي تمهل فإن للتفاح سيرة وتاريخ مشبوه في أعين الناس.
ففكرت وقدرت كم من تفاحة في السوق رأتها، فما أعجبني طعمها ولا راق لي بهتان حسنها. فرجع عقلي مخاطبا لعقلي : " إن التفاحة التي تراها كالأخريات في زمرة التفافيح المعتادة".
وقلت وقلبي عين مبصرة لبهائها: سلوك الوعر والأوحال من العواطف أخاف وأنا للشعر والزجل بالحب للرب أو الله قبل التفاح؟ وهل مثلي يهاب الجمال وأنا أعلم أن فوق التفاح يوجد الله الجميل؟
فقطفتها ثم هممت أكلتها برشفة قبل القبلة في النهد رغم النهي والتحريم. فأصبحت في أمرها مفتونا أنا الآن بقبلات التفاحة شارد في تحكيمي.

الحايل عبد الفتاح




#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عولمة الثقافة الغربية وتشردم الثقافة العربية الإسلامية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس دولة سوريا
- الفساد الإداري وتمرد الموظف
- الشعارفي الدساتور عامة وفي الدستور المغربي خاصة


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحايل عبد الفتاح - التفاحة الحكيمة