أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!














المزيد.....

يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفي "يوم الأرض"، والذي جُعِلَ يوماً لـ "القدس" أيضاً، شَرَعْنا نرى "الربيع العربي"، والذي هو، في أساسه، "اخضرارٌ ديمقراطي"، يُخْرِج بعضاً من "براعمه القومية"؛ ولقد كان أمْراً طبيعياً وحتمياً أنْ تكون "فلسطين" أوَّل تلك "البراعم"؛ فهي في ذلك "الأساس" كَمَنَت؛ وهي التي منها يَسْتَمِدُّ "الشعور القومي العربي" جُلَّ طاقته؛ وهي التي تُسلِّح "الانتماء القومي العربي" بما يُمكِّنه من التغلُّب على كل انتماء دونه، يُمزِّق، ويُمْعِن في تمزيق، الجسد القومي لأُمَّةٍ أراد لها أعداؤها، وبعضهم مِمَّن يتسربل بالعداء اللفظي لعدوِّنا القومي الأوَّل، وهو إسرائيل، أنْ تظلَّ مهزومة، وهي التي لا ينقصها لتنتصر إلاَّ شيء واحد هو أنْ "تجرؤ على الانتصار".

وإذا كان من دَرْسٍ يمكننا، وينبغي لنا، استخلاصه من تجارب الحراك الشعبي العربي، أكان من أجل "حقٍّ قومي"، أم من أجل "حقٍّ ديمقراطي"، فهذا الدرس إنَّما هو، في أحد نصفيه، أنَّ إبداء وممارسة العداء الشعبي يستثيران، ولا بدَّ لهما من أنْ يستثيرا، صراعاً بين الشعوب وحُكَّامها، الذين لم يَعْرِفوا من أساليب "المواجهة" لهذا العدوِّ القومي، الصريح والناجح في عدائه لنا، إلاَّ أسلوبيِّ "الامتناع" و"المَنْع"؛ فهُم تارةً "ممتنعون" عن مواجهته، وطوراً "مانعون" لشعوبهم من أنْ تتولَّى عنهم المواجهة؛ وفي هذا يكمن المعنى الحقيقي لـ "الممانعة"!

وفي النِّصف الآخر من الدرس نفسه، نَعْلَم، ونتعلَّم، أنَّ إسرائيل هي العدو (المستتر تارةً، والظاهر طوراً) لكل حراك شعبي عربي من أجل الحرِّية والديمقراطية، يتَّسِع ويتعمَّق ويتأصَّل؛ فما أنْ تُحْدِق المخاطِر الشعبية بنظام حكم دكتاتوري، في دولة عربية ذات تأثير (موضوعي) قوي بالأمن الإستراتيجي لإسرائيل، حتى يشرع هذا العدوِّ القومي للعرب يَنْشَط ويَعْمَل، في السرِّ والعلَن، ضدَّ هذا الحراك، الذي لن يكون، أو يظلَّ، بمنأى عن عداءٍ إقليمي ودولي فعليٍّ له، تقوده الولايات المتحدة، التي لا تَفْهَم الحقوق والمطالب الديمقراطية لشعوبنا إلاَّ إذا تُرْجِمت (سياسياً واقتصادياً..) بما يخدم مصالحها وأهدافها الإمبريالية في كل بلدٍ عربيٍّ باغتها فيه حراك شعبي (ديمقراطي) عفوي من حيث المبدأ والأساس.

إسرائيل لا تُفاضِل أبداً بين شعب عربي حُرٍّ وديمقراطي وبين نظام حكم (عربي) دكتاتوري؛ لأنَّ الأمر الأوَّل هو الأسوأ لها، وإنْ استعصى عليها، أخلاقياً، الجهر بموقفها هذا؛ لكنَّها، وعلى ما نرى من "الحقائق" المتسرِّبة من مواقفها المُعْلَنة، والمشترَكة مع الولايات المتحدة، ومع قوى أخرى، تُفاَضِل، أو يمكن أنْ تُفاضِل، بين بقاء نظام الحكم الدكتاتوري في دولةٍ عربيةٍ (يهمها أمْرها) وبين انهيار هذه الدولة نفسها، أيْ تمزُّقها وتفتُّتها، واقتتال مواطنيها بما يعود بالنَّفع الإستراتيجي على الدولة اليهودية نفسها؛ وكأنَّ غاية إسرائيل (والتي لا تختلف كثيراً، أو من حيث الجوهر والأساس، عن غاية الولايات المتحدة) هي أنْ تُبْذَل (وتُنسَّق) الجهود والمساعي الدولية (والإقليمية) لـ "نُصْرة الربيع العربي"، في الظَّاهِر، بما يقي أنظمة الحكم الدكتاتورية العربية شرَّ السقوط، فإذا تعذَّر هذا، واستعصى، وُجِّهَت الجهود والمساعي نفسها بما يَجْعَل سقوط "الدكتاتور" طريقاً إلى تدمير "الدولة"، وتمزيق "الوطن"، واقتتال "الشعب".

ولقد جاءت تجربة "الربيع العربي" لتقيم الدليل على أنَّ الولايات المتحدة لم تتحدَّث، من قَبْل، عن أهمية وضرورة "الإصلاح (الديمقراطي والسياسي)" في الدول العربية، أو في بعضها، إلاَّ لتَجْعَل شعوبنا، بعد "الربيع العربي"، أكثر اقتناعاً وإيماناً بعدم تصديق هذا "المنافِق الأعظم" في دعوته إلى ذاك "الإصلاح"، الذي لم ينادِ به إلاَّ لغاية من اثنتين: الابتزاز السياسي لأنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، فتَجْنَح لمزيدٍ من الاستخذاء لمشيئة الولايات المتحدة وإسرائيل، أو حَمْل أنظمة الحكم نفسها على إشراك قوى وجماعات ليبرالية (تَسْتَصْلِحها مصالح وأهداف الولايات المتحدة) في ممارسة الحكم والسلطة.

وهذا "النِّفاق (الديمقراطي والإصلاحي)"، الذي اتَّضح وتأكَّد عَبْر المواقف الفعلية للولايات المتحدة من "الربيع العربي"، هو، بحدِّ ذاته، خير دليل على أنَّ انتزاع الشعوب العربية لحرِّيتها السياسية، ونَيْلِها لحقوقها الديمقراطية كاملةً، هما أمْران يَعْدِلان، لجهة نتائجهما وعواقبهما، "اعتداءً"، لا أخْطَر منه "اعتداء"، على المصالح والأهداف الإمبريالية للولايات المتحدة في العالَم العربي، وعلى إسرائيل، التي لا أغالي إذا قُلْت إنَّ مَنْع الديمقراطية، عربياً، هو ما يَمْنَح الدولة اليهودية هذا "التفوُّق الإستراتيجي"، وإنَّ هذا القهر السياسي للشعوب العربية هو ما يُكْسِب الجيش الإسرائيلي صفة "الجيش الذي لا يُقْهَر".

لقد كانت "فلسطين"، ولجهة ما كشفته من "عورات قومية" لأنظمة الحكم العربية، هي "النابِض الخفي" لـ "الربيع (الشعبي الثوري الديمقراطي) العربي"، الذي يتحدَّى شعوبنا الآن أنْ تُزاوِج، وأنْ تعرف كيف تُزاوِج، بين "الحق الديمقراطي" و"الحق القومي"؛ فلا "ديمقراطية" إذا كان ثمنها "التفريط في الحقِّ القومي"، ولا "قومية" إذا كان ثمنها "التفريط في الحق الديمقراطي"؛ والآن، يَثْبُت ويتأكَّد أنَّ حاكِماً عربياً يستعبد شعبه هو ما يجعل الصراع القومي والتاريخي بيننا وبين إسرائيل، صراعاً "حقيقياً" تخوضه إسرائيل ضدَّنا، وصراعاً "زائفاً" نخوضه ضدَّها؛ فكيف لصراعٍ بهذا التناقض الواقعي (والمنافي للعقل والمنطق في الوقت عينه) ألاَّ يأتي بهذا "الانفجار التاريخي"، المسمَّى "الربيع العربي"، الذي شرع يُرينا براعمه القومية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -النَّظرية- من وجهة نَظَر جدلية
- Arab Idol
- الحكيم لافروف!
- في أيِّ مسارٍ تُسيَّر -قضية الهاشمي-؟!
- ظاهرة -مَنْ يَرْميني بالثَّلْج أرْميه بالنار-!
- -الإعلام- و-الصراع في سورية-!
- بريد الرئيس!
- سفَّاح الشَّام!
- في فِقْه -المؤامَرة-!
- -يوم المرأة العالمي- في -عالَم الرَّجُل-!
- نشكر أوباما.. ونهنِّئ الشعب السوري!
- -الربيع العربي- يَطْلُب مزيداً من -الرُّوح القومية-!
- هل يَثِق نتنياهو ب -تَعَهُّد- أوباما؟
- مصر التي طُعِنَت في كرامتها!
- نيوتن في -استنتاجه الخاطئ-!
- هذا الخلل المنطقي في مفهوم -النقطة الكونية-!
- هذا -الثقب- في مجرَّتنا!
- من وحي -دستور بشَّار-!
- رسالة -تونس-!
- سؤالٌ تثيره نظرية -الثقب الأسود-!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - يوم الأرض والقدس في مناخ -الربيع العربي-!