أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - نظرة عامّة على بحثي وكلمات شكر















المزيد.....

نظرة عامّة على بحثي وكلمات شكر


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 20:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


“ستستغرق بعض السنين الجيدة” كان جواب البروفيسور زئيڤ بن حاييم على سؤالي الساذج نوعاً ما: “ما مدّة كتابة أطروحة دكتوراة”؟ كان ذلك عام ١٩٧٠ في الجامعة العبرية في القدس. في الواقع، كنت أتدارس في تلك المرحلة إمكانية إعداد بحث حول عبرية القرون الوسطى في الأندلس، فردوس العرب المفقود، تلك العبرية التي تعرضت لتأثير حتى النخاع من اللغة العربية وثقافتها. إلا أن البروفيسور بن حاييم (١٩٠٧ـ)، شيخ الدراسات السامرية في العصر الحديث، أقنعني في اختيار موضوع الترجمة العربية لتوراة السامريين ليكون أطروحتي للدكتوراة. هذا المجال البحثي كان آنذاك ميدانا مجهولا لحد كبير وتطلّب معرفة متعمقة في اللغات السامية الثلاث: العبرية والآرامية والعربية. قبلت هذا التحدي لأن موضوع الأقليات، ولا سيما في الشرق الأوسط، كان ولا زال يحتل منزلة قريبة من فؤادي وفكري. إني، على فكرة، منتم لعدة أقليات: إني عربي وفلسطيني وإسرائيلي ومواطن فنلندي جديد ومسيحي.

كتابة أطروحتي للدكتوراة استغرقت سبع سنين وتمخضت عن نتائجَ عدّة منها ما يلي:
انبثقت الترجمة العربية لتوراة السامريين بشكل طبيعي عندما احتلت اللغة العربية بالكامل مكان اللغة الآرامية السامرية، لهجة فلسطينية غربية، كلغة محكية. من الممكن تقسيم الترجمة العربية لتوراة السامريين إلى خمس مجموعات والاثنتان الأولى والثانية هما الأهم:
١) الترجمة العربية السامرية القديمة وتُنسب إلى العلامة أبي الحسن (أڤ حسدا) إسحق بن فرج بن ماروث الصوري (أواخر القرن الحادي عشر-أوائل القرن الثاني عشر).
٢) النصّ المنقح بقلم أبي سعيد بن أبي الحسين بن أبي سعيد (القرن الثالث عشر).
٣) نصوص مشربة بتفسير سعيد بن يوسف الفيومي، المشهور بسعاديا جاؤون (٨٨٢-٩٤٢) مثل المخطوط BL Or. 7562.
٤) نصوص مركبة من المجموعات الثلاث السابقة.
٥) نصوص مرتكزة على ترجمات عربية مسيحية حديثة.

ومما يجدر ذكرّه أن المجموعة الخامسة كانت قد اكتشفت عندما كنت منهمكا بفحص المخطوطات السامرية، قرابة تسعين مخطوطا، المحفوظة في مكتبة يد إسحق بن تصڤي في القدس الغربية. الآية الأولى في سفر التكوين: בראשית ברא אלהים את השמים ואת הארץ وفي اللفظ السامري اليوم bārāšƏt bārå ēluwƏm it aššāmƏm wit ārƏṣ وفي الترجمة السامرية الآرامية ‘בקמאותה ברא (טלמס) אלהים (אלהה) ית שומיה וית ארעה‘‘، قد ترجم في بعض تلك المخطوطات هكذا: “في البدء خلق الله السماوات والأرض”، وهذه الترجمة أذهلتني لأن السامريين في ترجماتهم العربية لهذه الآية لم يستخدموا لفظة “البدء” بل الكلمات: البداية، اول ما. وهكذا وبعد استقصاء تبين بجلاء الاعتماد على ترجمة عربية مسيحية حديثة لسلامة لغتها مقارنة بما لدى السامريين.

التوراة السامرية العربية برمّتها كانت قد رأت النور للمرة الأولى في طبعتي العلمية الصادرة عن دار الأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم والآداب في القدس عامي ١٩٨٩ و ٢٠٠١. مائة مخطوط ونيّف كانت قد دُرست من أجل هذا الغرض. ويُذكر أن أهمية هذه الطبعة تتمثل في مساهمتها في فهم كتاب السامريين المقدس الوحيد، أسفار موسى الخمسة، بشكل أفضل وكذلك إلقاء الضوء على الدين، التفاسير والمفاهيم والاعتقادات لدى السامريين ومناهجهم وأساليبهم في الترجمة. كما وتلقي هذه الطبعة الضوء على اللهجتين، العربية السامرية والآرامية السامرية، اللتين كانتا شائعتين لدى السمرة في تاريخهم الطويل. أضف إلى ذلك فضلها في فهم أفضل للترجمة الآرامية ودورها الهام في إعداد طبعة علمية للتوراة السامرية العبرية.
أكتفي هنا بالإشارة إلى مثل واحد لهذه المساهمة: وردت اللفظة العامية الفلسطينية “تعشين” (تدشين في الفصحى) لتعني חנכּת (המזבּחַ) سفر العدد ٧: ١٠ في أقدم مخطوط سامري ثلاثي اللغة: عبري، آرامي، عربي، المعروف بمخطوط نابلس (الكنيس) رقم ٦ والمدون عام ١٢٠٤م في دمشق. ولا بدّ من التنويه بأن هذا المخطوط هو أقدم بيّنة مدونة لاستخدام هذه اللفظة العربية العامية النابضة في لهجتي في قرية كفرياسيف في الجليل الغربي.
ومن المأمول إتمام إعداد المجلد الثالث في نطاق بحثي السامري هذا، مدخل للترجمة العربية السامرية للتوراة في المستقبل القريب. وفي الوقت ذاته يطيب لي أن أفصح عن دراسة لي بالعربية عن السامريين وهي في مراحلها الأخيرة أيضا. هذه الطائفة السامرية الفذّة، الأصغر، قرابة ٧٥٠ شخصا، والأقدم في العالم، تستحق أكثر من دراسة واحدة بلغة الضاد.

يبذل السامريون جهودا في إقامة جسر للسلام بين طرفي النزاع الرئيسين في الشرق الأوسط، الفلسطينيين والإسرائيليين. إنهم، شأنهم شأن باقي الأقليات في المنطقة، سيكونون في مقدمة المبتهجين حال تحقيق سلام عادل وحقيقي، إن شاء الله. وينبغي التأكيد على أن أي حلّ سياسي مستقبلي يجب أن يضمن ممرا آمنا وحرا بين مركزي الطائفة السامرية، في حولون بالقرب من تل أبيب وفي قرية لوزا في نابلس. أما بالنسبة لي فإني عازم على المضي قدما في أبحاثي عن السامريين وتربطني معهم علاقة صداقة واحترام متبادل ولغة مشتركة (أمبيفالينتليا) خلال أكثر من أربعة عقود. وأذكّر هنا بأن مكتبة صديقي المرحوم، الكاهن الأكبر إلعازار صدقة أبي وضّاح، بحاجة إلى أرشفة علمية وتوثيق بأسرع وقت ممكن.

يشرفني ويثيرني ويسعدني أن أتسلم هذه الميدالية السامرية. أتوجه بالشكر والامتنان الخالصين لكل من: مؤسسة الميدالية السامرية ورئيسها، صديقي العزيز، السيد أمين راضي صدقة الصباحي؛ رئيس جامعة هلسنكي البروفيسور إلكّا نينيلوتو؛ منظِّم الاحتفال، زميلي وصديقي القديم، أبي توما، بروفيسور طبني هارڤياينن؛ والسكرتيرة مارينّا يِلْمَزكورتداچ. جزيل الشكر لكم جميعا أيها الحضور الكريم ، وأخيرا وليس آخرا أقول لعائلتي هنا بكل بساطة “حفظكم الرب”.
دعونا نلتقي بين الفينة والفينة في مثل هذه المناسبات البهيجة.



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبرية على خلفية العربية - لقاء لغتين شقيقتين
- سرّ التعايش العربي اليهودي في حيفا ١٩٢ ...
- ما لا أعرفه هو: إلى أين أنا ذاهب؟
- حول “رحلة جبلية، رحلة صعبة” لشاعرة فلسطين
- كلمة حول كتاب جديد عن عرب إسرائيل
- العبرنة تتفاقم دون مسوغات لغوية
- رحلة إلى فلسطين قبل قرابة قرن من الزمان
- القدس مدينة السلامين: سلام سماوي وسلام أرضي
- المزوزاه، تميمة الباب، العضادة اليهودية
- عينة من أسماء النبات في اللغة الفنلندية
- جورج أوغست والين (عبد الوالي، 1811-1852)
- الكاليفالا ملحمة الشعب الفنلندي
- نافذة على السامريين
- حول المختصرات العربية
- مستقبل تدريس اللغة العربية وآدابها في جامعة هلسنكي في خطر حق ...
- من نوادر الجاحظ وطُرفه
- الزوج المفقود جذل
- نظرة على ”مجمع اللغة العربية في إسرائيل-
- العُرس المقدسيّ‏ ‬قبل قرن ونصف
- شخصيات لا تنسى،‏ ‬خليل السكاكيني‏ ‬المربّي‏ R ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسيب شحادة - نظرة عامّة على بحثي وكلمات شكر