أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الإخوان- الديمقراطيون!














المزيد.....

-الإخوان- الديمقراطيون!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"الإخوان" الديمقراطيون!


على وجه العموم، أجْتَنِب "فَتْح النار" على جماعة "الإخوان المسلمين"؛ حتى لا يُساء فَهْم موقفي، كأنْ يُفْهَم على أنَّه انضمام بسلاح "القَلَم" إلى أنظمة حكم عربية (تُصارِع من أجل البقاء) تقضي مصلحتها الآن باستعداء الشعب، أو بعضه، على هذه الجماعة التي خَدَمت زمناً طويلاً بعض أنظمة الحكم العربية تلك.

وأُضيف إلى هذا سبباً آخر هو أنَّ بعض الناس العاديين يمكن أنْ يَفْهَم، أو قد يَسْهُل إفهامه، أنَّ "التهجُّم" على "الإخوان المسلمين"، وسائر فروع ومشتقات ما يسمَّى "الإسلام السياسي"، هو تَهَجُّمٌ على "الإسلام" نفسه؛ وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنَّما يدلُّ على أهمية وضرورة أنْ يتوفَّر الديمقراطيون الثوريون في مجتمعنا على تقويض هذه الصلة المصطنعة الزائفة بين "الدِّين" نفسه وبين المتَّخِذين أحزابهم "لساناً سياسياً" للدين؛ ولقد أقامت تجارب المزاوجة بين "الدين" و"السياسة" الدليل على أنَّ هذه المزاوجة لا تفيد إلاَّ في شيء واحد، هو تشويه طرفيها معاً؛ فالدين لا يبقى ديناً، والسياسة لا تبقى سياسةً.

إنَّ الناس في مجتمعنا يميلون، ويشتد لديهم الميل، إلى أنْ يَزِنوا أقوالهم وأفعالهم وتصرُّفاتهم كافة بميزان "الحلال والحرام". حتى في "السياسة"، وفي "الانتخابات النيابية"، وغير النيابية، يَسْتَفْتون "قلوبهم الدينية"، فتأتي "النتائج" على هيئة ريح تجري بما تشتهي سفينة، أو سفن، "الإسلام السياسي"، وفي مقدَّمه جماعة "الإخوان المسلمين".

وهذا إنَّما يعني أنَّ الخيار السياسي (والانتخابي) الأسهل (والذي تَرْجَح فيه كفَّة "الحلال" على كفَّة "الحرام") لدى كثير من الناس في مجتمعنا هو موالاة أحزاب "الإسلام السياسي"، والتصويت، في الانتخابات، لمصلحة مرشَّحيها؛ ولقد تأكَّدتُ ذلك بنفسي، غير مرَّة، وسمعتُ كثيراً من الناخبين يقولون، بعد إدلائهم بأصواتهم، وهٌمْ "مرتاحو الضمير (الديني)"، "يكفي أنَّ هذا المرشَّح إسلامي"؛ وكفى الله المؤمنين شرور التفكير والتمحيص والتدقيق.. وكل جهد يمكنهم وينبغي لهم بذله توصُّلاً إلى تمييز "الغثِّ" من "السمين"، و"النقد المزوَّر" من "النقد الحقيقي"!

وهذا الالتباس والاختلاط لدى كثير من الناس هو ما غذَّى ظاهرة "الانتهازية السياسية" لدى جماعة "الإخوان المسلمين"، وسائر أحزاب "الإسلام السياسي"، فالأمر (والذي هو اكتساب النفوذ السياسي، ومزيد منه) لا يحتاج إلى حزب يجتهد في كسب مؤيِّدين له كَسْباً سياسياً صرفاً؛ ويكفي أنْ يكون شعاره "الإسلام هو الحل" حتى "يَسْمَن" سياسياً وشعبياً وبرلمانياً، ويزداد "سمنة"!

وطالما زاولوا "الإرهاب الفكري"؛ فهُم لم يتورَّعوا عن "تكفير" معارضيهم، مصوِّرين "الكفر السياسي" بهم، وبأحزابهم، وببرامجهم، وبخطابهم، على أنَّه "كُفْرٌ"، و"مروق من الدين"؛ وكأنَّ "الحزب الديني" هو "الدين" نفسه!

حتى "الديمقراطية" ناصبوها العداء زمناً طويلاً؛ ثمَّ تصالحوا معها وهادنوها إذ اكتشفوا أنَّها "الانتخابات" فحسب، وأنَّ هذه "الانتخابات" تَصْلُح، أو قد تَصْلُح، لاتِّخاذها طريقاً إلى السلطة؛ أمَّا "الاحتفاظ بالسلطة" فيمكن أنْ يَشُقُّوا له طريقاً أخرى، وإنْ ظلَّت مزدانة بـ "صناديق الاقتراع"، فيتكلَّل سعيهم، أخيراً، بولادة نظام حكم تَجْتَمِع فيه، شكلاً ومضموناً، "الثيوقراطية" و"الأوتوقراطية".

إنَّها "الديمقراطية" التي تُمْسَخ على أيديهم مسخاً تعجز عن الإتيان بمثله حتى ساحرات الإغريق؛ فـ "الدَّسم"، والذي هو كناية عن قِيَم ومبادئ الديمقراطية، يُنْزَع منها؛ وكأنَّ "الكفر" هو تلك "القِيَم والمبادئ"، و"الإيمان" هو "الانتخابات" فحسب، أيْ "الانتخابات" التي جعلوها جسداً خَرَجَت، أو أُخْرِجَت، منه الروح".

ولو كان لي أنْ أعرِّف "الديمقراطية" بما يقوِّض صلتهم المصطنعة والزائفة بالديمقراطية، لقُلْتُ إنَّها "الآخر"، المُخْتَلِف عنك، المُخالِف لك، تعترف بوجوده، وبحقه في الوجود، متَّخِذاً من كل أوجه الاختلاف والخلاف بينك وبينه سبباً للمساواة التَّامة بينك وبينه في كل الحقوق، وفي كل الواجبات؛ ففي "الدولة المدنية الديمقراطية" لا فَرْق بينك وبينه إلاَّ الفرق الذي لا يُحْدِث، ويجب ألاَّ يُحْدِث، فرقاً في "الحقوق" و"الواجبات".

إنَّ "الديمقراطية" تتلاشى فكراً ووجوداً إذا ما تُرْجِمت الفروق العرقية والقومية والقبلية والجنسية والدينية بفروق في الحقوق والواجبات بين المواطنين، أو بامتيازات سياسية (وغير سياسية) يتمتَّع بها بعضٌ من أبناء المجتمع الواحد.

وإذا كان زمن "الدولة القومية" قد ولَّى وانقضى، فكيف لهم أنْ يعلِّلوا أنفسهم بوهم أنَّ زمن "الدولة الدينية" لَمَّا ينقضي؟!

دَعْهُم يَنْزِلون إلى "الميدان"، ويهبطون إلى "عالَم السياسة الواقعي"، حيث "الحقائق" تُزْهِر، و"الأوهام" تذوي، وإلاَّ ظلَّ الناس ينظرون إليهم بعيون تغشاها الأوهام؛ ولقد نزلوا، وهبطوا؛ وكانت العاقبة هي ظهورهم على الملأ عُراةً من أوهام لبسوها زمناً طويلاً، وحَجَبوا بها أبصار وبصائر الناس عنهم، وعن الواقع.

المعركة الآن إنَّما هي معركة الدستور؛ الدستور الذي يؤسِّس للدولة المدنية الديمقراطية التي هي الآن "عالمية القَلْب"؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ الدستور الجديد لمصر، ولسائر بلاد "الربيع العربي"، هو الذي يَنْسَخ نسخاً كل القِيَم والمبادئ الكامنة في أساس دساتير الدول المدنية الديمقراطية في العالَم؛ فإنَّ "مهمَّة الساعة" عندنا ليست "اكتشاف المُكْتَشَف"، و"اختبار المُخْتَبَر"؛ فهذا هو "العَظْم"، وما علينا ألاَّ كسوه لحماً؛ وهذا "اللحم" هو كناية عن "الخصوصية"، فلا "خصوصية" مقبولة ومشروعة إلاَّ بهذا المعنى.

أوَّلاً، وقبل كل شيء، يُملأ "الفراغ الدستوري" بقِيَم ومبادئ "الدولة المدنية الديمقراطية"، المتواضَع عليها عالمياً وإنسانياً؛ ثمَّ يجتهد المجتهدون من أرباب صناعة الدساتير في كَسْو هذه العِظام لحماً.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إخوان- مصر ولعبة -الشَّاطِر-!
- يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!
- -النَّظرية- من وجهة نَظَر جدلية
- Arab Idol
- الحكيم لافروف!
- في أيِّ مسارٍ تُسيَّر -قضية الهاشمي-؟!
- ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!
- -الإعلام- و-الصراع في سورية-!
- بريد الرئيس!
- سفَّاح الشَّام!
- في فِقْه -المؤامَرة-!
- -يوم المرأة العالمي- في -عالَم الرَّجُل-!
- نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!
- -الربيع العربي- يَطْلُب مزيداً من -الرُّوح القومية-!
- هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!
- نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!
- هذا -الثقب- في مجرَّتنا!
- من وحي -دستور بشَّار-!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الإخوان- الديمقراطيون!