أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحايل عبد الفتاح - هل الدين الإسلامي هو سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي ؟













المزيد.....

هل الدين الإسلامي هو سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي ؟


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 09:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الدين الإسلامي هو سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي ؟

كان بودنا أن نطرح السؤال الآتي : ما هي أسباب تخلف الشعب العربي الإسلامي؟ لكن هذا السؤال تقليدي وسبق البحث فيه. وهو سؤال يجر الباحث والمفكر إلى دخول مواضع متشعبة ومتلاسقة يصعب معها الخروج بجواب باث ومقنع. وهو سؤال محير ومرهق ومركب ويلزم في دراسته تخصصات متعددة ومتشعبة وإحصائيات دقيقة...ولكي نبين للقراء صعوبة وتعقد الإجابة عن هذا السؤال ( الذي تجنبناه) يكفي أن نقول أن بعض الباحثين يرون بأن حتى العامل الجغرافي والجنسي سببان من بين الأسباب الأخرى للتخلف والتأخر لدى الشعب العربي الإسلامي وغيره من الشعوب الأخرى...فلنترك هذا المسئول مطروحا ليجيب عنه من أتيحت له ظروف وإمكانيات البحث التعمق...
أما نحن في هذا المقام فلا يسعنا الوقت ولا الظروف إلا لطرح سؤال محدد في موضوع العلاقة بين الدين والتخلف، وذلك لنعرف هل الدين الإسلامي بالتحديد هو فعلا المسئول عن التخلف لدى الشعب العربي الإسلامي.
في البداية يجب التأكيد بأن أي إنسان عاقل، مهما بلغ من الفهم ومن تراكمه الثقافي، أكان قليلا أو كثيرا، سيجد نفسه في يوم من الأيام مرغما على اتخاذ موقف من الدين بواسطة الإجابة عن هذا السؤال.
والسبب في طرح هذا السؤال هو اعتقاد وإيمان الكثير من الباحثين بأن الدين الإسلامي هو سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي...فهل هذا صحيح وصواب أم مجرد تخمين؟
والجواب على هذا السؤال يرتب حتميا وبالضرورة نتائج جد مهمة ستمكن، بدون شك، وعلى الأقل، المثقف العربي المسلم، من ترتيب أفكاره وتركيبها تركيبة منطقية عقلية، وتمنحه رأية واضحة سديدة للدين والدنيا، وتضعه في موقف يعرف فيه مدى الخلط الفادح بين الدين والسياسة وبين التخلف والدين، وبين الدين والتقدم و والدين والديمقراطية والدين ودولة الحق والقانون...
فالدين كمعطى فلسفي وثقافي وحضاري هو المادة التي نود تحليلها لفهم علاقته بالتخلف...
قد يتساءل البعض: لماذا ننعث الشعب العربي الإسلامي بالمتخلف؟ وما هي مظاهر التخلف بالعالم العربي الإسلامي ؟
لقراءة هذا المقال وتتبع تحليله لابد من التسليم أولا بان الشعب العربي الإسلامي متخلف...وبالرجوع إلى أبحاث أخرى لنا ولزملائنا يمكن للقارئ أن يتيقن من هذا المعطى.
وأول من استعمل كلمة متخلفunderdeveloped _ sous développé هو الرئيس الأميريكي ترومان سنة 1949 أمام الأمم المتحدة...
فهناك مقاييس عالمية للحكم على شعب أو مجموعة من المواطنين بأنهم متخلفون إلى حد ما أو غير متحضرين إلى حد ما...ومن بين هذه المعايير : مستوى الديمقراطية السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ومستوى التغدية، ومستوى تطبيق حقوق الإنسان وحقوق المواطن، ومستوى التكنلوجية وغيرها من العايير...
لكن الجدل القائم حول وصف بعض الدول ب"التخلفة"، وأيضا التطور الثقافي الحالي، أدى إلى التخلي عن مصطلح sous déleloppement وعوضع ب مصطلح en voie de développement "الدول النامية" أو pays en développement، خاصة في الميدان الإقتصادي...وهذا موضوع آخر...
لكننا في هذا المقال نصر على استعمال كلمة "التخلف" لأنها كثيرة الإستعمال في الميدان الثقافي والفكري...
فعلا، فالعديد من "الباحثين والدارسين" يربطون ربطا وثيقا وأساسيا بين الدين والتخلف أو التطور لدى الشعب العربي الإسلامي. النتيجة هي أن بعضهم يبرئ الدين من كل اتهام، وبعضهم يتهمه اتهاما ينسف به كل ما يمت للدين بصلة. ولتقريب الفهم وتبسيطه فقد ارتأينا أن نصنف أفكار هؤلاء وأولائك إلى ثلاث فئات :
1) فئة ترى بأن الإبتعاد عن الدين هو نفسه سبب التخلف...وأنه لو تشبث الشعب العربي الإسلامي بالدين، حق التشبث، لما أصبح متخلفا ومتأخرا. فسبب التخلف في نظر هؤلاء هو البعد والإبتعاد عن الدين؛ وعدم التدين بدرجة معينة يؤدي إلى التخلف التقهقر...
وهذه الفئة قريبة في فهمها للدين من الفئة التي ترى بأن الفهم الخاطئ للدين، من طرف العرب المسلمين، هو السبب المباشر في تخلفهم وتأخرهم. وهي من هذا المنطلق ترى بأن الدين بريئ من تخلف الشعب. فالدين لم يخلف الشعب بل الشعب هو الذي خلف نفسه وخلف الدين بفهمه الخاطئ للدين. والمخرج في نظرهم هو تصحيح الفهم الخاطئ للدين...على أي فهتين الفئتين تريان لا مانع من الخلط بين الدين والدولة و بين السياسة والدين...
ويدخل في عداد هذه الفئة المجموعات المتطرفة الداعية إلى تطبيق الشريعة بحذافرها وبأكملها كما كانت في عهد الرسول وخلفاءه...رغم هذا رغم أن تطبيق الشريعة يتصادم مع الواقع المزري والبئيس للمواطن العربي المسلم...
2) ويرى البعض الآخر أن الدين عامة هو نفسه السبب المباشر والأهم في تخلف الشعب العربي الإسلامي...ومن ثم فهم ينكرون النبوة والألوهية، وينفون وجود لله والرسل والكتب النبوية ( يسميهم البعض للقدح فيهم : الملاحدة ). ويرون أن المخرج الوحيد من التخلف هو الإبتعاد نهائيا عن الدين...

3) والبعض الآخر يرى بأن الدين مسالة شخصية لا علاقة لها بالسياسة. فيرون في خلط الدين والدنيا، أي اختلاط الدين والسياسة، هو سبب التخلف والتأخر...والحل الوحيد للخروج من التخلف، في نظرهم، هو فصل الدين عن الدولة أي بواسطة فكرة العلمانية la sécularisation.
بطبيعة الحال، فحرية الرأي، التي هي أساس الديمقراطية، تفرض علينا وعلى الجميع احترام الرأي الآخر. ولأن الديمقراطية هي المقياس العقلي في التعامل مع كل الأفكار بموضوعية وحياد، فإننا نقترحها كأساس لبحثنا. فمن لا يؤمن بالديمقراطية فلا حاجة له بقراءة هذا المقال. لأن من لا يفهم الديمقراطية لا يمكن له أن يفهم معنى حرية الراي والعلمانية ولا حتى الدين الإسلامي...
وسنتطرق للبحث في موضوع العلاقة بين التخلف والدين لنؤكد أو لننفي أطروحة كل فئة.
هذا مع اقتراحنا تصحيح بعض القناعات الفكرية التي لا تجد سندا منطقيا لا في الدين ولا في العقل ولا في الديمقراطية...
فئة القائلين بعدم فصل الدين عن الدولة :
كما سبق الذكر فهؤلاء يرون بأن الدين ليس هو السبب في تخلف الشعب العربي الإسلامي بل الفهم الخاطئ للدين أو عدم التشبث بالدين (أو هما) هو السبب في التخلف. ولينفوا مسؤولية التخلف عن الدين، يمكنهم الإدلاء بعدة حجج؛ نذكر منها ما يلي :
فهم يرون ( للرد بالأساس على المنكرين لوجود كتاب سماوي)، أنه لو كان الدين هو السبب في تخلف الشعب العربي الإسلامي لما تشبث المسيحيون واليهود بدينهم، ولنبذوه مرة واحدة بدون رجعة. وهذا ليس هو حال الشعوب المتقدمة حاليا صناعيا وتكنولوجيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وديمقراطيا. فالأوروبيون رغم تعلقهم بالعقل والمنطق فهم ما يزالون متشبثين بدينهم لكن بطريقة منفتحة ولينة...
كما أن أغلب المخترعين من مسيحيين أو يهود لهم اعتقادهم الديني...واعتقادهم الديني هذا لم يمنعهم من دخولهم إلى عالم الاختراعات والتطور الإنساني في عدة مجالات...
مثلا، فكاليليو Galilio ou Galilée ( 1564- 1642) كان رجل دين وكنيسة، وكبريك Nicolas Copernic( 1473- 1543) كان رجل دين وكنيسة، وهما كانا متدينين أكثر من غيرهم من عامة الشعب آنذاك. فهم كانوا يؤمنون بالعقل وعطاءاته بمعزل عن الدين رغم أنهم رجال دين وكنيسة...
ومنتسكيو في كتابه روح القوانين “ De l’esprit des Lois »أكد أن :
« La religion chrétienne, qui ordonne aux hommes de s’aimer, veut sans doute que chaque peuple ait les meilleures lois politiques et les meilleures lois civiles, parce qu’elles sont après elle le plus grand bien que les hommes puissent donner et recevoir. »
أضف إلى ذلك أنه حين كان العرب المسلمون في أوج حضارتهم فهم كانوا يؤمنون بالدين الإسلامي. والدين لم يمنعهم من أن يحققوا تقدما قبل الغرب في شتى العلوم. فالدين مثلا لم يكن ليمنع ابن سينا من طرح نظريته رغم تكفيره من طرف الجهال، وابن رشد الأندلسي البربري رغم إيمانه بالله فهو كان في مستوى العالم بما في الكلمة من معنى، وغيرهم من العلماء الذين ساهموا في تطوير الفكر الإنساني وساهموا في بناء الحضارة الإنسانية...
وهنا أفتح القوس لأضيف (أنني عشت بفرنسا لمدة تزيد عن عشرين سنة رأيت فيها) أن العديد من الناس بأوروبا يتشبثون بالدين المسيحي أو اليهودي كالمسلمين، ويذهبون للكنيسة أوالسنكوك ...لكنهم يعتبرون حسب تصريحاتهم أن الدين لا علاقة له بالسياسة وتنظيم المجتمع...
هذا ولا أعرف كيف ولماذا رسخ بعض الدارسين المستشرقين والعرب لدى المثقفين العرب المسلمين أن "الغرب ليس بمتدين أو كافر، وأن نتيجة ذلك هي أنه متقدم ومتطور"... بل كل ما في الأمر أن الغرب رغم تدينه فهو أسس فهما خاصا للدين ليتقي شر التأويلات الدينية الخاطئة أو ليتقي شر الانحسار العلمي والسياسي...
إذن، في نظر هذه الفئة، لا يوجد تعارض بين الدين والتقدم، والدين ليس هو المسؤول عن التخلف الحاصل لدى الشعوب العربية المسلمة...
كل هذا صحيح. لكن مشكلة الدين حاليا بالدول العربية الإسلامية هو أنه محتكر من طرف جماعات رسمية أو غير رسمية تؤوله بطريقة تتنافى وطرق استعمال العقل...
فأغلب الأنظمة العربية تساهم في تخلف شعوبها بوسائل وطرق يمكن دراستها في مقام مستقل...كما أن بعض التيارات الدينية ( تتشابه في نظرتها مع الأنظمة السياسية القائمة) تمنع باقي التيارات من فهم الدين منطقيا أو التعبير عن موقفها من الدين...فالقمع الفكري لا يترك فسحة البحث والاجتهاد...
وفي نظرنا فالمشكل في الدول العربية الإسلامية نابع من عدم احترام قواعد الديمقراطية بما فيها احترام حرية الراي والتعبير...رغم أنه مبدأ قار حتى في الدين الإسلامي. حيث جاء في القرآن : " ...لكم دينكم ولي ديني"، و"فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ظل فإنما يظل على نفسه"...
فئة المنكرين لوجود الله ووجود الأنبياء والكتب الدينية :
وهي الفئة المتشددة في تقييم الدين والحكم عليه. فهي ترى بان الدين ككل ومن ضمنه الدين الإسلامي هو السبب في تخلف الشعب العربي المسلم...فالمقولة الشهيرة: " الدين أفيون الشعوب"، أو " الصدقة تعطل الثورة بيومين"، أو " الدين أكدوبة تاريخية" أو غيرها من المستنتجات... وهذه المجموعة من الباحثين والمثقفين تجد سندها السديد في مناقشة عدة مواضيع دينية، غريبة، وغير مستساغة عقليا ومنطقيا، ولا تتماشى مع الديمقراطية وحقوق الإنسان...كما هي متعارف عليها دوليا...
من هنا فبعض يرى في الدين أكدوبة...وهم يحملون الدين مسؤولية التخلف والحروب والعنصرية والاستبداد... ومن هنا يظهر تحامل العديد منهم على الدين.
فالعديد منهم يهاجمون الدين ويجدون في تحليل النصوص الدينية طريقة لهدم الدين من أساسه سواء كان إسلاما أو مسيحية أو يهودية...
وكلما عمقنا التفكير في أطروحاتهم إلا وظهر لنا بأن فهم الدين الإسلامي أو غيره من الأديان يساهم بقدر معين في تخلف الشعوب وفقرها وبئسها الفكري...
على أي فهي أطروحة تناقش تفاصيل الدين وتنسفها وتشكك في مصداقيتها. لكن حدود فهمها للدين ينطلق من الواقع بجزئياته النفسية والسكلوجية والأتربلوجية لا من الكون بكلياته...وغرائبه المحيرة...
وحتى ولو اعتبرنا أن هذه الفئة صادقة وصائبة في تحاليلها ومستنتجاتها فهي لا تعطي حلا وبديلا مقنعا لمرحلة ما قبل الإلحاد وما بعده...فالإديلوجية الماركسية أو الإشتراكية الشيوعية لم تفلح في ترجمة فكرهم إلى واقع يقتدى به...ربما لأسباب فهموها بعد فوات الأوان...

فئة العلمانيين :
وهي في نظرنا الفئة التي لا تهتم بالدين كحقيقة أو كذب. بل أنها تترك للشخص حرية الاعتقاد من عدمه. فهي محايدة إلى حد معين في فهم الدين والمتدينين. قاعدتها : " الدين مسالة شخصية" لا يمكن التحكم فيها ولا فهمها ولا الحسم فيها...
ومن الأغلاط الفادحة في تصنيف المجموعات الفكرية داخل المجتمعات العربية الإسلامية أن نعتبر العلمانية هي نتاج الفكر اليساري الإشتراكي أو الشيوعي...هذا رغم أن أغلب الأحزاب اليسارية تتبنى العلمانية.
فالعلمانية هي معطى ثقافي عالمي توصل له الفكر الإنساني ولا يمكن لحزب أو مجموعة بشرية معينة أن تنسبه لنفسها دون باقي التيارات والجماعات الأخرى. والدليل على صحة هذا الدفع هو أن من بين المسلمين المتدينين من ينادي ويدافع أيضا عن العلمانية رغم تدينه... كما أن ظهور العلمانية كان على يد رجال دين قبل أن يتبناها غيرهم من الأحزاب سواء اليسارية أو اليمينية.
وأول من ابتدع مصطلح العلمانية هو البريطاني جورج هليوك ( 1817- 1906) الذي صاغ مصطلح العلمانية سنة 1851 في إحدى مقالاته...
فهو يقول : "لا يمكن أن تفهم العلمانية بأنها ضد المسيحية هي فقط مستقلة عنها؛ ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يود أن يلتزم بها. المعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطور والرفاه في هذه الحياة، وتختبر نتائجها في هذه الحياة"
ففكرة العلمانية لدى هذا الكاتب لا تنكر الدين بل تجعله مستقلا وترفض الدين كمرجعية سياسية أو قانونية...
كما أن كيوم دوكهام Guillaume d’ockham كان رجل دين ورغم ذلك فهو دعى إلى فصل الدين عن الدولة وكاد أن يموت من أجل فكرته...
كما أن جون لوك (1632- 1704 ) هو أحد الداعين إلى نظام يجعل حدا فاصلا بين الدين والدولة...
وكواقع معاش، ففي أغلب الدول الغربية فالعلمانية متبناة من طرف أحزابها اليمينية واليسارية بل أن الكنيسة نفسها تتبناه...
إذن، فالعلمانية ليس ملكا لأحد من اليمين أو اليسار بل هي فكرة مستقلة عن المتمسكين بها. فالعلمانية لا تتنافى مع الاعتقاد الديني.
وقد يعتقد البعض أن الفكر المسيحي هو مسيحي صرف ولا علاقة له بالفكر العربي الإسلامي. لكننا نقول لهؤلاء أن الفكر الإنساني واحد ومتوحد في أفكار معينة ومن ضمنها العلمانية والديمقراطية...
فإذا كانت العلمانية ليس حكرا على الدول الغربية فالدين الإسلامي ليس حكرا على الحركات الإسلامية السياسية وغير الإسلامية. ولا ولاية لحزب على الشعب في تطبيق أو عدم تطبيق الدين الإسلامي...فالواقع يبين أن أغلب الأحزاب بالعالم العربي الإسلامي هي أحزاب لبرالية لا تنفي الدين ولا تلفظه رغم أن مرجعيتها ديمقراطية صرفة... ومن ثم فالدين لا يتعارض مع إمكانية تبني العلمانية...
وفي نظرنا فليس في العلمانية نكران للدين ولا تنكر للهوية والتاريخ...كما أن الدين لا يأمر بعدم فصل الدين عن الدولة؛ هذا رغم أن بعض "المفكرين المسلمين" ابتدعوا تكفير العلمانية والعلمانيين بدون سند ديني نصي.
ففي نظرنا لا تعارض بين الدين والعلمانية كما لا يوجد تعارض بين الدين والديمقراطية. فإذا اقتنعنا بهذا المعطى حين ذاك سنقتنع بأن العلمانية هي الحل الوحيد للإنحسار السياسي والفكري للعالم العربي الإسلامي...
وبعد هذا العرض الغير المستوفي لجميع طرق التبيان، يمكن أن نطرح سؤالنا الأساسي:
هل الدين هو سبب التخلف ؟
ففي نظرنا فتخلف الشعب العربي الإسلامي لا علاقة له بالدين.
كل هذه الحلول السابقة الذكر ممكنة التطبيق والوصول بالإنسان العربي الإسلامي للخروج من التخلف...لكن باي ثمن ؟ ...بطبيعة الحال فالواقع يفرض نوعا من المعاملة الخاصة مع الشعب. فمن الصعب أن تحرم شعبا من ثقافته وتسلخه بغثة من تراكمه المعرفي الثقافي...
فغالبية الشعب العربي الإسلامي في مستوى ثقافي ضعيف لا يمكنه من استيعاب حتى منطق العيش والتعايش مع الاخرين وتقبل أفكارهم، فما بالكم لو طلبتم منه أن يكون ديمقراطيا أو علمانيا...فغالبية سكانه في درجة يرثى لها من الناحية الثقافية...خاصة أنه لا يرتب حتى موروثه الثقافي على الوجه الصحيح...فهو ملزم بتعلم وفهم أبجدية الديمقراطية وحرية التعبير ليمكن من أن يفهم الدين والعلمانية والإلحاد ويتقبلها كأفكار بصدر رحب...فما دام رصيده الثقافي ضعيف ومنحصر في الأفكار والتصورات الدينية فقط فمن المستحيل أن يخرج من تخلفه...
والأدهى والأمر ان بعض الباحثين والسياسيين يطلبون من الشعب العربي اكثر مما يستطيع؛ لأنه لا دراية كافية لهم بمستوى التخلف الفكري الذي يعيشه هذا الشعب...ولا يعرفون الشارع ودرجة تخلفه الحقيقي لا المفترضة...
وأضن أن فهم الدين الإسلامي بالمعنى الحديث وقف مع وقفة الفكر المعتزلي والفلسفي. فابن رشد الأندلسي البربري الفيزيائي والفلكي ( 1126-1198م) قد أكد على وجود مستويات في الفهم أو مستويات للفهم...وتقديم العقل على النقل حين تعارضهما كان من بين الأفكار الراقية لدى المعتزلة...
بطبيعة الحال فثقل الدين التقليدي في حياة المواطن العربي المسلم يجعل منه عبدا للأفكار الجامدة...وثقل الدين في السياسة يطرح أكثر من سؤال لدى كل من يعرف اهمية الفصل بين الدين والسياسة...
الحايل عبد الفتاح



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يجد الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي حلا ؟
- الولائية هي سمة الأنظمة القائمة
- الشعب العربي الإسلامي يلقن دروسا في علم السياسة.
- حقوق الإنسان متجاوزة بحقوق المواطن
- أحذروا انحراف الأحزاب القائمة على أساس ديني
- العولمة حتمية تاريخية
- كيف ولماذا تسيس الدين وتدينت السياسة بالعالم العربي الإسلامي
- الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي
- مرسي الإخوان المسلمين مرغم على تحقيق الديمقراطية بمصر
- محاربة التطرف الديني والوقاية منه
- وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟
- التفاحة الحكيمة
- عولمة الثقافة الغربية وتشردم الثقافة العربية الإسلامية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس دولة سوريا
- الفساد الإداري وتمرد الموظف
- الشعارفي الدساتور عامة وفي الدستور المغربي خاصة


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحايل عبد الفتاح - هل الدين الإسلامي هو سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي ؟