أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان













المزيد.....

الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 14:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليابان دولة محظوظة، لأن الله ممثلا فى محمده وأتباعه، لم يعرفوا ولم يسمعوا عن اليابان، وبذلك الجهل الإلهي المحمدى، نجت اليابان من حكم لاهوتى ناسوتى عقيم، كان سيودى بها بطبيعة الحال إلى قرون من جحيم التخلف ومستنقع الفقر والاتكال على الآخر، كبقية الدول المسلمة، حتى تلك التى يوجد بها بترول، يخرج دون إرادتها من أرضها، ليدخل مباشرة إلى بطون أمراءها.
اليابان بلد متحضر، وأهله راقون وجادون ومنظمون، وليسوا بحاجة لله ومحمده ليفعلوا ذلك، هم يفعلوه بدافع من تاريخهم وإرثهم وأخلاقهم، فالدين لا يورث إلا تاريخ من الجهل والتعصب والتخلف، وهو فيروس لم تصب به اليابان لحسن حظها، أو ربما لجهل الله ومحمده بوجودها على طرف الكوكب، وهم لم يذكروا فى نصهم سوى ما سمعوه وما تواترت أخباره إليهم، من فرس وروم، كانوا يجاورنهم، أو تجاورهم فتوحاته وجيوشه.
اليابانى لا يتقبل فكرة الغيب المطلق والتسليم المطلق، ولا يقبل فكرة أن يقايض حياته بحياة أخرى لاحقة، فلا أحد رأى تلك الحياة الأخرى اللاحقة، ولا أحد ذهب وعاد وأخبر عنها، وحتى لو تأكد من الآخرة أو الحياة الأخرى، فهو لا يرغب بمقايضة حياته بحياة أخرى، فإما أن يهبه الإله الحياة ويتركها له، أو لم ليكن ليعطيها له على الإطلاق.
والياباني إنساناً يأخذ أمور الدين ببساطة؛ إذ يزور معبد الشنتو ، " والشنتو كلمة تعنى الطريق إلى الآلهة " وهى تهتم بالحياة أكثر من الموت؛ ولذلك تتعدد الاحتفإلات التي يزور فيها اليابانيون معابدهم بحيث تتدعم الصلة بين الفرد والكامي ، ( والكامى هى قوى عظمى متعددة وليست إلهًا واحدًا )، الكامي ( 神 )، هي كل الأشياء والموجودات التي لا تنتمي إلى مجال التأثير المباشر للإنسان، و كل ما هو غريب عجيب وغامض، ولا توجد للكامي أشكال محددة، كما أنها يمكن أن تتمثل في كل قوى الطبيعة ( صخرة شجرة أو حيوان) ومن معتقدات اليابانى أيضا اعتباره أن الحياة والموت تطور للطبيعة ، وليس هناك تصادم بين الخير والشر والإيمان بوجود "كامي"
وعلى عكس الديانات التوحيدية الأخرى، لا يوجد في الشنتوية تعريف للمطلق، لا يمكن لأحد أن يدعي الصواب المطلق ولا الخطأ المطلق ، فالناس في طبيعتهم غير معصومين من الخطأ، وتعتبر الشنتوية من هذه الناحية ديانة متفائلة ، حيث تفترض أن الإنسان كائن طيب في الأساس، وأن الشر يقع نتيجة تدخل الأرواح الشريرة ، وتنحصر أغلب العبادات الشنتوية في إبعاد هذه الأرواح الشريرة عن طريق تنقية النفس والصلوات وتقديم القرابين للـ"كامي".
وليس لعقيدة التوحيد مكان في الشنتوية ، فبسبب تعدد المظاهر التي يمكن أن تتجلى فيها القوى الإلهية، ربط اليابانيون بين كل ظاهرة وآلهة معينة، وأعداد الكامي لا يمكن حصرها، ويمكن لأي شخص أن يتصل بآلهته الخاصة ، ولا يوجد في الشنتوية حياة بعد الموت، وجسد الشخص الميت يعتبر شيئا مدنسا، فتنطلق روح الميت، بعد أن تتحرر من جسدها المادي فتندمج مع قوى الطبيعة.

وتتلازم العقيدة الشنتوية مع موقف أخلاقي حازم تجاه تقديس الطقوس، والطهارة الطقسية التى تتكون بتمكن الإنسان من إقامة علاقة مع الـ «كامي».
والشنتو عقيدة بسيطة ولا تطالب أتباعها بطقوس خاصة ومعقدة ، ويمكنها أن تتعايش مع المعتقدات الأخرى ، ويتمسك اليابانيون بهذه الطقوس ويعتبرونها جزءًا من كيانهم القومي.
والمرأة اليابانية تحترم الرجل، وربما تقدس الزوجات أزواجهن، وعلى الطرف الآخر يحترم الرجل المرأة، فلا يعتبرها شيطان أو عورة، ولا يخفيها تحت طبقات من الأقمشة الداكنة، فلن تسحر الرجال بصوتها، ولن تحولهم لتماثيل حجرية بعيونها، كما تفعل ساحرات البحر والميدوزا فى أساطير الألياذة اليونانية، وأساطير محمد الإسلامية.
المرأة فى اليابان، كائن بيولوجى كامل، ليس بعقلها نقص، ولا بصوتها عورة، ولا بجسدها شيطان، تتعلم وتعمل، وتشارك الرجل فى حياته وعمله وبيته، وتقوم بواجبات بيتها وتربية صغارها على أفضل ما يكون، المرأة فى الإسلام أَمَة وناقصة عقل وصوتها عورة وجسدها غواية، ومجرد فرج للنكاح، وحضّانة للأطفال وسرية للرجل المسلم المقدس.
والدين لا يضمن أن يكون الإنسان جيدا، فمسلمون ومسيحيون كثيرون سيئون، ولا يردعهم الدين أو يروضهم، بل ربما جعلهم أكثر عصبية وعنصرية، الدين يفرق بين الناس ويعطى لهم العذر لكى يكرهوا بعضهم البعض أو ليسيئوا لبعضهم البعض أو ليكفروا بعضهم البعض والأسوأ أن يحاربوا بعضهم البعض، الكل يعتقد أنه هو فقط من يؤمن بالرب، هو فقط من يعبد الرب، هو فقط من يتقرب من الرب، هو فقط من يحتكر الرب، هم فقط من يحترمون الرب، ويحتقرون بعضهم البعض ، ويعاملون الآخر وكأنه عدو.
واليابانيون بدون دين، أصدق مثال على أن البشر بإمكانهم الحياة بغير دين سماوى ورسالات وأنبياء، وأصدق مثال على أن الله وأنبيائه، جهلة ودجالون، وفى أفضل حالاتهم مخطئون، فدينهم ورسالاتهم، لم تحقق أصل ما هو مطلوب منها، وهو الخير والحق والسلام.
الله، فى كتابه الذى لا يغادر كبيرة ولا صغيرة، لم يأت على ذكر اليابان أو الأمريكتين من قريب أو من بعيد، وجهلا وخيرا فعل، فلو كان فعل لأصبحت دولا متخلفة كباقى دول الله المسلمة، ورزح العالم كله تحت راية الله والجهل والفقر، ولم يظهر من تلك الدول علماء ومخترعون للطب والدواء وغيرها، وظل العالم ينوء بجهل علماء الدين ودراويشه وفقهاءه، ومجاذيب الأنبياء ورسل السماء، والدعاء وانتظار مدد السماء، الذى دوما لا يأنى.
ولو كان يجب أن يكون هناك أنبياء، لوجب أن يكون لويس باستير وإلكسندر فليمنج وإسحق نيوتن ومارى كورى، فأولئك أنبياء لخير البشر الفعلى، دون تمييز بين عقائدهم، فهم لم يخترعوا الأدوية والأمصال والبنج والبنسلين والعلوم والقوانين، ليختصوا بها أمتهم فقط، وإنما أخترعوا ودأبوا على إكتشافها لخير وصحة وتطور البشر، وليس لحجز قصورهم فى جنة الرب، أو للدجل والكهانة والسيطرة على عقول العامة والبسطاء.
الله فى أبسط صورة دجال وأفاق وجاهل، وأى عامل يابانى أو ألمانى أو أمريكى، يخرج صباحا لعمله، لصناعة دواء أو تدريس علم ينفع الناس، أفضل منه ومن علمه الذى أصاب العالم بالحقد والحرب والتعصب والجهل، وأفضل من جهله الذى أتاح للعالم البعيد والعالم الجديد فرصة عظيمة لتبنى مشروع الإنسان المقدس وليس الإنسان المتدين، الإنسان السوى وليس الإنسان المتعصب، والبحث عن علم يملأ عقله وصحة تملأ جسده وخير يملأ حياته، بدلا من الخرافة والتعصب والجهل.
المجد للإنسان.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله ... أكبر كاذب فى تاريخ الشرق
- لعنة اللاوعى
- الله ... بعيدا عن الأنبياء والفقهاء والوسطاء
- إما أن الله أحمق ... أو أن محمدا ميكيافيللى
- الله ... أحمق كذبة عبر التاريخ
- لا شىء مراوغ ... أكثر من حقيقة واضحة
- عزازيل - سيرة ذاتية 1
- محمد يحكم من قبره
- حب الموت وكراهية الدنيا
- مناعة شرسة أم قناعة شرسة
- لعنة الله
- المرأة مقدسة والجنس ليس غول
- إعادة قراءة للدين والحياة


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان