مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 22:37
المحور:
الادب والفن
نص نثري
ــــــــــــــــــ
على صدغي
وجوه من المدينة القديمة
تراثية الملامح واللغات
تطل من الجبال والوديان والسهول
تحط مثل طيور سنونوْ
على سحبٍ من ظلالٍ لأغصان الصنوبر العجوز
الصنوبر الذي لم تزحزحه قيد أنملة تلك السنين العجاف
الصنوبر الذي أكلته الريح ببطء شديد
أصعد حاضراً في الوعي
على ظهر التجلي
وأعلنُ .. أنني ساحر المشوار في الأحجار
وأعلنُ.. أن أمتار الرمال تُفقد الطريق
وأعلنُ.. أن أنهاراً من البقع الملونة
لوثت التاريخ .
أميل على مداخل جسدي
وعلى أنصار الدفوف التي ترن في رؤوس القابعين
أرتاب ارتجافاً، من سماتٍ تنزف القول والمعنى
أقول بصدقٍ فطري لتلك الملامح..
في سياق الزمن الملعون
لا باس أن تمضي عيون الشخوص على بقعة سوداء
لا بأس أن يأتي المساء
مخلفاً ألقاباً من الحس المشجر
بعنقودٍ من الحزن الشفيق
يفجر القهر الكظيم
ويدفع الدمع إلى الخدود
آثاره تبقى سنين و سنين
أقول بصدقٍ من وجعٍ قديم..
أيتها الملامح التي تنتظر القافلات
لا بأس أن تلتقي الأصوات
صوت ناعم في نبراتهِ
صوت فاحم في ألوانهِ
صوت يُشْجر ارتجافاً من الخوف المداهم
وصوت يحنو كالطفل على صدر أمه
ثم يغفو
ويغفو...
أقول بصدقٍ عن ما يدور في متسع الانتظار
لا باس أن يغفو قليلاً
شرط أن ينتهي الضجيج
وتعود المدينة بالوجوه القديمة
لا بالوجوه النميمة
شرط أن تغني الأصوات أغنية مشهورة
عن زمن الحب المنسي
شرط أن يرددها الأطفال
دون السادسة
تحت ظلال أشجار الصنوبر العجوز
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟