أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - محاولة بيع المسرح الوطني أو تأجيره دليل على هدف الخصخصة














المزيد.....

محاولة بيع المسرح الوطني أو تأجيره دليل على هدف الخصخصة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البدء نقول مر خبر بيع المسرح الوطني أو كما نقل تأجيره إلى تاجر من تجار القطاع الخاص بدون أية تداعيات إلا اللهم بعض الكتابات المتفرقة هنا وهناك بدون إن نعرف تفاصيل هذه الصفقة إذا كانت صحيحة أو ربما مفبركة " إشاعة " يراد منها خلق استياء وبلبلة وهذه الأخيرة تجارة تنامت في العراق وأصبحت مربحة للبعض من وسائل الإعلام والكتاب والسياسيين وحتى نواب المجلس النيابي، وعلى الرغم من المتابعة والبحث عن الحقيقة لكن متابعة هذه الموضوعة لم تف بالغرض اللازم وبقت كأنها طلسم من الطلاسم، ومع ذلك نقول مرة أخرى إذا صح ما تناولته البعض من وسائل الإعلام ثم سكتت بدون أية ملاحقة نشير مرةً ثانيةً أن هناك صمتاً غريباً من قبل الكثير من وسائل الإعلام والمثقفين والإعلاميين والفنانين على ما نشر في بخصوص بيع أو تأجير المسرح الوطني إلا اللهم تلك المظاهرة الاحتجاجية والاعتصام داخل المسرح الوطني من قبل الفنانين التي ظهرت صورها في موقع إيلاف وكذلك البيان الصادر من الاعتصام وبيان الإدانة من قبل نقابة الفنانين العراقيين، وقد تكون القضية منتهية بالتراجع أو أي اتفاق آخر لا نعرف حيثياته أو تفاصيله لكن الكثير من المتابعين ظلوا مثل القول الحكيم " أطرش بالزفة " وبقى القلق يخيم عليهم وعلى كل من تعز عليه رؤية الوضع الثقافي والفني الذي تخيم عليه سحابة سوداء تعمل ليل نهار من اجل حسره وتقليصه ثم القضاء عليه باعتبار الفن والثقافة الملتزمين يضران بالشريعة الإسلامية حسبما تشير إليه البعض من الأوساط والمراجع ورجال الدين ولهذا تتم محاربتهما بشكل مخطط بدء من الضغط على المؤسسات الثقافية والفنية ومنها معهد الفنون الجميلة لكي يتم فصل الطالبات عن الطلاب وعدم السماح لهن بالدراسة في هذا المجال أو نقل المدرسات من المعهد لمجرد أنهن نساء لا أكثر ولا اقل وهذا دليل على مدى الاستهتار بحقوق المواطنين والتجاوز على حرياتهم.
أما قضية بيع المسرح الوطني أو تأجيره للقطاع الخاص فذلك يعد ليس تجاوزاً على حقوق الفنانين والمثقفين ومؤسساتهم بل على حقوق المواطنين لأن هذا المسرح يعد من المسارح التي تعتبر مكسباً ثقافياً وطنياً يخدم الفن المسرحي الحر بعمقه الإنساني ومدرسة ثقافية تساهم في زيادة الوعي ويكمن خلف بيعه بداية الطريق للخصخصة ولإنهاء العديد من الفرق المسرحية الجادة وفي مقدمتها الفرقة القومية للتمثيل وبالتالي الإجهاز على كل ما قدمه المسرح العراقي خلال تاريخه الحافل بالأعمال المسرحية الجادة والمهمة التي تضمنت ما بين التوعية الاجتماعية والسياسية والثقافية وبقى مساهماً في تطوير وعي المواطنين وطنياً وطبقياً، كما كان معهد الفنون الجميلة على الرغم من الإمكانيات الضعيفة قد ساهم مساهمة كبيرة في تطوير العمل المسرحي ومع التطور اللاحق وما شهده الواقع المسرحي من اتساع وتطور وكذلك باقي الفنون الأخرى مما أدى إلى قيام كلية الفنون الجميلة التي تحولت مع مرور الوقت إلى أكاديمية الفنون الجميلة، ولقد تطور المسرح العراقي أبان ثورة 14 تموز 1958 وظهرت الفرق المسرحية الوطنية والديمقراطية وانتشر رواده بين الشباب المتعلم ثم أصبح ظاهرة وطنية يضرب بها الأمثال واشتهر العاملون فيه من ممثلين ومؤلفين ومخرجين وغيرهم لكن سرعان ما بدأ الهجوم عليه وانتقلت الأعمال المسرحية الجيدة إلى الهبوط في شكلها ومضمونها وكذلك هبوط الفن والذوق بعد انقلاب 17 تموز 1968 حيث أصبح بوقاً للحزب الحاكم والقائد الضرغام صدام حسين والبقية معروفة لدى المطلعين.
أن بيع المسرح الوطني لا يمكن إلا أن يكون بداية لهجوم واسع النطاق على قطاع الدولة وهذا ما يخلق مشكلة كبيرة بين العاملين في هذه القطاعات ولنا تجارب في هذا المضمار حدثت في العديد من الدول التي انتهجت في البداية بناء قطاع الدولة أو ما يسمى بالقطاع العام لكنها بمجرد تغيير في القيادات السياسية وكان أكثرها عن طريق الانقلابات العسكرية خطت خطواتها الأولى ببيع البعض من قطاعات الدولة بحجة الخسارة وعدم النفعية وعندما وجدت أنها تستطيع تعميم الخصخصة على أكثرية المنشآت الصناعية والثقافية والفنية وبدون أي رادع شعبي أوغلت فيها لتعممها على جميع مرافق البلاد، وكما نعتقد في العراق فان الحجة موجودة بغياب المراقبة الحقيقية والتفرد بالسلطة وإشاعة عدم الثقة بقطاع الدولة فان من السهولة بمكان أن تسير الحكومة الحالية أو غيرها في طريق الخصخصة الذي سيكون وبالاً على العاملين في قطاع الدولة وتدميراً حقيقياً لهذا القطاع المهم وتحويل البلاد إلى سوق للاستيراد بدلاً من الاعتماد على تطوير قطاع الدولة والقطاع الخاص ولهذا فأن الدعوة للوقوف ضد الخصخصة تكمن في رفض بيع أو تأجير المسرح الوطني على نطاق واسع وبشكل مستمر من خلال العديد من وسائل الاحتجاج وليس الاعتماد على البعض من الكتابات والاحتجاجات سرعان ما خفت واختفت وكأن الأمر كان عبارة عن نزهة طارئة فالسكوت عن الحقيقة أو تغيبها يجعل الماء يمر من تحت أعجاز الجميع.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمويهات عاشقة في غرفة الحديقة
- هل يُدفع العراق للسير إلى المصير المجهول ؟
- تأزم في العلاقات وتعميق الخلافات مع الكويت
- الأسلحة النووية تهديد لأمن وسلام منطقة الشرق الأوسط
- هل سيكون حزب الدعوة حصان طروادة للتحالف الوطني العراقي..؟
- الخطوة للخلف ستحيي الدكتاتور
- الوجه المخفي للعمليات الإرهابية في العراق
- معضلة عَلم النظام السابق وعلم الإقليم
- فرض الحجاب في المدارس للكسب السياسي الضيق بحجة الإسلام
- حجاج البرلمان العراقي والقوانين المسكينة المركونة
- دعوة كي تعرف الفرق ما بين..!
- تداعيات الفتنة الطائفية بالضد من الوحدة الوطنية المصرية
- المكارثية الجديدة وإرهاب المثقفين والعلماء والصحافيين في الع ...
- الكرد الفيلييون ومحنة المزايدة والمتاجرة بحقوقهم المشروعة
- تسويف مواد الفيدرالية في الدستور لمصلحة النهج الشوفيني
- الدكتاتورية الجديدة مصير مظلم ومأساة للشعب العراقي
- التلاعب بالتصريحات استخفاف بمطاليب المتظاهرين
- الموت يخاف الصرخة
- مشروع كاتم الصوت السياسي في العراق
- أنا لا أعرف هادي المهدي


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - محاولة بيع المسرح الوطني أو تأجيره دليل على هدف الخصخصة