غزو العراق واحتلاله مره اخري

محمد سعيد العضب

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اجرت الصحيفة النمساويه ستاندرت بتاريخ 10/9/2011 مقابلة مع مبعوث الامم المتحده السابق في العراق الاخضر الابراهيمي, اكد بها بان الولايات المتحده الاميركيه شنت الحرب ضد افغانستان من اجل الثأر, وشبه هذا التصرف لدوله عظمي بالعشيره, التي يتم الاعتداء عليها, وكان من اللازم عليها استرجاع كرامتها من الثار من خصومها ,موضحا ان اميركا كان يمكنها بسهوله تصفيه ابن لادن الذي اتهم بالهجمة علي منارات عظمتها الاقتصاديه والعسكريه والسياسيه, وتجنب الدخول في حرب ضد بلد مستقل, لان طالبان والقاعدة امران مختلفان, ولكن ما حصل وكالمعتاد تم خلط الاوراق بينهما عبر الاعلام .
1.شنت الولايات المتحدة الاميركية الحرب ضد افغانستان للثأر من هجمه القاعده في 11/9/2001 ,رغم ان افغانستان لاعلاقة بهذة العمليه التي قام بها ابن لادن ,خصوصا حيث ساد اعتقاد عام وغير واضح حوا الارتباط العضوي بين طالبان والقاعدة وهما تنظيم او مجموعه واحدة ولااختلاف بينهما,رغم وجود تحالفات وقتيه بينهما ولاغراض وغايات متباينه ,وفي اوقات زمنيه مختلفه .,
عموما كان بامكان الولايات المتحده الاميركيه القضاء التام علي القاعده وتصفيه ابن لادن و الثارلضحاياها باعتباره السبب في هجمة 11/9 من دون الحاجه في الدخول بحرب انتقامية ضد بلد مستقل, هدرت فيها الالاف الارواح من البشر , ولكن يبدو ان هذه الخطوه شكلت مقدمة ضرورية لاغراض استراتجيه اخرى مهمه
2الجديد في المقابله يذكر الابراهيمي ان الهدف الاستراتيجي للولايات المتحده الاميركيه ليس افغانستان, بل كان العراق وان الامم المتحده كانت قاصره علي معرفه نوايا اعضاءها بكونها تشكل كتاب مفتوح ..,
خصوصا وبعد ايام معدودة من الهجمة علي برج التجارة ووزاره الدفاع وعدم التاكد واليقين بمساهمه افغانستان او العراق في الجرم , عقد اجتماع ولقاء ضم نخبة من الصقور والمحافظون الجدد في واشنطن و بالضبط بتاريخ 17 /9/2001 لترتيب الحرب ضد العراق, لكن هذه الحقيقة لم تكشف اعلاميا الا بعد حين . .
عندما كان الاخضر الابراهيمي مبعوث كوفي عنان في العراق عام 2004 طرحت علية الصحيفه سؤالا هاما عن نوايا الولايات المتحده وعما تبحث عنه في العراق, ااستطرد قائلا انه طرح علي نفسه السؤال مرارا وتكرارا ,ولم يتمكن من الحصول علي اجابه مرضيه .
فبعد ا فول و تلاشي اصداء حجه امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل ,بدات النخبة في اميركا ترويج سببا اخرا لغزوالعراق " بناء الديمقراطية".
لربما ق ديدعون الان ايضا ان الربيع العربي نتيجه حتميه لغزو واحتلال العراق ... انها بلا شك هراء وخرافه .
3.ان الديمقراطية الاميركيه في العراق لم تشكل نموذجا يحتذي بها في العالم العربي ,بل يمكن القول ان ما يجري في هذا البلد قد ساهم في تعقيد مسألة الديمقراطيه في هذه البقعه من العالم, خصوصا , وان النموذج الذي جري تطبقية هناك لم يكن فقط رهيبا ومخيفا ,بل يمكن اعتبارة ديمقراطيه فساد ولصوصيه .
فبعد ثمان اعوام من سقوط النظام السابق لايزال البلد يعاني من نقص الكهرباء, ووصلت مستويات التجهيز فية الي اقل عما كانت علية اثناء سنوات المقاطعة والحصار الدولي.
مع ذلك لربما يتمكن العراق ان يحقق ديمقراطية, لكنها بالتاكيد ليس علي النمط الاميركي, او لانها تحققت بفضلها او جهدها او ارادتها ,حيث ما قامت بة في العراق فقط التدمير والتخريب .
ان العراق , ربما لم يعلن ادانه قانونيه ضد الولايات المتحدة الاميركية ضد الضحايا التي هدرت والبلد الذي ضاع بسببها , لكن يتطلب من المجتمع الدولي ان يشكل لجنه دولية لتقصي وكشف الحقائق ,عما حدث في هذا البلد من ضياع وضحايا بشريه من جراء حرب اهلية بدات منذ الاشهر الاولي من الغزو , ولاتزال مستمرة
فرغم تجاهل الاعلام وتصوير ما حصل علي انة امور اعتياديه, ستظل تعتبر كارثه حقيقيه لايمكن ان ينساها التاريخ الحديث .
4.رغم تركيز الجهد الاميركي علي العراق لكن ما حصل في افغانستان يتشابه لحد كبير مع العراق. فكيف يمكن تفسيركم لهذة القرارات القاتلة التي ارتكبتها اميركيا بحق البلدان افغانستان والعراق .
فمن دون الدخول في مضاربات او تاويلات حول هذة القضايا ,لان ليس كل ما يتصوره الانسان ,يمكن ان يشكل حقيقة.
فبعد غزو العراق قامت الادارة الاميركية في زرع البلد بكفاءات اميركيه دبلوماسية مخضرمة ومن كبارالسن , و ممن يجيدون اللغة العربية, ويتمتعون بخبرات مشهوده حول المنطقة, لكن علي مايبدولم يكن لديهم صوت مسموع في واشنطن .
قدم كثير من هولاء الخبراء اقترحات جيدة , منها مثلا , عدم حل الجيش العراقي, ولكن ما تم عكس ذلك , وهذة كانت بدايه الفوضى وفقدان السيطره علي الاوضاع .
ربما ساهم اميركيون من الليكود في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعراق, كما من المحتمل ان لعبت اسرائيل دوراهاما في هذة العملية .مع ذلك ان استخدام اسرائيل في لعبة العراق قد شكلت عبأ كبيرا عليها, وربما اصبحت الان تعاني الكثير بسبب فقدان الولايات المتحدة الاميركيه لمصداقيتها في المنطقة والعالم برمته .
5.اخيرا طرح سؤالا عن الرابح الحقيقي في هذه الحرب ,وهل يعتقد ان ايران هي المستفيد الاول من كل ذلك...
فمن خلال تقييم نتائج الحرب المتناقضة, يبدو ان ايران هي فعلا المستفيد الاول والاخير , رغم قساوه قبول هذة المقولة التي تبدو غير ممكنة التصديق ,ا وربما بعيده عن المنطق والعقل ؟

عموما عند النظرللولايات المتحدة من بعد او من الخارج , يعتقد المرء , بانها بلدا جبارا,وان قادتة علي معرفه تامة بما يعملون ,كما انهم يمتلكون الخطط ,لكن الفحص عن قرب , تتضح الامور عكس ذلك, وان هذة التصورات بعيدة عن واقع حال اميركا من الداخل .
قد يعجب الفرد للوهلة في الحديث مع الساسه الاميركان , لكنة في النهايه يصاب بالاحباط وخيبه امل .


(1)
Der Standard
Album
Samstag,10 September2011-

#محمد_سعيد_العضب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات