أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - أنظر إلي الحداثة من حولي فأتذكره جبرا !0














المزيد.....

أنظر إلي الحداثة من حولي فأتذكره جبرا !0


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


-------------
" آه ... !
أي خوف كبير عانيت من أجله
وما نفع دمي إذا ما مت أنت ؟
أيستطيع عصفور الطيران دون هواء ؟
إذن ... ،
لن أستطيع أبدا أن أقول لك
كم أحبك !! " .
- لوركا -
جبرا إبراهيم جبرا ،( 1920-1994) وتعني جبرا في الآرامية القوة والشدة ، هو في الأصل من السريان ، كان أرثوذكسيا ثم أعتنق الأسلام حتي يستطيع أن يتزوج من " لميعة برقي العسكري " التي أنجبها ولدين ، " سدير وياسر " . ولد جبرا في بيت لحم لكنه أستقر في العراق بعد حرب 1948م ، ومنها إلي لبنان ثم لندن التي قضي بها وقتا خصبا من حياته ! ما يعجبني في مسيرة " جبرا " ثقافته الموسوعية الضخمة وقدراته اللغوية الهائلة في العربية والنجليزية ، ثم – وهذا ما يحببه إلي أكثر ، نظرته ورؤياه حول " الحداثة " ! إذ يعتبرها موضوعا حيويا جادا وجديرا بأن نتدبره ونبحث فيه ، درسا مستمرا وتأملا فيه من جميع جوانبه . فالحداثة ، كما هو معلوم ، تنطوي علي عمليات " الهدم " ثم – من بعد – يأتي البناء ، أي هدم الموروث الثابت السائد وبناء الجديد المتحول . وأما الحداثة في الأدب فهي تلك الأشكال والقوالب الأدبية التي عرفها الأدب الغربي بعد الحرب العالمية الأولي ، وكانت نتيجة لمحصلة الخيبة والأحباط من الأفكار والنظريات الأجتماعية والسياسية التي كانت سائدة قبل الحرب ... وأدت – في ما أدت إليه – إلي القتل والدمار والبشاعة ! ومن أبرز رموزها في الشعر : عزرا باوند وهو من مؤسسي الشعر الحر المتحرر ، لأول مرة ، من قيود الوزن والقافية . و ت.س.إليوت مؤلف القصيدة المطولة المشهورة في تاريخ الأدب العالمي " الأرض الخراب / اليباب " 1980م . وفي النثر جيمس جويس أحد مؤسسي تيار الوعي ومولف " يولسيس – عوليس " 1922م . و وليم فوكنر مؤلف " الصخب والعنف " 1929م . ومعلوم أن الأدب العربي الحديث قد تأثر ، في بداياته الباهرة تلك ، بالحداثة الغربية هذه أواخر النصف الأول من القرن العشرين . فظهر الشعر الحر في العراق لدي السياب ونازك الملائكة وغيرهم أضافة لجماعة مجلة شعر في لبنان !
تمثل أعمال جبرا الروائية والقصصية وترجماته تجليات الحداثة الغربية وتمظهرات الرموز المسيحية في الكتابة العربية . أفاد جبرا جدا من تقنيات الحداثة الغربية في الرواية ، ثم شرع بنفسه في تكسير التابوهات والمسلمات الفنية ، وهذا وحده وجها نيرا وجسورا من وجوه الضمير الحداثوي لدي جبرا ، لكنه حافظ ، في الوقت نفسه ، علي الخصوصية العربية / الفلسطينية ! لقد نظر ، بوعيه العميق ، إلي ظاهرات " التناص " و التهجين وتعالقت نصوصه ، هنا بالذات ، مع النصوص الغربية ... وأجري تلاقحا حميما وشفيفا معها ، علي المستويين ، الدلالي والشكلي . ولم يفته أن يجعل ذلك كله في أطار " العولمة " ، ونعني بها التقدم العلمي والتقني الهائل الحادث ، الآن ، في عالما ، وما صاحبه من تغيرات أجتماعية وأقتصادية وثقافية وسياسية كبيرة ! كما تطلع جبرا ، بثقافته العالية ، إلي مجالات معرفية شتي في علوم النفس والأجتماع والفلسفة والأديان والأساطير والموسيقي والمسرح والسينما والنحت والرسم ... ، تداخلت جميعها وأختلطت لتشكل النسيج الحي لأعماله في الشعر والمسرح والقصة والرواية . لربما ساعدته دراسته نفسها في اثراء وجدانه اللغوي بالأنجليزية ، حيث أن دراسته الثانوية في الكلية العربية في القدس قد أمدته بزاد وفير يكاد لا ينضب من المعرفة في اللغة والأدب الأنجليزيان ، بالذات في مسرحيات شكسبير ، فأستمر تواصله الحميم مع الأدب النجليزي بعد تخرجه ، إذ تم إبتعاثه إلي بريطانيا ليدرس الأدب النجليزي وينال فيه درجة الماجستير ... وكانت انجلترا وقتذاك تعيش في أحضان الحداثة وعلي ذراها العاليات ، وهذا ما شكل مهدا معرفيا غزيرا له حد أن قام بكتابة أعمالا روائية بالأنجليزية منها روايات : صيادون في شارع ضيق 1960م وقبلها كان قد كتب العام 1946 صراخ في ليل طويل ! رأينا الحدثة ، أيضا ، في أجلي مظاهرها في ترجماته أيضا ، إذ ترجم أكثر من ستة وعشرين كتابا ، عرفنا عبرها بأبرز الكتاب الغربيين ومدارسهم الفكرية والأدبية ، وبذلك أسهم ، بجدارة محترمة ، في أثراء الأدب العربي الحديث في الشعر والرواية وتقنيات الترجمة و ... النقد !
وأنا أتابع حالة الكتابات الجديدة في الشعر والرواية والقصة و ... التشكيل والموسيقي ، أنظر ، مجددا ، لأعمال جبرا ، وأسعي لمقاربة مقولاته مع واقع هذه " الحالة " الجديدة و ... تداعياتها ، لربما تضئ تجربته الكبيرة زوايا وأبعاد لا تزال معتمة هنا أو هناك ، لأن الأشواق الثقافية لإنسان الحداثة منابعها ، في مجال التنظير والبحث ، تبدو متقاربة جدا أن لم تتماثل وتتقاطع في بعض دروبها ! رغبت ، وأنا في برهة القراءة هذه ، أن أحييه و ... ذكراه ، فقد كان بحرا عميق الغور ، صخاب في صيرورة الماء وفي الروح نفسها ، روحه التي كانت – إذ تراوغنا – تبدو لنا وادعة هادئة ! سلام إليك ، جبرا ، في الخالدين !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للنساء وجوها في الحب !
- و ... عادت السوسنة !0
- بنات الأراضي !
- جسدان و ... نذهب في الندي !
- بركة ساكن و ... تمزيق الأقنعة !
- جسدان في حلم اللذة !
- حنا مينه ، أين أنت الآن ؟
- لماذا قتلت جمانة حداد شهرزاد ؟
- - الوردة في مشارقها - ، في تجليات دلالها و ... أناشيدها !
- حلم الجسد زهور الحبيبة !0
- أتحاد الكتاب السودانيين ينعي البروفيسور عالم الاثار خضر عبد ...
- نقد* أنهض الحزب و ... الوطن !
- الأحزان هي التي غيبتنا !
- كنت الجسد إليها !
- ليلة أرتدي القمر السواد !0
- وهل حاذرتهن النساء يا أمي ؟
- وجع الرحيل ياوردي !0
- راهن السودان في رؤية داعية الحقوق صالح محمود !0
- مقال في وجه أمام جائر يؤدي بكاتبه لبيوت الأشباح * !0
- أنثي الشجر !0


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - أنظر إلي الحداثة من حولي فأتذكره جبرا !0