أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى محمد غريب - فرض الحجاب في المدارس للكسب السياسي الضيق بحجة الإسلام















المزيد.....

فرض الحجاب في المدارس للكسب السياسي الضيق بحجة الإسلام


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 21:58
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الحجاب كما هو معروف في العراق متداول ليس في عهد السلطة الجديدة لبعض من أحزاب الإسلام السياسي فحسب بل في جميع العهود تقريباً، وهو تقليد اعتيادي متعارف عليه بدون أية ضغوطات فوقية حكومية أو حزبية دينية لفرضه بالتهديد أو القوة بل حسب القناعة والحرية الشخصية في التحجب، ومع ذلك فقد كان يشكل نسبة عالية في المجتمع العراقي، ويستعمل من قبل المسلمين دون الأديان الأخرى، ولم نسمع يوماً من الأيام انه فرض بالقوة على المرأة غير المسلمة وهي سمة لازمت المجتمع العراقي وهو يعد حسب الاعتقاد احترام خصوصيات الأديان المتواجدة إلى جانب الإسلام وعدم التجاوز عليها قانونياً واجتماعياً ودينياً، ومع ذلك لم يخلو الوضع من بعض التجاوزات وبخاصة من قبل من يعتقد انه مسؤول عن تطبيق الإسلام حسب اجتهاداته وتوجهاته السياسية الدينية المتطرفة فيستنسخ الرؤيا السائدة التي كانت قبل أكثر من ( 1400 ) سنة ولا يريد أن يفهم التطورات الكبيرة التي عمت العالم في كافة المجالات فيعلن كما فعلتها التنظيمات التكفيرية في العراق ، أما دفع الجزية أوالتهديد بالقتل ... الخ.
لم تنتشر ظاهرة إلزام المواطنات المسلمات أو غير المسلمات بالحجاب المتنوع والغريب إلا في السنوات الثمان الأخيرة وحسب المناطق والمحافظات وتنوعت ما بين ( الجادور الإيراني، والبوشية والزي الأسود الكلي، والنقاب المعروف في بعض الدول) والزم الجميع في بعض المناطق بهذا التقليد البعيد عن التقاليد العراقية المعروفة، وبدأ الاتجاه العنفي في البداية إلى التحرش الجنسي والكلام السوقي اللاأخلاقي بدون تمييز لمجرد وجود سافرة بدون حجاب، ثم التهديد والاعتداء بالضرب وحتى الخطف والاغتصاب، وقد سجلت العشرات من هذه الاعتداءات والتحرشات بدون أي رادع قانوني لا بل العكس فان البعض من تنظيمات أحزاب الإسلام السياسي هي التي باشرت في وضع الخطط لفرض الحجاب التابع وتجاوزت هذه التنظيمات حدود مناطقها في الكثير من الأحيان وانتقلت إلى مناطق أخرى حيث تواجد أجزاء من تنظيماتها، كما لم تسلم الدوائر والوزارات ومجالس المحافظات ودوائرها من التوجيهات السرية والعلنية في فرض الحجاب على الموظفات والعاملات مع تهديدات مبطنة.
إلا أن ما يميز التطورات اللاحقة أنها بدأت تتسلل إلى المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية حيث باشرت البعض من هذه التوجيهات في تجنيد معلمين ومعلمات للتأثير على الطلبة والطالبات وممارسة الضغوط النفسية والتلميحات بالعقاب وإنقاص الدرجات وشمل هذه التوجهات طالبات مسيحيات ( في الموصل ) وصابئيات ( في الجنوب ) وغيرهن، وقد تزامنت هذه الحالة كما تناقلتها الأنباء محافظة الموصل حيث أن العديد من المدرسين والمدرسات السلفيين بدءوا يفرضون الحجاب على الطالبات ليس المسلمات فحسب بل الطالبات المسيحيات وهناك الكثير من الشكاوى من قبل العديد من الطالبات وآبائهن حول الضغوط التي تمارس ضد الطالبات غير المسلمات، وعندما ننتقل إلى المحافظات في جنوب ووسط البلاد نجابه هذه الممارسات أيضاً ويصل الأمر بمنع الطالبات من دخول المدرسة إذا لم ترتد الحجاب وهذه المضايقات أصبحت مألوفة ومعروفة تمارس من قبل البعض من المديرات والمدرسات والمعلمات، ويصل الأمر في الكثير من الأحيان في الجنوب إلى عزل الطالبات غير المسلمات وبخاصة الصابئيات بحجة أنهن غير نظيفات وهي ضغوط يخطط لها وفق تنسيق ما بين الإدارات والبعض من فروع دوائر التربية وعندما أصبحت رائحتها تزكم الأنوف وتناولتها العديد من المصادر ووسائل الإعلام وانتشرت في المجتمع قامت وزارة التربية بتوجيه تحذيراً لإدارات المدارس التي انتهجت فرض الحجاب على الطالبات وطالبت مؤكدة " الحجاب مسألة شخصية تتعلق بالحريات التي كفلها القانون " ومن هذا نستنتج أن الفوضى التي تعم البعض من الإدارات المدرسية في بعض المحافظات ومنها الموصل ومحافظات في الجنوب دليل على تفشي ظاهرة عدم المسؤولية وانعدام احترام القوانين المرعية بما فيها الدستور وحتى توجيهات وزارة التربية دليل آخر على أن البعض من تنظيمات أحزاب الإسلام السياسي في كلا الطرفين تتدخل في شؤون الوزارة وإدارات المدارس من خلال أعضائها الحزبيين الذين يأتمرون بأوامر هذه التنظيمات ويطبقونها على المدارس التي تحت إدارتهم أو لهم تأثيرات حزبية على المدرسين والمعلمين فيها، ومن هنا نجد الازدواجية في المعايير ما بين السياسة التي تعلن عنها الدولة بخصوص الحريات العامة والشخصية وبين السياسة التي تحاول فرض التوجيهات الدينية وحتى الطائفية لخلق قاعدة بناء الدولة الدينية المنافية للدستور الذي يقر الحريات المدنية ونوعية الدولة التي يجري بناؤها، لكن الذي كتب على الورق في الدستور وغيره من القوانين يبدو حبراً تتكفل البعض من القوى المهيمنة على السلطة بمسحه متى تشاء لتضع رؤيتها ومنطلقاتها في أجهزة الدولة من وزارات ودوائر معينة، كما أننا نجد التناقض ما بين وزارة وأخرى ومحافظة وأخرى وحسب التنظيم السياسي الديني الذي يهيمن على مقاليد الأمور في هذه المؤسسات فهو الأمر الناهي الذي يطبق رؤيته دون رؤية العام، ففي الوقت التي تمارس سياسة خاصة يحاول البعض من المسؤولين التنصل منها وما قاله المسؤول في وزارة التربية (وليد حسن) حول موضوع الحجاب يُظهر البون الشاسع ما بين قوله وتطبيقات البعض من إدارات المدارس لكنه يجتهد بطريقة مقيتة بالقول " فرض الحجاب في المدارس هو اجتهاد لستر العورات " ولا نفقه أو نفهم ما يعني بستر العورات! فهل كانت مئات الآلاف من الطالبات العراقيات ومنذ تأسيس الدولة العراقية كاشفات عوراتهن ؟ أم يقصد أصابع اليدين والوجه والعينين أو أصابع القدمين... الخ!! أليس هذه قمة التخلف والرجعية والتجني على طالباتنا ونسائنا اللاتي شغلن وما زلنا يشغلن مناصب عالية في الدولة وفي الوزارات والدوائر الحكومية وفي السفارات والجامعات والمستشفيات والعاملات وغيرها؟ كيف يمكن لمسؤول في وزارة التربية أن ينطق بقبيح من القول على الرغم من قوله بأن وزارة التربية لم تصدر أي توجيه أو قرار وهي اجتهادات شخصية " لستر عورات الطالبات "، ومن قوله نستطيع إطلاق المثل المعروف " من هذا المال حملوا جمال " فإذا كانت الاجتهادات الشخصية متنفذة وتتحكم بهذه الطريقة وتعتبر نفسها فوق الدستور والقانون وفوق ما قاله نائب في لجنة التربية في المجلس لا يمكن فرض الحجاب لأنه يعد مخالفاً للدستور فلنقرأ على العراق السلام.
إن الطريقة السليمة في إنقاذ التعليم والتربية من براثن التعتيم هي إتباع البرامج العلمية التربوية التي تتمثل بالوطنية والولاء للوطن وبهذه الطريقة ممكن التخلص من أي طريق يضلل الفكر ويدفعه إلى مجالات المجهول معتمداً على الحزبية السياسية المرتدية ثوب الدين أو الطائفية أو أي نهج يضر العقول الشابة التي ينتظرها الوطن لتكون عماداً للتربية الوطنية وبناء أجيالاً واعية وصحية تنتمي له وتجتهد في العمل من اجل بنائه وبناء الأجيال القادمة التي تؤمن به وليس بفكر وتوجهات حزبية ضيقة لا يهمها إلا مصالحها الضيقة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاج البرلمان العراقي والقوانين المسكينة المركونة
- دعوة كي تعرف الفرق ما بين..!
- تداعيات الفتنة الطائفية بالضد من الوحدة الوطنية المصرية
- المكارثية الجديدة وإرهاب المثقفين والعلماء والصحافيين في الع ...
- الكرد الفيلييون ومحنة المزايدة والمتاجرة بحقوقهم المشروعة
- تسويف مواد الفيدرالية في الدستور لمصلحة النهج الشوفيني
- الدكتاتورية الجديدة مصير مظلم ومأساة للشعب العراقي
- التلاعب بالتصريحات استخفاف بمطاليب المتظاهرين
- الموت يخاف الصرخة
- مشروع كاتم الصوت السياسي في العراق
- أنا لا أعرف هادي المهدي
- عنجهية حكام إسرائيل ورفض الاعتذار لتركيا
- وعود الإصلاح والتماطل الحكومي وجمعة البقاء 9 / 9 /2011
- مشروع قانون الأحزاب خلل في المبادئ الديمقراطية
- أين انتهى الكتاب الأخضر أين معمر القذافي؟
- سر البار الليلي المسحور
- قرار البرلمان العراقي غير المتوازن في الرواتب الأسطورية
- الضجة حول المسلسل التلفزيوني الحسن والحسين
- حصن العراق الهلامي
- عقدة المجلس الوطني للسياسات العليا


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى محمد غريب - فرض الحجاب في المدارس للكسب السياسي الضيق بحجة الإسلام