أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - المتنطعون















المزيد.....

المتنطعون


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 09:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا لو أن هناك رجل دين يتردد على بيوت الهوى، أو أن هناك بغى تتردد على بيوت العبادة، ما الذى يجعل كلاهما يفعل ما يفعل؟ ما السر؟ ما الدافع؟ ربما لأن الهوى يجد هوى فى نفس رجل الدين! ربما لأن الإيمان يجد أيضا هوى فى نفس البغى! ربما يذهبان ليبحثان عن ما يفتقداه سرا ولا يجرؤان على المطالبة أو التصريح به علنا!

ذلك تماما ما يحدث على صفحتى، من قبل المؤمنين الذين يأتون لقراءة زندقتى وهرطقتى ودعوتى للعودة ولليقين، أو نعتى بالكافر والزنديق، أو سبى وشتمى وترهيبى، اؤلئك الذين يقتطعون من وقتهم الثمين ليطلعوا على آخر ما كتب الزنديق، ليدحضوا حجته ويثبتوا يقينهم وينصروا الرب فى الأعالى.

أنا رجل يكتب فى زاوية نائية من موقع رقمى، لم اذهب يوما لبيت رجل مؤمن لأطرق الباب وألقى عليه بما فى جوفى، لم أناقشه فى إيمانه ولم اعرض عليه قناعتى.

أنا اذهب بهدوء لتلك الزاوية النائية فى ذلك الموقع الرقمى تحت فئة معينة، لأجد أولئك المؤمنون يتكبدون كل تلك المشقة فى تتبع اثرى، لكى يقرئوا ما اكتب ويردوا عليه، تماما كما يفعل رجل الدين عندما يذهب لبيوت الهوى لحاجة فى نفس يعقوب، فهو نفسه تراوده بكل تلك الوساوس والهرطقات، ولكنه لأنه جبان ومتناقض وعبد، فلا يمكنه التصريح بها ولا عرضها فماذا يفعل؟

يأتى لحوانيت الزنادقة والمهرطقين امثالى، فيستعرض بضاعتهم ثم يتذوقها ليرضى ذلك التناقض والجبن فى نفسه، بقراءة ما يطمع هو نفسه بكتابته أو قوله، ولكنه لا يقدر خوفا من النار والعقاب وغضب الرب ونظرة المجتمع وكل تلك التابوهات والميثولوجيات التي ربضت فى عقله المريض الغبى الجبان المتناقض وشكلته.

فهو هنا يسمع الرب الذى يحرمه ويتجاهله يسب، ويسمع ما لذ وطاب من منطق وحجج وتاريخ اسود لرسوله ومعلمه الأول والأوحد، يعرض هنا بمنتهى الوضوح والثقة والموضوعية، ولأنه مريض وجبان، فهو يستمتع بما يقرأ، ثم يبدأ فى تجليه وفصامه بنقد كلامى والاعتراض عليه وقذفى وسبى وكأنه هروب من النفس وجلد للذات فى شخصى.

أنا لم أرى متنطع واحد من أولئك المتنطعون قد أجاب على سؤال واحد من اسألتى، كل ردودهم غبية مثلهم، وتبتعد أميال عن الصواب والمنطق، ولا تخرج عن كونها سفسطة وتكرار كالببغاوات، فليس فى بضاعتهم سوى الشتم والسب والرجم والتهديد، لا عقل لهم ليتأملوا ثم يجيبوا، هم قد أتوا فقط ليستمتعوا كما يستمتع المارة وعابرى السبيل، بقراءة السباب والرد بالسباب، وطالما لم يرى احد أو لم يطلع الرب أو اطلع وسترهم فليكن بغاءهم بينهم وبين نفسهم سرا.

أنا أتكلم هكذا لاننى كنت أفكر هكذا، عندما كنت اسمع مثلا أن عرش الرحمن يهتز لأن هناك رجليين فانيين مثليين قد اجتمعا، وأتعجب وأتساءل، لماذا يهتز عرش الرب لمثل هذا؟ وعلام؟ ثم من خلقهم مثليين ولا ميل لهم للجنس الآخر؟ وهو الوحيد المسئول عن الخلق؟ ثم ماذا عن آراء المهرطقين السابقين بأن عرشه بتلك الكيفية قد تحول لأرجوحة من كثرة جما ع المثليين حول العالم، وغيرها من الأمور غير المنطقية التي يأتى بها الرب وكنت أنصت إلى المهرطقين الأوائل ثم أهاجمهم تماما كما يفعل معى الآن المتنطعون الجدد على صفحتى ممن يرون كلامى سفسطة وبعيد كل البعد عن الحق وماهية الرب وكينونة الدين.

كنت أتعجب كيف للرسول أن يأمر الشباب بالصوم لو لم يقدر على الزواج، فى الوقت الذى لا يلتزم هو فيه بحرف من ذلك، ولا يساعدهم عليه، بل ويتزوج فريق كرة قدم نسائى كامل، أما كان الأولى به وهو القدوة لو كان صام حتى يتبعه الشباب، رغم انه حل عقيم، فلا قبل لشاب أن يصوم حتى يستطيع الباءة.

كنت أؤمن إيمان أعمى، وأوقن يقين راسخ، بكل تلك البلاهات، وكنت استمتع أحيانا بنقد المهرطقين الأوائل لتلك الخرافات والخزعبلات، فلا يليق بالله إن يهتز عرشه لجماع رجلين والأولى به أن لا يخلقهما مثليين من الأساس، ولا يليق برسول أن يتزوج تسع نساء فى الوقت الذى حددهم فيه ربه بأربعة، وفى الوقت الذى لا تتفق فيه الفطرة الإنسانية السليمة بالزواج من اثنتين، فما الحال والأمر لتسع نساء وجاريتان وما ملكت يمينه، ناهيك عن القاصرات منهن وزوجات الأبناء والأسيرات منهن والمرغمات.

ما هذا الإفراط الجنسى الممجوج الذى لا يليق بقدوة وأسوة حسنة، اللهم إلا لو كان لإرضاء المريدين والمتبعين وضمان ولائهم طالما توفر لهم سنته نساء لا حصر لها، فالغريزة الجنسية قوية بشكل لا يوصف وإرضائها عامل مهم فى كسب رضا الأتباع.

كنت أتنطع أنا أيضا على حوانيت المهرطقون الاوائل، اسمع وأتعجب واحينا أتلذذ، ثم يثور نقيضى ويرغى ويزبد ويدافع، وهو ليس على بينة أو لدية حجة تماما مثل أولئك المتنطعون الجدد على صفحتى، فانا ربما قبل أن اكتب مقالى أصبحت اعرف من منهم سوف يثير شهيته كلامى وماذا سيقول، حتى اننى أفكر أحيانا أن اكتب أسمائهم وردودهم نيابة عنهم وتوفيرا لوقتهم الثمين وحقنا للسباب.

أنت لن ترى رجلا واحدا هنا يأتى ليسبك أو يضعك فى خانة الكفر، إلا لأن خانة الكفر تلك تلقى هوى مريض ومستعصى فى نفسه لا براء منه، فلو أن إيمانه راسخ ومستقر، فما حاجته ليضيع وقته فى قراءة مقالات العلمانيين الكفرة، والأولى به إن يستغلها فى قراءة قرآنه أو سنته أو كتبه أو اى علم ينفع.

أنا لا اكتب هنا لأحارب الرب أو اسب الرسول أو حتى أشتت إيمان المؤمنين، أنا اعبر عن نفسى واطرح افكارى وأتكلم بصوت مكتوب، فربما كان هناك من يشاركنى ارائى فنتكلم سويا لنخرج بنتيجة.

ومن يدرى ربما افعل ما افعل ليظهر رجل دين حقيقى يمحق حجتى ومنطقى ويردنى ردا جميلا لما كنت عليه بلا سب ولا قذف ولا تهديد أو مبالغة، رجل دين يملك من السماحة والمنطق والحجة ما يجعلنى اقبل رأسه واقتنع برأيه.

ولكن للأسف، لا أجد سوى المتنطعون، الذين لا هم لهم سوى نقدى وسبى وقذفى وشتمى وكأن لا عقل لهم ليقرأون ويردون ردا منطقيا شافيا يجعلنى ربما اخجل مما اكتب أو أراجع نفسى فيه، بل على العكس ربما زادتنى حماقتهم عنادا وإصرارا.

أيها المتنطعون الجدد، رجاء عدم زيارة صفحتى، وان ضاقت بكم، فزوروها دون التعليق عليها، فانا فى حل من نقدكم وسبكم ولعنكم وترهيبكم، وربما كان وقتكم الثمين أولى بالبعد عن مقالات مهرطق مثلى، واستغلال ذلك الوقت فى التقرب الى الله، بدلا من التردد على حانوتى، للتلذذ بسب الله.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم
- اشعر أحيانا بالحزن
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - المتنطعون