أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - أنسنة الحجر -- من وحي الإنتفاضة الفلسطينية , والثورة السورية المجيدة .-















المزيد.....

أنسنة الحجر -- من وحي الإنتفاضة الفلسطينية , والثورة السورية المجيدة .-


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 20:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أنسنة الحجر :
من وحي الإنتفاضة الفلسطينية والثورة السورية المجيدة .؟
أنا إبن نحّات في مهنة البناء , تعلمت من والدي ومن رفاقه النحاتين الطيبين في موطننا الصغير – صيدنايا الحبيبة – كيف تتم أنسنة الصخور المقتطعة من جبالنا العنيدة ,, وتحويلها إلى أحجار منحوتة ومصقولة بأدوات يدوية بسيطة وخبرة مهنية عالية في مقالعهم التي كانت منتشرة حول البلدة وفق المقاسات المطلوبة لبناء المنازل لعائلاتها .أو لبناء أوابد جديدة في ديرها وكنائسها وجامعها وبلديتها.... وكيف كان البناؤون المهرة ( المعمرجية )يحولونها إلى جدران وأقواس حجرية وقباب وفنون بناء مختلفة في منازل الفلاحين البسطاء في القرية القديمة التي عاش فيها اّباؤنا وأجدادنا وعشنا معهم طفولتنا البائسة لكنها السعيدة - قبل غزو كتل الإسمنت العشوائي لها وتشويه براءتها الطبيعية - ..أو أشادوا بها أوابد أثرية لاتزال شاهدة على إبداعاتهم وجبروتهم في مهنة البناء الحجري بأدواتهم البسيطة وسواعدهم التي بنوا بواسطتها شواهق دير صيدنايا الباقية حتى اليوم في : قبة الجرس وبرج الساعة القديمة وقناطر واجهة الكنيسة وجملونها وفي بناء جامع القرية ومئذنته الجميلة التي بناها خالي زكي لطفي ونحت حجارتها نحاتو القرية ,,, وحملو ا الأحجار على ظهورهم إلى تلك الإرتفاعات الشاهقة باستعمال الحبال والسلالم الخشبية ..
وكان جدي لأمي خليل لطفي وأولاده الثلاثة من أمهر البنائين وأقدمهم وأقدرهم في البناء توفي اثنان منهم في البرازيل وبقي خالي زكي يتقن مهنة البناء حتى اًخر يوم في حياته , وكان يفتح في منزله أمامنا مخطط بناء أوابد دير صيدنايا الشاهقة ومنها قبابه الرئيسية التي بناها جدي خليل وكان أهل القرية يدعونه – المعلم خليل -- ونحت أحجارها شباب القرية ومنهم والدي ..

وهكذا تعلمت أنسنة الحجر كيف يحوله إزميل ومطرقة النحاتين المهرة إلى شتى الأدوات الضرورية التي كانت مستعملة في حياة الناس ,, كالأسطوانات الحجرية ( المداحل ) التي كانت تجر باليد بواسطة ساعد خشبي كالفرجار كان يدعى ( الماعوس ) تستخدم في الشتاء لصقل وتسوية أسطحة منازل القرية التي كانت خشبية مغطاة بالطين في الشتاء لئلا يتفذ منها ماء المطر .وكذلك تسوية أراضي بيادر المحاصيل الزراعية , يوم كان سكان البلدة أهلنا فلاحين طيبين ..وكذلك صنع أحجار معاصر الزيتون والعنب الضخمة . يوم كانت أرضنا وفلاحونا ينتجون أمنهم الغذائي بعرقهم وتضامنهم .. إلى جانب صنع الأدوات المنزلية المختلفة كأجران الكّبة وأحواض الماء و أحواض تعميد الأطفال أو زراعة الورود في المنازل وغيرها.

من هنا كنت ومازلت مع أنسنة الحجر لخدمة الإنسان وطموحه في الحياة الكريمة , الأمر الذي يحقق الأمان الإجتماعي والثقة بالنفس وحب الأرض والإنسان في كثير من الحالات -
..... ومع مرور الأيام ومراحل التغيير في حياتنا ..تحولت أنسنة الحجر من أداة لبناء المنازل وإسعاد الناس في حياتهم ودفئهم ,ومعتقداتهم ,إلى أداة نضال شعبية لبناء الوطن , وتحول الحجر مع الهتافات الوطنية العامة والخاصة إلى سلاح وطني رئيسي ضد الإحتلال الأجنبي , وبالحجر والهتافات حققنا إستقلالنا الوطني الأول . وجلاء اّخر جندي فرنسي عن بلادنا في 17 نيسان 1946 ..

كما أسقطنا الديكتاتوريات العسكرية المختلفة ومعها الأحلاف الإستعمارية ورأسها حلف بغداد عام 1956 .. كما اسقطنا بالحجر والهتاف حكومات عديدة يوم كنا طلاباً أبرزها إسقاطنا لحكومة جميل مردم وأحمد الشراباتي وزير د فاعها بعد خيانة عام 1948 في فلسطين وتاّمر الحكام العرب في أقامة دولة الصهاينة.وتوقيع الهدنة الدائمة معها ..

تحت ظل النظام البرلماني الجمهوري أسقطنا تلك الحكومة , وأرغم البرلمان على تشكيل لجنة تحقيق قضائية لمحاكمة وزير الدفاع - الشراباتي -- لإستهتاره في تسليح الجيش قبل المعركة واتهامات أخرى ..
كما أسقط جيلنا ديكتاتورية الشيشكلي الأمريكية الصنع بتمويل سعودي بالحجر والهتاف في 25 شباط 1954 - وأعاد لسورية وجهها الحقيقي الجمهوري البرلماني الديمقراطي .

كما تعلمت من شاعر القطرين : خليل مطران في مجابهة الإستبداد التركي وسياسة التتريك قيمة نحت المبادئ بالصخر والحجر بقوله :
شردوا أخيارها براً وبحرا ....... واقتلوا أبناءنا حراً فحرا
إنما الصالح يبقى صالحا ......... أبد الدهر ويبقى الشر شرّا
كسّروا الأقلام هل تكسيرها ........ يمنع الأيدي أن تنقش صخرا " .....

ثم جاءت إنتفاضة الحجر الفلسطيني في نهاية تسعينات القرن الماضي لتتوج أنسنة الحجر بسواعد أطفال فلسطين المحتلة في سبيل حق الحياة وعودة الشعب الفلسطيني لأرض أجداده منذ اّلاف السنين لإقامة دولته الوطنية المشروعة عليها ووقف الغزو الإستيطاني الهمجي الذي ترعاه الدول الكبرى عند حده .... وانتصر الحجر الفلسطيني على أحدث الأسلحة بيد جيش العدو وعلى أسلحة الإبادة الجماعية في الإ نتفاضة الأولى . وأصيبت دولة العدو بالشلل التام قبل إغتيال راعي إنتفاضة الحجارة ومبدعها الشهيد " أبو جهاد " في تونس ..!
وما زال قائد الإنتفاضة الثانية المناضل البطل ( مروان البرغوثي ) في سجون العدو الصهيوني دون محاكمة ينقل من زنزانة إنفرادية إلى أخرى - كما حصل اليوم - إنتقاماً منه عن الإنتفاضة البطلة ..

..ودخول حماس والإسلام السياسي بتشجيع من النظام الأسدي المتاّمر الأول على القضية الفلسطينية ووحدة منظمة التحرير ,,على خط الإنتفاضة الثانية الشعبي الطبيعي وتحويلها إلى عمل مسلح وعبوات ناسفة ودعوة للجهاد للإستغلال الديني لإجهاض الإنتفاضة وطعن ثورة الحجارة في الظهر ,....وكتبت يومها زوجتي الحبيبة مريم لثورة أطفال الحجارة مايلي في كرّاس " خواطر أم عربية "" نحتزل منه :
إلى أطفال الحجارة
...... يا عسل الأيام المرّة يا أولادي
يا سواعد ومشاعل ثورة الحجارة
يامنارة تهدي السفن التائهة
إلى شاطئ الأمان
للأرض للإنسان .. للقدس
أطفال الحجارة يا فراشات الر بيع
غضب كل بيت وجيع
أشواك في حلق المحتل اللئيم
من جذور التين والزيتون والسنديان طلعتم
أصبحتم نشيداً في كل مدينة وحارة
من قلب الحجارة انبلج الفجر
الله ..الله.. ما أروع رمي الحجارة
يا أختي الفلسطينية
ما أبهى لغة الحجارة ..
عندما تضحي بقية اللغات بكماء ...
ليتني أعود طفلة معكم يا للخسارة
يامن هزئتم بأحدث الأسلحة بالحجر
واقتلعتم أنياب العدو الذرية بالحجر
وأسقطتم كل سلع التجارة والتجار بالحجر
عودتكم لعصر الحجارة أعدتم الإنسان إلى براءته
وحذفتم اّلاف سنين العبودية ...
ك 2 – 1990
يتبع لاهاي 2 / 4



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوروز رمز الثورة على الإستبداد والطغيان - جدارية رقم 29 عل ...
- ثورتنا المجيدة في عامها الأول - مالها وما عليها - جدارية رقم ...
- دستورنا : دستور الشعب والوطن الديمقراطي في سورية - أم دستور ...
- دستورنا - دستور الشعب والوطن الحر في سورية - الجزء الثاني - ...
- دستورنا : دستور الشعب والوطن الديمقراطي في سورية - أم دستور ...
- رحلة تاريخية سريعة : من الغابة إلى النظام الوراثي الطائفي ال ...
- من إغتال شاعر سورية الكبير - بدوي الجبل - ؟ - على جدار الثور ...
- على جدار الثورة السورية البطلة رقم 22- طريق الحرية مليء بالأ ...
- دروس من التاريخ الوطني لمسيحيي سورية والمشرق - رقم 2 - على ج ...
- ملاحظات هامة على جدارالثورة السورية - رقم 20
- على جدار الثورة السورية . رقم 19 - دروس من التاريخ الوطني لم ...
- على جدار الثورة السورية رقم 18 - تاريخ شعبنا المشرقي لا يمثل ...
- على جدار الثورة السورية البطلة - رقم 17- في الذكرى الأولى لث ...
- عشر شمعات تبدد ظلمة الإستبداد وتحطم قيوده في عمر حوارنا المت ...
- على جدار الثورة المصرية الرائدة - تقدم التيار الإسلامي في ال ...
- على جدار الثورة السورية - رقم 15 - هستيريا نظام القتلة وملحق ...
- على جدار الثورة السورية المجيدة - رقم : 14 - مقترح وحوار ..؟ ...
- على جدار الثورة السورية - رقم 13 - شيء من التاريخ القريب ؟ د ...
- على جدار الثورة السورية المجيدة - 12 - شيء من التاريخ القريب ...
- على جدار الثورة السورية - وهلوسات نظام اللصوص والقتلة وقوائم ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - أنسنة الحجر -- من وحي الإنتفاضة الفلسطينية , والثورة السورية المجيدة .-