أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - اغونان وشاهر وشومان















المزيد.....

اغونان وشاهر وشومان


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 15:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبد الله أغونان، سلامة شومان، شاهر الشرقاوى، ثلاث رجال مسلمون، اعتادوا المرور على صفحتى، وكنت للحق فى خبيئة نفسى، أطمئن وأفرح بمرورهم ومقدمهم، كما يفرح طفل، ضل طريقا أو رجل فقد عزيزا، كنت المح فيهم أحيانا روح أبى، ذلك الرجل المؤمن المسلم الهادئ الواثق الورع، ذلك الرجل الطيب المطمئن، الذى كان يدرك حجم نزقى، والذى كان يتعامل معه بصبر وحب، ذلك الحب الذى جعله حائط صد طوال حياته الطيبة، لنزقى وجموحى، ذلك الحب الذى احتوى جموحى وروضه، ذلك الحب الذى احتفظ بقناعاتى فى قنينة الرجل المسلم، ذلك الحب الذى جعله يبتسم ويردد لو انه فقط يحطم ذلك الراس العنيد المأفون، الذى بالنزق مسكون، وبالإيمان أحيانا مسكون، ذلك الحب الذى كان يدعو لى إن اهتدى مثل الخطاب وأصبح فاروق، أو اهتدى مثل الوليد ولا أصبح عنيد، ذلك الصبر والحب الذى لم يكن يصفنى أبدا بالدمية أوالشيطان أوالمجنون.

اغونان وشرقاوى وشومان، ثلاث رجال من فرسان الرب وحراس العقيدة، ورفاق الإيمان، وقت أن كان هناك إيمان، كنت استبشر واهل عندما يأتوا، كمن ينتظر فرجا أو بشارة، كنت ابحث بينهم عن والدى الصبور المؤمن الطيب، كنت أتوقع واتعشم أن تتسع صدورهم ويتسع وقتهم وحلمهم لرجل مارق مهرطق زنديق، كنت احبهم وربما صرحت بذلك لهم، كنت أدعو وأقول من يدرى لعل يقينى التائه يعود بفضلهم، كنت اهدأ وأنا أرد على ردودهم، كنت أتأدب وأنا أرد على ردودهم، كنت أحيانا كثيرة أحذف بنفسي ردودا تسيء لهم، وربما عاتبت وطالبت كثيرا من المعلقين بالرفق فى الرد عليهم، كنت أحبهم واحترمهم كثلاث أباء طيبون.

اغونان وشرقاوى وشومان، يصفوننى بالشيطان، اغونان وشرقاوى وشومان، لم يتسع صدرهم وحلمهم وإيمانهم، لرجل بالصدق معجون بالنزق معجون وبالإيمان احيانا معجون، اغونان وشرقاوى وشومان، يصرون على قراءة مقالات رجل ضعيف ومهرطق وشيطان، اغونان وشرقاوى وشومان لا يجيدون سوى الثرثرة، ولا يؤمنون بما قل ودل، ولا يسع حلمهم غضبهم، فيلقونى بأول ما تناله أيديهم وألسنتهم، اغونان وشرقاوى وشومان، لا وقت عندهم ولا صبر ولا حلم، للحوار والأمل والإقناع، اغونان وشرقاوى وشومان، لا هم لهم سوى السب والقذف واللعن، والتلويح بالعصا والجزرة، والدعاء غير المستجاب.

اغونان وشرقاوى وشومان، ربما لو صبروا وحلموا واقنعوا برفق وهدوء، لكان ذلك أفضل وأهدى، ولكنهم ما زالوا يحتكمون لتاريخ الردة والجزية واسلم تسلم، أغونان وشرقاوى وشومان، ينذرونك، فإن لم تستسلم من المرة الأولى، فلا صبر ولا رحمة ولا حلم ولا إقناع، وليس لك عندهم لك سوى منجنيق الحق الذى لابد أن يدحض الباطل، أغونان وشرقاوى وشومان، وكلوا انفسم محامون للرب، رغم إن الرب لم يوكل احد فيهم، اغونان وشرقاوى وشومان، يجأرون بالحمية للرب، رغم إن الله بالحمية لنفسه اقدر واقرب، اغونان وشرقاوى وشومان يريدون ألا يطفئوا نور الله، والله اقدر على حفظ نوره، اغونان وشرقاوى وشومان، يريدون ليطفئوا نور الفقير الضعيف المسكين، والله يمكنه بإبهامه وسبابته أن يطفئ نور المسكين، كمن يطفئ نور شمعة.

اغونان وشرقاوى وشومان، مؤمنون متعصبون ومتشددون وشرسون، والايمان يحتاج ويتطلب لرجال مؤمنون وواثقون وهادئون، فما تدرى، لعل ثقتك وهدوءك يقنع أكثر من ايمانك، اغونان وشرقاوى وشومان، لا وقت لديهم للرجل الضعيف المسكين، فإما إن يلحق نفسه ويؤمن، أو ستناله لعنتهم فى الدنيا وعقاب الله فى الأخرى، اغونان وشرقاوى وشومان بائعون لصكوك الغفران وتبا له وويل لمن لا يشترى منهم على وجه السرعة ودون نقاش صكوك الغفران.

أنا أكثر إيمانا منكم أيها النزقون الشرسون المتعصبون، أنا لم اقذف رجلا بالكفر والجنون، أنا لم اتخطى حدا من حدود الله، أنا لم أزنى بامرأة أو اسرق قناعة احد، أو أحقر من احد، أنا اكلم الله، والله كفيل بالرد، الله كفيل بهدايتى أو تركى، الله ليس بحاجة لفرسان معبد وحراس هيكل، الله ليس لديه معبد ولا هيكل، الله ليس بحاجة لمحامون متعصبون ومتشددون وشرسون، الله حليم لأنه تركنى اكتب ويتركنى، وانتم غير المغضوب عليكم وغير الحالمون، الله خلقنى ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، الله خلقكم ولم يطلعكم على صدري وقلبي، الله خلقنى إنسان، ولم يخلقنى كافرا أو شيطان، فالشيطان لا مثيل له ولا ذرية له من البشر، والكافر إن كنتم لا تعلمون، من يكفر أى يخفى ما يشعر أو يرغب إن يقول، وأنا لا أخفى ما اشعر أو ارغب أن أقول، الله متسامح كفاية ليتركنى أنزق وأتكلم، وانتم هائجون ثائرون متعصبون، لم تأخذوا حتى عنه صبره وحلمه وتسامحه، الله لا يقذفنى بالشطط والجنون، ولا يطالبنى إن الحق نفسى لان الدنيا ساعة، ولابد إن اجعلها طاعة، فلو شاء لخلقنى وخلقكم مؤمنون قانعون خانعون، ولكن لانه الله ولانكم عبيد، فهو يفكر ويتصرف كما يليق برب، فلا يرجمنى ولا يلعننى ولا يطالبنى باللحاق، ويطالبنى بالتروى والتريث والقناعة، الله لا يكره فى الدين، الله لم ولن يرجم المنشقين، الله بين الرشد من الغى، وترك للبشر حرية الرشد والغى أجمعين، الله لا يتحامل على الضعيف المنشق المسكين، الله يعطيه ستون عاما أو يزيدون، ليؤمن وينشق، وينشق ويؤمن الى حين، الله لا يرهب الكتاب المساكين، فلا يغريهم بالجنة ولا يرهبهم بالجحيم، الله فى عقلكم وشرعكم يحتاج لفزاعة المؤمنين، وفى عقيدتى وضميرى وشرعى لا يحتاج لشرذمة من المسلمين، الله حسبه نفسه، وكفى به صبره وحلمه، دون الحاجة لمسلمين أو مؤمنين أو مدافعين، دون الحاجة لمنظرين ومعلقين ومكفرين.

من انتم حتى بينى وبين الله تحشرون، من انتم حتى تتطفلوا على صفحتى وتتطاولون، من انتم حتى تأتوني عنوة بالنصيحة وتفرضون، من انتم حتى على عتبة صفحتى تثرثرون وتنعقون وتجأرون، من انتم حتى على حائطى تبكون وتعددون وتولولون، من انتم حتى تطلعوا على قلبى وتعرفون أكنت مخلصا أم مؤمنا أم اعبد الله على حرف، أين انتم من جادلهم بالتى هى أحسن واصبر عليهم أو اهجرهم هجرا جميلا، أنا لم اعد رغب بكم ولا بنصائحكم ولا بثرثرتكم لو كنتم تعقلون، انا كنت مخطئا عندما أحببتكم وتوسمت فيكم الآباء الصابرون الحليمون الطيبون، أنا كنت مخطئا عندما راودنى حنين وأمل فى شخصكم المتسرع المتعجل.

وان آخر دعائى أن اللهم اكفني خيركم وشركم ونصائحكم ولعنكم وضيق صدركم وسوء ظنكم بالرجل الضعيف المسكين الدمية المجنون.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه
- المسلمون كالديناصورات .. وربما أقوى قليلا ... فلم ينقرضوا حت ...
- الجنة .. إغواء ضحل ... وسراب ممجوج
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 3
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى
- الله .. وفى رواية ... الشيطان
- الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان
- الله ... أكبر كاذب فى تاريخ الشرق
- لعنة اللاوعى
- الله ... بعيدا عن الأنبياء والفقهاء والوسطاء
- إما أن الله أحمق ... أو أن محمدا ميكيافيللى
- الله ... أحمق كذبة عبر التاريخ
- لا شىء مراوغ ... أكثر من حقيقة واضحة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - اغونان وشاهر وشومان