أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسيب شحادة - العبرية على خلفية العربية - لقاء لغتين شقيقتين















المزيد.....

العبرية على خلفية العربية - لقاء لغتين شقيقتين


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 14:28
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ד‘‘ר יוסף דנה, העברית על רקע הערבית, מפגש של לשונות אחיות. המכללה להכשרת מורים ערביים, אגף הפרסומים. כל הזכויות שמורות, תשנ‘‘ה – 1995, 111 עמ‘.

هدف المؤلف من هذا الكتاب، كما يفصح في المقدمة، مساعدة مدرّسي اللغتين العبرية والعربية في المرحلة الإعدادية عن طريق مقارنة هاتين اللغتين الساميتين الشقيقتين، والمقصود هنا اللغة العبرية الحديثة واللغة العربية الأدبية المعاصرة. في حالات قليلة يتطرق المؤلف إلى سمات معينة في المحكية العربية الفلسطينية وإلى العبرية التوراتية. ومن الملاحظات الصائبة التي لاحظها المؤلف في موضوع المثنى الواسع في العربية الأدبية مقارنة بالعبرية أن المحكية العربية في البلاد تستخدم صيغة المثنى الواحدة “قرشين” ، “كلمتين” …لقمتين” للتعبير عن كمية صغيرة (ص. ٣١).

انبثق هذا الكتاب عن دوسية “العبرية والعربية - لقاء اللغتين” صدرت عام ١٩٨٩، وكان المؤلف قد طبّق تلك المقارنة في تدريسه اللغة العبرية للطلاب العرب في كلية التربية العربية في حيفا. تتجلى هذه المقارنة اللغوية في مجالات خمسة: الصوت والصيغة، الاسم، الفعل، قائمة كلمات، النحو. ويذكر أن وحدات هذا الكتاب لا تمثل منهاج مقارنة شاملا وكاملا بين اللغتين بل اختيرت بعض المواضيع اللغوية مثل الحركة الثنائية وأل التعريف وضمير الإشارة والمثنى والجمع السالم بشقيه وياء النسبة والعدد واسم الفاعل والجذر والفعل المتعدي واللازم وأوزان الفعل والإعراب. وهذا يعني أن وحدات الكتاب أو فصوله قائمة بذاتها ولا وجود لتسلسل معين في عرض المادة وشرحها. وقد أضيفت بعض التمارين في نهاية كل فصل (ص. ٦٠ مثال جيّد لتمرينين) والتشكيل جزئي في كلتا اللغتين.

القرابة بين العربية والعبرية واضحة المعالم أصواتا وصرفا ونحوا ومعجما، ولكن هناك اختلافات كثيرة في الوقت ذاته. ومن البدهي أن معرفة واحدة منهما تشكل أرضية هامة في تعلم اللغة الثانية ولكن في بعض الحالات يجب الانتباه لأوجه الاختلاف وعدم الوقوع في البلبلة والإفراط في التصحيح. فعلى الصعيد المعجمي يرى الباحث أن كلمات مثل צורה, מדרשה, ספר, נזף, ענה, קיץ, שפה, כבש, גלד, לב, ענק, עקב, חיה ومقابلاتها العربية ليست متساوية من حيث المعنى والاستعمال: صورة (وردت ثلاث مرات، ص. ٨-٩)، مدرسة، سفر، نزف، غنى، قيظ، شفة، كبش، جلد، قلب والمقابل التأثيلي: لبّ، كعب والصحيح عقب، حية (ص. ٨-١٠، ٥١، ٩٢-٩٣، ٩٧). وهنالك كما يعلم الكثيرون قائمة من الكلمات المتماثلة تأثيليا في العبرية والعربية إلا أن مدلولاتها على طرفي نقيض أو مختلفة منها: אבָה, אהֶל, בא, הלַך, הרהר, חלֶד, חלָּש, טרַח, יצב, ישָב, לחֶם, לקַח, מרֶץ, הכּיר, סרַק, עני, שֶבח = أبى، أهل، باء، هلك، هرهر، خُلد، خلّاس، طرح، وصب، وثب، لحم، لقح، مرض، أنكر، سرق، غني، سباخ.
الكتاب خالٍ من الإحالة لأية مصادر وعليه يستهجن المتصفح تعميمات مثل: في العربية نصف الكلمات تقريبا جمعها جمع تكسير (ص. ٣٣، وقارن ما ورد في ص. ٦٩)، وفي بعض الأحيان نرى أن الترجمة غير دقيقة مثل شمّاس = שומר ראש (ص. ٣٧) وكناس = מטאטא רחובות (ص. ٣٨)، צוללת = غطاسة (ص. ٤٢ وينظر ص. ٤٣، ٥٥، ٥٨، ٧٨، ٧٩، ). وفي موضوع ياء النسبة يلاحظ نقص ما، على الأقل، بصدد التنويه بالفرق الدلالي بين مثلا “بيتي” بدون شدّة و”بيتيّ” بشدة (ص. ٤٤ ولا حاجة لذكر “شدّة قوية” بالنسبة للعربية التي لا تعرف غيرها ومن الأفضل تسمية “ياء النسبة” بـ יוד היחס في العبرية بدلا من יוד השייכות. ويُذكر أن المحكية العربية الفلسطينية كالعبرية لا تميز بين الصيغتين مثل “بلدي” و”بلديّ”. كما وأخطأ المؤلف في ملاحظته التي يقول فيها إن لا علاقة بين معنى الفعل ووزنه في المضارعة (ص. ٦٩). من المعروف أن للفعل المجرد الثلاثي في العربية ستّة أوزان يتذكرها الكثيرون من العرب على هذا النحو:
فتحُ كسرٍ فتحُ ضمّ فتحتان كسرُ فتحٍ كسرُ كسرٍ ضمّتان
ولا بدّ من الرجوع لكتب اللغة لمعرفة هذه الأوزان، وهذا فصل شائك من فصول قواعد العربية. وقد يكون لفعل ما وزنان أو ثلاثة والمعنى واحد. ولكن في بعض الأحيان يؤدي اختلاف الوزن، أي حركة عين الفعل المضارع، إلى معنى مختلف مثل هزل، يهزُل بضم العين أو فتحها والمعنى صار مهزولا أمّا هزل يهزِل بكسر العين فالمعنى مزح، يمزح (ينظر في كتب اللغة والقواعد) وفي اللهجة العربية الفلسطينية الجليلية (كفرياسيف) نشير إلى الفعل “شك” بشِك أي عنده ريبة وشك أما إذا قلنا شكّ بشُكّ بالضم فالمعنى يغرز مثلا الميبر بضلوع ورق التبغ؛ رقّ برِق أي يصبح رقيقا أما رق برُق فهو فعل متعد ويستعمل عادة في عملية رق العجين؛ قرّ بقُر أي ثرثر يثرثر أما قرّ بقِرّ فمعناه اعترف يعترف. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الفعل العبري חָרַש يأتي بوزن יַחֲרֹש بمعنى حرث يحرُث وחָרַש, יֶחֱרַש بمعنى خَرِس ، يخرس، وأمامنا في الواقع جذران مختلفان في الأصل لاندثار صوت الخاء في العبرية، فأصل السنخ الأول كما أشرنا “حرث” والثاني “خرس”. وفي السياق ذاته (ص. ٦٩) كان من المفروض التدقيق والقول إن الأفعال الثلاثية المجردة المشتملة على حرف حلقي في عينها أو في لامها تكون حركة عينها في الغالب الأعم في صيغة المضارعة الفتحة في كلتا اللغتين مثل: سأل، يسأَل، فتح، يفتَح، שאל, ישאַל, פתח, יפתַּח الخ.

وقعت بعض الأخطاء اللغوية مثل ضفضع وظأن (ص. ١٠، ٩٨، وأنظر ص. ٧١، ٧٩، ٨٠، ٨٥ حيث لا تمييز بين الجانب التأثيلي والجانب الدلالي، ٩٠، ينبغي التمييز بين اللغة الأدبية واللهجة المحكية: قنّبيط وقرنبيط، وهل اللفظة الحديثة المشتقة من العربية חמצה مستعملة، ص. ٩٠؟ فالكل يستخدم الكلمة العربية “حمّص” مثل: فول، فلافل، لبنة، وبلبل وشحرور وشرقرق وحلاوه (وليس חלבה ، ص. ١٠٥) ووو، أنظر: Haseeb Shehadeh, Arabic Loanwords in Hebrew. Studia Orientalia 111 (Helsinki, 2011), pp. 327-344 ) والمطبعية مثل בעברית بدلا من בערבית (ص. ١٢ وأنظر ص. ٢٢، ٢٥، ٣٣، ٥٤، ٥٧، ٦٢، ٦٣، ٧١، ٧٤) والتأثيلية مثل רציני أي رصين (ص. ٩) والحقيقة أن اللفظة العبرية كان إليعزر بن يهوذا (١٨٥٨-١٩٢٢) قد اقترضها من العربية مثل: أديب ورسمي الخ. وينسحب الأمر نفسه بالنسبة لألفاظ أخرى (أنظر بلبل، ص. ١٩، أنظر: حسيب شحادة، إليعزر بن يهودا وإحياء اللغة العبرية، على الشبكة العنكبوتية) وأحيانا كثيرة يلاحظ الباحث نقصا في إيراد الأمثلة (أنظر ص. ٤٧، ٤٩، ) أو تعبيرات غير دقيقة مثل القول إن الشدّة في שתּים هي النون في “اثنتان” (ص. ٤٧، وينظر من حيث المنطق ص. ٥٢)، ولا بدّ من التفريق بين كاتب والجمع كاتبون أو كتّاب (ص. ٥٤) وحبذا لو ذكرت لفظة “أنيت” الملخصة لحروف المضارعة أسوة بما ذكر في العبرية איתן (ص. ٦٧). والقول إن في العربية عشرة أوزان فعلية شائعة فيه نظر، هل إفعلّ الذي لا يدرّس في المدارس والمعاهد العليا الأجنبية شائع في العربية؟ هذا الوزن منصب كما يعلم الجميع على الألوان والعاهات. وفي موضوع النحو يذكر الكاتب باختصار شديد جدا مسألة المطابقة (أكلوني البراغيث) أو عدم المطابقة بين ركني الجملة الاسمية والفعلية من جهة ومسألة الإعراب والتنوين من جهة أخرى. في هذه العجالة لا أرى أيّ مسوغ لإقحام تعميمات مثل: من الممكن مبدئيا فهم اللغة بدون الحركات والتنوين (ص. ١٠٩) والسؤال أي فهم سيكون هذا في حالات معينة مثل: ما أجمل السماء بإعراب وبدون إعراب. في العبرية القديمة، لغة العهد القديم، بقايا إعرابية كما ورد في בנו בעור أي ابن بعور في سفر العدد ٢٤: ٣ وينظر المزامير ٦٣: ٣، التكوين ٤٩: ١١). في اللهجات المحكية العربية الحديثة لم يبق للإعراب ذكر إلا فيما ندر مثل: أهلاً وسهلاً، نعيماً، ولا أمرٍ عليك، بعيدٍ عنك، غصبٍ عنّك.
أمامنا بذرة في الأرض وهي بحاجة لشمس وماء وهواء !



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرّ التعايش العربي اليهودي في حيفا ١٩٢ ...
- ما لا أعرفه هو: إلى أين أنا ذاهب؟
- حول “رحلة جبلية، رحلة صعبة” لشاعرة فلسطين
- كلمة حول كتاب جديد عن عرب إسرائيل
- العبرنة تتفاقم دون مسوغات لغوية
- رحلة إلى فلسطين قبل قرابة قرن من الزمان
- القدس مدينة السلامين: سلام سماوي وسلام أرضي
- المزوزاه، تميمة الباب، العضادة اليهودية
- عينة من أسماء النبات في اللغة الفنلندية
- جورج أوغست والين (عبد الوالي، 1811-1852)
- الكاليفالا ملحمة الشعب الفنلندي
- نافذة على السامريين
- حول المختصرات العربية
- مستقبل تدريس اللغة العربية وآدابها في جامعة هلسنكي في خطر حق ...
- من نوادر الجاحظ وطُرفه
- الزوج المفقود جذل
- نظرة على ”مجمع اللغة العربية في إسرائيل-
- العُرس المقدسيّ‏ ‬قبل قرن ونصف
- شخصيات لا تنسى،‏ ‬خليل السكاكيني‏ ‬المربّي‏ R ...
- عندما يكون اللسان أسرع من العقل


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسيب شحادة - العبرية على خلفية العربية - لقاء لغتين شقيقتين