أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - حنا مينه ، أين أنت الآن ؟














المزيد.....

حنا مينه ، أين أنت الآن ؟


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


----------------------
كلما أشتد عصف الثورة السورية وجاء ذكرها تحلق مخيلتي عاليا و ... تذهب إلي اللاذقية ، حيث ولد حنا فيها في التاسع من أذار 1924 إذ يبلغ الآن عمره الخصيب 78 عاما !
وكانت بعض الصحف الرسمية السورية قد نشرت في وقت سابق وصية كتبت بخط يد " حنا مينا " تضمنت بعض طلبات الكاتب بعد رحيله ، كان أبرزها أن لا يشاع خبر وفاته في وسائل الإعلام وأن لا يتم حفل تأبين له بعد رحيله ..
وقال " حنا مينا " في بداية وصيته قائلا : " أكتب وصيتي وأنا بكامل قواي العقلية وقد عمرت طويلا حتى صرت أخشى ألا أموت مع يقيني بأن لكل أجل كتاب "

وتحدث مينا عن حياته التي وصفها بأنها كانت سعيدة جدا ، مؤكدا أنه ولد منذورا للشقاء وأنه حاربه وانتصر عليه ...ا

وشدد في الوصية على عدم ذكر نبأ وفاته في أي وسيلة إعلامية مقروءة كانت أو مسموعة معتبرا نفسه عاش بسيطا وراغبا أن يموت بسيطا ، وقال مينا : " ليس لي أهلي ، لأن أهلي جميعا لم يعرفوا من أنا في حياتي وهذا أفضل لذلك ليس من الإنصاف أن يتحسروا علي عندما يعرفونني بعد مغادرة هذه الفانية "

ووصف مينا بأن ما فعله في حياته هو معروف وهو أداء واجبه تجاه وطنه وشعبه مكرسا كلماته لأجل هدف واحد هو نصرة الفقراء والبؤساء والمعذبين .

واعتذر مينا من أقربائه وأصدقائه لطلبه بان يدعوا نعشه ليحمله أربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن الموتى ليهال عليه التراب في أي قبر متاح منهيا بذلك الحفل ، وطلب منهم عدم البكاء والحزن و ارتداء اللون الأسود !

وشدد مينا قائلا في نص الوصية : " أشدد لا حفلة تأبين، فالذي سيقال بعد موتي، سمعته في حياتي، وهذه التأبين، وكما جرت العادات، منكرة، منفّرة، مسيئة إلي، استغيث بكم جميعاً، أن تريحوا عظامي منها."

وعن ممتلكاته في مدينة دمشق واللاذقية أعطى مينا حق التصرف بها لمن " يدعون بأنهم أهلي " مشددا على منزله في اللاذقية ليكون لزوجته " مريم " ‏!

والكاتب " حنا مينا " من مواليد مدينة اللاذقية عام 1924 حيث عاش طفولته في حي " المستنقع " احدى قري لواء اسكندرون قبل أن يعود مع عائلته الى اللاذقية حيث عمل في عدة مهن منها كبحار على المراكب .

ومن أهم أعماله الأدبية "المصابيح الزرق" و"الشراع والعاصفة" و"الياطر" و"الأبنوسة البيضاء" و"حكاية بحار" و"نهاية رجل شجاع . أشهر رواياته: "المصابيح الزرق"، خط فيها الأسس الواقعية للرواية السورية وقد أثارت جدلاً عن عدائه لنظرية الفن للفن وتأكيد التزامه السياسي. له روايات عديدة منها: "الشراع والعاصفة، الياطر، الشمس في يوم غائم، بقايا صور، حكاية بحار، المرصد، الربيع والخريف، المستنقع وغيرها". كما أصدر عدة مؤلفات منها "هواجس في التجربة الروائية، أدب الحرب، ناظم حكمت ثائراً".
حنا مينة من رواد البحر في الأدب العربي حيث أعطى كثيراً من الاهتمام لقصة الارادة البشرية في انتصارها على الطبيعة القاسية بالإضافة إلى المغامرة لكن بدرجة إنسانية عذبة تغري بالسفر لكنها لا يشغلها الانتقام أو الذل أو الغرق في مستنقعات التفاهة. مينة روائي مغامر بعين المحب البصير يتطلع في خبرة تحمل أسى العمر نحو سماوات مشرقة من تاريخ الأدب وروح الرواية التي تحمل الأمل في النفس رغم مفاجآت الواقع!
ويعد حنا ، أحد أجمل الروائيين العرب وأكثرهم إلتزاما بصف الفقراء والكادحين و .... بالثورة ، يساريا تقدميا من طراز فريد ، لم يبارح وطنه أبدا إلا حين ذهب للصين في منصف الستينيات من القرن الماضي ليكتب عنها ثلاثيته الضخمة البديعة : ( حديث في بيتاخو / عروس الموجة السوداء / المغامرة السوداء ) ، عملا أدبيا كبيرا لم يسبقه إليه أحد في الكاتبين العرب ، كأنها الأمتداد لما كتبته الروائية الامريكية " بيرل باك " حول الصين في روايتها " الأرض الطيبة " !
حنا مينا ، وسط هذا " الجحيم " السوري المجنون ، وأنهار الدم تملأ شوارع المدن و ... ملامح الناس ، أين أنت الآن ياحبيبنا ، الإنسان الرائع والكاتب الروائي الكبير ... أتطلع ، بشغف يملأ قلبي ، أن أعرف عنك خبرا ... !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قتلت جمانة حداد شهرزاد ؟
- - الوردة في مشارقها - ، في تجليات دلالها و ... أناشيدها !
- حلم الجسد زهور الحبيبة !0
- أتحاد الكتاب السودانيين ينعي البروفيسور عالم الاثار خضر عبد ...
- نقد* أنهض الحزب و ... الوطن !
- الأحزان هي التي غيبتنا !
- كنت الجسد إليها !
- ليلة أرتدي القمر السواد !0
- وهل حاذرتهن النساء يا أمي ؟
- وجع الرحيل ياوردي !0
- راهن السودان في رؤية داعية الحقوق صالح محمود !0
- مقال في وجه أمام جائر يؤدي بكاتبه لبيوت الأشباح * !0
- أنثي الشجر !0
- حوار مع د . حيدر إبراهيم حول نظام المتأسلمين في السودان !
- حسين مروة : نتذكره و ... نسير في التنوير !
- تصمت كي تحدث عصافيرها !
- في عيد الحب : وردتين إليها و ... قبلة !0
- الفنان والحاكم: في المنفي، نعم في البيت4 !0
- شفتاك !
- الوحيدة !


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جابر حسين - حنا مينه ، أين أنت الآن ؟