|
الأحزان هي التي غيبتنا !
جابر حسين
الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 21:58
المحور:
الادب والفن
ضوء : " القطارات ترحل بين قضيبين : ماكان - ماسيكون ! والسماء رماد ، به صنع الموت قهوته ، ثم ذراه كي تتنشقه الكائنات فينسل بين الشرايين والأفئدة . كل شئ - خلال الزجاج - يفر : رذاذ الغبار علي بقعة الضوء ، أغنية الريح ، قنطرة النهر ، سرب العصافير والأعمدة . كل شئ يفر ، فلا الماء تمسكه اليد ، والحلم لا يتبقي علي شرفات العيون . ... ... ... والقطارات ترحل ، والراحلون يصلون ... ولا يصلون ! " . - سفر الف دال : الأصحاح الأول - أمل دنقل -
منذ أواخر نوفمبر الماضي خيمت الأحزان علي سماء بلادنا ، غماما أسود أسدل سدوله الداكنة علي طول البلاد من أقصاها إلي أقصاها ، حتي هبطت علي الملامح والسحنات والأفئدة ، أصبح " الحزن " وحده سيد الساحة كلها وموسيقاها التي تعتصر الوجدان وتشقق شغاف القلوب وتملأ - بالدمع المالح - المآقي والجفون ! لقد غمرتنا الأحزان حين فقدت بلادنا وحزبنا الشيوعي و شعبنا قامات إنسانية باذخة في مجالات الفكر والنضال والفن والشعر والتاريخ ... ومن ، منا ، كان يظن أن مثلهم سوف يرحلون ، هكذا بغتة ، الواحد أثر الأخر ، لكأن شعبنا كان مدخرا إليه كل هذا الهول والوجع الوبيل ! فتقطعت بنا السبل و أصابنا الذهول إذ تسلل - كالدم - في جسدنا كله وغيم علينا أشراق الرؤية و ... فرح الحياة ... فأنقطعنا - رهقا من رمضاء الحزن - عن الكتابة والتواصل ، فكان الغياب ! فأنظروا كيف بدأ معنا هذا " الحزن الكثيف " وظللنا ، تأملوا تواريخ الفجيعة وصخب الحزن وضجيجه في مخيلتنا وأجسادنا : - مساء الأربعاء 23/11/2012 رحل الأستاذ/ التجاني الطيب بابكر ، عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني رئيس تحرير صحيفة " الميدان " الناطقة بأسم الحزب ، وكنت قد كتبت إليه : " كلمتان لأقولها للتجاني الطيب بابكر " نشرت في هذا الموقع ! - ليلة السبت 18/2/2012 رحل فناننا الكبير الأسطورة الشيوعي / محمد وردي ، وكنت - أيضا - قدبدأت أنشر أجزاء من مخطوطة كتابي " كلمة في تبجيل الفنان وردي " في هذا الموقع ، وأتعجل أن تطبع المخطوطة فيراها في كتاب إذ كنت " متوجسا " - بسبب غامض - أن يرحل قبل طباعتها ! - صبح الثلاثاء 20/3/2012 رحل أثر حادث حركة " عبثي " شاعر العامية الكبير الشيوعي / محمد الحسن سالم " حميد " ، وقد كان الوطن قد دشن قبل شهر من رحيله ديوانه " أرضا سلاح " في أحتفالية كبيرة والذي كرسه للدعوة للسلام والوحدة صونا للوطن و ... الشعب والديمقراطية ونبذا للحرب التي يفتعلها ويؤجج أتونها النظام المتأسلم لأجل أستمراره في سدة الحكم ! - مساء الخميس 22/3/2012 رحل بالعاصمة البريطانية لندن الأستاذ/ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني الذي كان قد ذهب إليها مستشفيا ... وكنت قد كتبت ونشرت في هذا الموقع وقتها : " ليست أحزانا شيوعية " ، وكنت قد كتبتها ثم هاتفته متمنيا إليه سفرا طيبا وعودة معافاة للوطن ثم قرأتها إليه وأستاذنته في نشرها فوافق قائلا : " أنشرها ، أن عدت بقرأها مطبوعة ، ولو ما جيت بكون سويت العلي " فتأمل ! - الثلاثاء 27/3/2012 رحل البروفيسور خضر عبد الكريم رئيس شعبة الآثار الأسبق بجامعة الخرطوم عميد كلية الآثار بجامعة النيلين بالخرطوم ، وهو التقدمي وعالم الآثار الكبير ، هكذا - بصمت ووقار العلماء الكبار - أثر الرحيل وهو يري بعضا كثيرا من ملامح الوطن تزوي أمامه و ... تذهب في البياض ! أحد أصدقائي الشعراء قال لي وهو يغالب الدمع ووجع القلب : " آآآآآآه ، منذ الآن ، لا جدوي من الكتابة ياصديقي ، فدعني نكف عنها ، عن الفرح بالحياة و ... الشعر " ! لكن الحياة يجب أن تمضئ في سيرها ، تمضي بنا - ومعنا - إلي أمام وإلي الغد الأجمل الذي لاشك سيأتي يوما ما ، والشعر والأدب والكتابة هم في معية الحياة ، لا يكفان أبدا لآن الحياة نفسها لاتكف عن الأستمرار في سعيها المحتوم صوب المستقبل ! " حلق بجسارة فوق عصرك وليسطع ضوء المستقبل في مرآتك ولو بشكل خافت " ! نتذكر كلمات " شيللر " ، ونصغي لنداء الحياة ثم ، هانحن قد عدنا للكتابة ، للشعر والفن و ... فرح الحياة !
#جابر_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كنت الجسد إليها !
-
ليلة أرتدي القمر السواد !0
-
وهل حاذرتهن النساء يا أمي ؟
-
وجع الرحيل ياوردي !0
-
راهن السودان في رؤية داعية الحقوق صالح محمود !0
-
مقال في وجه أمام جائر يؤدي بكاتبه لبيوت الأشباح * !0
-
أنثي الشجر !0
-
حوار مع د . حيدر إبراهيم حول نظام المتأسلمين في السودان !
-
حسين مروة : نتذكره و ... نسير في التنوير !
-
تصمت كي تحدث عصافيرها !
-
في عيد الحب : وردتين إليها و ... قبلة !0
-
الفنان والحاكم: في المنفي، نعم في البيت4 !0
-
شفتاك !
-
الوحيدة !
-
تأتيني بأزرقها !
-
لوركا ، ريحانة الألفية الثالثة أيضا ! 1/2
-
قمرا لنهودها !
-
نقرأ فيك أوله !
-
بورتريه للمثقف !
-
الفنان والحاكم -3- ريح وشبت ، نار وهبت !
المزيد.....
-
فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|