أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين















المزيد.....

الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرسول – وسوف أطلق عليه هنا الرسول – احتواءا لمشاعر المسلمين، خاصة السيدان عبد الله اغونان وحامد يوسف اللذان يجهدان نفسيهما بقراءة مقالات مهرطق مثلى ويريان أن سلة المهملات اولى بها، حتى تكون نجواى العدمية أكثر روحانية، واللذان أكن لهما فى قرار مكين من نفسى عاطفة ما، ربما لأننا فى يوم ما كنا في نفس الفيلق، على الوجه الآخر الذى ارغب فيه بإلقائهما من أعلى جرف هائل يطل على محيط وتحتشد حوله قروش جائعة، ربما لسادية مؤقتة فى نفسى منحاها لى أو لمازوشية مؤقتة منحتها لنفسى؛ لا ادرى. ويحتار بهما طبيبى حتى الآن هو الآخر ولا يدرى.

الرسول كان بشرا، كما قال هو عن نفسه – ما أنا الا بشرا رسولا - إلا إن المسلمين منذ ظهوره وحتى اليوم يؤلهونه، بالمعنى الحرفى للكلمة، وليس يستنون بسنته، حتى الله نفسه أيضا عندما قال ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، كان يعنى ما أمركم أو وصاكم أو أشار عليكم به ، كقوله – صلوا كما رأيتموني أصلى.

أما إن يتخذ منه المسلمون كل شاردة ووارده قالها أو فعلها أو حتى لبسها، فهو ما يتعارض ويتناقض ويضرب بعرض الحائط كل دعاوى المحدثين والمجددين، من أن الإسلام يحترم العقل، فالإسلام والمسلم يقدس النقل، بدءا من النص مرورا بالسنة ووقوفا أو قل جمودا عندها، فالمسلمون حتى لا يرغبون باستعمال عقلهم فى تغيير لباسهم ويلبسون جلبابا كما كان يلبس الرسول، وذريعتهم ومبررهم فى ذلك أنها سنة.

الرسول نفسه كان يلبس الجلباب لأسباب منطقية بحتة، فهو لباس بيئته وقومه، والعباءة أو الجلباب فى حينها كانت اللباس الوحيد المعروف فى الجزيرة كلها، لأنها فضفاضة فتقي من حرارة الشمس وأشعتها الشديدة المباشرة، كما أن تقصيره للثوب له أسبابه المنطقية حينها ولا يجوز باى حال و منطق الأخذ بها حتى الآن.

فالثوب الطويل إشارة للخيلاء والوفرة والترف، وكان يجب عليه ألا يظهر بتلك المظاهر بين اتباعه حتى يؤمنوا ويقتنعوا بقيمة الزهد ويستنكروا رذيلة الخيلاء، إضافة إلى أن الثوب الطويل معرض للاتساخ فى بيئة صحراوية تمتلئ بروث الخيول والجمال وغيرها، وقد تلتقطه أطراف الثوب فى حال كان مسبلا أو طويلا رغما عن صاحبه حتى لو حرص على اتقاء الأذى وهو سائر.

الثوب القصير الفضفاض يدفع بالهواء إلى داخله، فيلطف من قيظ الصحراء وزمهريرها، ويجعل من الاتساع والقصر تكييفا ذاتيا للجسد عند تعزر الظل أو السقف، وحين الركوب والترجل هو ابسط وأسهل وعمليا أكثر من الثياب المفرطة فى الطول.

الرسول كان سيرتدى بالقطع سترات كاملة ورابطات عنق، فليس فى هذا كفر أو بدعة لو كان لحق بذلك اللباس، فلا جناح عليه ولا جرم لو ارتدى بدله وقميص وكرافتة إلا انه يبدو أن المسلمين يصرون على رؤيته شخصيا يفعل الشيء أو يرتديه.

الرسول كان سيؤذيه مظهر أصحابه أو أتباعه وهو يراهم ما زالوا يصرون على ارتداء الجلباب وتقصيره بذلك الشكل المضحك، فى زمن ليس من الكفر أو الغرابة فيه ارتداء لباس أهله، تماما كما ارتدى هو لباس أهله فى زمانهم، فلو عاد الزمن وارتدى الرسول بدله لاستنكر ذلك أصحابه قبل أعدائه.

الرسول كان يهذب لحيته ويمشطها ويقبض عليها بكفه، مما يعنى قصرها أو اعتدالها، فتبدو مرتبة ومهندمة، ولا يعفيها على إطلاقها فتبدو شعثاء ومنفرة كما يطلقها الكثيرون ممن يظنون أنهم يتبعون سنته، فأجانب كثيرون أو غير مسلمون يعفون لحيتهم أو يتركونها إلا أنهم يعتنوا بها ويهذبونها كما كان يفعل هو، فيبدون طبيعيين وربما زادتهم لحاهم وقارا كأساتذة الجامعة والعلماء ولم تجعل من وجوههم غليظة ومنفرة كأن عليها قترة وترهب كل من يراها وكأن أصحابها من يأجوج ومأجوج.

الرسول عندما كان يأكل بيديه ذلك لإن طعامه كان قليلا وجافا ولا يحتاج إلى ملاعق، فحسبه تمرات يقمن أوده، والتمرة صغيرة وليست بحاجة لمغرفة لالتقاطها ويكفيها إصبعين ليمسكانها، حتى الحساء فبإمكانه تناوله بيده فى قدر صغير مباشرة إلى فمه، عكس فحول الخليج الذين تمتلئ صواناتهم بملاعق من ذهب وفضة ويصرون على الأكل بأيديهم فى مظهر لو رآه هو نفسه لعافه.

الرسول كان يستعمل السواك أو المسواك لأنه لم تكن ظهرت فرشاة ومعجون للأسنان ولو كانت لحقت حياته فرشاة ومعجون للأسنان لكانت له فرشاته الخاصة بدلا عن مسواك ربما يحمل فى كل مرة ينظف بها المرء اسنانه ضررا اكبر من نفعا، ولكن المسلمون يصرون على استخدام المسواك لأن الرسول استخدمه، ويبدو انه كان يجب على لرسول أن يحيا ابد الدهر حتى ينهاهم عن سننه أو تصرفاته التي كانت تخضع لمقتضيات الظروف والأحوال والبيئة والموجودات. وتنتهي بوجود غيرها أكثر نفعا واقل ضررا.

الرسول كانت الصلاة والطيب والنساء قرة عينه ، المسلمون معظمهم خاصة الملوك والأمراء ورجال الدين وشيوخ الفضائيات، قرة أعينهم فى المال والسلطة وحشر البطون بما لذ وفاض.

الرسول قال قبل أن يموت " انتم أدرى بشئون دنياكم " لعلمه أن الحال تتبدل والحياة تتغير وأن سنة الحياة التغير والتجدد وليس الجمود والتشدد، فلم يظهر من المسلمين عالم إلا وكان من الموالى من فارس أو آسيا أو الأندلس، حتى الفقهاء الكبار والعلماء الأجلاء لم يكن منهم عربى، لإن العرب أصرت على الثبات والجمود والأخذ وليس العطاء.

الرسول قال " خيركم من تعلم العلم وعلمه " وكان واضحا ومحددا فى كلامه، ولو كان يقصد بالعلم الكتاب فقط لقال " خيركم من تعلم القران وعلمه " ولكنه أطلق لكم الأمر ليطلق سراحكم لتنهلوا وتنهموا من العلم، فآليتم على أنفسكم إلا تأخذوا العلم إلا من الكتاب والسنة وصددتم عن كل علم يؤخذ به حتى صار حالكم إلى ما هو عليه.

الرسول فتح لكم بدعوته الباب إلى أوروبا فربضتم بها ستة قرون أو يزيدون وعندما خرجتم لم تتركوا ورائكم سوى جدران الحمراء ومحاكم التفتيش التي سحقت الملايين منكم ومن أرثكم ونسلكم، وعادت اسبانيا كما كانت وكأنكم لم تطئوها وليس كأنكم ظللتم بها ستمائة عام، لأنكم فقط لم تأخذوا بالأسباب وأخذتم بالظواهر والقشور فأصبحتم انتم أنفسكم قشور يسهل إزالتها.

الرسول كان بإمكانه أن يختار عَلىّ خليفة له، ولم يكن ليعترض عليه احد، ولكنه تركها لكم وللشورى بينكم وللديمقراطية والعياذ بالله، اللذان لم يطبقا حتى الأن، فهلك من هلك وتصارع من تصارع، حتى صار الأمر والملك للأقوى والأغنى والأدهى كعمرو ومعاوية والحجاج والقذافى وآل سعود وغيرهم.

الرسول لخصكم فى جملة واحدة – كثرة كغثاء السيل تتكالب عليها الأكلة - ولو كنتم تفقهون كلامه ولا ترددونه فقط، لفطنتم إلى جملته تلك وأخذتم بالأسباب بدلا من الأخذ بالظواهر، وربما حينها كانت ستنطبق عليكم جملته الأخرى

الخير فى أمتي إلى يوم الدين.

وأن آخر قولى اننى كنت امزح بشأن إلقاء الأستاذان عبد الله اغونان وحامد يوسف إلى الجرف والقروش والسادية المؤقتة، وأتمنى لهما دوام الصحة والعمر المديد.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة مسلمهولم
- قصص الأغبياء
- عبقرية الدين
- المتنطعون
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم
- اشعر أحيانا بالحزن
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين