أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - بغداد بين التبعية واللاتبعية في دعوة محمد رضا رحيمي















المزيد.....

بغداد بين التبعية واللاتبعية في دعوة محمد رضا رحيمي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد العاصمة التي اريد منها ان تعود وتنفض غبار الماضي المظلم وتتألق فيها انوار الفكر ويعاد بناؤها المادي والروحي على اسس المواطنة باعتبارها مدينة الفسيفساء للمكونات التي تزخر بها البلاد، هذه المدينة العتيدة ذو التاريخ في صراعها الطويل مع من ارادوا استعبادها وفنائها، بغداد كان في تصور من يشتاقون لها ولشأنها ان يعلو سوف تُجدد بهمة من كانوا ضحايا النظام السابق وسيجد هؤلاء الضحايا المتمسكين بالوطن بشكل قدسي على الرغم من الاقوال التي تقول ــ اينما يكون رزقك فذاك وطنك او الوطن حفنة تراب، و من لا يمتلك في وطنه نخلة فاي وطن هذا، فالقدسية في هذا المعنى ليس الامتلاك او الرزق او حفنة التراب، بل في الجذور التاريخية للافراد والجماعات والذكريات المترابطة ما بين الماضي والحاضر التي تمرح فيها النفوس، والعلاقات المسؤولة التي تربط بين المكونات القومية والدينية والعرقية في الشكل والمضمون تجاه الحوادث والمسؤوليات والمحاولات غير القليلة لشق وحدتها الوطنية وحرفها عن المواطنة، ولكن ولشديد الاسف نجدها قد سُيرت الى موقع غير موقعها وفرضت عليها بقوة السلطة والسلاح الروح الطائفية والتقسيم الكونكريتي بين الاحياء الشعبية التي ترتبط بارتباطات روحية ما بين الدم والتاريخ المشترك، واصبح الخوف والريبة اسس للتخلص من الكوارث المصطنعة والخلافات غير المبدئية، بغداد التي بقت تدفع ثمن سادية القتل الارهابي والميليشيا الطائفية وسادية شهوة الحكم بدت صغيرة مخذولة بعد دعوة النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي ووجهاً لوجه مع رئيس الوزراء نوري المالكي في زيارته الاخيرة، فقد دعا محمد رضا رحيمي هذه المرة وبكل صراحة بعدما تحدث عن العلاقة الفريدة والمتينة مؤكداً " يتم تدبير مؤامرات على المستوى الدولي ضد الشعبين الايراني والعراقي ( عن اي تدبيردولي يتكلم والامريكان والانكليز هم جلبواالاشقاء ومازالوا يساندوهم!! ) بسبب معتقداتهما وأهدافهما، وإذا اتحد البلدان بشكل تام سيشكلان قوة كبيرة على الصعيد العالمي " ويظهر أن زيارة نوري المالكي ودعوة محمد رضا رحيمي الى ضم العراق الى ايران عن طريق اتحاد تام من نوع يفهمه الجميع جاءت كرد فعل على زيارة طارق الهاشمي الى تركيا وتصريح رئيس وزراء تركيا اردوغان، وبالطبع نحن نسجل كما كنا في السابق موقفنا الرافض للتدخل في شون العراق ومن اية جهة كانت تركية او ايرانية او غيرهما، الا والحقيقة تقال لم نسمع من اي مسؤول تركي في مركز محمد رضا رحيمي او دونه تصريحاً يريد ضم العراق الى تركيا في " اتحاد تام " ما عدا تلك التصريحات العدائية الشوفينية التي صدرت من البعض بعد الاحتلال والسقوط التي تطالب بضم ولاية الموصل وكركوك وقد اقمنا الدنيا بالضد منها ومازلنا نشعر بخيبة امل من كل دعوة للتدخل بما فيها قصف القرى الحدودية العراقية في الاقليم بحجة حزب العمال الكردستاني وطالبنا الحكومة العراقية بالتدخل ورفض الاعتداء الخارجي على البلاد ، ولهذا ومن خلال هذا الموقف الواضح والمستقل نستهجن وبشدة دعوة محمد رضا رحيمي " للاتحاد التام" الذي يعني في جوهره ضم العراق وجعله تابعاً لحكام طهران لاننا نجد في هذا التصريح الروح الطائفية السائدة والقائمة على الغاء المكونات العراقية الباقية وهي تشكل الاكثرية في المجتمع العراقي، وعلى الرغم من ردة الفعل الضعيفة من قبل التحالف الوطني وبالذات ائتلاف دولة القانون الذي جاء على لسان علي الشلاه " ان دعوة نائب الرئيس الايراني الاخيرة لاتحاد تام بين العراق وايران هي تعبير مجازي يعبر عن الطموح بالتعاون وبناء علاقات جيدة وليس كما يعتقد البعض بانه اتحاد بين بلدين" وهذا التفسير المبطن عن المجازي الخبيث الذي كما تفسير الماء بالماء محاولة لتبرير تدخل ايران كنظام في شؤون العراق، وكما هو معروف ان التعاون التجاري والاقتصادي والسياسي كبير وواسع جداً فاي علاقة متينة يبحث الحكام في طهران عنها! ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد من قبل رئيس الوزرار نوري المالكي والبعض من دولة القانون؟ عندما صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وقد هددوا اردوغان على لسان القيادي في الائتلاف وليد الحلي بفتح الملفات بهدف تحريض الاحزاب التركية ضد حكومة اردوغان وهذا شيء عجيب فمن بيته من زجاج عليه ان لا يرمى الناس بالحجارة وبالطبع نحن ضد تصريحاته وتدخلاته، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي والوفد المرافق وطلب رحيمي في حضرته وامامه بشكل مباشر لم ينبس بكلمة او يرد بحرف ولم يعترض على عدم وجود العلم العراقي ووجود العلم الايراني فقط أمامه، الا يدل ذلك على الكيل بمكيالين حول علاقات العراق بجيرانه ؟ ولماذا صمت الناطقون الرسميون واعضاء في التحالف الوطني وائتلاف دولة القانون عن دعوة محمد رضا رحيمي الواضحة كل الوضوح ؟ الا يدل ذلك على الروح الطائفية وعدم التمسك بمصلحة العراق والشعب العراقي الوطنية قبل اية مصلحة اخرى، عربية ان كانت او تركية او ايرانية او امريكية... الخ أما تصريح النائب عن ائتلاف دولة القانون حسين الاسدي (اراد ايكحله لكن عماهة ) فقد اعتبر دعوة رحيمي " أعتقد أن دعوة نائب الرئيس الايراني الاخيرة لاتحاد تام بين العراق وايران، المقصود منها توحيد المواقف على المستوى السياسي وفيما بتعلق بأمن المنطقة واستقرارها فضلا عن دور البلدين في التنسيق المشترك فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية بما يخدم مصالح البلدين"، لا يمكن لجميع التبريرات ان تحجب عين الشمس بغربال فالافضل بهم بدلاً من ذلك ان يقفوا موقفاً وطنياً صريحاً لأن الدعوة للاتحاد معناها دعوة للاندماج الطائفي، وتعتبر اول حالة غريبة وفريدة من نوعها في تاريخ العراق الحديث لأن دعوات الوحدة العربية الفورية والاتحاد العربي التي دعت اليها البعض من القوى القومية وبضمنهم حزب البعث باءت جميعها بالفشل لاسباب موضوعية وذاتية، وكان من الافضل ان تقوم الدعوة حول التعاون في مجالات عدة لمصلحة البلدين وتقوية الروابط على اساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية والالتزام باواصر الجيرة والصداقة التي بالتاكيد ستكون لمصلحة الشعبين العراقي والايراني بدلاً من هذه الدعوات والتصريحات ومحاولات التدخل المباشر وغير المباشر لتسيير سياسة الحكومة العراقية باتجاه تبعيتها وفرض مفاهيم ولاية الفقيه او انشاء تحالف طائفي وجر العراق الى مخاطر المواجهات والخلافات وهو الذي بأمس الحاجة للتعايش بسلام وامان مع محيطه العربي والاقليمي.
لقد اثارت دعوة محمد رضا رحيمي موجة واسعة من الاستياء والسخط ليس على الدعوة فحسب انما على المراوغة والتبريرات التي صدرت من البعض ومن ثم عدم رد رئيس الوزراء نوري المالكي حيث لم يكلف نفسه بالتوضيح لمصلحة العراق والشعب العراقي كما فعل مع رجب طيب اردوغان وهو الذي يكرر في كل مناسبة وغير مناسبة عن استقلالية الحكومة العراقية ويقف قولاً بالضد من التدخلات الخارجية وبضمنها تدخلات ايران وربط البعض هذه الدعوة بتلك التصريحات من قبل قائد فيلق القدس العميد قاسم سليماني في 20/1/2012 " ان العراق وجنوب لبنان يخضعان لارادة طهران وأفكارها" ومنوهاً عن امكانية طهران تشكيل حكومات اسلامية في كلا البلدين .. فهذان المسؤولان الكبيران لم ينطقا عن الهوى بل هو نهج وسياسة مخطط لها من قبل حكام ايران تجاه العراق والمنطقة والتدخل في الشأن الداخلي، وقد حسبها البعض بان ذلك يعود للتطابق الطائفي والرضى من قبل نوري المالكي وقضية دعمه ومساندته فيما يخص بقائه كرئيس للوزارء، كما اشير بان التوجه الايراني هدفه الهيمنة والاستحواذ وسلخ العراق من انتمائه العربي بعد ان وجد حكام طهران ان العقوبات الاقتصادية والحصار المفروض عليهم جعلهم ينعزلون عن العالم بسبب برنامجهم النووي ومحاولات الاستحواذ على السلاح النووي الذي يهدد امن وسلام المنطقة وقمعهم للشعوب الايرانية وفرض نهج ولاية الفقية بقوة ارهاب الدولة وعنف المؤسسات الامنية تجاه اية معارضة حتى لو كانت سلمية.
لقد آن الاوان إلى فهم دور البعض من الدول فيما يخص الوضع الداخلي العراقي ومحاولاتهم لتسيير سياسة العراق مع نهجهم وسياستهم بعدما يسيل لعابهم للثروة النفطية وغير النفطية الهائلة التي يمتلكها العراق، وما حقول جزيرة مجنون الا مثالاً يدل على تلك الاطماع، وهذا ما يتطلب ايقاف اي تدخل والوقوف بحزم وقوة ضده كي يحترم الشعب العراقي هذه المواقف الوطنية.. ان مسبة التاريخ لعنة على كل من يتهاون ويساوم على مصلحة الوطن.. وبالتأكيد ستبقى بغداد كما هو العراق ملكاً للشعب بجميع مكوناته وطوائفه وقومياته واديانه واعراقه ولن يتهاون المخلصون من الذود عنها وعن العراق مهما كانت التضحيات جسيمة .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة - أيظنّ - في تصريح الناطق الرسمي لعمليات بغداد
- فنّ الرحلة الأخرى
- الديمقراطية المستهلكة
- ذكرى تأسيس حزب الشغيلة وتطورات المرحلة
- هل القمة العربية حدث مهم في البداية والنهاية؟
- عقدة معاداة الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية
- شراكة.. أو الحقيقة لا شراكة الوطنية
- على ما يظهر.. لا ناهية لمسلسل الدم والتفجيرات الإرهابية
- الأوضاع السياسية المستجدة والقمة العربية
- العودة لقضية استغلال اسم الجاليات العراقية
- هل عادت حليمة لعادتها القديمة؟!
- نتائج الربيع العربي بين التحقيق والتغيب
- قضايا المرأة والتغيرات الجديدة في البلدان العربية
- هل الإنسان العراقي اثمن رأسمال بين القتل والأغذية الفاسدة؟
- لا بأس بهِ من ملامح
- الدستور العراقي والفيدرالية التي تثير الفتنة
- تداعيات المؤتمر الوطني والحوار الوطني الديمقراطي
- لعبة الادعاء بمسؤولية مجالس الجاليات وغيرها في الخارج
- وزارة شؤون المرأة العراقية لا تمثل المرأة العراقية
- هل هو عداء إيراني تاريخي أو عداء آخر؟ .. أم ماذا؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - بغداد بين التبعية واللاتبعية في دعوة محمد رضا رحيمي