أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -المجلس العسكري- يخوض -معركة الرئيس-!














المزيد.....

-المجلس العسكري- يخوض -معركة الرئيس-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مصر الآن يُعايِن المصريون، ويُعانون، عواقب أزمة جديدة (بدت واضحة جلية في ميدان العباسية على وجه الخصوص) يمكن تسميتها "أزمة تَعُدُّد الشرعيات"؛ فثورة الخامس والعشرين من يناير لم تتمكَّن، ولم تُمكَّن، من أنْ تؤسِّس لها، أيْ لنظام الحكم الجديد، الذي كان يجب أنْ يحل محل نظام حكم مبارك المخلوع، شرعية دستورية واحدة، تشبهها في مطالبها وأهدافها وغاياتها ودوافعها، فكانت العاقبة (السيِّئة) أنْ "تعدَّدت" تلك "الشرعية الواحدة" اللعينة التي مثَّلها نظام حكم مبارك الدكتاتوري.

إنَّ نظام الحكم المطلق يمكن ويجب أنْ ينهار؛ لكنَّ انهياره، وفي بلادنا ومجتمعاتنا العربية، لا يؤدِّي، حتماً، وبالضرورة، إلى إحلال نظام حكم ديمقراطي محله؛ فانهياره متناقِض العاقبة؛ فإمَّا أنْ يؤدِّي إلى قيام نظام حكم ديمقراطي وإمَّا أنْ يؤدِّي إلى "فوضى"، تَعُمُّ وتنتشر، بما يسمح لكثيرٍ من القوى والجماعات، التي لم تَنْبُت من المجتمع بميوله ونزعاته الداخلية، بالاصطياد في الماء العَكِر، فيصبح لها، في هذا المناخ، من قوَّة التأثير (السلبي والضار) ما يفوق كثيراً حجمها ووزنها؛ كيف لا و"براميل البارود" كثيرة، وحَمَلة "أعواد الثقاب" أكثر؟!

"المجلس العسكري (الأعلى) الحاكم" يمثِّل "شرعية"، وجماعة "الإخوان المسلمين" وحزبها تمثِّل "شرعية"، وحزب "النور" السلفي وزعيمه الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل يمثِّل "شرعية"، والبقية الباقية من قوى الصراع تمثِّل "شرعية" هي جَمْعٌ من "شرعيات عِدَّة"؛ وشتَّان بين "التعدُّدية السياسية والحزبية (والفكرية)" و"تَعَدُّد الشرعيات"؛ فالظاهرة الأولى هي ثمرة "الديمقراطية"؛ أمَّا الظاهرة الثانية فهي ثمرة "الفوضى"، التي أفهمها، مصرياً الآن، على أنَّها "حالة سياسية منظَّمة"، أيْ تُنَظِّمها وترعاها قوى لها مصلحة في وجود هذه الحالة واستمرارها.

و"المجلس العسكري الأعلى"، والذي هو في حِلْفٍ (قوي) غير مُعْلَن مع "المحكمة الدستورية العليا"، كمثل الجيش والمحكمة الدستورية في تركيا، هو الطرف الأقوى في هذا الصراع؛ وليس ممكناً، من ثمَّ، معرفة في أيِّ اتِّجاه تسير، أو يمكن أنْ تسير، الأمور إلاَّ إذا عَرفْنا ماذا يريد هذا المجلس، وكيف يسعى في الوصول إلى ما يريد.

إنَّه يريد "الرئيس"؛ فرئيس الجمهورية الثانية في مصر يجب أنْ يكون من حُصَّة "المجلس العسكري الأعلى"، على ما يريد (ضِمْناً) هذا المجلس؛ وهذا "الرئيس (المدني)" يجب (وعلى ما يريد "المجلس" أيضاً) أنْ يكون "قوياً"، في سلطاته وصلاحيته الدستورية؛ فالمصالح الفئوية للمؤسَّسة العسكرية هي في حجم ونوع يُلْزِمان أصحابها أنْ يسعوا في الإتيان برئيس "قوي"، يُحامي عنها، ويُدافع، ويجعلها في الحفظ والصَّون؛ والاستنتاج (والتوقُّع) من ثمَّ هو الآتي: إمَّا أنْ تُجْرى انتخابات رئاسة الجمهورية بما يُحقِّق لـ "المجلس العسكري الأعلى" مُراده (الإستراتيجي) هذا وإمَّا أنْ تُدْفَع الأمور والأحداث في "الاتِّجاه الآخر"، أيْ في اتِّجاهٍ، يَحِفُّ السير فيه من المخاطِر المرئية، وغير المرئية، ما يشدِّد الحاجة إلى "حلٍّ إنقاذي"، يتولاَّه "المجلس"، فيستمر "حُكْم العسكر" إلى أنْ "يَقْتَنِع" غير المُقْتَنِعين بَعْد بضرورة ووجوب إعطاء ما للعسكر للعسكر، وما للشعب للشعب!

"الشعب"، وفي انتخابات حُرَّة نزيهة، أخَذَ، أو أُعْطي، ما يستحق، ألا وهو "مجلس الشعب (ومعه "مجلس الشورى")"؛ وهذا "المجلس" يمكن جَعْله حُرَّاً من القيود التي قيَّده بها "المجلس العسكري الحاكم"، وتمكينه، من ثمَّ، من الإتيان بـ "حكومة" تَدين له بالولاء؛ لكن ليس قَبْل أنْ يأخذ، أو يُعْطْى، "المجلس العسكري الأعلى"، "حُصَّته"، وهي "رئيس الجمهورية (الثانية) القوي (بما يُقَوِّي، ولا يُضْعِف، نفوذ "المجلس")".

وهذا "الرئيس (المدني)" لن يكون حزبياً؛ فأيُّ مرشَّح حزبي للرئاسة يجب ألاَّ يَصِل إلى سدة الرئاسة؛ ويجب أنْ "يُطْبَخ" للرئيس الجديد "إعلان دستوري"، في مطبخ "المجلس العسكري الحاكم"، فيُعطى من السلطات والصلاحيات "الدستورية" ما يكفي لـ "طمأنة" هذا "المجلس"، ويجب، أيضاً، أنْ "تَقْتَنِع" القوى الحزبية ثقيلة الوزن الشعبي والسياسي بضرورة التصويت له.

وهذا "الاقتناع"، الذي قد يُسْتَعْمَل، توصُّلاً إليه، بعضٌ من وسائل وأساليب "فَنُّ الإكراه"، يمكن أنْ يتحقَّق من طريق "ضربات مخصوصة" يوجِّهها "المجلس العسكري الحاكم" إلى بقايا نظام الحكم القديم، ويُقْرِنها بـ "تنازُل" يقدِّمه لتلك القوى الحزبية في هيئات الحكم الأخرى، أيْ "مجلس الشعب" و"الحكومة"؛ فهو لم "ينتصر" للثورة، ويَخْلَع مبارك، لوجه الله تعالى!

إنَّها "لعبة الرئيس"، المحفوفة بالمخاطِر، والتي يجب أنْ تنتهي، من وجهة نظر "المجلس العسكري الأعلى"، وإذا ما أرادت "القوى الحزبية والسياسية" نَقْل السلطة منه إلى "المدنيين"، بـ "فوز" رئيس "غير حزبي"، يَحْكُم وهو يشعر دائماً بتَفَضُّل "المؤسَّسة العسكرية" عليه؛ ويُفضَّل أنْ يَنْقُش على كرسيِّ الرئاسة عبارة "هذا من فَضْل العسكر"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحياة- فلسفة!
- -الإحساس- من وجهة نظر -مادية جدلية-
- في هذا يكمن -سِرُّ قوَّته-!
- -أزمة- مصر تكمن في عدم اكتمال ثورتها!
- ما لَمْ يُقَلْ في -القرية العالمية-!
- -سادات- يلبس عمامة!
- عندما يُحْظَر قيام أحزاب -على أساسٍ ديني- في الأردن!
- معنى أنْ يزور نجاد -أبو موسى- الآن!
- الديمقراطية -الفَرْدية-.. الأردن مثالاً!
- -خُطَّة عنان-.. من -القبول النَّظري- إلى -الرَّفض العملي-!
- -قضية اللاجئين- في مناخ -الربيع العربي-!
- -الحتمية الماركسية- و-نقيضها الدِّيني-!
- قانون انتخابات أردني.. جديده قديم وقديمه مُجدَّد!
- البونابرت عمرو سليمان!
- هل يُمْسِك عنان ب -العِنان-؟!
- -انهيار المادة على نفسها- في معناه -الفيزيائي الفلسفي-!
- حتى لا تغدو -الديمقراطية- نفياً ل -الوجود القومي العربي-!
- الثورة المأزوم عليها.. و-الفوضى الخنَّاقة-!
- -الإخوان- الديمقراطيون!
- -إخوان- مصر ولعبة -الشَّاطِر-!


المزيد.....




- حقن العشرات بإبر غامضة خلال حفل موسيقي في فرنسا.. إليكم ما ق ...
- الدولة والتوقيت؟.. أول رحلة خارجية لوزير دفاع إيران بعد ضربا ...
- مذيع CNN يوجه انتقادات لاذعة لترامب وهجومه على تغطية الضربات ...
- بعد ثلاث سنوات على تشريعه... تايلاند تُعيد تجريم القنب وتربك ...
- عطلة نهاية أسبوع دامية بألمانيا: 15 حالة وفاة بالغرق في أسوأ ...
- اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية: متضامنون م ...
- مقتل 21 فلسطينيا على الأقل في غزة و3 آخرين برصاص الجيش الإسر ...
- محللون إسرائيليون: هذا ما يجعل جنودنا صيدا سهلا في غزة
- شائعات جديدة عن -آيفون 17-
- زهران ممداني أول مسلم يترشح لمنصب عمدة نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -المجلس العسكري- يخوض -معركة الرئيس-!