أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - قصص الأغبياء













المزيد.....

قصص الأغبياء


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 15:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مال هذا الكتاب لا يغادر خرافة الا احصاها، من حيوانات تتكلم، لشياطين تتمرد، لجان تسترق السمع، وسحرة تحول العصى الى افاعى، لطعام ينزل من السماء ورجال يصعدون الى السماء ورجال يمشون على الماء كرجال انيس منصور الذين صعدوا وهبطوا من والى السماء، وكل ما لذ وطاب من قصص السحر الخيالية.

لو اعطيت طفلأ، كتابا مقدسا، قرآنا كان او انجيلا، ولم تخبره انه كتاب مقدس عن الرب او وحى من الله، لقرأه واستمتع به جدا، بل وربما شكرك ايضا لانك احضرت له الجزء الثامن من هارى بوتر واعطيت له فرصه ليقرأ شيئا مسليا قبل النوم ليلهم ويلهب ويثرى خياله.

ولو نهرته وعارضته واكدت له ان تلك الكتب مقدسة ومنزلة من الاله، لذكر لك على الفور انه يجب ان تكون مؤلفة هارى بوتر ومملكة نارنيا ذلك الاله، طالما لهن نفس الخيال ونفس الحكايات الساذجة او المسلية او الملهية او الملهمة قبل النوم او اثناء العرض على شاشات السينيما.

كمٌ لا يوصف من القصص الخيالية وقصص السحر، التى يبدو انها كانت فقط حكرا على الاقدمين فلم نرى منذ 1400 عام حتى الان ناقة تخرج من صخرة ولا حوت يبتلع انسانا ويحتفظ به بداخله ثم يلقيه حيا مرة اخرى فيعود ويحكى لنا تجربته مع الحوت الطيب الذى يتبع حمية قاسية.

قصص الانبياء عبارة عن مجال مفتوح لكل الادعياء والاغبياء، والاغبى بها انها لا تضر ولا تنفع وليست بمعجزة على الاطلاق، المعجزة الحقيقية ان تسأل وتتسائل وتتعلم وتستكشف وتستنتج وتجرب وتعكف على الدراسة حتى تستخرج مصلا يقى حياة الناس من المرض لا ان تخرج لهم ناقة من جبل او تضع لهم بشرا فى بطن حوت مسكين او ان تدع الطاعون يفتك بهم ويبيدهم عن بكرة ابيهم.

لو ان هناك انبياء حقيقيون لكان باستير وفليمينج ومورتون افضل واشرف واعظم الانبياء على الاطلاق بما قدموه للبشرية من علم وعلاج لامراضها المستعصية المتأصلة المستوطنة التى لم يفلح معها انبياء ولا دعاء ولا اى كتاب من السماء.

قبول العامة لتصديق قصص الانبياء وحكايات الكتب المقدسة اقرب لتصديق الاطفال ان هناك الفيل دامبى الطائر وان الوحش يمكنه ان يتحول لانسان بمجرد قبلة او ان الغيلان موجودة وتحب وتتكاثر.

قصص الاغبياء خرجت من اغبياء لتتلى على اغبياء فيصدقها هؤلاء وهؤلاء وينشروها ويؤمنوا بها، ولو القيت اتقى رجل دين على وجه الارض واكثرهم واصدقهم ايمانا فى النار لما صارت بردا وسلاما عليه هذا ان وافق رجل الدين من الاساس على تلك التجربة الخرقاء المميتة.

يصدق المسلمون قصص القران وينكرون ويستنكرون حكايات الكتاب المقدس ويصدق المسيحيون قصص الانجيل ويستنكرون ويتعجبون من قصص القران ويسخر اليهود من اؤلئك وهؤلاء رغم ان يهوه فى التوراة عندهم يستمتع برائحة الشواء ويعقوب النبى الانسان صارعه وهو الاله وصرعه.

اى هراء هذا الذى بعثه وقسمه الله او الرب حتى يصدق كل فريق ما بين يديه ويؤمن به ويدافع عنه، واى اله هذا الذى يصر على تسخيف العقل والمنطق ويمجد ويدفع بالخرافة والسحر والدجل، ولماذا حتى لم تكن قصصه وحكاياته منطقية ومقبولة!

والحجة الجاهزة لرجال الدين هى ان الله يرسل على يد كل نبى معجزة حتى يؤمن قومه به، اين ذهب اذن الايمان بالقلب والغيب ؟ ولماذا لا يرسل الله معجزات من وقتا لاخر على يد رجال الدين حتى يؤمن بهم قومهم؟ وحتى يتثبت يقينهم كما تثبت يقين من قبلهم، ام ان البشر فى العهد القديم كانوا بحاجة لدليل على وجود الله والبشر حاليا ليسوا فى امس الحاجة لذلك الدليل!

حتى الرب نفسه غير منصف مع عبادة فهو يرسل رسلا كثر ومعجزات شتى قديما ويضن ويبخل ويشح وينقطع تماما عن ارسال رسله ومعجزاته الى اؤلئك المساكين الشاكين بوجوده فى العصر الحالى او ربما انه لا يعبأ بهم ولا يكلف نفسه عناء الارسال او ربما هو يعيش فى مكان لم تعد به شبكة وانقطع عنه الارسال واللوم كل اللوم على شركات المحمول العملاقة التى تمنع الرب من الارسال والاستقبال، ربما لانه لم يسدد فواتيره الكثيرة الباهظة المتأخرة، او ربما لانه لم يعد يتكلم.

معجزة سخيفة واحدة او حوت يخرج من بطن جبل او فيل ابيض يظهر فى الهند ربما تجعل البعض يراجع نفسه ويفكر ثانية طالما هناك معجزات لا زالت تحدث فيصبح الرب بالضرورة هناك ويصبح اغبياءه ليسوا ادعياء.

او ربما معجزة عملية اكثر تليق برب كتغذية شعب كامل كشعب الصومال او توزيع الثروة بشكل عادل ومقسط على شعوب العالم العربى والعالم الثالث بدلا من يقوم بذلك الكفار من سكان الدول المتحضرة نيابة عنه.

او ربما معجزة اقوى برفع البلاء والمرض عن الفقراء فلا قبل لهم بعلاجه وتكاليفه الباهظة ولا قبل لهم بتحمل الآمه والحياة معها وهو اللطيف الخبير، او ربما معجزة صغرى بسيطة بمساواة اعداد البنين بالبنات وتيسير الزواج لهم بدلا من تركهم لغول الجنس والعنوسة والعزوبة.

قصص الاغبياء فى الكتب السماوية ربما تصلح اكثر ما تصلح للتسلية اثناء ركوب المواصلات حتى تصل لبيتك سالما، او لتسجيلها على وسائط وتشغيلها طول الوقت لجلب البركة والرزق دون حتى حاجة او داعى لان يكون احدا منصتا لها رغم انه لو قرأ القران فيجب ان تستمعوا له وتنصتوا فربما ترحمون وليس أكيدا، او ترديدها طوال اليوم فى الصلوات دون فهم ووعى وتطبيق لها.

قصص الاغبياء رغم انها لا معنى ولا قيمة لها ولا هدف من ورائها الا انها مصدقة ومشفوعة بالقدسية والتصديق والجلال، ذلك لانها نزلت من السماء وقيلت على لسان الرب وكل ما يقال على لسان الرب يجب ان يصدق، حتى لو كان غثاء ضحل وفج على يد مجموعة من الاغبياء لأجل مجموعة من الاغبياء.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية الدين
- المتنطعون
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم
- اشعر أحيانا بالحزن
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - قصص الأغبياء