أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هل هو عداء إيراني تاريخي أو عداء آخر؟ .. أم ماذا؟















المزيد.....

هل هو عداء إيراني تاريخي أو عداء آخر؟ .. أم ماذا؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما شن النظام السابق الحرب على إيران في 22 / أيلول / 1980 كنا بالضد من هذا الاعتداء واعتبرناه ظالماً ومنافياً لأبسط الأعراف والتقاليد، ووقوفنا المبدئي حينذاك دليل على ما نكنه كشعب عراقي من احترام لشعوب الدول المجاورة الصديقة، ودليل على أننا شعب يريد السلام والأمان وبناء علاقات متكافئة على أساس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى، فهل طبق حكام إيران ذلك بعد الاحتلال وسقوط النظام؟ وهل كفوا من التدخل في شؤون بلادنا الداخلية؟ أم أنهم تدخلوا فعلاً وصدروا لنا أدوات الموت من السلاح والرجال ودعم المليشيات المسلحة التابعة لهم مادياً ومعنوياً وحجب مياه الأنهار والجداول وووو...الخ ؟ كيف يتسنى لنا تصديقهم عندما يدعون أنهم يكنون لنا المودة والصداقة ولا يتدخلون في شؤوننا الداخلية وهذه التصريحات وغيرها من قبل مسؤولين في الدولة الإيرانية! أو من قبل سفرائهم وما تبثه قنصلياتهم من إشاعات وأخبار غير دقيقة؟ ثم هل فتحت أبواب جحيم المخدرات التي أصبح العراق سوقاً للاستهلاك والتصدير للدول أخرى وأكثريتها تأتي عن طريق الجارة الصديقة إيران وشقيقة البعض من حكام العراق؟.
الدخول بشكل مفصل يحتاج إلى العديد من المقالات والمصادر ولكن المتابعين المحايدين لحجم التدخل الإيراني يفقهون انه تدخل ليس في الغيب إنما هو من ضمن الوقائع المادية التي حصلوا عليها خلال ما يقارب التسع سنوات وهي مستمرة لحد هذه اللحظة.
ــــ فماذا يريد حكام إيران من بلادنا الجريحة بالصراع اللامبدئي بين الكتل الكبيرة على المناصب والكراسي وبالإرهاب والتفجيرات والقتل العشوائي والميليشيات المسلحة التابعة والفساد؟
ـــ وهل هو عداء إيراني تاريخي أم عداء استحدث بعد حرب الثمان سنوات؟
لا أريد استبيان ما خلف تصريحات قائد فيلق القدس قاسم سليماني" العراق وجنوب لبنان يخضعان بشكل وآخر لإرادة طهران وان بامكان إيران تنظيم أية حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك" والذي وصفها حتى مقتدى الصدر " قبيحة وخاطئة" وهي تصريحات واضحة ومكشوفة وسمعها عشرات الآلاف من الناس والذي نفته بعد ذلك وزارة الخارجية الإيرانية وقامت قائمة حزب الله في لبنان فأصدر بياناً دافع عن قاسم سليماني كدفاع أخ حميم عن أخيه وان كان باطلاً واتهم حزب الله بمن وراء " الحملة التضليلية التي أطلقتها جماعة أمريكا " لا باس من الدفاع فالناس أحرار فيما يتصورونه ويدافعون عنه ولا سيما وان حزب الله وعلى رأسه السيد نصر الله قد أعلن مراراً وتكرراً انتمائه وإيمانه العميق بولاية الفقيه الإيرانية، ومن باب حق الرد فنحن نقول أن هذا التصريح يندرج مع تصريحات عديدة تصب بالمعنى أن العراق تابع ذليل لحكام إيران وأنهم يستطيعون التلاعب بمصيره حسبما يشاءون ويرغبون وهذا ما يزيد الاستغراب وبخاصة عند العودة إلى الجانب الإيراني الذي استمر ويستمر في تصريحاته التي تعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للعراق، ولو راجعنا الكثير من التصريحات ودققنا التدخلات من خلال المسؤولين والقنصليات المنتشرة لوجدنا أن هذا الكم الهائل لم يكن عفوياً بل والحقيقة انه معد وفق مخطط مشبوه له استراتيجية بعيدة المدى حول كيفية الهيمنة على الجنوب والوسط بوسائل عديدة ووفق تكتيك قصير المدى يعتمد استغلال العتبات المقدسة والزيارات الدينية والعديد من المنظمات والأحزاب التي تستخدم للترويج والدعاية والانخراط في العنف والعديد من الكتاب ذو الصفة الطائفية، ثم تراخي الحكومة أمام هذه التحركات وعدم الوقوف بجدية بالضد منها ما عدا البعض من التصريحات الخجولة جداً، ولو قارنا بالموقف الصريح الذي وقفه نوري المالكي بالضد من التدخل التركي من خلال تصريحات رئيس الوزراء التركي لوجدنا أن هناك علّة في الموقف الحكومي الرسمي من تدخلات إيران في الشأن الداخلي هذه العلّة تكمن في المحاباة التي تظهر مدى التأثير الإيراني على البعض من أطراف الحكومة العراقية، إلا أن الأمور أخذت منحى آخر بعدما تأكد للكثيرين تلك المحاباة والتأثيرات وأصبح الأمر لا يطاق وكشف المخفي والمستور وجرت ادانات كثيرة من قبل حتى حلفاء قريبين لدولة القانون لموقف الحكومة المتراخي من تدخلات وتصريحات المسؤولين في الدولة الإيرانية حيث نفذت وبالتأكيد بموافقة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كان المفروض به أن يرد بنفسه كما رد على رئيس الوزراء التركي، نقول نفذت مريم الريس المستشارة في مكتب رئيس الوزراء بعدما أكد السفير الإيراني علي دنائي فر " أن بلاده إيران ترفض الأقاليم والفيدراليات في العراق" وقد حذرت الريس الجانب الإيراني بعدم التدخل في الشأن العراقي وإطلاق تصريحات بهذا المعنى وأشارت الريس " أن حديث السفير الإيراني مرفوض جملة وتفصيلاً لأن مسالة الأقاليم لا تخصه بل هي عراقية صرفة حددها الدستور" وعلى الرغم من هذا الرد فان الحكومة وبالذات رئيس الوزراء مازالت مطالبة بعدم الكيل بمكيالين والتفكير بأنها حكومة عراقية وليس تبعية إيرانية أو غير إيرانية وجاءت بعد انتخابات نيابية شارك فيها الملايين من العراقيين وأنها جاءت أيضاً وفق تحالفات وتوافقات سياسية واتفاقيات بين الكتل صاحبة القرار.
وهكذا يظهر أن الحكام في طهران يرفضون الفيدرالية في العراق ولا يعترفون بأن العراق دولة لها دستور وبرلمان ورئيس جمهورية ومجلس وزراء وجيش وشرطة وأحزاب مختلفة وهي عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية، وما نحسه أن المحاباة وعلامات الرضا الباطنية مازالت تتحكم في مواقف البعض من الكتل والمسؤولين الحكوميين يتضامن معهم جمهرة من الكتاب والمثقفين الطائفيين التابعيين فتراهم يغلقون عقولهم ويغمضون عيونهم عن التدخلات الإيرانية لكنهم يقيمون الدنيا على جهات غيرها ونحن معهم ولكن ليعم على الجميع وبدون محاباة وانحياز مما يدل على مدى تغلغل النفوذ الإيراني المعتمد على الطائفية قبل كل شيء، وإلا لماذا لم تستدع الحكومة العراقية السفير الإيراني وتطالبه بعدم التدخل في الشأن العراق مثلما فعلت مع السفير التركي على ضوء التصريحات من قبل رئيس الوزراء التركي؟ ولماذا يتظاهر البعض وبالتأكيد بتحريض من قبل البعض ضد تدخلات تركيا ولا يتظاهرون ضد التدخلات الإيرانية التي تفوق عشرات المرات على غيرها؟ ومع ذلك فإن أي تدخل ومن أي طرف خارجي كان هو مرفوض ولا يمكن التهاون معه لهذا السبب أو ذاك، والتدخل الإيراني السافر يفتقد لأبسط معايير اللياقة الدبلوماسية لأنهم يتصورون أن الطائفية هي التي ستتغلب على الإرادة العراقية الوطنية الحرة وبالتالي سينفردون في ما يدْعون إليه من إقامة حكومات حسب رغبتهم وتوجهاتهم وأهدافهم و " طز على الشعب العراقي!" لكنهم بهذا يدفعون أكثرية الشعب لكراهيتهم لأن الوطن عزيز لا يمكن أن يذلّ مهما كانت الدعوات، كما أن العراق ليس تابعاً لدولة فارس أو عثمان وغيرهما ومن باب أولى إقامة علاقات حسن الجوار واحترام متبادل لمصلحة الطرفين على أساس التكافؤ بدلاً من امتطاء موجة العقلية التي تريد الاستحواذ على الآخر من اجل استغلاله وتنفيذ مآرب شريرة.
إن الوقوف ضد التدخلات الخارجية يجب أن لا يكال بمكيالين، فالتدخل هو التدخل وأهدافه معروفة وأشكاله وان تغيرت لكن هدفها واحد هو إلغاء الهوية الوطنية، فعلى الحكومة العراقية ورئيس الوزراء وكل من يحرص على البلاد أن يدين أي تدخل ومن أي طرف بدون استثناء وهذا ما يجعل أكثرية الشعب العراقي متضامنة وداعمة لهذه المواقف ولن تبخل بأي تضحية في سبيل مصلحة العراق.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم وحدة الدولة العرقية بين الحقيقة والادعاء
- حديقة بغداد الغيبية
- الجيش العراقي والتناقض ما بين الماضي والحاضر
- غبار لغلق الحكمة في التبصير
- أهداف التصريحات الطرزانية الموجهة!
- إلى متى يجري السكوت عن جرائم حكام تركيا ؟
- دمشق الحبّ والزيتون
- عام 2012 والفقر صفة ملازمة للأكثرية من العراقيين!
- هل الدعوة لحل البرلمان وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنهي الأ ...
- لماذا لا ترد أملاك الذين استولى عليها النظام السابق ؟
- هل وصل الصراع إلى حد الاحتراب واللاعودة؟
- العقلية المتخلفة التي ترى وجه المرأة فرجها في المجتمع
- صدى هبوب الغبار
- ديمقراطية راسبوتين بوتين والانتخابات الروسية الأخيرة
- نزعة التخبط السياسي والتطرف بالرأي يؤدي الى الجمود
- إذا أردنا التجديد والتغيير وقيام الديمقراطية الملتزمة فعلى ا ...
- معاني الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن
- 1 إدراك تسابق الوقت
- هل تُنسق الحكومة العراقية مع طهران بخصوص سكان اشرف؟
- محاولة بيع المسرح الوطني أو تأجيره دليل على هدف الخصخصة


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هل هو عداء إيراني تاريخي أو عداء آخر؟ .. أم ماذا؟