من إغتال شاعر سورية الكبير - بدوي الجبل - ؟ - على جدار الثورة السورية - رقم 23 -

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 17:45
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

من إغتال شاعر سورية الكبير " بدوي الجبل ؟ على جدار الثورة السورية رقم 23 -؟
بتاريخ 15 كانون الثاني عام 1992 اغتيل مدير الإذاعة والتلفزيون السوري السابق ومخرج البرامج فيه الشهيد منير الأحمد وألقيت جثته مشوهة في الشارع العام ..وطمست القضية تماماً , و وسائل الإعلام الداخلي والخارجي لم تنبس ببنت شفة حول هذه الجريمة الكبرى .. ولم تكن يومها تنظيمات عصابات الشبيحة وجرائمها معروفة إلا على نطاق ضيق جداً في محافظة اللاذقية ولدى المناضلين الوطنيين الصادقين القلائل في الداخل والخارج ..وقد نشرت إسم الشهيد الأحمد وحادثة إغتياله في كراس مستقل تحت عنوان ( باقة من شهداء الحرية في سورية )عام 1994 في بولونيا ووزع على الأصدقاء ووسائل الإعلام ..كما نشرت أسماء باقة كبيرة من شهداء الحرية الذين اغتالهم نظام حافظ الأسد في سورية , في عدة حلقات على صفحات منبر " الحوار المتمدن " منبر الحرية الرائد في الوطن العربي خلال سنوات 2004 -- 2006 وحتى ذلك التاريخ لم ينشر أي شيء عن أغتيال شبيحة المجرم حافظ للشاعر السوري الكبير "" أحمد سليمان الأحمد "" الملقب ب بدوي الجبل "",,او بواسطة فرق الموت المرتبطة به شخصياً وتنفذ جرائمها بأوامره , ومنه إنتقلت بالوراثة لوريثه الصغير ..
حتى تم كشف جانب صغير من الجريمة مؤخراً بفضل الثورة السورية البطلة التي حطمت جدار الخوف والرعب عند بعض المثقفين الشرفاء رأيت من الواجب نشرها بعد تعريف موجز لتاريخ شاعرنا الشهيد الذي إغتيل ورميت جثته في الشارع لإي أحد أزقة دمشق عام 1981أي قبل إغتيال إبن أخيه بإحدى عشرة سنة .. وقيل أنه رفض التعاون مع النظام والإقتداء بالجواهري في مديح طاغية دمشق ,,وكتب اّخر قصيدة له كانت مطموسة عثر عليها مؤخراً من المرجح أنها كانت السبب الرئيسي في إغتياله ..ولابد من لمحة عن تاريخ الشهيد بدوي الجبل : يعتبر شاعرنا من الرعيل الوطني الأول الذي جابه الإستعمار الفرنسي في منطقة اللاذقية . وكأن أحد أقطاب الكتلة الوطنية ومرشحها الدائم عن الساحل السوري ,إنتخب نائبا عن الكتلة الوطنية التي تحولت إلى الحزب الوطني بعد عام 1947 عدة مرات كما عين وزيرا في عدد من الحكومات الوطنية في العهد البرلماني حتى عام 1958 وكان شعبياً متواضعاً ونظيف اليد ,وفي ما يلي النص الكامل – على ما أعتقد – لقصيدته الوطنية الرائعة والأخيرة التي إغتاله وحوش اّل الأسد وشبيحتهم من أجلها :
................. -- بدعة’ الذ لِ –

بِدعة’ الذلِ حين لايذكر’ في الشام ِ أنه إنسان
بِدعة الذلِ أن يصاغ من الفرد إله’’ مهيمن ديّان’
أيها الحاكمون ماضاعت النفوس ... أن ترفع الأصنام و’تعبد’ الأوثان’
نحن أسرى وحين ضيم حمانا .... كاد يقضي من حزنه المأسور’
كل فرد من الرعية عبد’’ ....... و من في الحكم كل فرد أمير ’
ومع الأسر نحن نستشرق الأفلاك والدائرات كيف تدور ’
نحن موتى وشر ما إبتدع الطغيان’ موتى على الدروب تسير’
نحن موتى وإن غدونا ورحنا والبيوت المزوقات’ قبور’
نحن موتى يسِر’ جار’’ لجارِ : متى يكون’ النشور’
بقيت سبّة’ الزمانِ على الطاغي ويبقى لنا العلى والضمير ’
محنة’ الحاكمين جهل’’ ودعوى جبن- فاضحِ ومجد’’ عثور’
نهبوا الشعب وإستباح حمى المال جنون’ النعيمِ والتبذير’
كيف يغشى الوغى ويظفر’ فيها حاكم’’ مترف’’ وشعب’’ فقير ’
مزّقوه’ ولن يمزّقً , فالشعب عليم’’ بما أرادوا خبير’
حكموه بالنار , فالسيف’ مصقول’’على الشعب حده’ مشهور’
محنة العرب , أمة’’ لم تهادن فاتحيها , وحاكم’’ مأجور’

• * * * * * * *
إرجعوا للشعوب يا حاكميها ’ لن يفيد التهويل’ والتغرير’
صارحوها فقد تبدلت الدنيا . وجدّت بعدً الأمورِ أمور’
لايقود’ الشعوبً ظلم’’ وفقر’’ و ’سباب’’ مكرر’’ مسعور’
والإذاعات’ هل تخلّعت العاهر’ ؟ أم هل تقيأ ً السكّير’
صارحوها .. ولا يغطِّ على الصدقِ مزوِّر’’ وهدير’
واتّقوا ساعة الحسابِ إذا دقّت فيوم’ الحسابِ يوم’’ عسير’
يقف الإثنان وجهاَ لوجهِ وحاكم’’ ظالم’’ وشعب’’ صبور’
كل حكمِ وله وإن طالت الأيام : يومان أول’’ وأخير’
كل طاغٍ ومهما استبدّ ضعيف’’ , كل’شعبٍ مهما إستكانً قدير’
.......................
وهب الله’ بعض’ أسمائه للشعبِ ’ فهو القدير’ وهو الغفور’
.................

رحم الله شاعر سورية الكبير : الشهيد أحمد سليمان الأحمد أو " بدوي الجبل " الوطني والسياسي المخضرم والشاعرالملحمي , الملتزم بالدفاع عن الإنسان والحرية والوطن.. الذي وقف بقامته العالية مدافعاً عن شعبه المستعبد ووطنه المحتل ,, وعن قضية الحرية والكرامة والإنسان في مواجهة طاغية جاهل مأجوركما وصفه شاعرنا الشهيد الغيّور على شعبه ووطنه بكل شجاعة , وهويعلم مدى إجرام هذا الطاغية وساديته ... وكان شهيدنا مقتنعاً بأن الشاعر الحقيقي من إختار الوقوف في خندق الحرية مع شعبه مهما كان الثمن - كنيرودا وناظم حكمت ولوركا - جنود نضال عنيد ضد الإستبداد والديكتاتورية في أي زمان وأي مكان ولو دفعوا حياتهم براحة ضمير مع شهداء شعبهم ... لاكما يفعل وعاظ السلاطين وشعراء البلاط والطائفية الرخيصة في عهود الإستبداد المختلفة .. وما السيد أدونيس وأمثاله من الشعراء و الكتاب والصحفيين والإنتهازيين المدافعين عن طاغية دمشق ومجازره اليومية , سوى نماذج تعيسة لاّخر طبعة من وعاظ السلاطين في القرن الحادي والعشرين ...؟؟؟
له الرحمة والخلود...
ولطاغية دمشق المقبور حافظ الأسد ووريثه بشار قاتل شعبه وعصابته النهاية التاريخية المحتومة لجميع أعداء الشعوب والحرية في العالم .. والنصر لثورتنا السورية البطلة رغم كل صعوبات العسكرة والتدويل التي إختارها نظام القتلة واللصوص وولاية الفقيه... ولم تخترها الثورة السلمية منذ خطواتها الأولى نحو التحرير والوحدة الوطنية والنصر النهائي ..؟؟ - 18 / 2 / 12 – لاهاي

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل