في وطننا العربي : النعوش فقط لأمتنا.. والمآتم فقط في ديارنا..!

عصمت المنلا

الحوار المتمدن-العدد: 3757 - 2012 / 6 / 13 - 19:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الوضع العربي اليوم يستجيب بأمانة لتوصيف "الفوضى الخلاقة" الذي سبق وأطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس.
" لاحظوا: إنها لم تقل "الفوضى الهدّامة".. وكان ضابط الإرتباط بين إسرائيل والبنتجون الأمريكي الكاتب الستراتيجي البهودي "صموئيل هنتنجتون" قد سَبَق "رايس" في توليفة كتابه بإسم "صراع الحضارات".. فلم يقل إنها حرب على الحضارات..!
.. في حين كل مانشهده في بلداننا هو حروب شرسة همجية (أين منها حروب أعتى أشرار ومجرمي تلك الأيام الخوالي على أمتنا).. لأن حروب الفوضى الدموية التدميرية لاتسفك سوى دماءنا، ولا تدمّر سوى بلادنا.. لاجندي معتدٍ يسقط.. ولا بيت مُعادٍ يُدَمَّر.. فقط نحن الذين نسقط مُضرَّجين بدمائنا، وبيوتنا وحدها التي تسقط على رؤوسنا.. من أجل شرق أوسط جديد تريده "رايس" والصهاينة الجدد في واشنطن لضمان أمن واستقرار وازدهار وبقاء إسرائيل سيدة المنطقة.
.. كما أننا نشهد حرب اللامتحضّرين من (يهود وأمريكان وآل سعود وعملاء الموساد في قطر) يشنون حروبهم مُجتمعين، متضامنين.. وهم جميعاً لم يعرفوا حضارة في أحد الأيام، وهم بلا تاريخ حقيقي يمكنهم تمجيده.. (لأن التمدّن، والمدنية، هي غير الحضارة).. المدنية التي يعيشونها نِتاج المادة من مال وإعمار وتكنولوجيا.. في حين حضارتنا التي يُحاربوننا لتحطيمها، هي نِتاج روحٍ وعقيدة، وفلسفة، وفِكْر، وقِيَمْ ومُثلْ عليا، وشرف، وكرامة، وقداسة إسلامية-مسيحية(مشرقية).. لذا نعاني اليوم (ليس صراعاً، أو صِداماً كما هَيَّأوا لأنفسهم لخداع العالم المتحضر من حولنا).. بل هي حروب لإفناء حضارتنا المجيدة، ولإبادة أكبر عدد ممكن من "الديموغرافيا" الإسلامية.. وتهجير أكبر عدد ممكن من إخوتنا المسيحيين المشرقيين الى الشتات.. لإثبات استحالة التعايش في مابيننا.. ولإعلاء عقيدة اليهود في العالم المبنية على تضليل وخداع الأمم بأن لاتعايش بين اليهود في فلسطين المحتلة وبين العرب (المسلمين والمسيحيين).. وطالما أن العالم قد اعتاد – مؤخراً – رؤية الدماء والمجازر وهدم البيوت في منطقتنا.. فإن استراتيجية اليهود تقوم على أن أي "ترانسفير" جديد يُمارسونه في فلسطين المحتلة ضد شعبنا الفلسطيني (المسلم والمسيحي) لن يُقابله العالم بالرفض، مهما جاء التهجير دموياً.

#عصمت_المنلا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل