|
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيديولوجية، والسياسية...!!!.....6
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 00:40
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلى:
ـ الرفيق الكبناني، المناضل الطليعي.
ـ كل طليعي، يحرص على أن تصير الاشتراكية العلمية، اشتراكية علمية، وليست شيئا آخر.
ـ كل من اقتنع بالاشتراكية العلمية، ووظف منهجها العلمي، في التعاطي مع الواقع، بعيدا عن كل ما لا علاقة له بالعلم، بمعناه الاشتراكي العلمي.
ـ كل من تعامل مع الدين، أي دين، على أنه شأن فردي، ولا يمكن أن يصير غير ذلك.
ـ كل من يحرص على أن يصير الدين الإسلامي، كمعتقد فردي، متحررا من الأدلجة.
ـ من أجل مجتمع بعقل علمي.
ـ من أجل دين بلا أدلجة.
ـ من أجل إنسان متحرر، وبعقل علمي، يمكنه من الاختيار الحر، والنزيه.
ـ من أجل مغرب متحرر، وديمقراطي، واشتراكي.
محمد الحنفي.
الاشتراكية العلمية، لا يمكن أن تكون منطلقاتها إلا علمية:.....1
وبيت القصيد، بالنسبة إلينا، هو المنهج الذي يعتمد في تحليل الواقع، في أبأبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل الوصول إلى نتائج تعتمد في بناء نظرية عن الواقع، والعمل على تفعيلها، بواسطة حزب معين، من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف المحددة، التي من بينها الوصول إلى السلطة، من أجل تصريف البرنامج الحزبي، لتحقيق نظرية الحزب، والأهداف الحزبية، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، الذي قد تستفيد منه الجماهير الشعبية الكادحة، وقد تتضرر منه.
فالحزب المؤدلج للدين الإسلامي، يعتمد المنطلقات الدينية / المثالية، التي يبني على أساسها منهجه المثالي، الذي يسميه هذا الحزب منهجا دينيا إسلاميا، للإيغال في تضليل الجماهير، التي تعتقد أن الحزب الإسلامي، جاء ليعيد الاعتبار للدين الإسلامي، ولا يدرون أن هذا الحزب أدلج الدين الإسلامي، من أجل أن يستغله في الأمور السياسية، حتى تتجيش الجماهير الشعبية وراءه، ويستقوي بها، ليصل إلى السلطة باسم الدين الإسلامي، إما ليدعم الاستبداد القائم، أو ليكرس استبدادا بديلا.
والجماهير الشعبية الكادحة، التي يومن أفرادها بالدين الإسلامي، والتي تعاني من الأمية، والفقر، وعدم وجود إلمام كاف لديها، حتى بالدين الإسلامي، الذي لا تعرف عنه إلا ما تسمعه من فقهاء المساجد، الذين يرددون ما هو مدون في الكتب الصفراء، أو في الكتب المؤدلجة للدين الإسلامي، أو من مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين تتحول مقارهم الحزبية إلى مساجد، ويعملون على تحويل مقرات المنظمات الجماهيرية إلى مساجد، وأكثر من هذا، فإنها تعمل على تحويل الشوارع إلى مساجد، بالإضافة إلى استغلالهم للمساجد التي لا يخلو منها حي، أو دوار، أو حتى دار في البادية، حيث يتخذ أفرادها مكانا ما، مسجدا.
ومشكل الجماهير الشعبية الكادحة، ونظرا لعدم معرفتها بحقيقة الدين الإسلامي، فإنها لا تستطيع أن تميز بين الدين الإسلامي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، بسبب التضليل الذي يمارسه المؤدلجون على المسلمين، وعدم التمييز بين الدين الإسلامي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، يجعل الجماهير الشعبية تعتقد: أن ما يقوم به مؤدلجو الدين الإسلامي، هو الإسلام عينه، مع أنه ليس إلا تحريفا له.
والمنهج الديني / الإسلامي، بمنطلقاته الدينية / الإسلامية، كما يسميها مؤدلجو الدين الإسلامي، لا يمكن أن يسعى إلا إلى الاستغلال السياسي للدين الإسلامي، من أجل تجييش المسلمين وراءهم، في أفق الوصول إلى السلطة، والتحكم في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتوظيف كل ذلك، لصالح مؤدلجي الدين الإسلامي، بصيرورتهم حاكمين، يمسكون بيدهم كل شيء، لتبقى الجماهير الشعبية الكادحة غارقة في الويلات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تصير قدرا آتيا من عند الله، وكل من نهب أموال الشعب، فإن عليه أن يتوقف، ومن ضبط في عهدهم يمارس النهب، لا بد أن يحاسب، ولكن بمنطق مؤدلجي الدين الإسلامي، لا بمنطق دولة الحق، والقانون. وبالتالي، فإن ما يسميه مؤدلجو الدين الإسلامي، بالمنهج الإسلامي، بمنطلقاته الدينية / الإسلامية، وبالنتائج التي يتم التوصل إليها، وبالنظرية التي تنبني على تلك النتائج، وبتحويل النظرية إلى ممارسة في التعامل مع الواقع. كل ذلك لا يعدو أن يكون مثاليا، ولا علاقة له بالعلمية من قريب، أو بعيد، ولا يمكن أن يقف وراء تغيير الواقع تغييرا جذريا، ولا يمكن أن يصير وسيلة لتغيير ملكية وسائل الإنتاج، من الملكية الفردية، إلى الملكية الجماعية، كما لا يمكنه أن يقف وراء قيام الدولة المدنية الديمقراطية، كما لا يمكنه أن يسعى إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لأن منهجا مثاليا قائما على منطلقات دينية، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تكريس الواقع، كما هو، لا كما يجب أن يكون، وبمنطلق غيبي، ورجعي، ومتخلف، لا ينتج إلا المزيد من التخلف، ليصير الحزب المؤدلج للدين الإسلامي، في واقعه، وفي منهجه، وفي أهدافه، وفي وصوله إلى السلطة، مسؤولا عن تكريس التخلف.
أما الحزب الإقطاعي، الذي يعتمد المنطلقات الخرافية، التي يحاول أن يعطيها بعدا دينيا، لتحقيق غايتين أساسيتين، من وراء توظيفه للخرافة، والدين، في منطلقاته الخرافية، ببعدها الديني:
الغاية الأولى: شغل أبناء الشعب بالفكر الخرافي، الذي يصير موضوع التداول، بين جميع أفراد الشعب المغربي، الذين يعملون على تفسير كل ما يجري في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يصير بدوره محكوما بالفكر الخرافي.
والغاية الثانية: إعطاء الشرعية الدينية للإقطاع، الذي يصير متصرفا في كل شيء، وباسم الدين الإسلامي، وكأن الإقطاع مكلف من الله، بقهر أبناء الشعب، واستغلالهم باسمه، في العمل المضني في الأرض، لإنتاج المزيد من الخيرات الزراعية، والحيوانية، التي لا يستفيد منها المقهورون أي شيء، لكونها تذهب إلى جيب الإقطاعي، الذي لا يعترف بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، للعاملين في الأرض.
ولذلك، نجد أن اعتماد الإقطاع على المنطلقات الخرافية، بأبعادها الدينية، وباعتبارها منطلقات ميتافيزيقية / مثالية، يكرس العمل على أن يصير المنهج، كذلك، خرافيا، وإعمال المنهج هو إعمال خرافي، والنتائج المتوصل إليها، نتائج خرافية، والنظرية المبنية على تلك النتائج، لا تكون إلا خرافية، والممارسة المترتبة عنها، لا تكون إلا خرافية، من أجل تكريس الاستبداد الإقطاعي القائم، وقطع الطريق أمام إمكانية انبثاق فكر متنور، يؤدي إلى إلغاء النظام الإقطاعي، ليحل محله حكم متطور، منبثق عن تحول التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية الإقطاعية، إلى تشكيلة اقتصادية / اجتماعية رأسمالية.
وبالنسبة إلينا في المغرب، وبرجوعنا إلى مرحلة الاحتلال الأجنبي، نجد أن الإقطاع المغربي، جاء نتيجة لقيام هذا الاحتلال بانتزاع الأراضي من أصحابها الحقيقيين، وتسليمها إما إلى عملاء الاحتلال الأجنبي، الذين تحولوا، بفعل ذلك، إلى إقطاعيين، بدون أن يخوضوا أي شكل من أشكال الصراع، ليصيروا كذلك، وليشاركوا الاحتلال الأجنبي في حكم المغاربة، إلى جانب النظام المخزني، الذي وقف وراء مجيء هذا الاحتلال، وهو ما يعطينا أن الإقطاع المغربي دخيل على المجتمع المغربي؛ لأنه تكون، وصار واقعا قائما، بفعل الاحتلال المذكور، الذي يصير، كذلك، بمثابة الخرافة، التي يستند إليها الإقطاع، الصنيع للاحتلال الأجنبي، وإما إلى المعمرين الأجانب، الذين يصيرون امتدادا للبورجوازية الزراعية في البلد الأصلي للمحتل، والتي تعتبر منطلقاتها في التعامل مع الواقع مثالية.
ومعلوم أن المخلوق عندما لا يصير أصيلا، يصير مشوها في خلقته، وفي فكره، وفي ممارسته.
والإقطاع المغربي مخلوق مشوه، والتشوه في الخلقة، هو الذي يجعله يقبل أن يصير عميلا للأجنبي، مع أن الاحتلال الأجنبي، هو نظام بورجوازي، يعتمد منطلقات عقلية / مثالية، أكثر تطورا من المنطلقات الخرافية، التي يعتمدها الإقطاع، وعمالة الإقطاع المغربي للاحتلال الأجنبي، تجعله يعتمد هو بدوره منطلقات تمزج بين الخرافة، والدين، وبين العقل المثالي، لتبني منهجا مختلفا، للوصول إلى نتائج مختلفة، لبناء نظرية لا تنفي الإقطاع، كما لا تنفي التحالف مع النظام المخزني، وتؤهله، في نفس الوقت، لأن يتحول إلى بورجوازية، حتى يقطع الطريق أمام إمكانية قيام صراع بورجوازي، ضد الإقطاع المغربي، ليصير الإقطاع متحكما في مصير المغاربة، قبل الاحتلال، وبعده.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....7
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....6
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....5
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....4
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....3
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....2
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....1
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
-
آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة
...
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز يحثّ الجمهوريين على معارضة التمويل ال
...
-
الشرطة الألمانية تستخدم القوة وتعتقل متظاهرين تضامنًا مع فلس
...
-
العفو الدولية تطالب نيجيريا بمحاسبة قتلة المتظاهرين
-
ماذا تعرف عن الاشتراكي الأخير في بكين الذي يحارب الديمقراطية
...
-
العدد 615 من جريدة النهج الديمقراطي
-
تـحـيـة وتـهـنـئـة حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 90 لا
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين بتل أبيب
-
بيان مشترك.. لفصائل المقاومة الفلسطينية
-
كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في تأبين الر
...
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28يوليوز 2025
المزيد.....
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
-
أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا
...
/ بندر نوري
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
المزيد.....
|