أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد سعيد العضب - الولايات المتحدة الاميركية والعالم الاسلامي















المزيد.....


الولايات المتحدة الاميركية والعالم الاسلامي


محمد سعيد العضب

الحوار المتمدن-العدد: 2733 - 2009 / 8 / 9 - 00:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الكتاب الموسوم " كسب العالم الاسلامي " للاستاذ في جامعة ميشغان جوان كوول الصادر عن دار بالجراف مكميلان للنشر عام 2009, حاول فرز كافة القضايا الرئيسية المرتبطة بالعلاقة بين العالم الاسلامي والغرب عموما, والولايات المتحدة الاميركية خصوصا , مع توكيدة علي مسائل الارهاب ,تبعية الغرب الي الموارد الهيدو كاربونية في منطقة الخليج , حالة عدم اليقين للغزو الاميركي للعراق واحتلالة من ناحية, غياب وضوح الصورة الحقيقة حول طبيعةانظمة الحكم سواء في ايران او السعودية من الناحية الاخري .هذا واكد الكاتب علي ان تدهور العلاقة بين الغرب والعالم الاسلامي, قد نجمت من مساعي العديد من قادة البلدان الغربية, ووسائل الاعلام فيها , علي تعميق ابعاد وتاثيرات ظاهرة الخوف من الاسلام في مجتمعاتها ,كما تم تضخيم تحديات البلدان الاسلامية والدين الاسلامي علي الحضارة الغربية ومستقبلها ,حيث تحولت هذة الادعاءات الكاذبةو المعلومات المفبركة المضللة حول الاسلام والبلدان الاسلامية الي وسيلة تسويق الحرب ضد الارهاب وتعميق الرعب والخوف في العالم . علية استهدف الكتاب الكشف عن هذا الزيف, وفضح اسطورةتهديدات الاسلام علي المجتمعات الغربية,كلة وحسب اعتقادة , من اجل الاسهام في تعميق التفاهم السياسي والاديولوجي بين البلدان الاسلامية ونظراءهم من البلدان الغربية. لقد حاول الكاتب التميز بدقة بين الحقيقة والتلفيق, و تقديم توصيات جوهرية رصينة للادارة الجديدة في كيفية استمالة وكسب ود شعوب وحكومات العالم الاسلامي ,كما حاول الكشف عن ابعاد الاصلاحات الضرورية المطلوبة من اجل ترميم الدمار الكارثي الذي لحق بالسياسية الخارجية الاميركية خلال السنوات الثمان الماضية ,وكيفية التوجة الجديد من اجل توطيد السلام والرفاهية في العالم .
يتالف الكتاب من ست فصول وخلاصة بالاستنتاجات وهي :
1. النضال من اجل النفط الاسلامي :حقيقة استقلال قطاع الطاقة في الغرب
2.نشاط وفاعلية الشعوب الاسلامية :الرديكالية الاسلامية
3.خرافة الوهابية:من الرياض الي الدوحة
4.العراق وظاهرة الخوف من الاسلام : كيف استخدمت هذة الظاهرة ذريعة لشن الحرب ,الغزو
والاحتلال.
5. باكستان وافغنستان : ما بعد حركة طالبان
6. من طهران الي بيروت : التحدي الايراني
هذا وسوف تركز المراجعة علي بعض القضايا المطروحة في الكتاب بالاخص الفصل المتعلق بالعراق.
اولا: يشكل تصعيد اعمال العنف وتازيم الوضع الامني وغياب الاستقرار في عهد الاحتلال , سياسة استندت علي تصورات الادارة الامريكية في تضخيم مخاطر الارهاب الاسلامي المحتملة , وضرورة شن حرب عالمية ضدة,حينما تم ابتداع العراق ساحةجديدة للنضال ضدة ,كلةليس فقط من اجل اقناع الشعب الامريكي والكونغرس والراي العام العالمي بضرورة الاستمرارفي الاحتلال لضمان الامن القومي الاميركي ,وتحقيق المصالح القومية الاميركية , بل اريد منها التوكيد علي صحة ادعاءات الادارة ومقولاتها السابقة حول الخطر الكامن للارهاب الاسلامي و استمرارة , واعتبارالنضال ضدة ضرورة حتمية, بالتالي اعتبر الارهاب الاسلامي سبب غزو العراق واحتلالة .
هذا يعني ان سياسة افتعال العنف والاقتتا ل والحرب الاهلية في العراق كانت مقصودة ومخططة, بكل ما نجم عنها من خسائر بشرية من العراقيين تجاوزت ( 250 )ضعفا, مقارنة بعدد القتلي من القوات المسلحة الاميركية .يشير الكاتب الي ان المليون عراقي قتيل من جراء الغزو والاحتلال يساوي بمقياس العلاقة النسبية لسكان البلدان (1:11) ( 11)مليون اميركي .علاوة علي عدد الجرحي الذي بلغ اكثر من 3 مليون فردا او مايعادل( 33)مليون اميركي.كما قادت حالة عدم الاستقرار وغياب الامن الي تعاظم الهجرة من العراق او تشريداعداد ضخمة من مناطق سكانهم الي اطراف مترامية داخل البلاد .تعتبر الهجرة الجماعية من العراق في عهد الاحتلال حسب كافة المقاييس الدولية كارثة انسانية حقيقية, حيث وصلت اعدادها الي اكثر من 4مليون وتعادل اجمالي سكان بلدان صغيرة نسبيا, مثل الاردن او اسرائيل ,كما تشكل ظاهرة فريدة لانظير لها في الشرق الاوسط منذ حملات التطهير الاسرائيلي للشعب الفلسطيني عا م 1948. لقد تنصلت الحكومة الاميركية عن مسووليتها عن هذة الاعداد المهاجرة واستقبلت اعداد ضئيلة لم تتجاوز 10% من اعداد التي رحلت الي السويد,البلد الصغير.
عمدت الحكومة الاميركية والاعلام الغربي في التعتيم عن هذة الكارثة, سواء بما يتعلق بعدد القتلي والجرجي والمهجريين والمشردين العراقيين ,اوالمعاناة الشديدةالتي يعيشها الشعب العراقي من فقدان الامن والاستقرار الي انعدام توافر الخدمات الاساسية, كالكهرباء والماء او تدهور المستوي المعيشى والبطالة والتضخم المشهود ,. التي افرزها الغزو والسياسات الخاطئة خلال سنوات الاحتلال .هكذا ظل الجمهورالاميركي مغيبا او غير مدركا للابعاد الحقيقة للكارثة التي اقترفت باسمةاو بموافقتة عبر نوابة في الكونغرس ..
فمن هنا, واستنادا علي هذة الارقام الضخمة من القتلي والجرحي والمهجرين والمشردين , طرح الكاتب تساؤلا حقا تمحور في الاتي :هل تستطيع حكومةتمثل شعبها ان تتحمل تبعات مثل هدةالخسائر البشرية الضخمة ,وتستمر في الادعاء بانها تمثلة او تدافع عن مصالح الامة ؟هل سيظل الشعب الاميركي راضيا عن ذلك ولا يطالب بمحاكمة عادلة لقتل وتشريد وتهجير الملايين ؟
مع ذلك يقول الكاتب , ان احداث افلام هوليود حول الكوارث الطبيعية او روايات تلوث البيئة وتصاعد درجات حرارة الجو اكثر تاثيرا وتحريكا لشجون المجتمع الاميركي ,من تلك الكوارث الانسانية في العراق, الذي ظل الشعب العراقي وحدة يعاني ويتحمل تبعاتها .
ثانيا :تجلت الصورة الجديدة التي تحكمت بالبيت الابيض والبنتاجون خلال السنوات الماضية في جعل العراق مرجلا للرديكالية الدينية, وتم اعتبار معظم سكانة المعارض اوغير المتعاون مع قوات للاحتلال, او تصديق حكايات التحرير واشاعة الديمقراطية في ربوع العراق, جماعات ارهابية متحالفة مع القاعدة, وهي بالتالي تشكل تهديدا وتحديا اسلاميا للمصالح القومية الاميركية,كلة يدلل بوضوح الطبيعة الانتهازية وانكشاف فضحية لما يطلق علية الاسلاموفيبا . مع ذلك تختلف هذة المقولات عن التصورات السابقة حول العراق التي سادت في العقود الماضية ,حينما تم وصم الشعب العراقي بالرديكالية القومية او باليسار المتطرف, بالتالي اعتبر ايضا خطرا محتملا يجب التصدي لة واحتواءة .لقد قامت صقورالادارة الاميركية في استغلال ظاهرة الزرقاوي واعتبرتة هدية من السماء لدعم ادعا ءتها في الحرب ضد الارهاب .ان ارتباط هذا البعبع ( الزرقاوي )سابقا بافغنستان, قد سهل علي مايبدو عملية طلاءة بصبغة القاعدة ,كما ان تواجدة قبل الغزو في بعض اجزاء البلاد العراقية , وتعاونة مع تنظيم انصار الاسلام الذي انتشرت في المناطق الكردية او في "كردستان العراق "االمسيطر علية من قبل حزبي طالباني والبرزاني وتحت الحماية الجوية الاميركية منذ عام 1991 , قد شكل علي ما يبدو ذريعة اوسببا لاحتلال العراق.
بعد سقوط حكومة البعث وقيام بعض فصائل من العراقيين في تنظيم صفوفها في المقاومة وحرب العصابات ضد الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها من العراقيين عمد البنتاجون في جعل الزرقاوي النموذج او الشخص الذي يمثل قضية او مبدأ لما اطلق علية التمرد, واريد بة, ومنة خلق عدوا جديدا يجب محاربتة, بالتالي ضرورة وحتمية استمرار الاحتلال . هذا وقد اصبح الاسلام العدو الجديد بديلا عن عدوها الاول السابق " الشيوعية"
ثالثا: خلافا لكافة الادعاءات اعلاة ,لخص الكاتب الاهداف الحقيقية التي دفعت الولايات المتحدة الاميركية في شنها الحرب وغزوها العراق واحتلالة بما يلي:
1.ضمان تدفق النفط والهيدوكربونات من منطقة الخليج
2.تمكين الشركات النفطية الاميركية في الحصول علي موقعا متميزا وهاما في عملية تطوير حقول النفط والغاز في العراق
3.اعاقة البلدان المنافسة وخاصة الصين والهند من الاستحواذ او الانتفاع المباشر من الموارد النفطية في العراق, ومنعها من ابرام عقود طويلة الامد او التصدي لكافة المحاولات الرامية لابعاد الشركات الاميركية من الاستحواذ بمفردها لهذا القطاع الاقتصادي الحيوي .
4.منع بزوغ العراق مجددا كقوة اقليمية مسيطرة, بحيث يستطيع عبرها تحديد مسارات الاقتصاد والسياسة في منطقة الخليج برمتة .
5.ضمان استمرار حلفاء الولايات المتحدة الاميركيةالتقليديون الاساسيون مثل السعودية واسرائيل علي مواقع ريادية وقيادية في منطقة الشرق الاوسط .
ولاجل انجاز الاهداف المساقة في اعلاة كان من الضروري قيام القادة في ادارة بوش في تصعيد حملة تخويف قادة بلدان الشرق الاوسط بالارهاب العالمي او ارتباط هولاء القادة بالاسلام الرديكالي او الامتناع في المشاركة الفاعلة في حرب الولايات المتحدة الاميركية ضد الارهاب العالمي, وتحقق لها المراد في فرض نفوذها علي مجمل المنطقة .
رابعا ساهمت الصراعات الداخلية في العراق الي تازيم اوضاع الامن والاستقرار بعد سقوط النظام السابق عام 2003.فهناك النضال السياسي من اجل تاسيس حكومة عراقية جديدة من ناحية ,السيطرة علي بيروقراطية السلطة وقوات الامن من ناحية اخري.خصوصا وقد تصاعدت حركات التمرد والمقاومة و حرب العصابات ضد التواجد الاميركي ,كما اريد استغلال ثلاث صراعات كامنة او ربما اشعال حروب اهلية فيما بين العراقيين , اولها الصراع الكردي العربي التركماني في محافظة كركوك الغنية بالنفط .ثانيهما صراع المليشيات الشيعية فيما بينها, ونضالها ضد الحكومة من اجل السيطرة والهيمنة علي محافظة البصرة الغنية بالنفط وثالثهما المعارك بين العرب الشيعة والسنةللسيطرة علي العاصمةبغداد , ونشر وسائل التطهير الاثني والطائفي ,الارهاب والقتل الجماعي . ان تفجير هذة القضايا الكامنة قد صاعدت الاضطرابات في العراق, خصوصا عند الاخذ بالاعتبار ضعف الحكومة التي شكلت تحت الاحتلال العسكري الاميركي , وعدم استقرارها.فالنظام البرلماني الذي شيدتة الولايات المتحدة الاميركية واجة ويواجة صعوبات جمة وحادة, حينما عجز ليس فقط تاسيس ديمقراطية حقيقة, بل لايزال يواجة تحديات المليشيات المحلية,كما اخفق في تفعيل العمل البيروقراطي الحكوميوخلق الشفافية ومحاربة الفساد المالي والاداري في الدولة .ان احد اهم المشكلات الرئيسية في العراق تكمن في السياسات المعتمدة التي اخفقت في توفير ضمانات حقيقية لحقوق الاقليات الاثنية والطائفية , كما اتسمت وظائف البرلمان باستبداد الاكثرية الشيعة والكردية للاقليات.
خامسا :ان مشكلات العراق عديدة ,وهي ليست وليدة اليوم ,بل متوارثة .لقد هدفت قوات الاحتلال علي ما يبدو ليس العمل من اجل حسمها, بل استغلت هذة الصراعات بوعي وساهمت سياساتها الخاطئة الي تفجيرها لاعطاء المبررات في ادامة الحرب وتوفير الغطاء لاقناع الشعب الاميركي بحتمية وضرورة هذا الاستمرار وتحمل الكلفة البشرية واالاعباء المالية الباهظةمن ناحية , و صحة الاجراءات والسياسات المعتمدةمن الناحية الاخري .
بهذا المجال اورد الكاتب الشروط التي يعتبرها علماء السياسة عوامل اساسية تقود بدورها الي اندلاع حركات التمرد والعصيان السياسي .فالبلدان واطئة الدخل قد تعاني حركات تمرد وعصيان تفوق تلك التي تحصل في البلدان مرتفعة الدخل .فعلي الرغم من تمتع حكومات العراق بدخل بترولي ضخم , فقد ظل الشعب العراقي يعاني من الفقر والحرمان ,خصوصا منذ بداية التسعينات وبعد فرض الحصار الاميركي والدولي علية . وعندما يعتمد بلدا بكثافة علي تصدير الموارد الطبيعية او يتولد اكثر من 25% من الناتج المحلي الاجمالي من سلع مرتفعة السعر تحدث فية حركات تمرد وعصيان سياسي.بل ربما يزداد ب اربع اصعاف عن البلد الذي يفتقر لمثل هذة السلع . واخيرا تشكل الاداعات حول معالجة الظلم الاجتماعي اهمية قصوي للجماعات والحركات السياسية الثورية . هكذا يبدو, ان العراق يعاني من كافة هذة الظواهر, التي قادت مجتمعة الي تفاقم الاضطربات الاجتماعية , خصوصا وانة غير موهل او مرشح لعملية دمقرطة قسرية.
فالحكومة الفيدرالية التي اقيمت تحت الوصاية الاميركية ضعيفة جدا وغير قادرة علي فرض احتكار وسائل العنف والقوة , كما ان جهازها البيروقراطي يتسم ليس فقط بالضعف ومحدودية القدرات, بل تراجعت اخلاقيات العاملين فيةوتعاظم الفساد الاداري والمالي ووهنت الطاعة او الاستجابة لاوامر الرؤوساء في الهرم الوظيفي للدولة والحكومة .
سادسا:.ان النظام الفيدرالي الذي اخترع تحول واقعيا الي نظام كونفيدرالي, حيث ان الامتيازات الخاصة التي تتمتع بها حكومةاقليم كردستان المسيطرة علي ثلاث محافظات هي اربيل والسليمانية ودهوك , تفوق او تتجاوز كافة انظمة الحكم الفيدرالية المعروفة والمطبقة في ارجاء مختلفة من المعمورة ., كما تسعي حكومة كردستان الي توسيع الرقعة الجغرافية لمنطقة نفوذها في ضم كركوك الغنية بالنفط علاوة علي اجزاء ومناطق اخري في الموصل وديالي والكوت ,ويظهر ذلك جليا من خلال قيام قوات البيشمركة في التواجد او احتلال مثل هذة المناطق.هذا ويقف ضد هذة الطموحات التوسعية للاكراد معظم سكان العراق من الاثنيات الاخري .
علية يسود في العراق الان نظامان غير متجانسان في ادارة الدولة, مما ادي ويودي في دورة الي حالة عدم الاستقرار واحتمال اندلاع الصراعات بين اطياف المجتمع العراقي .في حين ظلت بقية المحافظات الاخري تحت شكليات الادارة المركزية الواهية كما استمرت الاحزاب الدينية و المليشيات, تمتلك النفوذ وتسيطر علي اجهزة وموسسات ادارة المحافظات الجنوبية ووسط البلاد .
سابعا :ان اسقاط حكومة البعث اخفق في تحقيق امال وطموحات الولايات المتحدة الاميركية المعلنة, ليس فقط في تاسيس وتشييد نظام ديمقراطي مستقر وموالي لاميركا ,او جعل العراق البلد النموذج لشعار ترويج الديمقراطية واقتصاد السوق الحرمن ناحية , او منصة انطلاق لتحقيق الطموحات الاميركية في توسيع نفوذها وتسهيل اختراق الشركات الاميركية لاسواق بلدان الشرق الاوسط من ناحية اخري. ان الواقع الذي بزغ ميدانيا ... دولة ضعيفة وهزيلة تفتقر مقومات الديمومة والبقاء وتسودها الاضطربات, ويعيش سكانها في الرعب والخوف الدائم , ويفتقر لكافة الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء ناهيك عن موسسات صحية وتعليمية رصينة , و تحيط بها عصابات ومافيات التهريب والاقتصاد السري وعديد من المليشيات الاثنية والطائفية .
بايجازشديد , فالخيار العسكري الذي اعتمد.من قبل ادارة بوش –تيشني في العراق كاداة لتحقيق اهداف الولايات المتحدة الاميركية في منطقة الخليج والشرق الاوسط ليس تبدد , بل لقي خيبة امل ضخمة .حيث ظلت عملية تصدير النفط من المنطقة غير امنة وتواجة مخاطر جمة , كما بقيت الشركات النفطية الاميركية عاجزة عن العمل في العراق بسبب غياب الامن,او انها بعيدة عن منال السوق الايراني لاستمرار المقاطعة الاميركية .
كما استطاعت شركات من الصين وروسيا والهند والبلدان الاوربية من تعزيز اوضاعها, وربما ستتمكن من الحصول علي عقود النفط في العراق ,خلافا لما ارادت او املت الولايات المتحدةالاميركيةمن غزوها واحتلال العراق .
عموما يمكن القول ان هذة الكارثة قادت الي تغيير موازين القوي في منطقة الشرق الاوسط , حيث تعاظم النفوذ الايراني بعد تدمير قدرات العراق الجيوسياسة, وعجزة التام حاليا, وفي المستقبل المنظور ان يلعب دورا اقليميا نافذا, علاوة علي تراخي النفوذ او القوة السياسية لكل من السعودية واسرائيل, البلدان الحليفان للولايات المتحدة الاميركية
ان لعبة بوش- تيشني حول الاحتواءالمزدوج , قد اخفقت هي ايضا, كما عجزت عن تحقيق انجازات ملموسة,واصبحت معرضة لمخاطرعديدة تجاوزت جولة الاحتواء المزدوج في عهد كلينتون – ال جور .
مع ذلك يعتقد الكاتب بتوافر فرص جيدة للرئيس الجديد في التخلي عن سياسة الاحتواء المزدوج التي اعتبرتها الادارات الاميركية المختلفةالسابقة من الاهداف الاستراتجية في السياسة الخارجية .ان التخلي عن هذة السياسة, و السعي في تعميق الالتزامات الحقيقة الناجعة اتجاة بلدان العالم الاسلامي الاميركيةكلة سياهم في كسب الاصدقاء في المنطقة حسب تعبير الكاتب .
هذا وترتبط النجاحات الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة الاميركية في العالم الاسلامي , او في اي مكان اخر من العالم بانجاز انسحاب منظم لقواتها العسكريةمن العراق عبر تفعيل العمل الدبلوماسي الاقليمي, واشراك حقيقي لكافة بلدان , السعودية ,ايران ,تركية والاردن ,سوريا والكويت في اللقاءات والاجتماعات التي تنظم من اجل تحقيق استقرار العراق وانهاء حالة الاقتتال والعنف الداخلي .علاوة ان الاسراع في انسحاب قوات الاحتلال الاميركية قديساهم في تحقيق المصالحة والاتفاق بين الاطياف العراقية المختلفةكما قد تجبر علي تقديم تنازلات متبادلة .
ثامنا : تسود صفوف الشعوب الاسلامية صورة قاتمة عن الولايات المتحدة الاميركية التي تظهر جليا من استفتاءات الراي في بعض بلدانة . فعلي سبيل المثال يري 79% من عينة الاستفتاء في مصر والمغرب وباكستان واندونسيا, ان هدف الولايات المتحدة الاميركية يتمحور في اضعاف وتقسيم العالم الاسلامي ,كما تعتقد د النسبة ذاتها عليان الهدف الاساسي للولايات المتحدة الاميركية يكمن في رغبتها في السيطرة علي الموارد النفطية في العالم الاسلامي ,علاوة علي ذلك اشارت نسبة 64%من الاصوات سعي اميركافي نشر المسيحية بالبلدان الاسلامية ,كما ان 70% من الاصوات في اربع بلدان اسلامية, تؤيد الانسحاب الفوري للقوات الاميركية من اراضي بلدانهم
من الواضح فهذة الارقام توكد حالة القلق السائد بين الشعوب الاسلامية ومخاوفها من الهيمنة والسيطرة الاميركية, خصوصاوانها علي قناعة تامة علي سعي هذة القوة العظمي ليس فقط تقويض وتدمير الكينونة الاسلامية, بل السعي ايضا في السيطرة علي الموارد الطبيعيةفي العالم الاسلامي .
لاجل تحسين العلاقات يجب علي الولايات المتحدة الاميركية والناتو رفض مبدا بوش حول ما يطلق علية الحرب الاستباقية التي يعتبرها المسلمون وسيلة تبرير للعدوان عليهم .هذا ويجب علي الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها الاقرارايضا , بان قتل المدنيين قد يخلق الارهاب .وفوق كل ذلك تعتبر الاستقامة والمشروعية الاساسية مسالة حاسمة .علية يجب علي الولايات المتحدة ادانة اسرائيل لخرقها القانون الدولي, واعتمادها العنف و سياسة الابارتيد ضد الشعب الفلسطيني .
ان مطالب االغرب من ايران في الغاء او تفكيك برنامجها النووي سيظل نفاقا سياسيا,ان لم يصاحب ذلك الدعوة والعمل الجاد من اجل تقليص او انهاء الاسلحة النووية في كل انحاء العالم .علية يتطلب من البلدان الغربية كافة اعتماد منهجيات واضحة وثاقبة في التعامل مع الاسلام والعالم الاسلامي.
ان طرق واساليب التعصب الذي يعتمدة بعض السياسيون, وتشوية سمعة الاسلام او اطلاق التسميات مثل الفاشية الاسلامية وغيرها من المفردات الدعائيةاو محاولة حشر العالم الاسلامي في دور غير مرغوب فيةعبر المزايدات السياسية من اجل كسب الناخبون , جمعيها تعمل علي تفاقم الصراعات, بل تودي الي تدهور العلاقة بين الغرب والعالم الاسلامي . هذا ويجب ان يشكل رفض الادارة الجديدة السياسات والممارسات السابقة التي استندت علي عدم الثقة والخوف من الاسلام من ناحية , وانتهاز الفرص في اصلاح العلاقات مع البلدان الاسلامية علي اساس الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة من ناحية اخري اولويات اجندة العهد الجديد, خصوصا وان المشكلات التي تواجة بلدان شمال الاطلسي يمكن معالجتها من خلال التعاون المثمروالعمل الجماعي سواء في مجال حسم مشكلات الطاقة, او كبح جماح الاصولية الدينية من ناحية, وخلق الاستقرار في العراق وافغانستان وتهدئة الاوضاع مع ايران اوحسم النزاع الطويل الفلسطيني الاسرائيلي من الناحية الاخري.
كل ذلك من اجل التفرغ لحشد كافة الجهود والامكانيات في مواجهة الازمات الحقيقة التي تتعرض لها البشرية , وهي اولا الازمة الناجمة عن تعاظم الطلب علي الطاقة , الذي يتجاوز الامكانيات المنظورة والمتاحة من مصادر الطاقة النظيفة, وثانيها ازمة التغيرات في البيئة والمناخ ,وتصاعد درجات الحرارة . وثالثهما الفقر والجوع وزيادة الفجوة بين الفقراء والغنياء حيث تشكل هذة الازمات التحدي الكبير الذي يواجة البشرية منذ العهد الجليدي الاخير.
ان الابتعاد عن التعصب الديني او الطائفي المسيحي او الاسلامي اوالتطرف العربي اليهودي والعربي اوالنزاع بين العلمانية والتدين, والاعتماد علي العمل المشترك والتعهدات المتبادلة يبدو انة الطريق الطريق الوحيد لتجنب العالم تبعات الكوارث الناجمة عن الاخفاق في معالجة وحسم المشكلات الثلاث المشار اليها.
ان ايجاد الطريقة العقلانية والحل الحكيم في اجلاء قوات الاحتلال من العراق يجب ان يحتل اولوية في اجندة الادارة الجديدة .ان وضوح الصورة حول التورط في العراق يتطلب الاعتراف اولا ليس فقط بحقيقة ما ولدة التدخل الاميركي البريطاني من حالة عدم الاستقراراو تاجيج النزعات العرقية والطائفية, بل لا بد من تحديد المسوولية عن الخسائر البشرية والمادية التي تحملها وسيظل يتحماها كل من الشعبين الاميركي والعراقي .
علاوة علي ذلك يتطلب من الولايات المتحدة ان ارادت تحسين صورتها في العالم الاسلامي التوقف عن اسناد الحكومات العسكرية او تشجيع البلدان الاسلامية علي الانفاق في مشتريات التجهيزات والاسلحة من الشركات الاميركية . ان اغراق المنطقة بالاسلحة المتطورة سوف يحث ويشجع التسابق التسليحي بين البلدان الجارة, كما يمكنة ان يشجع علي اندلاع النزعات والحروب فيما بينها.
هناك متسعا من الوقت للادارة الجديدة لتحقيق وانجاز حل عادل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي وانهاء فضحية عدم وجود دولة فلسطينة مستقلة . ان تحويل الفلسطينون الي شياطين والامتناع عن التفاوض معهم سوف لايجلب السلام ابدا ,كما ان استمرار حصار غزة سيصاعد من العنف . ان رفض حكومة اسرائيل في تحمل مسوؤليتها عن الاعمال التي اقترفت بحق الشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد, وما خلقتة من تدمير ذاتي لة ,لا يمنع المجتمع الدولي من تحمل مسوؤليتة في الضغط علي اسرائيل لايجاد بديل حكيم غير القتل والتهميش ورفض بناء الدولة الفلسطينة المستقلة .خصوصا وان الاستمرار في الاستعمار الاسرائيلي و بناء المستوطات ا بمعدلات الماضي سوف يتم الاستحواذ علي مجمل اراضي الضفة الغربية بحيث يصبح من الصعب تاسيس دولة فلسطينية مستقلةفي المستقبل المنظورقادرة علي البقاء والديمومة. فعلي الرغم من امال اسرائيل غير الواقعية وادعاءاتها في حقها التاريخي المزعوم لتاسيس اسرائيل الكبري, يجب علي المجتمع الدولي عدم الرضوخ طويلا للتعنت الاسرائيلي ,ورفضها قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة . ان استمراراسرائيل في رفضها قيام دولة خاصة للشعب الفلسطيني يجب ان تلزم دوليا في منح هولاء البشر الجنسية و حقوق المواطنة العادلة . ان تصديق العالم رواية واوهام عملية صنع السلام او خارطة الطريق او غيرها من تلفيقات كسب الوقت , ساهم في عدم فرض المقاطعة الاقتصادية الدولية علي اسرائيل مثلما حصل لبلدان اخري غزت او احتلت اراضي الغير, او مارست التمييز العنصري لجزء من سكانها .
علية تعمل كافة هذة الاضطرابات والازمات علي انكشاف الولايات المتحدة الاميركية , وتعرضها لتهديات الارهاب وتعاظم الاستقطاب الدولي .ان مساهمة الولايات المتحدة الاميركية الجادة والمخلصة في حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وتاسيس الدولة الفلسطينية قد يحسم ما يعادل 90% من مشكلات اميركا مع العالم الاسلامي ويقود الي تحسن العلاقات مع بلدان مثل سوريا وايران .



الاصل باللغة الانكليزية
Engaging The Muslim World
By Juan Cole
2009




#محمد_سعيد_العضب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصوات من عراق ما بعد صدام-قراءة مختلفة لغزو العراق واحتلالة ...
- بناء دولة التنمية والديمقراطية- الديمقراطية الاشتراكية -
- اقتصاد الحرب في العراق
- خاطرة حول الفكر العائم في العراق الجديد
- عولمةاتفاقيةحقوق الملكية الفكرية والتنميةفي البلدان النامية ...
- ارهاب الاقتصاد
- الانهيار المالي والاقتصادي الكبير وانتكاسة الغرب الجيوسياسية
- الازمة المالية العالمية ونهاية العولمة
- انهيار سطوة الدولار
- نهاية سطوة الدولار
- نهاية سيطرة الدولار
- ادم سميث فى بكين-عرض ومراجعة
- مداخلة حول الرسالة الموجهة لقوى اليسار والعلمانية العراقية
- الشتراوسية وفكر المحافظين الجدد


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد سعيد العضب - الولايات المتحدة الاميركية والعالم الاسلامي