أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - الديمقراطية 23 : الإشتراكية ديمقراطية















المزيد.....



الديمقراطية 23 : الإشتراكية ديمقراطية


عبد الحسين سلمان
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)


الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 21:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الديمقراطية 2-3
الإشتراكية الديمقراطية
, لمحة تاريخية
ظهرت هذه الكلمة في منتصف القرن التاسع عشر , و في شباط -فبراير1849 تأسس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفرنسي . و في العام 1869 أسس ليبكنخت و أوغست بيبل الحزب العمالي الاشتراكي الديمقراطي الالماني.

و اضطر ماركس في مؤتمر 1874 للرابطة العمالية للشغيلة إلى القبول بعبارة الاشتراكي الديمقراطي..وكان يتمنى وضع اسم الشيوعي , لأن عبارة الشيوعية عرفت مصيراً فريداً من نوعه إذ رفضها الاشتراكيون على أنها تهمة , واعتبرها الاقتصاديون بمثابة أعظم الطوبى,...مثلما أعلن سيزار دوب في تقريره امام المؤتمر.
على الرغم من هذا الموقف فأن ماركس لم يتخلَّ أبداً عنها , لذا كتب إنجلز في مقدمته سنة 1894 لمجموعة وثائق Internationales aus dem volhstaat ( 1871-1875) :
في جميع هذه الكتابات , لم أصف نفسي أبداً كاشتراكي ديمقراطي. بل كشيوعي . يستحيل مطلقاً إذاً , علينا , استعمال عبارة مطاطية لهذا الحد...ويستمر إنجلز بعد ملاحظتة أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد تمركس بعد العام 1875 , قائلاً : إن الامر يختلف اليوم...أن الحزب ليس برنامجه الاقتصادي أشتراكياً فحسب بل شيوعياً مباشرة , أي حزب هدفه النهائي إلغاء كل دولة, وبالتالي إلغاء الديمقراطية.

و في مؤتمر إيرفورت 1891ترسخ رسميا ماركسية الحزب الاشتراكي الديمقراطي و برعاية إنجلز.
في هذه الفترة ظهر برنشتاين الذي رفض بشدة الاطروحات الماركسية لكنه واجه رداً حاداً من روزا لوكسمبورغ و كاوتسكي.

في الحرب العالمية الاولى وقفت غالبية الاحزاب الى جانب الحلف المقدس مع البرجوازيات القومية.

عشية ثورة اكتوبر أقترح لينين التخلي عن تسمية الاشتراكية الديمقراطية...وتبني تسمية الشيوعي و وتوصلت روزا لوكسمبورغ الى نفس التسمية في العام 1918
وتأستت الاممية الثالثة باعتبارها الاممية الشيوعية.
مقابل هذا تأسست الاممية الاشتراكية والتي ضمت العناصر الاصلاحية قبل الحرب وذالك في 1923 وانضمت اليها الاحزاب في بريطانيا و الدول الاسكندنافية.
بعد الحرب العالمية الثانية و في مؤتمر باد غودسبيرغ 1959 للاشتراكية الديمقراطية , تم التوصل الى برنامج قائم على التعددية الإيديولوجية و القبول بأقتصاد السوق .
والنموذج الاشتراكي الديمقراطي له ثلاث سمات أساسية:
1. أجتماعية : تمثيل الطبقة العاملة و الأجراء
2. تنظيمية: وجود بيروقراطية قوية مكيفة حسب المنشآت الحديثة.
3. سياسية :أتفاق طويل الأمد البرجوازية قائم على قبول السمات الأساسية للمجتمع الرأسمالي من جهة, وعلى حماية وترقي الطبقات الشعبية بفضل دور الدولة التدخلية والمستوحى من برنامج الصفقة الجديدة New Deal الكينيزي , أو بواسطة السياسة الضريبية من جهة أخرى.
4. هذا النموذج نصادفه في الدول الاسكندنافية و ألمانيا و النمسا والمملكة المتحدة.


جاك أتالي ( مواليد 1943 الجزائر ) Jacques Attali و الاشتراكية الديمقراطية الجديدة
يعتبر جاك أتالي أحد المثقفين المعدودين في فرنسا. وقد كان مستشارا شخصيا للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران طيلة سنوات عديدة. ثم أصبح الان مستشارا عند الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي حيث كلفه برئاسة احدى اللجان الهامة المشرفة على التخطيط الاقتصادي للبلاد. مؤلف لعديد من الكتب من بينها: "قاموس القرن الواحد والعشرين" (1998)، "اليهود، والعالم، والمال" (2002)، "بليز باسكال" (2000)، و كارل ماركس أو فكر العالم 2005 ويمكن للقارئ الكريم تحميل هذا الكتاب من الرابط التالي http://www.4shared.com/office/FEBq4zJr/_____-___-___.html

هذا بالإضافة إلى مذكراته التي سجل فيها الأحداث السياسية من يوم إلى يوم عندما كان مقربا من فرانسوا ميتران. يرى جاك أتالي أن البشرية تشهد منذ قرن من الزمن طفرتين كبيرتين الأولى إيجابية والثانية سلبية. فقد تضاعف عمر الإنسان بالقياس إلى الماضي بفضل تقدم الطب وارتفاع مستوى المعيشة والثروة. وأصبحت المرأة تعيش ثمانين سنة كمعدل وسطي أو أكثر، والرجل سبعا وسبعين سنة. هذا من جهة. ولكن من جهة أخرى، نلاحظ أن البشرية أصبحت مهددة بوسائل الدمار الشامل كالسلاح الذري أو الكيميائي أو البيولوجي. كما أنها مهددة بتلوث البيئة والمناخ، والإرهاب الأعمى، وتحول النوع البشري إلى مجرد سلعة تباع وتشترى كبقية السلع في مجتمعات العولمة الرأسمالية.
ونلاحظ أن الليبرالية السياسية والاقتصادية انتصرت في العالم كله حتى قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، ومنذ عهد ثاتشر وريغان. وأصبحت الغلبة لاقتصاد السوق الحرة وقوانينها وآلياتها الجائرة. وأصبحت المنافسة الضارية بين الشركات الكبرى على اقتسام ثروات العالم وتجميعها في أيد معدودات هي الظاهرة الرئيسية لعالمنا المعاصر. وهكذا زاد الغنى الفاحش في جهة والفقر الأفحش اذا جاز التعبير في جهة اخرى.
وتضاءلت أحزاب اليسار الاشتراكي أو الاشتراكي الديمقراطي في فرنسا وألمانيا وانجلترا وسواها، وأخذت تتبنى نفس برامج اليمين الليبرالي تقريبا مع بعض التصحيحات البسيطة للحفاظ على المكاسب الاجتماعية السابقة للعمال أو للطبقة الوسطى كالضمان الاجتماعي مثلا.
ثم يقدم جاك أتالي بعض الإحصائيات للدلالة على حالة العالم. فهو يرى أن الشركات العابرة للقارات أو المتعددة الجنسيات أصبحت أقوى من الدول القومية بما فيها دولة كفرنسا.
فهناك مائتا شركة كبرى تتحكم باقتصاد العالم أو قسم كبير منه. ومعظمها أمريكية أو أوروبية. ولها فروع في شتى أنحاء العالم. وقد أصبحت تفرض قوانينها على الدول وتوجه اقتصادها في الوجهة التي تريدها دون أن تستطيع هذه الدول مقاومة ذلك. وهذه الشركات العملاقة التي تقود العولمة الليبرالية حاليا لا قلب لها ولا إحساس. فهي تزيد من التفاوت الاجتماعي بين الدول الغنية والدول الفقيرة من جهة، ثم بين الأغنياء والفقراء داخل كل دولة من جهة أخرى. وينتج عن هيمنتها البؤس المدقع الذي يشمل ضواحي المدن الكبرى من الدار البيضاء إلى مكسيكو مرورا بالقاهرة وكل عواصم العالم الثالث والرابع...
ثم يردف جاك أتالي قائلا: وحتى فيما يخص الدول الصناعية الكبرى نلاحظ أن الوضع يتدهور. فمنذ عام 1973 ما انفك راتب العامل ينخفض في أمريكا هذا في حين أن أرباح الشركات تتزايد بشكل خيالي وراتب رئيس الشركة أصبح يتجاوز ملايين الدولارات سنويا وأحيانا شهريا!
ونلاحظ أن 41 مليون أمريكي من الطبقات الدنيا لا يتمتعون بأي مساعدة من قبل الدولة على الرغم من أنهم يعيشون في حالة يرثى لها. وهناك 31 مليونا منهم ممن لا يتمتعون بأي ضمان اجتماعي أو صحي ولا يستطيعون أن يتداووا إذا ما مرضوا.
وكل ذلك يحصل في بلاد العم سام، البلاد التي تفتخر بأنها جنة الديمقراطية والرفاهية والحرية في العالم! لا ريب في أن للمجتمع الأمريكي ميزات إيجابية عديدة ولا يستطيع أحد أن ينكرها. ولولا ذلك لما استطاع ان ينتصر ويتفوق على الجميع. ولكن هيمنة العولمة الرأسمالية المتوحشة قد تؤدي إلى تدمير كل هذه الحضارة. وربما كان ذلك أشد خطرا على أمريكا من الإرهاب وبن لادن..فالمرض في الداخل والدودة في الثمرة..
ثم يقدم جاك أتالي إحصائيات أخرى ويقول: هل نعلم بأن خمسين بالمائة من الثروات الضخمة التي جنتها أمريكا طيلة الخمسة عشر عاما الفائتة كانت من نصيب 1 % من الأمريكيين! واحد بالمائة فقط من علية القوم احتكروا نصف ثروات الشعب الأمريكي! والتسعة وتسعون بالمائة الآخرون أخذوا نصفها الآخر.
وهل نعلم أن 90 % من هذه الثروة ذهبت إلى أيدي العائلات الأكثر غنى والتي تشكل فقط 20 % من الشعب الأمريكي. فماذا تبقى إذن للثمانين بالمائة من سكان أمريكا؟ عشرة بالمائة فقط.
هذا التوزيع غير العادل للثروة هو الذي يهدد مصير أمريكا والعالم كله في السنوات المقبلة إذا لم نفعل شيئا لتغيير الوضع أو لعكس التيار. وبالتالي فالديمقراطية الاشتراكية هي الحل الوحيد، حسب رأيه.
وماذا عن انجلترا التي أصبحت مظاهر البؤس والفقر تبدو فيها مؤخرا؟ يقول المؤلف بأن أكثر من ربع أطفال انجلترا لا يتوصلون إلى الخدمات البدائية أو الأساسية كالصحة، والتعليم، والنقل، والتغذية، والتربية، والعناية الاجتماعية. نقول ذلك على الرغم من ان توني بلير حسن الاوضاع كثيرا بالقياس الى ثاتشر التي لاقلب لها ولا احساس.
قد يقول قائل: ولكن ثلاثة أرباع أطفال الانجليز يتمتعون بذلك؟ وهذا صحيح وإن بدرجات متفاوتة. ولكن هل يحق لبلد متقدم كانجلترا أن يضحي بربع أطفاله وهو يعاني من أزمة ديمغرافية كبرى؟ ثم أين هي النزعة الإنسانية التي طالما تغنّى بها شعراء أوروبا وفلاسفتها وفنانوها منذ عصر النهضة وحتى اليوم؟ فالدولة المتقدمة ينبغي أن تهتم بكل أبنائها أو مواطنيها ولا تهمل أحدا. وهي قادرة على ذلك اذا ما ارادت على عكس الدول الفقيرة.
في كل مكان نلاحظ أن الأغنياء، والطبقات الوسطى أيضا إلى حد ما، هم الذين يتمتعون بكل وسائل الترفيه والراحة والخدمات. في كل مكان تسيطر فيه السوق الحرة المتوحشة على الديمقراطية نلاحظ التفاوتات الاجتماعية تتزايد وشرائح البؤس تتسع وتتفاقم في الأحياء الشعبية للمدن أو في ضواحيها أو في الأرياف.
ثم يطرح جاك أتالي الأمور على مستوى العالم كله ويقول: هناك إثنان وعشرون بلدا غنيا يمثلون 14% فقط من سكان العالم ولكنهم يسيطرون على نصف التبادلات التجارية للعالم ويستفيدون من أكثر من نصف الاستثمارات الأجنبية المباشرة. في رأس هذه الدول بالطبع الولايات المتحدة، وكندا، واليابان، وبلدان أوروبا الغربية. صحيح أن الثقل الاقتصادي للعالم لا يزال في أمريكا، ولكنه ينزاح أكثر فأكثر في اتجاه المحيط الهادئ (الباسيفيكي). فالقارة الآسيوية من الخليج العربي إلى الفلبين أصبحت هي ورشة العالم الكبرى وأحد مراكز الإبداع والبحوث، بل وأصبحت تنافس أمريكا ذاتها.
هل نعلم بأن ثلثي الخريجين الأمريكان في العلوم والهندسة هم من أصل آسيوي؟ وحتى لو أنهم يظلون بعض الوقت في أمريكا إلا أنهم يخلقون شبكات تجارية كبرى مع بلدانهم وأقربائهم في الشرق الأقصى.
والصين سوف تتفوق قريبا على أمريكا من حيث استخدام الانترنت. وعدد الكوريين الذين يستخدمون الانترنت أصبح أكثر من عدد الألمان! وفي ذات الوقت تفقد أوروبا الكثير من إبداعيتها وعقولها. فهجرة الأدمغة إلى أمريكا كبيرة.
ثم يردف جاك أتالي قائلا: هل نعلم أن نصف عقول أوروبا من باحثين علميين وخبراء في شتى الاختصاصات هاجروا إلى الولايات المتحدة؟ وهل نعلم أن 700 باحث كبير عالمي من أصل 1200 فقط يشتغلون في أمريكا لا في أوروبا؟ وهم من أشهر الباحثين في العالم وكان بإمكانهم أن يخدموا بلدانهم كفرنسا أو ألمانيا أو هولندا، الخ. لقد نجحت الجامعات الامريكية في جذب العبقريات والكفاءات اليها وتفريغ اوروبا وربما العالم كله منها. وكل ذلك بسبب الرواتب الضخمة التي تعطيها لهم وشروط العمل والبحث العلمي الحرة والرائعة. ولذلك فان معظم جوائز نوبل في الطب والهندسة والفلك والفضاء وسوى ذلك تذهب الى الاميركان.
وقسم كبير من الصناعة أو المصانع الأوروبية أخذت تنتقل إلى آسيا لأن اليد العاملة رخيصة هناك ولا توجد تكاليف باهظة كما هو الحال في أوروبا. ولا توجد نقابات عمال ولا اضرابات.. ويتنبأ المؤلف بأن البلدان الأكثر فقرا سوف يزداد فقرها بسبب هيمنة هذه العولمة الجائرة على الاقتصاد العالمي. وهنا أيضا يقدم لنا بعض الإحصائيات التي لا تحتاج إلى كلام. فمثلا نلاحظ أن التسع وأربعين دولة الأكثر فقرا في العالم والتي تمثل 11% من سكان العالم لا تحصل على أكثر من 0.5 % من الثروات العالمية: أي ما يعادل ثروة الأشخاص الثلاثة الأكثر غنى في العالم.
وهل نعلم أن 88 عائلة غنية في العالم تملك الآن ثروة معادلة لكل ثروات الشعب الصيني مجتمعة: أي مليار ونصف مليار شخص بشري!!
ثم يقارن المؤلف بين وضع العالم عام 1950 ووضعه الآن ويقول: في عام 1950 كان نصف سكان العالم يعيشون تحت مستوى عتبة الفقر المطلق. والفقر المطلق هو دولار واحد في اليوم للشخص. فإذا كنت تكسب أقل من دولار يوميا فأنت تعيش تحت مستوى عتبة الفقر المطلق. هذا هو التعريف السائد حاليا. وأما الآن فنلاحظ أن 1.3 مليار شخص يحافظون على بقائهم على قيد الحياة بهذا المبلغ الزهيد. ونلاحظ أن نصف سكان البشرية (أي ثلاثة مليارات شخص) يعيشون على أقل من دولارين في اليوم للشخص الواحد. وهناك 820 مليونا ممن يعانون من سوء التغذية. ونصف سكان العالم لا يتمتعون بأي ضمان صحي أو اجتماعي. وبالتالي فاذا ما مرضوا قد يموتون لانهم لا يستطيعون دخول المستشفى او الحصول على الدواء والعلاج. وهناك مليار ونصف من سكان العالم ممن لا يقرؤون أكثر من كتاب واحد أو اثنين في حياتهم. وهناك مليار من الأميين تماما، ثلثاهم من النساء.
وهناك 100 مليون طفل ممن لا يذهبون إلى المدرسة أبدا. وهناك 200 مليون طفل يشتغلون في مهن خطرة وممنوعة عليهم من قبل القانون الدولي. ولكن عائلاتهم فقيرة ومضطرة لتشغيلهم. وهناك 30 مليون شخص مصاب بمرض الإيدز أو فقدان المناعة المكتسبة في إفريقيا. ولكن 000 27 فقط منهم يستطيعون التوصل إلى المعالجة الطبية...
ونلاحظ أن الخصخصة المفروضة من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما من المؤسسات الدولية باسم قوانين السوق والحرية الاقتصادية تؤدي في كل مكان إلى تفاقم الفقر والبطالة والجوع والهامشية. فيا ايتها العولمة الرأسمالية: اين هو قلبك؟
بل وحتى الخدمات العامة كالماء والكهرباء والصحة والنقل يريدون تحويلها من القطاع العام إلى القطاع الخاص لكي تصبح حكرا على الأغنياء فقط! ولحسن الحظ فإن فرنسا تقاوم هذا التوجه وترفضه. ولذلك فلا تزال فيها خدمات عامة جيدة ومتاحة لجميع طبقات الشعب. ثم يردف جاك أتالي قائلا: ولكن كل شيء تحول إلى سلعة في مجتمعات لا تسألك من أنت؟ وإنما: كم هو رصيدك في البنك؟ فإذا كنت تملك مائة يورو فأنت تساوي مائة يورو، وإذا كنت تملك مليونا فأنت تساوي مليونا... هكذا بكل بساطة... ولم تعد هناك أي قيمة إنسانية أو أخلاقية للشخص البشري. بل ويضحكون عليك إذا ما تحدثت على القيم الإنسانية والأخلاقية ويعتبرونك متخلفا أو رجعيا... فلا قيمة إلا للتبادلات التجارية، ولا أحد يسلّم عليك مجرد سلام إن لم تكن له مصلحة مادية معك او اذا لم يكن جيبك مليئاً بالفلوس. هكذا تحول الإنسان إلى شيء، إلى سلعة في مجتمعات العولمة الرأسمالية الكاسحة. ثم يحذر جاك أتالي من هذا التطور الخطير للعالم ومن المصير الذي ينتظرنا إذا ما تواصلت الأمور على هذا النحو دون رادع أو وازع. يقول مثلا بأن العالم عام 2020 أي بعد عشرين سنة أو أكثر قليلا سوف تكون فيه أكثر من سبع مدن كبرى تحتوي على أكثر من عشرين مليون شخص، وثلاثين مدينة تحتوي على أكثر من عشرة ملايين شخص.
وخلال ثلاثين سنة سوف يتضاعف عدد الفقراء في العالم. فإذا كان هناك الآن ملياران ممن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم فإن عددهم سوف يصبح أربعة مليارات عام 2020!
وبالتالي فإن المستقبل مظلم وأسود إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، وإذا لم يكن هناك أي ضمير يوجه هذه العولمة الرأسمالية المتوحشة. وسوف يتحول العالم إلى عصابات من الأغنياء الفاحشين الذي يعيشون في جزر معزولة ومسيجة بالأسلاك الشائكة لكي تفصلهم عن بحر هائل من الفقراء المهمشين فلا تزعجهم رؤيتهم.
ثم يدين جاك أتالي هيمنة السوق على الديمقراطية لأنه يضر بالبيئة أيضا وليس فقط بالبشر. فبما أن الرأسماليين الشرهين لا يفكرون إلا في العاجل وتجميع أكبر قدر من الثروة في أقصر وقت فإنهم يهملون الأجيال القادمة ويسيئون إليها إساءة بالغة، اذ يستبيحون الطبيعة الخضراء بهذا الشكل الهمجي. هل نعلم مثلا أن خمسة ملايين هكتار من الأراضي المزروعة أو القابلة للزراعة تختفي كل سنة من على سطح الأرض بسبب تحويلها إلى مصانع أو ورشات عمل للرأسماليين؟ويخشى جاك أتالي من أن يتحول مجتمع المستقبل إلى مجتمع بوليسي بالكامل حيث توجد كاميرا تصور الناس في الشوارع وتعرف كل شاردة وواردة عنهم وحيث يصبح كل إنسان مراقبا في جميع حركاته أو سكناته.
فهل هذا هو مجتمع ما بعد الحداثة؟ ألا يمكننا أن نتدارك الأمر ونوقف مجرى الأمور نحو الهاوية؟ هو يعتقد بإمكانية ذلك بشرط أن تتشكل أنظمة ديمقراطية اشتراكية قوية يكون هدفها مصلحة الإنسان وإنسانية الإنسان وليس مصلحة النظام البربري للعولمة المتوحشة التي لا تشبع. فالاقتصاد وجد من اجل الانسان وليس الانسان من اجل الاقتصاد..هذه هي النزعة الانسانية التي أسسها عصر النهضة الاوروبي وكذلك عصر التنوير وكبار الفلاسفة والعلماء ولكن تخلى عنها الغرب حاليا وخانها. ثم يتحدث المؤلف عن مشاكل العالم الكبرى ويقول: هناك أكثر من أربعين صراعا مسلحا مندلعا في العالم حاليا. ومعظمها تدور داخل الدول الدكتاتورية في إفريقيا وآسيا. والكثير منها حروب أهلية وصراعات دينية وعودة للنزاعات القبائلية والعشائرية وإرهاب أعمى، الخ. والعالم المتقدم يقف حائرا أمام هذه الصراعات الدموية. والواقع أنه يوجد انقسام بين أمريكا وأوروبا حول الموقف الذي ينبغي اتخاذه. فأمريكا تقول بما معناه: بما أن معظم الناس يودون الهجرة إلى أمريكا والعيش فيها فإن نظامها أفضل الأنظمة. ولكن بما أنها لا تستطيع أن تستقبل كل الناس على أراضيها فإن عليها أن تقلب الأنظمة الدكتاتورية وتحرر الشعوب من طغيانها وقمعها كما فعلت في العراق.
وعليها أن تعلن الحرب على الإرهاب وتزيد من ميزانية دفاعها التي تجاوزت الآن 400 مليار دولار أي أكثر من القوى العظمى الأخرى كلها مجتمعة. بل ان الرقم الاخير لميزانية البنتاغون تجاوز الستمائة مليار دولار: أي ثلث ميزانية دولة غنية كفرنسا.. وأمريكا تمتلك كل الإمكانات التي تجعلها قادرة على سبق كل الأمم في مجال التكنولوجيا العسكرية كما المدنية. إنها متقدمة على الجميع بسنوات عديدة بمن فيهم أوروبا. ولذلك فإن جيشها قادر على التدخل في شتى أنحاء العالم وعلى عدة جبهات دفعة واحدة إذا شاءت. ويعتقد الأمريكان أن الأوروبيين لم يصبحوا مسالمين إلا لأنهم ضعفاء عسكريا. ولذلك تظاهروا بالملايين ضد حرب العراق بسبب عجزهم وخوفهم من مواجهة الأخطار الخارجية. وبالتالي فالأوروبيون أصبحوا جبناء بعد أن كانوا أقوياء استعماريين في القرن التاسع عشر وبداية العشرين. ولكن هل نسوا إلى أين قادهم موقف الجبن والتخاذل أمام هتلر قبل خمسين سنة؟
ثم يلوم جاك أتالي الغرب لأنه لم يشيّد هذه المؤسسات في العالم الثالث عندما كان يستعمره في القرن التاسع عشر وحتى منتصف العشرين. ويعتبر أن هذا هو السبب في فشل التنمية بعد الاستقلال وفشل الديمقراطية وظهور الحركات الأصولية المتعصبة بل والإرهابية. فلو أن الغرب قام بواجبه تجاه تلك الدول التي نهبها لما حصل كل ذلك.
في الواقع أن كل الأوروبيين يعانون من عقدة الاستعمار ويشعرون بالذنب لأنهم استعمروا الناس. وأما الأمريكان فلا يعانون من ذلك لأنهم لم يستعمروا أحدا في الماضي على عكس انجلترا، وفرنسا، وبلجيكا، وهولندا، الخ.
ولكنهم يتناسون جميعا أنهم يحتلون مكانا متميزا على سطح الكرة الأرضية وأنهم وحدهم الذين يتمتعون بالامتيازات والثروات وأنهم نهبوا العالم واقتسموه فيما بينهم كما شاءوا واشتهوا. وبالتالي فإن جاك أتالي يدعو الحضارة الغربية إلى المزيد من الشهامة والكرم وحب الآخرين، إلى عدم الانغلاق على الأنانيات والامتيازات وترك العالم يجوع. والسؤال المطروح هو التالي: هل يمكن أن نسير نحو عالم متضامن أم نحو عالم متكالب من الذئاب؟
وبناء على الإجابة عن هذا السؤال يتوقف مصير الحضارة الحديثة. فإذا ما استمرت في أنانيتها واحتقارها للقيم الإنسانية وعدم مبالاتها ببؤس الملايين وجوعهم فإنها سوف تسير إلى حتفها لا محالة. وإذا ما استدركت الوضع وغيرت سياستها باتجاه العدالة والإحساس بآلام الآخرين في إفريقيا وآسيا وكل البلدان العربية والإسلامية فإنها سوف تربح معركة البقاء والخلود. وسوف يتراجع الارهاب ويتقلص الى اقصى الحدود.
وفي نهاية الكتاب، يدعو المؤلف إلى بلورة مشروع طموح لإنقاذ البشرية كلها. إنه يدعو بكل بساطة إلى تشكيل حكومة واحدة للعالم كله! والواقع أن المشروع مأخوذ عن الفيلسوف الألماني الشهير يورغين هابرماس. والبعض يعتبره أهم فيلسوف في الغرب حاليا. إنه بمثابة كانط أو هيغل جديد.
فماذا يقول هذا المشروع في خطوطه العريضة يا ترى؟ يقول بما معناه: بما أن مصالح الكرة الأرضية كلها أصبحت في خطر وليس فقط هذه الدولة أو تلك فإن من واجب الجميع أن يتحدوا لتشكيل حكومة عالمية قادرة على مواجهة التحديات والأخطار. ويمكن للدول المتقدمة في البداية أن تشكل هذه الحكومة. ولكن ينبغي أن تضمّ إليها ممثلين عن دول الجنوب الديمقراطية أو السائرة نحو الانفتاح والديمقراطية. وكما أن الجماعة الدولية أسست عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، ثم الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فإن عليها الآن أن توسع الدائرة أكثر وتشكل حكومة عالمية للعالم. وهذا ما حلم به فيلسوف التنوير الاكبر ايمانويل كانط قبل مائتي عام او اكثر..وبالتالي فهابرماس يسير على خطاه ويوسع فكرته لا اكثر.
والواقع أنه توجد الآن منظمات دولية تهتم بخير البشرية ككل وليس فقط بهذه المنطقة أو تلك من مناطق العالم. نذكر من بينها: منظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة الصليب الأحمر، والمنظمة العالمية للشغل، ومنظمة التجارة العالمية، الخ.
وكلها تقوم بأعمال إيجابية. ولكن آن الأوان لتشكيل الحكومة العالمية التي تفرض سلطتها على جميع الدول بدون استثناء. بالطبع فلا يمكن أن تنجح هذه الحكومة في أداء مهمتها إلا بعد القضاء على وباء الإرهاب الاعمى.
والحكومة العالمية يمكن أن تضم الدول الثماني الكبار في العالم بالإضافة إلى مجلس الأمن الدولي وكذلك رؤساء الدول الذين يمتلكون مقعدا في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وهكذا يمكن لهؤلاء الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثين شخصا أن يمثلوا جميع المناطق الجغرافية في العالم. وهذه الحكومة العالمية ينبغي أن تمارس سلطتها تدريجيا على المؤسسات الدولية وبخاصة المؤسسات المصرفية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالإضافة إلى منظمة التجارة العالمية، ومحكمة الجزاء الدولية ووكالات البيئة ونزع الأسلحة.
وينبغي تأسيس بنك عالمي يوحّد العملات الموجودة حاليا حتى تتوصل البشرية يوما ما إلى عملة واحدة على غرار اليورو الذي وحّد أوروبا. وينبغي على هذا البنك العالمي أن يموّل مشاريع التنمية الكبرى في العالم وبخاصة في البلدان الفقيرة التي تعاني من سوء التغذية والجوع. وهذه الحكومة العالمية ينبغي أن تكون مزودة بصلاحيات تتيح لها أن تفرض احترام مبادئ الديمقراطية على الجميع. وبالتالي فسوف توضع كل مصادر الاستخبارات والعمل البوليسي تحت تصرفها. وهذه الحكومة سوف توضع تحت مراقبة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعندئذ ينبغي على ممثلي الحكومة العالمية أن يبلوروا الميثاق العالمي للحقوق الأساسية للمواطنين في شتى أنحاء العالم.
ربما كان هذا الكلام يبدو حلما طوباويا الآن. ولكن كل المشاريع الكبرى في التاريخ ابتدأت بالأحلام الطوباوية.
وإذا ما تحقق هذا النظام الديمقراطي الاشتراكي الكوني يوما ما فإن عليه أن يبلور أهدافا أخلاقية طموحة جدا بالإضافة إلى كل ما سبق. فحضارة بلا أخلاق لا معنى لها. عليه أن يحمي البشرية من المخاطر التي تهددها وأن يؤمن للجميع الحياة الحرة الكريمة.
ولكنه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تخلت الدول الغنية عن أنانيتها وقبلت بأن تشاطر الدول الفقيرة بعض ثرواتها الفاحشة لكي تنتشلها من براثن الجوع والفقر والحرمان.
للأسف فإننا في الحالة الراهنة للأمور أبعد ما نكون عن تحقيق هذا المشروع العظيم للبشرية. فالجماعة الدولية لا تكرس الآن لمحاربة الفقر ومساعدة التنمية أكثر من 50 مليار دولار في السنة. هذا في حين أنها تكرس للمصروفات العسكرية وصناعة الأسلحة 800 مليار دولار!
ولكي تموّل الحكومة العالمية مشاريعها عليها أن تجبي الضرائب من الأغنياء بشكل خاص والطبقات الوسطى أيضا كلّ بحسب إمكانياته. والمبالغ المتجمعة ينبغي أن تستخدم للقضاء على الفقر وتحويل الكرة الأرضية إلى جنة على غرار أوروبا الحالية مثلا.
إذا ما مشت البشرية في هذا الخط فإنها ستنتصر على كل التحديات والمخاطر. وعندئذ يمكن القول بأن الجنس البشري أصبح كله حضاريا بالفعل. وعندئذ تطيب الحياة على سطح هذه الأرض ولا تعود نشرات الأخبار مليئة بالحروب، وأعمال العنف، والقتل، والتفجيرات العمياء، والدمار. ( هشام صالح: الشرق الاوسط اكتوبر 2007 ).
القسم الثالث : الديمقراطية الليبرالية .



#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية 1/3
- نعم بهتت ذكرى لينين
- الدكتور محمود عبد اللطيف مطلب: الفيزياوي العراقي اللامع
- ماركس و الشيوعية Communism
- ماركس و فائض القيمة
- انجلز بين ديالكتيك الطبيعة و الدوغمائية
- تعليق من زوجة الشهيد عماد الأخرس
- الاستبداد و نمط الانتاج الاسيوي
- ملف كامل شياع من جديد
- أستشهاد المناضل عماد الاخرس
- نقد الخطاب الاسلامي السياسي 1-3
- ماركس يطرد بوش من مملكة اللة 2-2 ( انجلز و الدين)
- بروليتارية... أو طبقة عمالية
- ماركس يطرد بوش
- سلامات........ للزميلة مكارم أبراهيم
- أوهام الشيوعيين الكلاسيك ( النمري نموذجا) مناقشة التعليقات
- نداء تضامنا مع دعوة السيد حامد الحمداني
- الوصية السياسية أفكار بليخانوف الأخيرة 2-2
- أوهام illusion النمري
- الوصية السياسية أفكار بليخانوف الأخيرة 1-2


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - الديمقراطية 23 : الإشتراكية ديمقراطية