لا لا لاء

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 16:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

بينما تميل معظم اللغات الهندوالاوربية الى لفظ النون في بداية النفي كما في no الانجليزية و nein الالمانية و non الفرنسية و (نا) الكردية و (نهي) الهندية تميل العربية الى حرف اللام في (لا) اضافة الى (ما) رغم ان هناك كلمات مثل (النفي) و (النهي) تبدأ بصوت النون كما في اللغات الهندوالاوربية.

احيانا تتقدم (لا) و احيانا تتأخر في موقعها فمثلا تتقدم عندما ينفى الحاضر بـ (لا) لوحدها او بـ (ليس) (لا + ايس) و ينفى الماضي بـ (لم) من (لا + ما) او (لا + ما كان) و ينفى المستقبل بـ (لن) من (لا + ان) او (لا + يكن) اي ان ادوات النفي اختزلت للسهولة و السرعة بمرور الزمن الى (لن) و (لم) و (ليس) و (بلا) و (كلا) الخ بينما تتاخر(لا) في (إلا) من (ان + لا) و لكيلا (لكي + لا) و (كلا) من (ك + لا) في حين تبدأ كلمة (نعم) بعكس اللغات الهندوالاوربية بالنون لان نًعم (بفتح النون) تطورت من النعمة اختصار (نٍعم) بكسر النون و لربما هذا هو السبب في توجه اللغات المحكية الى كلمات اخرى مثل (ايوة) المصرية و (بلي) من (بلا + لاء) و (اي) و غيرها.

و الآن السؤال هو لما هذا الفرق في كلام النفي و الايجاب لان ادواة النفي و لغة الاشارات و البدن تعتبرعادة عالمية تتشابه رغم اختلاف اللغات و لكننا نستطيع ان نصل الى استنتاج بان اداة النفي العربية (لا) اسرع و اسهل في النطق من نظيراتها في اللغات الهندوالاوربية لان موقع لفظ اللام تتقدم على النون و لذا يكون العربي قادرا على اعادة (لا) مرات عديدة: لالالاء... بسهولة و بسرعة عالية. هل هذا يعني ان النفي اسهل من الايجاب في العربية لان الايجاب يبدأ بالنون في نعم؟ احيانا يعتقد المتعلم الاوربي لهذا السبب ان (نعم) اداة للنفي و ليس للايجاب.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل