أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - الديمقراطية العراقية وأنتاج البدائل الصدامية














المزيد.....

الديمقراطية العراقية وأنتاج البدائل الصدامية


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تحتضر التجربة الديمقراطية في العراق وهي في طريقها إلى غرفة العناية المركزة تبرز في الأذهان من شدة الأسى بعض المفارقات المؤلمة. فمن المفارقات الكبيرة التي أفرزها الوعي الجمعي العراقي هي الحديث عن البديل لطاغية العراق. فقد كان الحديث يدور دوماً ،في الأوساط السياسية والثقافية والجماهيرية بصورة عامة وبالذات حال أشتداد الأزمات السياسية والحروب والمآسي والجرائم التي كان يتسبب بها نظام صدام على الصعيد الداخلي والخارجي، عن أمكانية وأحتمالات ومحاولات الخلاص من هذا الكابوس الذي خيم على صدور العراقيين لعقود طويلة وقاسية و على أمن وأستقرارشعوب المنطقة بأسرها. وكان الحديث، رغم جديته وتشعباته وشجونه وأنفعالاته وولوجه في أدق التفاصيل التي يتطلبها البحث الجاد في سُبل الخلاص من هذا النظام القمعي المقيت، يصطدم دائماً بقناعة تكاد تكون عامة وشاملة وهي صعوبة أيجاد بديل لصدام.
لقد أعتمد البعثيون في العراق ومنذ بداية أستلامهم للسلطة على أفتعال الأزمات الداخلية ومحاربة القوى اليسارية والوطنية وتصفية مناضليها بالقتل والأعتقال والمطاردة وشن الحرب على كوردستان العراق وقتل وتهجير الكورد الفيليين في سبعينيات القرن المنصرم وكذلك أفتعال الخلافات مع سوريا وقطع العلاقات معها وخلق الأزمات السياسية مع الأردن والمحيط العربي. ومع تواصل عمليات القتل والأبادة المستمرة ضد مختلف التوجهات والشرائح العراقية قاموا بالتمهيد لشن الحرب على أيران بأثارة المشاكل الحدودية والأعتداءات المسلحة وتمزيق أتفاقية الجزائر وقتل ومطاردة الشخصيات السياسية المعتدلة في العراق وقتل ومطاردة رجال الدين ومصادرة أموال وأعتقال التجار من الكورد الفيليين وتجديد حملات القتل والأعتقال والتهجير ضد الكورد الفيليين بأبشع صورها ومهاجمة كافة التيارات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والشروع في حرب طويلة مع أيران والقتل والأبادة الجماعية لمعظم الشرائح العراقية ثم الحرب مع الكويت ثم مع المجتمع الدولي بأسره. وخلال كل هذا وذاك وفي فترات الفتور والهدوء السياسي والعسكري والأمني أعتمد النظام البعثي في العراق على أثارة الأزمات الأقتصادية بأفتعال غياب المواد الغذائية والحاجات الأساسية للمواطن ناهيك عن القيام بالحملات الأجرامية عن طريق تشكيل العصابات والشخصيات الأجرامية منذ توليهم السلطة في العراق وبث الرعب والخوف في صفوف المواطنين كقضية أبو طبر والغزالية وغيرها. وهكذا أستطاع النظام البعثي المتخلف من الأستمرار وأكتساب ديمومته من أثارة وأفتعال كل هذه الأحداث لمدة تقارب أربعة عقود من عمر العراق والعراقيين. وللتاريخ نقول لولا التدخل العسكري الخارجي في العراق رغم مرارته لأستمر نظام البعث في العراق لعقود قادمة أخرى.
واليوم وبعد مايقارب العقد من الزمن على سقوط النظام البعثي في العراق ورحيل صدام إلى مزبلة التأريخ نرى أن المآسي العراقية مستمرة وبلا حلول آنية أو منظورة على المدى القريب.
لقد شهد العراق بعد سقوط الطاغية وبفعل عوامل داخلية وأقليمية ودولية مذابح وجرائم قتل وتشريد لم يشهد التأريخ لها مثيلاً وبعد تحقيق بعض الهدوء النسبي في الأوضاع في السنوات الأخيرة وبدلاً من أن تقدم الأحزاب السياسية والقادة السياسيون الجدد في العراق مشاريع وبرامج تساهم في ألتئام الجرح العراقي النازف منذ عقود وسنين عديدة، أي بمعنى أيجاد نظام حكيم وعادل ولديه رؤيا سياسية واعية وبرامج صحيحة ودقيقة ومتقدمة يستطيع بها معالجة مخلفات النظام الصدامي والنهوض بالعراق الى واقع يُمنح فيه المواطن والوطن القدرة على البناء والعيش بسلام كباقي دول وشعوب الأرض، نرى أن المشاكل التي لا أول لها ولا آخر، كأفتعال الأزمات السياسية بين الكتل والقوى المتنفذة في العراق وأنتشار الفساد والأزمات الأقتصادية وغياب الخدمات والأوضاع الأمنية المتردية وشيوع القتل والخوف بين الناس تمهيداً للأبقاء على مظاهر التخلف والذل والخنوع والأنصياع للأمر الواقع و والعمل على سياسة تمجيد الأصنام وتكريسها من جديد، أصبحت منهجاً لأدارة الحكم في العراق.
لذا يبدو للمراقب وبجلاء أن القادة الجدد في العراق يتجهون بأتجاه تطبيق السياسات البعثية والصدامية لأفتقارهم لأية برامج حقيقية لمعالجة الأوضاع في العراق ولأدامة وصيانة مواقعهم في السلطة الجديدة ولأيمانهم بالمنهج البعثي كطريقة ناجعة في أدارة الحكم رغم أن معظمهم كان في الصف المعادي للبعث ولصدام في حينه. والغريب في الأمر أنهم أستطاعوا من أيجاد أوساط شعبية ذات صبغة معينة داعمة لهم.
والمفارقة الكبيرة أن الوعي الجمعي الذي أخطأ في يوم ما وأتفق على صعوبة أيجاد بديل لصدام هو الآن في طريقة أو ربما قام فعلاً بأنتاج بدائل مشوهة عديدة لصدام وبنسخ معدلة نسبياً زادها التعديل والتزويق تشويهاً.
الحقيقة أن مقتل الديمقراطية في مجتمعاتنا هي في ذاتها وفي أيمانها بمبدأ الرضوخ والقبول بما ينتجه الوعي الجمعي وإن كان متخلفاً ومخالفاً لكل التجارب الحقيقية الأنسانية المتقدمة في العالم.



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على قارعة الطريق ...
- جرائم لاتحضا بأهتمام الأنام والحكام والإعلام في العراق
- أشكالية المكون الكوردي الفيلي في المشهد العراقي
- مطلوب عشائرياً...!
- الكورد الفيليون ..أزمة لغة أم لهجة أم وطن؟
- إِغتِيال وَطَن
- التَزمُّت الديني ودوره في تخريب البُنية الأخلاقية
- شكوى ألى الحسين
- دعوة محايدة لقراءة الرسالة الأسلامية
- حوار طائفي في حانة سويدية
- الأيدز والعملية البايوسياسية في العراق
- هلوسة
- شعب على المفرمة
- تمارين سويدية...ولكن من نوع آخر
- (بلقيس حسن) ملكة سبأ تعتلي عرش سومر في ستوكهولم
- حول المؤتمر الثاني للمهاجرين العراقيين (جسر التواصل)
- -الله أكبر- نداء أيمان أم تهليلة عدوان؟
- عراقيون أصلاء
- ماذا لو أعلن الكورد دولة عاصمتها بغداد ؟
- الثورة الليبية تُختم بالسفاح وتَشرع بالنكاح


المزيد.....




- ما هي خلفية الأزمة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر؟
- المرصد السوري: السويداء أفرغت من سكانها
- من هم العشائر في السويداء؟
- سفير أميركا بتركيا: إسرائيل وسوريا تتوصلان لوقف إطلاق النار ...
- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - الديمقراطية العراقية وأنتاج البدائل الصدامية