أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل يُمْسِك عنان ب -العِنان-؟!














المزيد.....

هل يُمْسِك عنان ب -العِنان-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثاني عشر من نيسان الجاري هو "الموعد الحاسم"؛ فالمُفْتَرَض أنْ يشهد يوم الخميس المقبل "وقفاً شاملاً (متبادَلاً) لإطلاق النار" في سورية.

إنَّ "ألغاماً" عدَّة مزروعة في "خُطَّة (كوفي) عنان"، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية؛ وأخصُّ بالذِّكْر منها، أيْ من هذه "الألغام"، "اللغم" الكامن في النقطة السادسة والأخيرة من الخُطَّة؛ ففي هذه النقطة التزم نظام الحكم السوري "احترام حرِّيَّة التَّجمُّع، وحقِّ التظاهر، سلمياً، حسبما يَكْفَل القانون".

يوم الخميس المقبل، ومع التزام "الوقف (المتبادَل) الشامل لإطلاق النار"، يُفْتَرَض أنْ تسعى قوى المعارَضة السورية في إقامة الدليل الحيِّ والملموس على أنَّ مُدُن سورية، وفي مقدَّمها "مُدُن الحراك" التي عانت أكثر من غيرها من أعمال القمع والبطش التي ارتكبها نظام حكم بشار في حقِّ أهاليها، ستشهد مظاهرات شعبية واسعة ضدَّ نظام الحكم هذا؛ فـ "الفرضية"، والتي أراها صائبة، هي أنَّ أعمال القمع والبطش تلك هي القَيْد على رغبة قسم كبير، أو القسم الأكبر، من الشعب السوري في النزول إلى الشوارع، والاحتشاد في الميادين والساحات العامة، للمناداة بالحرِّيَّة، من طريق إطاحة نظام حكم بشار.

أعْلَمُ بوجود قَيْدٍ آخر، صنعه نظام الحكم السوري، عبر عملياته العسكرية والأمنية الواسعة والشرسة في داخل "مُدُن الحراك"، وفي مقدَّمها حمص؛ وهذا القَيْد هو ما حلَّ بأهالي هذه المُدُن من مآسي التدمير والتخريب والقتل والتهجير..؛ وقد يترتَّب على ذلك ألاَّ يستطيع السكُّان الخروج في مظاهرات واسعة إلى أنْ يعودوا إلى شيء من حياتهم اليومية الطبيعية.

ومع ذلك، يبقى هذا "اللغم"، ويبقى قابلاً للانفجار السريع والعاجل؛ فنظام حكم بشار سيَزْعُم، عندئذٍ، أنَّ "التجمُّع" و"التظاهر"، لم يَحْدُثا بما يجعلهما "قانونيين"، أو "مكفولين قانونياً"، وإنْ اتِّسما بطابع سلمي (من جانب المتجمِّعين والمتظاهرين).

وهذا إنَّما يعني (من وجهة نظر نظام حكم بشار) أنَّ السلطات السورية يحقُّ لها ألاَّ تظلَّ ملتزمة "احترام حرِّيَّة التَّجمُّع وحق التظاهر"؛ وسنسمعهم، عندئذٍ، يقولون إنَّ هذا الالتزام مشروط بشرطين: "سلمية التجمُّع والتظاهر"، و"أنْ يكون مُرخَّصاً لهما (فهذا هو معنى عبارة "حسبما يَكْفَل القانون")".

وحتى يُنْزَع هذا "اللغم" من تلك "النقطة"، لا بدَّ من أنْ "يُقْنَع" نظام حكم بشار، بالتي هي أحسن، أو بالتي هي أسوأ، بأنَّ التظاهُر في زمن الثورة يُفْقِد الثورة معناها إذا ما قُيِّد بالحصول على رخصة (مِمَّن يتظاهر الناس ضده، ومن أجل إطاحته).

و"اللغم" نفسه يمكن أنْ ينفجر لسبب آخر؛ فكيف سيتصرَّف نظام حكم بشار إذا ما انشقَّ جنود وضباط عن الجيش النظامي وانتقلوا إلى حمص مثلاً؟

هل سيُجرِّد، عندئذٍ، حملة عسكرية (وأمنية) لإلقاء القبض عليهم، مع ما يمكن أنْ يترتَّب على ذلك من نتائج وعواقب؟!

إنَّ "الرقابة الدولية (الفعَّالة)" هي التي تسمح للقائمين بها بأنْ يتأكَّدوا (وبأنْ يُعْلِنوا من ثمَّ) أنَّ هذا الطرف هو الذي بدأ بإطلاق النار، وأنَّ هذه الأسباب هي التي حَمَلَتْه على البدء بإطلاق النار؛ وهي التي تسمح لهم، أيضاً، بأنْ يتأكَّدوا بأنفسهم أنَّ الجيش النظامي (مع القوى والأجهزة الأمنية المختلفة) قد أعيد انتشاره بما يلغي ويُزيل كل المظاهر العسكرية التي كانت موجودة حتى صباح العاشر من نيسان الجاري؛ وفي هذا الصَّدد، أقول إنَّ نظام الحكم السوري قد تنازل للمبعوث عنان، وللجهات التي يُمثِّل، إذ قَبِل (والتزم) إخراج دباباته وسائر أسلحته الثقيلة من "مُدُن (ومناطق) الحراك"، عن هذا "الحقِّ السيادي".

أمَّا "الرقابة الإعلامية" فيجب أنْ تكون حُرَّة من القيود التي بسببها لم يُسمَح حتى الآن لوسائل الإعلام غير المنحازة إلى نظام الحكم السوري بدخول الأراضي السورية، ومزاولة نشاطها الإعلامي بحرِّيَّة تامة؛ فما يحدث في سورية من الآن وصاعداً يجب أنْ يكون مرئياً ومسموعاً عالمياً، وبصرف النَّظر عمَّا يمكن أنْ تستذرع به السلطات السورية لمنع وإعاقة وتقييد "الرقابة الإعلامية (العربية والدولية)"، التي ستتحدَّى إعلام نظام حكم بشار أنْ يَعْرِف، عندئذٍ، كيف يقارعها.

تنفيذ "خُطَّة عنان"، وبما يُظْهِر ويؤكِّد حُسْن نيَّات نظام الحكم، يمكن أنْ يؤسِّس لوضع جديد، قوامه: استمرار وتعاظُم الضغوط الشعبية السلمية (عَبْر التظاهر) ضدَّ نظام حكم بشار؛ لكن في مناخٍ من "الوقف الشامل (المتبادَل) لإطلاق النار".

وفي هذا الوضع يستطيع كلا الطرفين (الحكم والمعارَضة) أنْ يُري العالم، ولو من حيث المبدأ، وزنه الشعبي الحقيقي.

ومع نشوء هذا الوضع، واستتبابه، تبدأ، بحسب "النقطة الأولى" من "خُطَّة عنان"، "عملية سياسية تشمل كل الأطراف"، توصُّلاً إلى حلٍّ نهائي (سلمي، سياسي) لـ "الأزمة السورية"؛ وينبغي لنظام الحكم السوري أنْ "يُعيِّن" محاوِراً، أو مفاوِضاً، عنه، يتمتَّع بسلطات وصلاحيات تسمح له بالتوصُّل إلى "اتِّفاق" مع الطرف الآخر، وهو المعارَضة (بكل مكوِّناتها وقواها).

متى (وأين) تبدأ هذه العملية؟ وكيف يمكنها أنْ تبدأ؟ وهل تستمر إذا ما بدأت؟

تلك الأسئلة والتساؤلات إنَّما هي غيض من فيض الأسئلة والتساؤلات التي لا أثر للإجابة عنها في "خُطَّة عنان".

ومع ذلك، تَفْتَرِض "خُطَّة عنان"، إذا ما نُفِّذت على خير وجه، أنْ نرى نظام حكمٍ يخوض الصراع من أجل البقاء، بوسائل وطرائق سلمية، وهو واثِقٌ، هذه المرَّة، بأنَّه سيظل بمنأى عن خطري "التدخُّل العسكري الخارجي"، و"تسلُّح (وعسكرة) الانتفاضة ضدَّه".

وتَفْتَرِض، أيضاً، أنْ نرى "حراكاً شعبياً" يتحدَّى قوى المعارَضة أنْ تجعله أداة ضغط كافية للوصول إلى "حلٍّ"، يمكن من طريق تنفيذه تغيير نظام الحكم القائم سلمياً.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -انهيار المادة على نفسها- في معناه -الفيزيائي الفلسفي-!
- حتى لا تغدو -الديمقراطية- نفياً ل -الوجود القومي العربي-!
- الثورة المأزوم عليها.. و-الفوضى الخنَّاقة-!
- -الإخوان- الديمقراطيون!
- -إخوان- مصر ولعبة -الشَّاطِر-!
- يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!
- -النَّظرية- من وجهة نَظَر جدلية
- Arab Idol
- الحكيم لافروف!
- في أيِّ مسارٍ تُسيَّر -قضية الهاشمي-؟!
- ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!
- -الإعلام- و-الصراع في سورية-!
- بريد الرئيس!
- سفَّاح الشَّام!
- في فِقْه -المؤامَرة-!
- -يوم المرأة العالمي- في -عالَم الرَّجُل-!
- نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!
- -الربيع العربي- يَطْلُب مزيداً من -الرُّوح القومية-!
- هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هل يُمْسِك عنان ب -العِنان-؟!