خطاب الرئيس بوش ونيران الحرية

احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1085 - 2005 / 1 / 21 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خطاب الرئيس بوش ونيران الحرية ؟
لوكلفت بكتابة خطاب الرئيس بوش , لكان على النحو الذي كتب !؟
انه الخطاب ألأفضل والأصلح أن يلقى على حجاج بيت الله الحرام , لأنه خطاب قداسة , وقد ألقي باسم الله , وتم عبر صلوات ربانية , وكأن الخطاب الأمريكي قد تأسلم , بينما الخطاب الإسلامي أو الشرقي ما زال متأمركا , بمعنى كاوبويته , والأغرب من ذلك أن يصبح الخطاب الأمريكي شيوعيا , في حين يصير الخطاب الروسي محافظا أو تقليديا .؟!
في طفولتنا الشيوعية تعلمنا الدرس الأول في الدعاوى الكاذبة , وما يسمى بالبروباغندا الإعلامية , وهي آلة ضخمة , بعكس أجهزة الكشف عن الكذب , بل هي أجهزة عملاقة , لمواراة الكذب بطريقة علما تيه , مخالفة لأهم خواص العلم في مصداقيته , ففي حين يعلن الحلف الأطلسي في منشوراته , عن قيامه من أجل الحرية الإنسانية , وحقوق الإنسان , والدفاع المستميت عن الديمقراطية والسلم العالمي , ولكن البرامج المعلنة , وبخلاف الممارسات التي تقع في تناقض كبير , بل انفصام شخصي , لايمكن بأي حال من الأحوال الحديث ووفقا للتجربة , عن إمكانية تلفيق الانفصام الشخصي , وكحالة مرضية نفسانية .
ثنائية الدين والحرية , هي ثنائية السياسة والحرب .
الخطاب الأمريكي من الأدب الشرقي , والممارسة الأمريكية سياسيا من جذور الطغيان الشرقي , وهذه من مقدمات التمهيد لإمبراطورية جديدة .
لقد تأسلم الغرب ( نظريا ) وتمسحن الشرق ( عمليا ) والمفارقات مستمرة الى مالا نهاية ..!!؟
ولكن أهم الظواهر التي يمكن ملاحظتها , هو نفاق المثقف العربي في أمريكا , ويتمثل ذلك في تمتعه بالحصانة الإمبريالية في هجومه على كل أشكال الحرية , وفي حين نظيره في الشرق يعتز بحريته في ظل طغيان الشرق ,محاولا تلفيق الوضع الدولي غير الإنساني برمته .
المثقف الشرق الأوسطي غير المعارض للطغيان الشرقي , يساهم بشكل مضلل في تلميع نظام طاغية في بلاده , وهو مناضل شرس من أجل تقويم السياسة الأمريكية أكثر مما يعمل على تنوير طاغيته بخطورة البقاء في جهنم الطغيان , وبالكف عن استر هان شعوب الشرق الأوسط الكبير , في وجه الطغيان الأمريكي الملحوظ لكل ذي عينين , بينما المثقف الشرقي في قلب ( النعيم ) العالم الديمقراطي الحر , فما معارضته سوى عمليات تقويم , لسياسة الإمبريالية الأمريكية , بل دفعا لها لإتقان الخطاب والسلوك الأكثر خداعا ..!!
اللهم بك نثق فامنحنا بعض الأكسجين , لقد اختنقنا من الرياء والكذب والنفاق , لقد صرنا حقا وحقيقة ممن مسختهم قرودا , بل ممن استبدلت بنا قوما آخرين , لعل القوم يعلمون ولكن ماذا يفعلون إذا أعميت بصائرهم , وما زالوا يعتقدون بها بعض غشاوة .
لقد قيل لأحدهم وهو مضطجع في ظل شجرة :
قم لتعمل , فرد لماذا ؟ , وحين قيل له لتكسب نقودا , قال وماذا بعد ؟ , وحين أملوه بشراء منزل بعد الربح , سأل وماذا بعد ؟ , وحين قيل له ستتزوج وتخلف إناثا وذكورا , سأل وماذا بعد ؟ قيل له ستضطجع وتستريح , وحينها تنفس الصعداء وراح يعلق ببلاهة : هاأناذامستريح ومضطجع تحت ظل شجره ..!!
جدلية مبسترة ومعقمة بجدارة تامة ..؟ وحكاية عن التطور والتقدم الذي قد لا يحدث ..؟
احمد مصارع
الرقه -2005

#احمد_مصارع (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل