أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد سعيد العضب - خاطره حول العراق بين التخلف والتنميه















المزيد.....

خاطره حول العراق بين التخلف والتنميه


محمد سعيد العضب

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 15:56
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


عموما يتسم العراق حاليا , ليس فقط في ضياع معالم امتلاكه اقتصادوطني يعتمد المعايير القياسية لتوصيف ومعالجة قضاياة, بل تحكمت فية منذ عقد االثمانيات وليومنا الحاضر سمات اقتصاد حرب.
يتميز اقتصاد الحرب في العراق , كما وصفتة دراسات (1) عديدة بسمات خاصة– هيمنة الريع النفطي ,غياب الانتاج المحلي الصناعي والزراعي , الاقتصاد الموازي او اقتصاد الظل والسوق السوداء, التهريب والابتزاز ,تحكم العصابات وتجار الحروب علي التجارة والتوزيع,بزوع قوي فاعلة تمتلك القوة والمليشيات والاموال.علاوه علي كله , غياب اراده سياسيه وطنيه موحده مؤمنه بالوطن,ضروره اعاده بناء الدوله والمجتمع والاقتصاد , علي اسس حديثه ومتطوره, تكفل ليس فقط حق المواطنه, بل تستجيب للعداله وتكافئ الفرص امام الجميع بغض النظر عن الجنس او الطائفه او القوميه او المناطقيه .
ان جملة ظواهر اقتصاد الحرب ,وان ساهمت انذاك في دعم النظام وسلطتة القاهرة والقبول بة دوليا , رغم بقاءة بعيدا عن معالجة قضايا وهموم شعبة . الاانها استمرت نافذه عبر فتره سلطة الائتلاف المؤقتة وسياستها العشوائيه العرجاء و المرتجله من ناحيه , غياب الاستراتجية الوطنية لبناء الدولة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية العادلة والمتوازنة والمستديمة, سواء اثناءفتره مجلس الحكم او الحكومات العراقية الموقتة او المنتخبة من ناحيه اخري ,كله قاد في انضاج وسرمدة ظواهر اقتصاد الحرب الموروثة هذة, بحيث اصبح من غير المتوقع الخلاص منها, او التمكن علي الاقل اعادة الحياة الطبيعية لمسارات الاقتصاد العراقي في الامد القصير والمتوسط , حتي بعد انسحاب القوات المحتلة( رغم محاولات انعاش البنك المركزي الذي ترافق معه اخماد حقيقي للتخطيط والفكر التنموي الفعلي ), بالاخص عندما تمكنت نخب قديمة/ جديدة عبر الفراغ السياسي والاقتصادي والاجتماعي,الذي خلقة الاحتلال, ان تستغل وتطوع مفردات اقتصاد الحرب لصالحها ,ا و علي الاقل استخدمتها كاداة مهمة لتعزيز سيطرتها علي موارد البلاد والتحكم بالجماهير البائسة.
لاجل اسناد مقولات اقتصاد الحرب في العراق هذة تطرح تساؤلات حقة, يبدو انها اهملت كليا من قبل الباحثين , اوالدراسات التي حاولت معالجة اوضاع العراق قبل , اثناء الغزو والاحتلال منها لا تحديدا الاتي :
*هل فعلا اعتمد عراق صدام التخطيط او المركزية, كما يروج الان انصارضرورة الانتقال الي اقتصاد السوق ؟ ام كانت هناك ممارسة مخططة و مدعومة من قبل قوي كونية ارادت فقط استغلال عنجيهات وخرفات النظام في اداعاءتة وتقولاتة حول الاشتراكية ,لاجل افراغها من محتوها الحقيقي ,تشويهه دلالاتها الفعلية وتجنب تبعات عمليات الاصلاح المرهقة للنظام . يصف الاستاذ جارلس تراب (2) اوضاع العراق في عقد الثمانيات والتسعينات علي ما اطلق عليه تمركزيه الدوله التي تعني نسجيا من شبكات منظمه غير رسميه فاعله تعمل بالوكاله, بما في ذلك قدرتها علي تنفيذ العقود العالميه , واستخدام وسائل القسر والاكراه الشرعي الاسمي,كله من اجل خلق مناطق معزوله او حواضن محليه لتراكم راس المال والقوه للقطاع الخاص.
*هل ستظل ظواهر اقتصاد االحرب ( التهريب -الاقتصاد الموازي- اقتصاد الظل ,السوق السوداء -الفساد الاداري والمالي) تتحكم في مسيرة اقتصاد العراق الجديد ؟ هذا ويبد جليا ان كثير منها استمرلما بعد سقوط النظام السابق , خصوصا الفساد الاداري والمالي والترهل المجتمعي والابتزاز ,علاوه علي ازدهار نشاطات التهريب , لتشمل القطاع الاستراتجي والهام في اقتصاد العراقي ... القطاع النفطي , ليس فقط النفط الخام, بل ضمت عمليات التهريب قطاع المشتقات النفطيه , التي تستلزم اعتياديا موارد كبيره نسبيا وخبرات متراكمه لايمتلكها الا لاعبون كبار.
فبخلاف القطط السمان من قادة الحزب الحاكم انذاك , الذين استغلو نفوذهم في الحكومه للحصول علي المكاسب والمنافع , ظهرت منافسه قاسيه وعنيفه مع قطط سمان اخري, تحولت الي نخبه اجتماعيه سريه, امتدت لتشمل توليفه متنوعه من الطوائف والقوميات, بما في ذلك من الشيعه والاكراد.(3) بالطبع رحبت هذه القطط السمان بالتهميش والحرمان الحاصل لاغلبيه السكان من اجل التمتع بالاستقلاليه وضمان حريه التحرك والمناوره .هذا وتوكد الاحداث علي استمرار عمليات التهريب للنفط الخام والمشتقات النفطيه لوجود هياكل وتنظيمات امتدت لعقود طويله, و تلعب الان دورها في خضم الفوضي, للاستفاده كاملا من الاوضاع الناجمه من الاحتلال . تطبيقا لكلمه وزيرالدفاع الاميركي السيد روناد رومسفيلد المأثوره , حينما قال في تبريره الفوضي الي حصلت في عهده " الحريه قدر, وان الشعب لابد ان يرتكب الاخطاء, هكذا علي ما يبدو ظلت الاداره الاميركيه في ايمانها المطلق باقتصاد الحرب , بالتالي تم دعم واسناد شبكات التهريب واقتصاد السوق تحت لافته التحول الي اقتصاد السوق وتكوين طبقه راسماليه سريعه, لتحل عوضا عن هيمنه الدوله ا وما اطلق عليه جزافا ... قطاع عام او قطاع اشتراكي .
*هل اصبحت هذة الوسائل المشار اليها اعلاة ادوات حاسمة في اعادة بناء الدولة والاعمار والانتقال الي اقتصاد السوق المنشود حسب النظرة الاميركية .
*هل قادت السياسات المعتمدة من قبل قوات الاحتلال الي خلق نخبة قديمة/ جديدة, تعمل وكيلة لتسهيل عملية الانفتاح والتحررالاقتصادي والاندماج في الاقتصاد الكوني التي بدءها النظام السابق وعضد صيرورتها بوعي اورغبة او بلاهما .فمنذ عقد الثمانيات وعبر الخصخصة العشوائية ,ونقل ملكية الاراضي الزراعية لشيوخ العشائر والمتنفذين ,تم ليس فقط القضاء علي النشاط الصناعي والزراعي,بل استند كليا علي المستوردات والمضاربات ؟ ان التوجة الاقتصا دي الاجتماعي ا لقديم/ والجديد يبدو واحدا ولم يتغير , وان اختلفت السبل والوسائل والقوي الاعبه .
*هل نجحت الولايات المتحدة الاميركية بعد الغزو والاحتلال , وبمساعدة وكلاءها في دول الجوار من خلق المستلزات الاضافية في دعم وسرمدة فاعلية وقوة النخب الاقتصادية العراقيةالقديمة/ الجديدة المندمجة مع القوي الفاعله في الاقتصاد الكوني, بحيث يمكن الاعتماد عليها في النهاية علي خصخصة القطاع النفطي, من اجل تسديد اعباء حروب النظام السابق من ناحية, وان يظل النفط المورد الوحيد- رغم خضوعه لعوامل كونيه يصعب السيطره عليها - والبلسم لتمكين الحاكم(بغض النظر عن اسمه دكتاتوراو ديمقراطي ) علي فرض ارادتة علي المحكومين من شعبة من ناحية اخري .علاوه علي ما يراد من النفط ان يظل المسكن او الوسيله الناجعه في حكم المجتمع وترهل الدوله .
ان جل اهتمام النخب المسيطرة الحاليه ينصب علي ما يبدو في كيفيه تسيير جماعات السكان الي جنة خلد مفترضة , يحمل مفاتيحها احزاب سياسيه دينيه واثنيه , اننا في عهد رجعة فعليه الي التخلف, لكن بذات الوقت يعيش العراق قفزه ملحوظه الي الامام حققتها نخبه مختاره , حينما استطاعت بكافه الوسائل الشرعيه او غير الشرعيه الاستحواذ علي البلد وخيراتة, واختفي من اجندتها او برنامج عملها ... كيف او ما يجب ان تقدمة فعليا وعمليا للبلاد والعباد ؟ نخبه سيطرت علي جماهيرالشعب بالدعوات والتعاويذ الرهبانية ا و بتصعيد التعصب الاثني والقومي والطائفي , بحيث اصبحت معركه التوافقات بين اطياف او شخصيات الكتل هذه , تحتل عندها اولويه العمل ,كما اعتبرت نشاط "وهم" التوافق او المشاركه لمضادات حيويه او كيماويه ... حل لعملية حسم مشكلات التنميه الاقتصاديه والاجتماعيه, بالتالي صاعدت ادعاءتها ,علي انه الطريق الفعلي لاخراج الوطن من نفق ظلمته , الذي ساهمت في استمراره , ظلما وبهتانا رضاءا او قسرا ,علية وبحق نعيش ماساه حقيقة.
ففي ظل مثل هذة الاوضاع ... كيف يمكن اويطلب من الفكر ان يقدم حلول او معالجات لازمات البلاد افتعلت , اواصطنعت من قبل نخبه مسيطره , كله وحصرا من اجل تحقيق مصالحها الانانيه والذاتيه ... وليذهب الشعب الي الجحيم وبأس المصير ,انها ومن دون شك تمكنت استخدام وسائل واساليب تمركزت علي ابقاء الرعية تعيش تحت كوابيس اوهام واكاذيب وتلفيقات وهيمنه المجهول, كله من اجل تسهيل جرطوابير االرعيه مثل خراف من دون اراده وعقل , وتامين تطويعها حسب رغباتها, مما جعل كافةمساعيها تنصب في ادماج الجماهير قسريا او اختياريا بوعي او دون وعي في مشروعا ت مشابهة اخترعتها القوي العظمي للتحكم في الشعوب, وجعل الامم وعبر التاريخ سهلة الانقياد والتحكم لتمرير مصالها مستفيده من تقنيات الاعلام وما يطلق عليه موسسات المجتمع المدني برعايه ووصايه الموسسات الاميركيه وجامعاتها الراقيه .
عليةيمكن القول ولادة " توليفة" محكمة غير معلنة تتمحور في ابقاءالامم والشعوب جاهلة برعاية قيادت اطلقت علي نفسها جزافا " تجمعات او احزاب بتسميات مختلفة, كما حاولت الحصول كذبا او حقا من دعم مرجعيات دينيه وعشائريه و اغوات واصحاب المال والجاه .كله من اجل تمرير
مصالح القوي العظمي والقضاء المبرم علي القوي المتنورة والصاعدة لتحقيق تنمية سياسية اقتصادية اجتماعية.اننا امام معادلةصعبة ومتشابكة ( قوي سياسية دينية اثنيه متعصبه محليةصاعدة ونافذة +مصالح اجنبيةحاكمة ومؤثرة + قوي وطنية مستنيرة مهمشة )
علية تتجلي مشكلة العراق من دون لف او دوران , في حتميه اعتراف كافه القوي الفاعله في الساحه السياسيه في اخفاقها ,وعجزها التام في تقديم بديل تنموي فعلي يضمن الرفاهيه والعداله, فمن دون اعاده النظر جذريا في تصورتها وبرامجها وممارساتها يظل البلد والعباد يحوم في دوامه التخلف, وبعيدا جدا عن الوصول خطوه متواضعه نحو تنميه اقتصاديه واجتماعيه وسياسيه حقيقيه .

1. The war Economy of Iraq By Christor parker and Pete Moore; Midddle East Report 243;www.merip.org
2.انظر الحوار المتمدن رقم 2670
3. المصدر (1) اعلاه



#محمد_سعيد_العضب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الاجتماعية مفارقة رهيبة
- عرض ومراجعه - الاسلاموفبيا والولايات المتحده الاميركيه-
- قراءه في كتاب نهايه الاقتصاد العالمي ومستقبله -اقتصاد الازما ...
- مقولات حول الديمقراطية والرسمالية
- خاطرةحول حرب مستمرة ستدمر مشايخ الخليج
- غزو العراق واحتلاله مره اخري
- حرب جديده قد تطال مشايخ الخليج
- الازمه الاقتصادية والمالية العالميه ومخاطر الافلاس الكوني
- افلاس الدولة قادم
- كراهية الغرب :كيف يمكن للشعوب الفقيرة التصدي لحرب اقتصادية ع ...
- الحرب الاميركية وتدمير حضارة العراق
- اصل نشوء الازمة المالية (البنوك المركزية ,فقاعات القروض ومغا ...
- دور العسكرية او قوي اقتصاد السوق في بناء الامبراطوريات في ال ...
- كتاب -لعبة الشيطان- الاسلام السياسي والولايات المتحدة الامير ...
- الديمقراطية الاقتصادية -الاستراتجية الشاملةللسلام والازدهار ...
- قراءة في كتاب -حرب الثلاث تريليون دولار -الكلفة الحقيقة للنز ...
- قراءة في كتاب -حرب الثلاث تريليون دولار -الكلفة الحقيقة للنز ...
- تراكم الاحتياطي النقدي وابعادة علي الاقتصاد الصيني والعالمي
- الولايات المتحدة الاميركية والعالم الاسلامي
- اصوات من عراق ما بعد صدام-قراءة مختلفة لغزو العراق واحتلالة ...


المزيد.....




- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...
- المركزي الياباني يثبت الفائدة.. والين يواصل الهبوط


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد سعيد العضب - خاطره حول العراق بين التخلف والتنميه