أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الكرد الفيلييون ومحنة المزايدة والمتاجرة بحقوقهم المشروعة















المزيد.....

الكرد الفيلييون ومحنة المزايدة والمتاجرة بحقوقهم المشروعة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا احد يستطيع المزايدة على الكرد الفيليين وتضحياتهم غير القليلة التي كانت بسبب مواقفهم الوطنية والديمقراطية والقومية وقد دفعوا الجزية بالدم والسجن والتهجير ومصادرة الممتلكات حتى الشخصية البحتة ونالهم من الإرهاب والظلم ولا سيما في عهد البعث العراقي الشيء الكثير، وكانوا يلاحقون بحقد شوفيني وعنصري واتهامهم الباطل بأنهم ليسوا بالعراقيين، إلا أن الحقد الأكثر عنصرية انصب عليهم لأنهم
أولاً: بسبب أنهم كرد وليسوا " شيعة " لم يتخلوا عن قوميتهم وساهموا مساهمات فعالة في القيادات وفي الحركة التحررية ليس الكردية فحسب بل العراقية
ثانياً: لم يساوموا على مبادئهم ومعتقداتهم القومية والوطنية والديمقراطية وظلوا مخلصين لوطنهم
ثالثاً: قدموا الشهداء والتضحيات الجسيمة من اجل الحرية والديمقراطية وساهموا بكل تفاني وإخلاص في الحركة الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب العراقي لأنهم عراقيون
لقد تحمل الكر د الفيليين الكثير من المآسي في مقدمتها تهجيرهم من بلدهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ومنازلهم وأموالهم واعتقال الكثيرين منهم وبخاصة الشباب الذين تم تغييب الكثير منهم ولم يعرف مصيرهم، فذاقوا عذاب الغربة والتشرد وفقدان الحقوق حتى في إيران المجاهرةُ بالإسلام ولم يمنحوا ابسط الحقوق المتعارف عليها حتى أن الكثيرين منهم هربوا مرة أخرى منها إلى أصقاع الدنيا، وبعد سقوط النظام البعثصدامي واحتلال البلاد كان من المؤمل أن تحل قضايا الكرد الفيليين ويجري أنصافهم وتعويضهم أما باسترجاع أملاكهم وأموالهم ومعرفة مصير أولادهم أو تقديم التعويض اللازم لهم وإعادة جنسيتهم العراقية لكن المماطلات والروتين والسياسة المعادية لحقوق القوميات ظلت تسوّف قضاياهم وتحاول شق وحدتهم أو زرع الفتنة باعتبارهم ليسوا بالكرد وهي عملية مخطط لها لكي يسهل طمس حقوقهم القومية والإنسانية، وما تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الغريبة عن مفهوم الوحدة الوطنية إلا دليل على ذلك فهو يوعز بالتأكيد الطائفي حتى لو كان لا يعني في تصريحه لكن الظاهر فيه تأكيده أن الكرد الفيليين لأنهم " كرد شيعة " عانوا أكثر من غيرهم " وهو قول مردود ومعزول وأدين من قبل قادة كرد فيليين ولا يدل على ما يدعو إليه بالمواطنة وهو للمزايدة السياسية والطائفية لان الكرد أكثرية الكرد كما هو معلوم ولن يستطيع نوري المالكي ولا غيره تغيير الحقائق عانوا بشكل متساوي تقريباً إن كانوا شيعة أو سنة أو من مذاهب أخرى، فحلبجة حوالي (5) آلاف قتيل و ( 10 ) آلاف مصاب والأنفال اكبر جريمة في القرن العشرين وتعد بمثابة مجازر ضد الإنسانية وفقدان اثر حولي ( 180 ) ألف كردي و (8 آلاف) برزاني كردي وغيرهم على ما يظهر لم تحرك مشاعر السيد نوري المالكي لأنه اختلف في الوقت الحاضر مع حكومة الإقليم ويحاول أن يتجاوز على الدستور بخصوص الاستفتاء والمناطق المختلف عليها بما فيها قضية كركوك وهي محاولة مع شديد الأسف كالصيد في المياه العكرة، وعلى يبدو أن السيد نوري المالكي يتناسى ولا يؤثر فيه قيد أنملة ضحايا الكرد وما تصريحه الأخير إلا لإثارة الفتنة والتفرقة بين الكرد فقد صنفهم أعجب واغرب تصنيف لأنه تخبط في تصريحاته المنافية لكل الأعراف والحقائق المتعارف عليها، فعن أية هوية جديدة يريدها للإخوة الكرد الفيليين عندما أكد في تصريحه " مُكون يجب أن يكون له هويته المستقلة وذاته التي يجب أن يثبتها من خلال العمل الحقيقي اليومي المتواصل "
ـــ أليس هم كرد ينتمون قومياً للقومية الكردية ؟
ـــ أم يريدهم أن ينفصلوا عن قوميتهم وينضموا إلى جوقات الطائفية التي تتحكم بالعراق حتى يتم افتراسهم وتهميشهم أكثر ؟
ـــ ولماذا هذا التأخير والمماطلة لحد هذه اللحظة في منح كامل حقوقهم المنهوبة؟
ـــ أليس هو وجماعته والكتل الأخرى المهيمنة على السلطة منذ الاحتلال وحتى الوقت الراهن مسؤولين عن هذه المماطلات والتسويفات وتأخير إنجاز الحقوق لهم؟
ـــ أليس هذه التصريحات إهانة للإخوة الكرد الفيليين ولا سيما اتهامهم بأنهم بلا هوية وهذا ما دعاه لإيجاد هوية لهم ولعله يفكر بان يجعلهم عرب يحسبون على حسابه؟
ـــ كيف يمكن الاستهانة بالكرد الفيليين وبإضاعة حقوقهم حتى يكتسبوا هوية جديدة ولا نعرف ما هي وكيف تكون؟
لقد تحدث نوري المالكي عن الإحصاء السكاني المقرر أجراؤه في العراق وهم نحروه عدة مرات مؤكداً سوف يظهر عدد الكرد الفيليين في العراق، نسأله أي نوع من الإحصاء السكاني سيتم تطبيقه في البلاد ؟ ـــ هل على أساس طائفي أو ديني أو قومي ... الخ وكيف سيكتب في أوراق الإحصاء السكاني الجديدة " كردي سني، كردي فيلي شيعي أو فيلي بدون هوية، كردي بهدناني، كردي سوراني، كردي كاكئي ، أو عربي سني، عربي شيعي، عربي غربي، عربي شرقي، أو تركماني سني، تركماني شيعي ،أو مسيحي كاثوليكي، مسيحي بروتستانتي، مسيحي ارثودوكسي.
أن قضية الكرد الفيليين العراقيين أصبحت كما يقال " علمٌ فوقه نارُ " ومنذ البدء طالبت كل القوى الوطنية والديمقراطية وأكثرية الشعب العراقي بضرورة حسم قضاياهم والإسراع بمعالجة الأضرار التي إصابتهم ومنها ما أصابهم من قرار ما يسمى مجلس قيادة الثورة في العهد البعثصدامي المرقم ( 518 ) وسحب الجنسية واتهامهم بحجة كاذبة كونهم مواطنين إيرانيين، كما طالبت بإلغاء جميع القرارات التي تعيق عودة حقوقهم وليس كما يطالب نوري المالكي بإيجاد هوية جديدة لهم لان هويتهم معروفة ولا داعي للمتاجرة بغيرها، والكرد الفيلييون يعتزون بهويتهم القومية وبمواطنتهم العراقية ولا داعي للإحصاء السكاني الطائفي أو القومي لتأكيد حقوقهم لأنهم مواطنين عراقيين لهم من الحقوق المتساوية مع جميع المواطنين الآخرين بدون تمييز أو تفرقة وتجاوز، لكن على حكومة السيد نوري المالكي وكل الكتل المهيمنة على القرار والسلطة أعادة كامل حقوقهم وليس جزء منها وعدم المتاجرة بهم للكسب السياسي والطائفي فكفى العراق ما وصل له بسبب سياسة المحاصصة الطائفية والحزبية السياسية، وفي آخر المطاف لا يفوتنا أن ننقل رد على حسين الفيلي عضو برلمان الإقليم على تصريحات نوري المالكي " أن تصريحات المالكي بمنزلة إطلاق رصاصة على مشاريع التقارب بين وجهات النظر المختلفة وجميع مساعي إزالة الفوارق بين مكونات المجتمع العراقي" فبينما كل المواطنون العراقيون ينتظرون بفارغ الصبر أن تحسم الخلافات بين كتلة رئيس الوزراء وكتلة علاوي وغيرهما وان يفكرا بمصلحة العراق دون المصلحة الحزبية والذاتية والشخصية ليستقر البلد ويشعر المواطن العراقي بالأمان والاستقرار نجد أن السيد نوري المالكي يحاول بتصريحاته هذه خلق مشاكل بين أبناء القومية الواحدة بعدما غزت المشاكل والنزاعات أبناء القومية العربية والمذهب والطائفة الواحدة، انه عالم غريب كيف يفسر وكيف يمكن أن يحسب هذا التصريح وغيره من التصريحات المعادية لحقوق المواطنين التي تريد استمرار الحريق، أن ينتمي لتوحيد الشعب العراقي للمضي في بناء الدولة المدنية الديمقراطية وإقرار حقوق المواطنة لمكونات الشعب العراقي



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسويف مواد الفيدرالية في الدستور لمصلحة النهج الشوفيني
- الدكتاتورية الجديدة مصير مظلم ومأساة للشعب العراقي
- التلاعب بالتصريحات استخفاف بمطاليب المتظاهرين
- الموت يخاف الصرخة
- مشروع كاتم الصوت السياسي في العراق
- أنا لا أعرف هادي المهدي
- عنجهية حكام إسرائيل ورفض الاعتذار لتركيا
- وعود الإصلاح والتماطل الحكومي وجمعة البقاء 9 / 9 /2011
- مشروع قانون الأحزاب خلل في المبادئ الديمقراطية
- أين انتهى الكتاب الأخضر أين معمر القذافي؟
- سر البار الليلي المسحور
- قرار البرلمان العراقي غير المتوازن في الرواتب الأسطورية
- الضجة حول المسلسل التلفزيوني الحسن والحسين
- حصن العراق الهلامي
- عقدة المجلس الوطني للسياسات العليا
- الفساد وعمليات هروب السجناء على نمط الأفلام
- القوات الأمريكية باقية للتدريب والحصانة..!
- التلويح الإيراني بطلب التعويضات ضغط للتدخل أكثر
- الصحافة الشيوعية العراقية ودورها في تطور الوعي الاجتماعي وال ...
- شعرة ما بين التطرف الديني والتطرف السياسي


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الكرد الفيلييون ومحنة المزايدة والمتاجرة بحقوقهم المشروعة